إيلون ماسك .. الاسم الذي يتردد كثيراً في الأعوام الأخيرة كأنجح الأشخاص في العالم وأكثرهم طموحاً و واحد من أغنى الأغنياء بثروة تتجاوز ال218.6 مليار لحظة كتابة هذه الأسطر .. تعرف على نشأته والحقيقة وراء شركاته الكثيرة. شهد عام 1981 صدور العديد من الألعاب التي أثرّت بشكلٍ كبير في مجال الألعاب بشكلٍ عام، فيكفيني أن أقول لك أن لعبة Mario الشهيرة كانت قد انطلقت لأول مرة في ذاك العام. وبينما كان الناس مُنشغلون بتجربة اللعبة الجديدة الثورية، كان هُناك طفل بعمر عشرة سنوات يستخدم جهازاً يُدعى Commodore VIC 20، وهو حاسب شخصي بشاشة عرض 8 بت، ليقوم بعمل لعبة تُعبر وببساطة عن حلمه.

 

إيلون ماسك - القصة الكاملة له في سلسلة الحكاية و الرواية

 

في هذه السلسلة، والتي ستحمل اسم "الحكاية والرواية"، سنقوم باستعراض القصص والحكايات وراء الأشخاص والشركات والمشاريع الضخمة التي تُؤثِّر في العالم وتندرج أسفل التصنيف التقني. https://www.youtube.com/watch?v=aRt30nRurrc أثناء كتابتي لهذه الحلقة من سلسلة الحكاية والرواية، لم أتمكن بسهولة من تحديد العنوان، فهل أدعوها سيرة ذاتية، أم أنها مُحاولة لتصحيح المعلومات وذكر الحقائق، أم أنها وببساطة، استعراض لإنجازات إيلون ماسك. يُعد إيلون ماسك أحد أغرب وأكثر الشخصيات إثارةً للجدل في السنوات القليلة الأخيرة، فهذا الشخص، وتحديداً في العالم العربي، لم ينل كامل حقه من المدح على ما قام بفعله، وفي المُقابل، هُناك ما قد مُدِح عليه وهو لم يقم بفعل أي شيء فيه بالفعل. لهذه الأسباب كافة، ولكشف الحقيقة واستعراض إنجازات إيلون ماسك وفعل المزيد، خصصت له الحلقة الأولى من سلسلة الحكاية والرواية، لتُصبح الحلقة الأولى بعنوان: الحقيقة وراء Iron Man الحقيقي.

كيف نشأ إيلون ماسك؟

وُلِد إيلون ماسك في عام 1971، وذلك لأبٍ جنوب أفريقي وأمٍ كندية، ليُصبح بذلك أحد أعظم من وُلِدوا على سطح القارة السمراء وأكثرهم تأثيراً على العالم على مدار التاريخ. في سن عشرِ سنوات، قام إيلون باستخدام الحاسب المكتبي الحديث حينها Commodore VIC20، وهو حاسب مكتبي بدقة عرض 8 بت، وهو كذلك ثاني الحواسيب المكتبية التي تقوم بعملها شركة Commodore Business، ليقوم حينها إيلون ببرمجة وإنشاء لعبة مزجت بين أهم مجالين اهتم بهما وهما الفضاء والبرمجة، وكان اسم اللعبة حينها هو Blaster.

 

 نشأة إيلون ماسك

 

 الحاسب المكتبي VIC20 من Commodore[/caption] لم يتوقف إيلون عند هذه النقطة بالنسبة للعبته، بل بسبب ما لاقته من ترحيب، قامت مجلة PC And Office Technology بشراء المصدر الكودي الخاص بلعبة Blaster بخمسمائة دولار أمريكي، وذلك عندما كان إيلون بعمر اثنا عشرة عاماً. يُذكر أنه بإمكانكم لعب لعبة Blaster عبر نُسخة المُتصفح منها عبر موقعها الخاص، وهي لعبة بسيطة للغاية، فأنت تقوم بدور سفينة فضاء، وتقوم بمُحاربة سفينة فضاء أيضاً، ويضرب كُلٍ منكما الآخر حتى يهزمه، وذلك بالطبع مع وجود العديد من الأخطاء البرمجية في اللعبة بالإضافة إلى أنها مُبرمجة بواسطة HTML ويُمكن تصنيفها كلعبة Retro. 

