نظام أندرويد الرسمي و Android One و Android Go .. ما الفروق بينهم ومن الأفضل لك
مُنذُ ظهور أول إصدار من نظام أندرويد ونحن لا نعرف سوى إصدار واحد تقوم كُل شركة من الشركات المُصنعة للهواتف المحمول بأخذه من جوجل كونه نظام مفتوح المصدر وتقوم بعمل التعديلات والإضافات عليه والتي قد تكون في صالح المُستخدم من حيث تحسين الأداء والتجربة أو تكون ضده من حيث أنها تجعل النظام أثقل ومليئاً بالتطبيقات المُثبتة مُسبقاً التي قد لا يحتاج لها المُستخدم. في مقالٍ مُنفصِل، كُنتُ قد تحدثت عن كيفية تحويل نظام هاتفك أيُما كان إلى نظام يُشبه نظام أندرويد الرسمي من خلال تحميل عِدة تطبيقات، ويُمكنك الاطلاع على هذا المقال من هُنا:
دليلك الكامل لاستخدام نظام أندرويد الرسمي دون استبدال هاتفك أو عمل روت!
وقد كان هذا المقال عبارة عن مجموعة من التطبيقات التي تُطورها جوجل نفسها لتحوِّل فقط واجهة هاتفك إلى ما يُشبه نظام جوجل الرسمي أو ما يُعرف ب Stock Android.
أنظمة أندرويد الرسمي و Android One و Android Go
في السنوات الأخيرة، ظهر على الساحة نظامي أندرويد جديدين يُعرفان باسم Android One و Android Go، وهُما نظامان مبنيان على نواة Linux ذاتها التي بُني عليها نظام أندرويد الرسمي ولكن مع مجموعة من التغييرات. ما سبب إطلاق جوجل لهذين النظامين، وما الفروق بينهما وبين نظام أندرويد الرسمي، وهل يستحقان التجربة أم أن تجربتها قد تكون إجبارية في بعض الأحيان؟ كُل هذه الأسئلة وأكثر سنقوم بالإجابة عليها خلال الأسطُر التالية.
أولاً: نظام أندرويد الرسمي – Stock Android
نظام أندرويد الرسمي هو النظام الذي نعرفه والأكثر انتشاراً من بين أنظمة أندرويد الثلاث، ظهر هذا النظام لأول مرة في عام 2010 عندما عقدت شركة Google اتفاقية مع مُصنع الهواتف الصيني HTC لتقوم بتصنيع هواتفها والتي تحمل اسم Nexus، وقد اختلف هذا النظام عن أنظمة أندرويد المعروفة حينها في أنه نظام نقي ونظيف عكس أنظمة أندرويد التي كُنا نراها في هواتف Samsung التي كان يتم تعديلها وإضافة واجهة TouchWiz إليها، بالإضافة إلى هواتف Huawei التي كانت تستخدم واجهة EMUI وغيرهم، فهذا النظام كان النظام الرسمي الأول من جوجل. استمرت جوجل في إصدار نظام أندرويد الرسمي على هواتف Nexus بعد ذلك وحتى أصبح اسمها Pixel والذي كان أول هاتف تُصنعه جوجل بنفسها في عام 2016 وقد تم الإعلان عنه خلال مُؤتمر Made By Google في إشارة لأنه سيتم عرض الأجهزة التي تُصنِّعها جوجل بنفسها في هذا المُؤتمر بخلاف ما سبق عندما كانت شركات مثل LG و HTC تتولى مسؤولية التصنيع نيابة عنها. إذاً، فمن الأسطُر السابقة، يُمكننا أن نُعرِّف نظام أندرويد الرسمي على أنه النظام الذي يتواجد في الأجهزة التي تمتلك علامتها التُجارية شركة جوجل ذاتها سواءً كانت Nexus أو Pixel، وهو نظام يُعرف بأنه نقي وخالي من أية تعديلات أو واجهات مُحسنة مثلما نرى في هواتف الشركات الأُخرى، ولكن ما يهُم أكثر من ذلك، هو أن هذا النظام يتميز بإشراف جوجل المُباشر عليه. يعني الإشراف المُباشر هُنا أن جوجل تقوم بدعم هذا النظام بنفسها، وبذلك يضمن مالك الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد الرسمي الحصول على التحديثات كافة فور إطلاقها على عكس الهواتف الأُخرى والتي تكون عملية إرسال التحديثات فيها مُختلفة حيث أن شركة جوجل تقوم على سبيل المِثال بإرسال التحديث لشركة Samsung والتي تقوم فيما بعد بالتعديل على هذا التحديث