هل تفكر AMD ببيع قطاع المعالجات الرسومية ATI؟

سمعنا الكثير من الكلام عن نية بعض الشركات الاستحواذ على AMD وذلك في محاولة لاستغلال وضع AMD السيء من ناحية المبيعات والأرباح, خاصة بعد الخسائر السيئة التي كانت تعاني منها في السنوات الماضية, صحيح أنها خففت من خسائرها في أخر سنتين بالضبط ولكن رغم ذلك, ما زالت الشركة تعاني من خسائر مستمرة.

من تلك الشركات قيل عن شركة صينية مشهورة في عالم الحوسبة ولديها رأس مال ضخم جدا, الصفقة التي قيل أنها قد تحدث كانت تعتمد على شراكة طويلة الأمد بين AMD والشركة الصينية, وهذا حتما سوف يساعد AMD لأنها ببساطة ليست بحاجة الى خبرة, إنما بحاجة الى رأس مال كبير ومصانع ضخمة لكي تعيد عملية إنتاج معماريتها بالشكل المطلوب لمعظم أقسامها سواء قسم المعالجات المركزية, المعالجات الرسومية, وحدة المعالج المسرع, SoC...وغيرها.

الشركة الأخرى التي قيل أنها تفكر أيضا في عملية استحواذ على AMD هي شركة سامسونج, حيث تسربت معلومات من هنا ومن هناك تقول أن سامسونج تفكر فعلا بذلك, خاصة أن كلا من AMD و سامسونج يربطهما علاقة قوية مع بعضهما البعض من ناحية العمل المشترك التي تقوم به AMD لصالح سامسونج وبالعكس....اليوم لدينا ما هو أكثر من ذلك, فصحيح أن هذا التسريب ذكر في وقت ماضي ولكنه لم يأخذ مكانا بين المتابعين نظرا لنفيه بشكل نهائي من قبل AMD في الماضي, لكن اليوم يعود هذا التسريب بقوة.

يقول هذا التسريب أن AMD تفكر فعلا في عملية فصل قطاع الرسوميات ATI كقطاع لتصنيع المعالجات الرسومية وجعلها كشركة منفصلة عن AMD! هذا الأمر سابقا كان مستحيلا بسبب رفض المدير التنفيذي لهذه الفكرة في الماضي حيث استطلعت AMD هذه الفكرة وقررت التصويت ضدها, لكن مع السيدة ليزا سو فهي تحمل بداخل عقلها هذه الفكرة منذ توليها لهذا المنصب, وبما أنها اليوم المدير التنفيذي لشركة AMD, فيبدو أن إمكانية حدوث هذا الأمر وارد.

ماذا يمكن أن تفعل AMD في هذه الحالة؟

أولا أعيد وأقول أنها ليست يالمرة الأولى التي نسمع فيها حول هكذا تسريب بخصوص فصل قطاع ATI عن AMD، لكن هذه المرة يبدو وأن الأمر أكثر جدية، فيكفي أن أقول أن الخبر تم تداوله من وكالة أخبار رويترز. السؤال المطروح اليوم ماذا يمكن أن تقدم عليه AMD فيما يخص قطاع المعالجات الرسومية ATI؟ تبحث AMD عن خيارات لتحسين أعمالها، وحاليا هي تستقصي ما إذا كان ينبغي لقطاع المعالجات الرسومية ATI لديها أن يفصل ويباع، بعيدا عن الشركة...ولكن له إدارة بحد ذاته منفضلة كليا عن AMD مع رأس مال خاص.

ربما أن كان وضع AMD الحالي جيد ولا يعاني من خسائر في الأرباح كنت شخصيا أتوقع حدوث ذلك, ولكن أن عدنا الى أرباح AMD الحالية فهي بالأساس تعود الى قسمين فقط وهم وحدة المعالج المسرع المعروف بـ APU, وقسم المعالجات الرسومية Radeon، وهما القطاعين الذين يعتبران المربح الكبير بالنسبة لـ AMD. نعم صحيح أن هناك خسائرة ليست بالجيدة خاصة في تأخر طرح جيلها R300 (والذي طرح أخيرا منذ أسبوع تقريبا بعد تأخر دام أكثر من 10 أشهر عن المنافس), لكن رغم ذلك لا يمكن غض النظر عن هذا القسم كواحد من الأساسيات التي تقف عليها AMD أمام منافسيها.

بعد خروج قطاع المعالجات المركزية من الخدمة بشكل نهائي FX لم يعد لدى AMD الكثير لتقدمه سوى في قطاع APU والمعالجات الرسومية. لذا لا يمكن أن نرى إمكانية لحدوث ذلك في القريب العاجل, خاصة عندما نفكر أن AMD سوف تتخلى عن براءات الاختراع التي تملكها ATI والتقنيات المدرجة في معالجات APU, فلا يمكن أن تتخلا كليا عن كل تلك المميزات التي تتمتع بها.

