تتجه الكثير من الشركات تجاه خدمات بث الألعاب عبر الإنترنت خاصة مع توافر الإنترنت فائق السرعة كان عبر الإنترنت المنزلي أو شبكات الجيل الخامس التي انتشرت مؤخراً في الكثير من دول العالم. الهدف التي تسعى إليه هذه الشركات هو توصيل تجربة الألعاب على منصات الألعاب المنزلية للجميع دون الحاجة لامتلاك تلك الأجهزة أو لامتلاك حساب قوي فكل ما تحتاجه اليوم هو هاتف ذكي متصل بالإنترنت لتستمع بمكتبة كبيرة من تلك الألعاب.

شركة نفيديا كان لها السبق عندما أطلقت GEForce Now على نظام الاندرويد قبل أن تنضم لها جوجل بخدمة Google Stadia وتحاول مايكروسوفت حالياً اللحاق بهم بخدمة XCloud الجديدة والمنتظر إطلاقها خلال منتصف الشهر المقبل. الشيء المشترك في الخدمات الثلاثة لم يكن السعي وراء تقديم تجربة جديدة للمستخدمين ولكن اقتصار خدماتهم فيما يخص الهواتف الذكية على نظام اندرويد.

إطلاق جوجل لخدماتها بصورة حصرية على الاندرويد كان منطقي نوعاً ما فهي المحرك الأساسي للنظام الشهير, في نفيديا الأمر مشابه نوعاً ما نظراً لأن الخدمة كانت حصرية في البداية على أجهزة الشركة اللوحية Nvidia Shield التي كانت تعمل بنظام الاندرويد ولكن استمرار الأمر مع مايكروسوفت فتح الباب أمام التساؤلات حول مصير خدمات الألعاب السحابية على متجر أبل للتطبيقات App Store.

الأمر بدأ عندما أعلنت مايكروسوفت رسمياً أن خدمة XCloud ستتوافر حصرياً على هواتف الانرويد فقط بأكثر من 100 لعبة فور إطلاقها وأنها لن تتوافر على iOS أو iPad OS لأن تطبيقها الجديد الخاص بالخدمة لم يتم الموافقة عليه من قبل أبل لمخالفته سياسة App Store.

XCloud Xbox Game Pass Ultimate خدمة سحابية

تقرير لموقع Business Insider كشف أن أبل لم توافق على طرح تطبيق خدمة XCould ومن قبله تطبيق خدمة Stadia لأنهما لا يتبعان سياسة المتجر والتي تنص أنه يجب على أبل أن تراجع كل لعبة تقدمها أي من الخدمتين بصورة منفصلة لتتأكد ما إن كانت تتوافق مع معايير App Store بدعوى الحفاظ على بيئة المتجر ونوع التطبيقات المقدمة من خلاله.

أمر كهذا مستحيل أن يحدث فمايكروسوفت ستُطلق خدمتها الجديدة بأكثر من 100 لعبة للمستخدمين، هل من المنطقي أن تراجع أبل 100 لعبة وأكثر للموافقة على طرح التطبيق على المتجر؟ ماذا سيكون موقف الخدمة إذا ما اعترضت أبل على بعض الألعاب؟ والسؤال الأهم، كيف ستطرح مايكروسوفت أي لعبة جديدة في خدمتها للألعاب السحابية إذا كانت تحتاج لموافقة أبل قبل إطلاقها؟

مايكروسوفت ومن جهتها علقت على الأمر مؤكدة على أسفها من عدم موافقة أبل على إطلاق خدمتها أو الموافقة بتواجد اشتراك Xbox Game Pass Ultimate منددة بسياسة الشركة الأمريكية التي تعامل تطبيقات الألعاب بصورة منفصلة عن باقي التطبيقات متساهلة معهم حتى وإن كانت تقدم محتوي تفاعلي. واختتمت مايكروسوفت بيانها مذكرة الجميع أن ألعابها يتم تقيمها من قبل ESRB أو الكيانات الموازية لها في مختلف الدول بحسب ما نقل موقع The Verge.

النقاط السابقة بالتأكيد كانت السبب الخفي لعدم وجود خدمات Stadia على أجهزة أبل الذكية وستكون العقبة الأكبر أمام وجود أي من خدمات الألعاب السحابية مستقبلاً على متجر الشركة الأمريكية التي يزداد نفوذها واحتكارها له يوما ًتلو الآخر متجاهلة تماماً تذمر المطورين وقضاياهم لوقف هذا الاحتكار.

Stadia

أبل لم تكتفى بهذه السياسة الغريبة فعند مواجهتها بأنها توافق على تواجد خدمات مثل خدمات بث الأفلام والأغاني دون مراجعة كل عمل سينمائي، درامي أو موسيقي كان رد الشركة بأن الألعاب تختلف عن هذا النوع من المحتوى لأنها "تفاعلية".

البعض يرجح أن هذه السياسة من قبل أبل ترجع لسعيها لمزيد من الاحتكار وفرض السلطة على متجر App Store وأنها تحاول الدفاع عن خدمتها للألعاب Arcade والتي ستفشل بالتأكيد ما إن تواجدت خدمات الألعاب السحابية التي ستقدم تجربة أجهزة الحاسب ومنصات ألعاب الفيديو والتي تتفوق بأضعاف مضاعفة على ما تقدمه Arcade.

رأي آخر يرجح أن ثمة سبب آخر وراء هذه السياسة وهي أن أبل لن تجني أرباح من هذه العملية. في Stadia و XCloud سيقوم المستخدم بدفع اشتراك من أجل استخدام خدمة الألعاب السحابية ثم سيدفع مرة أخرى من أجل الاستمتاع بمكتبة الألعاب المتاحة عبر الباقات التي تقدمها كل منصة. عمليات الدفع تلك لن تحتاج لتمر من خلال أبل فيمكن إجرائها مباشرة من خلال أجهزة أخرى خاصة العملية الثانية وهو ما تقف أبل بشدة تجاهه وتحاول منعه بل أصبحت توجه مضايقات للمطورين الذين لا يفرضون رسوم داحل تطبيقاتهم.

ما رأيك في سياسة أبل تجاه خدمات بث الألعاب السحابية؟ وما السبب ورائها؟
شاركنا برأيك في التعليقات!