لتجعله مُناسباً ومُتوافقاً مع واجهتها الخاصة سواءً كانت TouchWiz أو Samsung Experience في السابق أو One UI في الوقت الحالي وهو ما يجعل هذا النظام فائزاً من ناحية سرعة الحصول على التحديثات. لا ينتهي الأمر هُنا، فبالإضافة إلى التحديثات، يتميز هذا النظام بسرعته وسلاسة أداءه وحفاظه على عمر البطارية والذين يأتون كنتيجة لعدم وجود واجهات مُعدلة أو تطبيقات مُثبتة مُسبقاً غير مرغوبة أو مُستخدمة وهو ما يجعله أيضاً يستهلك مساحة أقل من الذاكرة الداخلية. كُل هذه المُميزات تجعل هذا النظام هو النظام الأفضل بين كافة أنظمة أندرويد وتجعل الجميع يهرع إليه بالرغم من وجود العديد من المزايا الأُخرى التي تُقدمها واجهات المُستخدم مثل One UI التي تأتي مع المُساعد الشخصي Bixby وصفحة البداية الخاصة به، ففي المُقابل يأتي نظام جوجل الرسمي بالمُساعد الشخصي Google Assistant فقط والذي تحدثت عنه في مقالٍ سابق هو والمُساعدات الشخصية الأُخرى الموجودة على الساحة.
في اليوم العالمي للمرأة … إليكم ما يُمثِّلُها في وادي السيليكون
ثانياً: نظام Android One
في عام 2014، فاجأتنا جوجل بإطلاقها نظام جديد يحمل اسم Android One وذلك في الهند حصراً حتى بدأ انتشاره في جميع أنحاء العالم. جاء هذا النظام كهدية لمُصنعي الهواتف الذكية من الفئة المُتوسطة والاقتصادية كي يتمكنوا من تقديم أداء جيد للمُستخدم دون التضحية بكامل التجربة ومع الحفاظ على العتاد مُنخفض الجودة في هواتفهم للحفاظ على السعر. ولكن; لم يكن هذا كُل شيء حول نظام Android One، فهذا النظام وليد العقد الجديد تميز بأحد أهم النقاط الموجودة في نظام أندرويد الرسمي، ألا وهي التحديثات الأمنية. ذلك; لأن نظام Android One هو نظام يُشبه كثيراً نظام أندرويد الرسمي، بل هو يُعتبر نظام أندرويد رسمي ولكن فقط مع خفض في مُتطلبات تشغيله والتي تأتي على حساب الجماليات في بعض الأحيان والمُميزات، ولكنه في الوقت ذاته يُدعم من جوجل، ويحصل على التحديثات فور إطلاقها مثله مثل نظام أندرويد الرسمي وذلك لمُدة ثلاثة سنوات من إطلاقه، لذا فهو يُعتبر Stock Android ولكن للأجهزة الأقل من حيث المواصفات التي لا تقوم جوجل بتصنيعها، أي لا تحمل شعار Made by Google. لهذا النظام الميزة ذاتها التي تُسرِّع من أداء نظام أندرويد الرسمي وهي عدم وجود التطبيقات المُثبتة مُسبقاً الإجبارية، بالإضافة إلى وجود المُساعد الشخصي Google Assistant به دون مُساعدات أُخرى. قامت العديد من الشركات بالانضمام إلى برنامج Android One الذي أطلقته جوجل، وكان على رأسها شركة Nokia التي أصبحت تستخدم هذا النظام في كافة هواتفها، ومن ثم شاومي التي تستخدمه في عدد من الهواتف أيضاً التي من ضمنها Mi A1 و Mi A2 وهواتف Moto X4 و HTC U11 Life. كُل هذه الشركات قد أصدرت هذه الهواتف بأسعارٍ مُناسبة للمُستخدم الذي يبحث عن سعر اقتصادي وفي الوقت ذاته يبحث عن الأداء السلس والمُستقِر. بهذه الطريقة، قدمت هذه الشركات نظاماً ذا واجهة بسيطة غير مُعقدة وأداءً سلسلاً، مع إخلاء مسؤوليتها عن التحديثات التي تصدُر لهذه الأجهزة وذلك باشتراكها في هذا البرنامج. ليس هذا كُل شيء، فقد قدمت جوجل مجموعة من المُميزات التي كانت تُقدمها لنظام أندرويد الرسمي فقط في السابق في نظام Android One مثل المساحة غير المحدودة للتخزين على Google Photos ومُساعد جوجل مُحسن مع تكامل مع Google Lens وخدمة Google Play Protect بالإضافة إلى دعمه للذكاء الاصطناعي من Google.