ربما نحن نجهل بعض النقاط التي هي في رأس السيدة ليزا عندما كانت تفكر وما زالت تفكر بهذه النقلة النوعية للشركة من ناحية فصل قطاع ATI عن AMD. الأكيد أن هكذا خطوة أن حدثت رغم أستبعادي لحدوث ذلك, سوف يكون قائم على دراسة شاملة بالكامل وقد تأخذ فترة طويلة حتى تصل الى ما يريح AMD فعلا سواء من حماية براءة الاختراع التي تملكها ATI, أو من خلال التخفيف الكبير على ميزانية AMD التي تعاني دائما من عملية تطويرالمعماريات الخاصه بقطاع المعالجات الرسومية التي تكلف ملايين من الدولارات ونحن هنا نتحدث فقط عن تطوير.

الى أي مدى وصلت له هذه التحضيرات التي تفكر بفعلها AMD؟

AMD الأن في المرحلة الأولية لمراجعة القيام إما بقسم نفسها إلى قسمين أو تفريع العمل بقسم منفصل، وذلك للسعي في عكس حظوظها ومواجهة خصمها Intel و انفيديا بإستراتيجية مختلفة. حاليا ووفقا للكثير من المصادر أن المداولات مازالت في المرحلة التمهيدية ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد كما قال هؤلاء الأشخاص الذين سربو بعضا من ذلك الكلام. مع تأكيد أساسي على أن السيدة ليزا سو مصرة باعتبار كل خيار ممكن في تحويل الشركة الى ما هو أفضل في المستقبل القريب! لا يعني ذلك أن القرار عائد لها حصرا فهناك مجلس إدارة, ولكن أيضا للمدير التنفيذي صلاحيات نافذة.

كما طلبت AMD من مكتب استشارة خاص مساعدتها في الاطلاع على خياراتها ورسم السيناريوهات الممكنة لكيفية الانقسام أو تفريع مسار العمل، وذلك نقلا عن هؤلاء الأشخاص ضمن المداولات السرية التي كانت قائمة. وفقا لما يتحدث عنه هؤلاء الأشخاص الذين سربو بعضا من تلك المداولات, فإن الخيار الوحيد الجاري وضعه بعين الاعتبار وهو فصل قطاع رسوميات AMD وأعمال الترخيص عن أعمال السيرفر، التي تبيع المعالجات التي تشغل مراكز البيانات كخطوة أولى...مع التنويه أن متحدث AMD الرسمي رفض التعليق حول هذه المسألة...للأسف الصورة ليست واضحة بعد بالنسبة للمستقبل التي تتجه له AMD.

ما هو وضع AMD الحالي؟ وهل هو فعلا بهذه الخطورة؟

نافسة AMD التي تملك قيمة سوقية بحوالي 2 مليار دولار، شركة Intel العملاقة منذ عام 1980، وفي مرات حققت نجاحات مع رقاقتها للحواسب والسيرفرات. تمتلك AMD اتفاقية ترخيص مشتركة واسعة مع Intel، وهي مسألة ينبغي لـ AMD أن تدرسها بعناية في حالة الانفصال. خلال السنوات القليلة الماضية، تعرضت AMD للبطء والإعاقة نوعا ما من قبل منافسيها الجدد الذين صمموا رقاقات ذات كلفة منخفضة وكفاءة من حيث الطاقة. بعد ذلك تهاوت أسهم AMD بنسبة 40% خلال الـ12 شهر الماضي.

كما قررت AMD في شهر أكتوبر من خفض 7% من الأيدي العاملة لديها، وهي حاليا تركز بشكل كبير على أجهزة الكونسول وسيرفرات المنخفضة الطاقة مع معالجات APU لمكافحة انخفاض مبيعات الأجهزة المحمولة. كما يجب التنويه على نقطة مهمة جدا أن منافسيها الأكبر مثل Intel و NVIDIA يمتلكون رأس مال أكبر لتمويل الأبحاث على منتجاتهم الجديدة، بينما AMD تواجه انخفاض في السيولة المالية ولديها ميزانية أكثر تواضعا.

فكل عملية تطوير للمعمارية تحتاج الى ملايين الدولارات هذا عدى مراحل التصنيع في حالة أعتماد المعمارية وعملية التصنيع التي تمر بمراحل متعددة والمكلفة أيضا. اليوم اتسعت الخسارة الصافية لـ AMD إلى 180 مليون دولار، أو 23 سنت للسهم، في الربع الذي انتهى في 28 مارس، مقارنة مع 20 مليون دولار أو 3 سنت للسهم، عن السنة السابقة. رغم ذلك مرت على AMD فترات سيئة وأكثر صعوبة مما تمر به اليوم, ولكن ذلك لا يمنع أن نرى أحداث غير متوقعة في طريقة عمل شركة AMD...من يعلم ماذا يمكن أن يحدث في القريب العاجل مع اتساع الفارق بين AMD و Intel...ماذا تتوقع أن يحدث لمستقبل ATI مع AMD شاركنا برأيك الأن؟

تحديث: AMD تنفي كل تلك الأخبار عن نيتها بيع قسم المعالجات الرسومية أو قسم الشركة الى قسمين