 

بوستر لعبة blaster  

 

كان إيلون ماسك جبان للغاية في صغره، ولكنه لم يكن يخاف الوحوش والعفاريت كما اعتدنا من الصغار في سنه، ولكنه كان يخاف من العصور المُظلمة، وهي العصور التي لا طالما قرأ عنها في الكتب التي كان يقرأها في مكتبة المدرسة، وبسبب ذلك الخوف، أصبحت جُملته التي نسمعها كثيراً هي:

you should try to take the set of actions that are likely to prolong civilization, minimize the probability of a dark age and reduce the length of a dark age if there is one

أي أنه عليك اتخاذ مجموعة من الخُطوات التي يُمكن أن تُطيل في عمر الحضارة وتُقلل من احتمالية حدوث العصور المُظلمة، بالإضافة إلى تقليل فترتها إذا حدثت. بالحديث عن المدرسة، فإن ماسك كان أحد الأطفال الضعفاء ممن يتم التنمر عليهم بشكلٍ يومي في مدرسته، وذلك حتى وصل إلى إلقاءه من على السلم وضربه على رأسه حتى فقد وعيه، وقد اضطر حينها إلى إجراء عملية جراحية في أنفه.

إيلون ماسك في الجامعة

عندما وصل إيلون إلى سن القبول في الجامعة، سافر إلى كندا كي يدرس هُناك، وذلك في جامعة Queen الكندية ولمُدة ثلاث سنوات. رغبة إيلون في الانتقال إلى كندا لم تكن لشيء سوى الهروب من أداء خدمته العسكرية في الجيش جنوب الأفريقي، وذلك على عكس الكثير من الشائعات الأُخرى التي ترمي إلى أنه لم يدرُس على الإطلاق. انتقل بعد ذلك -أي بعد ثلاثة سنوات- إلى جامعة Pennsylvania، وهي الجامعة التي درس فيها الفيزياء وإدارة الأعمال، وبالرغم من ابتعاد هذين المجالين عن بعضهما البعض، فإنهما مُنتشرين للغاية في كافة أنحاء العالم وأخُص بالذِكر الدول المُتقدمة في التعليم. يُذكر أيضاً أنه في تلك الفترة، وعلى عكس الكثير من التوقعات الأُخرى لشخص بحجم وثروة إيلون ماسك، فقد كان يأكل بما يُعادل دولار واحد فقط في اليوم، حيث كان طعامه عبارة عن معكرونة وعليها صوص، كما أنه قام بتأجير منزله إلى أصدقائه كي يقوموا بعمل الاحتفالات به، وذلك برسم دخول بقيمة 5 دولارات للفرد. أنهى إيلون دراسته في الجامعة، ومن ثم قدّم على درجة الدكتوراه في جامعة ستانفورد، وذلك في الفيزياء التطبيقية، إلا أنه تراجع عن ذلك القرار بعد ذلك بيومين والذي يُعد أحد أفضل التراجعات التي حدثت في التاريخ في رأيي. تخيل معي عزيزي القارئ أن يكون إيلون ماسك مُدرساً أو أُستاذاً في الجامعة، فهذا سيعني أننا لن نرى أياً مما يحدُث الآن والذي كان آخره إطلاق ستين قمراً صناعية للفضاء لنشر الإنترنت في جميع أنحاء العالم.

تأسيس شركة Zip2

قام إيلون ماسك وأخوه كيمبال في عام 1995 بتأسيس شركة صغيرة تُدعى Global Link Information Network، وهي شركة تقوم بعمل برمجيات ومواقع الإنترنت، وانضم إليهم أحد أهم الأشخاص في السيرة الذاتية والمهنية الخاصة بإيلون ماسك وهو جريك كوري، وهو مُستثمر لبناني كندي، ومن ثم تم تدعيمهم بواسطة مجموعة من ال Angel Investors، وهم مجمعة من المُستثمرين الذي رأوا في هذا المشروع مُستقبلاً كبيراً.


كان مشروع Zip2 عبارة عن موقع على الإنترنت يُشبه بشكلٍ كبير في طريقة استخدامه تطبيق Google Maps الشهير، إلا أنه كان أكثر محدودية حيث كان يسمح للعُملاء والمُعلنين بالتواصل مع بعضهم البعض عن طريق الرسائل التي يتم نقلها عن طريق الفاكس.

 

تأسيس شركة Zip2 

موقع شركة Zip2[/caption] بعد أربعة أعوام من تأسيس Zip2، قامت شركة COMPAQ الشهيرة بشرائه، وذلك بصفقة وصلت قيمتها إلى ثلاثمائة وسبعة مليون دولار، وذلك بغرض استخدام البيانات التي يتم جمعها بواسطة تطبيق ZIP2 في تحسين محرك البحث الواعد حينها AltaVista والذي كان يود أن يُنافس جوجل في وقتٍ من الأوقات. قُسِّم هذا المبلغ بين الأخوين ماسك وجريج كوري، بالإضافة إلى المُستثمرين، ليحصُل إيلون ماسك من هذه الصفقة على 22 مليون دولار.