ثالثاً: نظام Android Go
يُعرف نظام Android Go باسم Android Oreo (Go Edition) وهو نظام قد تم عمله للهواتف من الفئة الاقتصادية ذات العتاد المُنخفض والذي قد يصل إلى ذاكرة عشوائية بسعة 1 جيجابايت وهي سعة لا تكفي الوقت الحالي لتشغيل لُعبة واحدة على نظام Android Oreo الاعتيادي. تم إطلاق نظام Android Go في عام 2017 في خلال حدث Google for India أيضاً، وهو يُعد النظام الأخف من أنظمة Android ويُمكن أن نُشبهه بأحد التطبيقات مثل Facebook ونُسخته الخفيفة Facebook Lite والتي يُفضّل استخدامها على هذا النظام كونها لا تستهلك الكثير من الموارد. يختلف هذا النظام عن النظامين الآخرين في توفيره للمزيد من المساحة في الذاكرة الداخلية بالإضافة لعدم احتوائه تقريباً سوى على تطبيقات Go التي أطلقتها جوجل مُؤخراً تزامناً مع إطلاق هذا النظام مثل YouTube Go و Maps Go و Gmail Go وغيرهم من التطبيقات الخفيفة المُناسبة للاستخدام على هذا النظام والتي تجعله مُناسباً للعمل مع ذاكرة عشوائية بسعة 1 جيجابايت وذاكرة داخلية بسعة 8 جيجابايت. لا تقوم جوجل في هذا النظام بمنعك من تحميل التطبيقات التي تُريد، ولكن تحميلها سيكون على مسؤوليتك الخاصة، فأنت تمتلك تطبيق متجر Google Play Store ويُمكنك تحميل أياً من التطبيقات الداعمة لهاتفك، بالإضافة إلى إمكانية تثبيت التطبيقات على هيئة ملفات .APK، ولكنك حينها ستتحمل العواقب، ليس بسبب ضعف النظام، ولكن بسبب ضعف الهاتف الذي تستخدمه والذي بالتأكيد ذا مُواصفات مُنخفضة أدت لاختيار الشركة المُصنعة لنظام Android Go ليعمل عليه. يختلف أيضاً هذا النظام من ناحية التحديثات، فهو يعمل بشكلٍ يُشبه أنظمة أندرويد التي نجدها على الهواتف الأُخرى مثل Samsung و Huawei وغيرهم، حيث تقوم الشركات بأخذ إصدار Android Go من جوجل وتقوم بتثبيته في هواتفها، ومن ثم تُرسِل جوجل التحديثات إلى مُصنعي الهواتف ليقوموا بإرسالها للمُستخدمين بأنفُسهم بدلاً من قيام جوجل بذلك الأمر بنفسها. يتواجد نظام Android Go في الهواتف مُنخفضة السعر مثل ZTE Tempo Go الذي يتراوح سعره حول 80 دولار و Alcatel 1 و TECNO Spark 2 و Moto E5 Play وغيرهم من الهواتف مُنخفضة الثمن والمُواصفات والتي تُحاول الحفاظ على مُستوى الأداء برغم هاتين النُقطتين باستخدام نظام Android Go.
الختام
إذاً، فكإجابة على الأسئلة التي ذكرتها في بداية المقال، قامت جوجل بإطلاق هذين النظامين كي تُزيد من حصتها في سوق الهواتف المحمولة من الفئات الاقتصادية والمُتوسطة في السوق، ليعود عليها الأمر في النهاية لزيادة مُستخدمي أنظمتها مما يُمكنها من الاستفادة بشكلٍ أكبر من خدماتها والإعلانات التي تقوم بإطلاقها في تطبيقاتها مثل تطبيق المتجر Google Play Store ومُحرك البحث وغيرها. أما الفرق بينها فهي في التجربة بشكلٍ عام والتي يُمكن ترتيبها من نظام أندرويد الرسمي إلى نظام Android One ومن ثم Android Go وكذلك في الأداء بالنسبة للهاتف الذي تستخدمه. أما بالنسبة للتجربة، فشخصياً أعتقد أني لن أقوم بتثبيت نُسخة من أنظمة Android Go أو Android One على هاتفي بشكلٍ اختياري أو شراء أحد الهواتف التي تعمل عليهما أيضاً إلا إذا اضطررت لذلك وهو عكس نظام أندرويد الرسمي الذي أود لو أن أستخدمه بالطبع.
?xml>