إنشاء موقع X.com

لم يهدأ بال إيلون ماسك في ذلك الوقت، فبالرغم من أنه بهذه السن ويحصل على مبلغ بذلك القدر، إلا أنه لم يكن يُفكِّر في الراحة أو الجلوس في شاطئ المالديف، حيث فضل أن يقوم بإنشاء موقع جديد يحمل اسم X.com. موقع إكس دوت كوم كان عبارة عن خدمة دفع عبر الإنترنت وتحديداً عن طريق البريد الإلكتروني، وقد كان رأس مال هذا الموقع عشرة ملايين دولار تقريباً، وقد تميز عن كافة الأفكار الموجودة حينها بتشفيره لبيانات العمليات وحمايتها بواسطة FDIC والتي تُعرف أيضاً ب Federal Deposit insurance Corporation

 

موقع X.com

 

 موقع شركة X.Com[/caption] لم يكن ماسك وحده هُنا أيضاً، فقد شاركه صديقه المُستثمر الجريء جريج كوري. بعد فترةٍ قصيرة من تأسيس موقع X.com، وتحديداً في عام 2000، تم دمج موقع X.com مع شركة Confinity، وهي الشركة التي قام بتأسيسها Max Levchin، وهو الشخص الذي يُمكن حقاً أن نُطلِق عليه المُؤسس الحقيقي والرأس المُدبرة وراء موقع الدفع الإلكتروني العالمي PayPal.

 صورة ل Max Levchin

 

 ماكس ليفشن - مُؤسس موقع PayPal[/caption] كان ماكس ليفشن هاكر أخلاقي، حيث كان يقوم بتوفير المكتبات البرمجية للشركات لتقوم من خلالها بتأمين أنظمتها، كما قد قام بعمل أول وسيلة دفع إلكترونية آمنة باستخدام أحد المكتبات التي قام ببرمجتها والتي كانت عبارة عن أجهزة Pilots قامت بإنشائها شركة Palm باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ليكون بذلك أيضاً أحد رواد فكرة نقل البيانات عن طريق أشعة NFC التي نجدها في العديد من المتاجر حالياً وتعتمد عليها الكثير من الخدمات أيضاً مثل Samsung Pay و Apple Pay وغيرهم. بعد دمج الشركتين، أصبح Elon Musk الرئيس التنفيذي لشركة PayPal، والتي ظلت تحمل اسم X.com حتى عام 2001، وذلك عندما أُقيل إيلون ماسك من الرئاسة التنفيذية ليتولى بيتر ثايل زمام الأمور حينها. جديرٌ بالذِكر أن هذه لم تكن نهاية موقع PayPal، فقد تم شراء الموقع بواسطة شركة eBay التي انتقلت إلى التجارة الإلكترونية في تلك الفترة، وذلك بصفقة قد وصلت إلى المليار ونصف. حصل حينها إيلون ماسك على 165 مليون دولار، ليُقسّم باقي المبلغ على بقية المُشاركين في إنشاء موقع باي بال، ذلك الموقع الذي أعُده مزرعة علمية قامت بإخراج العديد والعديد من أصحاب أكبر الشركات في وادي السيليكون فيما بعد. فعند النظر إلى مؤسسي موقع باي بال، نجد أشخاصاً مثل Chad Harley و Steve Chen، وهُما الثُنائي الذي قام بتأسيس موقع YouTube، وكذلك Keith Rabois، الأمريكي الآخر ومؤسس موقع Foursquare بالإضافة لتقلده العديد من المناصب التنفيذية في شركات LinkedIn و Slide وغيرهم. ومن ثم Reid Hoffman، وهو مؤسس منصة LinkedIn، والتي أصبحت مملوكة في الوقت الحالي لميكروسوفت. كل هُؤلاء قد يُوضعوا في جانب رجال الأعمال، أما في الجانب الآخر، فنحن نجد Elon Musk، ذلك الرجل الذي سُمي بالرجل الحديدي أو Iron Man، وهو اسم الشخصية التي تم عمل سلسلة من الأفلام لها وقد قام بأدائها Robert Downey, Jr.، كما يُذكر أن شخصية الرجل الحديدي نفسها قد بُنيت على شخصية إيلون ماسك، ولهذا السبب فقد قام إيلون ماسك بالظهور كضيف شرف مُمثلاً شخصيته كإيلون ماسك في أحد أجزاء السلسلة. 

لحظة الموكشا - Moment Moksha

بالرجوع إلى صفقة باي بال، فقد أضاف إيلون إلى نصيبه من الصفقة خمسة عشر مليون دولار، ليمتلك بذلك 180 مليون دولار، ويمر حينها بما يُعرف بلحظة الموكشا - Moment Moksha، وهي اللحظة التي يقوم فيها المُستثمر بوضع كُل ما لديه من أموال في مشروعٍ أو أكثر، وهو ما قد حدث بالفعل. قام إيلون ماسك بتقسيم أمواله ال 180 مليون دولار إلى ثلاث شركات بغير تساوي، حيث قام باستثمار 100 مليون دولار في شركة SpaceX، و70 مليون دولار في شركة Tesla، و 10 مليون دولار في SolarCity، وبعد أن قضى على كُلِ أمواله، اضطر إلى أن يقوم بالسلف من أصدقائه كي يدفع إيجار منزله.

 

أقرأ أيضاًليست مجرد أجهزة راوتر .. تعرف على ما قدمته شركة TP-Link في مجال الأجهزة الذكية

 

شركة SpaceX وحلم السفر إلى الفضاء

أول وأهم وأكبر شركة من بين شركات إيلون ماسك هي شركة SpaceX، الشركة التي تُمثِّل خُطته في استعمار المريخ، وتحديداً في عام 2025، وقد وصل بالفعل إلى مراحل مُتقدمة للغاية لم يصل إليها بشرٌ من قبل في هذه الخُطة. لا يُقصد باسم SpaceX الفضاء المجهول، إنما هي اختصار ل Space Exploration Technology Corporation. بدأت فكرة مشروع SpaceX عندما بدأ إيلون ماسك في رسم مفهوم مشروع Mars Oasis في عام 2001، وهو مشروع يهدف إلى عمل Green House في المريخ كي يدعم هدف إيلون ماسك في استعماره عن طريق توفير المأكل للمُسافرين. في الوقت ذاته، علِم إيلون ماسك أن فكرة استعمار كوكب المريخ ستكون مُكلفة للغاية، ولذلك ذهب مع صديقه المُقرب Adeo Ressi إلى مُوسكو كي يقوموا بشراء مجموعة من الصواريخ العابرة للقارات المُعاد تصنيعها من شركة دي نيير الروسية. لسوء الحظ، ونظراً لصِغر سن أبطالنا، تم التعامل مع إيلون ماسك وصديقه كمبتدئين، بل وإضافة إلى ذلك بصق عليهم أحد كِبار المُصممين الروس ظناً منه أنهم قد جاءوا ليهزئوا منه. ولحسن حظ العالم، فلم يكل إيلون ماسك حينها، وحاول مرة ثانية في عام 2002، حيث ذهب هو وصديقه مرة أُخرى إلى المكان ذاته، وحينها قابلوا شركة روسية تُدعى كوسموتراس، والتي قد عرضت عليهم شراء الصواريخ بقيمة ثمانية ملايين للصاروخ الواحد، ولم يشعر وقتها إيلون بأن هذا السعر مُناسب، فعاد مرة أُخرى ويديه فارغتين.

 

أقرأ أيضاًسبيس إكس: 4 دروس من إيلون ماسك لكيفية بناء شركة!

 

قرر إيلون ماسك حينها أن الحل الأوحد كي يتمكن من الوصول إلى حُلمه هو أن يقوم بصُنع الصواريخ بنفسه وذلك كي يُوفِّر الكثير من الأموال والتي سيتم استخدامها في صُنع هذه الصواريخ حتى أن تكلفة تصنيع الصاروخ حينها قد تُقدر بنسبة ثلاثة بالمائة من سعر الصاروخ الذي عُرِض عليه، وبهذه الطريقة أصبحت المائة مليون دولار كافية وبدأ شركة SpaceX في عام 2002. تُعد شركة SpaceX حالياً أكبر مُصنع لمُحركات صواريخ الفضاء في العالم في فئة الشركات الخاصة، وذلك بوصولها إلى تصنيع أكثر من 100 صاروخ Merlin 1D، وهي المُحركات صاحبة أقوى نسبة دفع إلى وزن بين كافة المُحركات المُستخدمة في الصواريخ. بالرغم من وصول إيلون ماسك إلى الحل الأمثل لتقليل التكلفة، إلا أن مائة مليون دولار كانت غير كافية بالنسبة لشركة ذات أحلام فضائية، وهو ما جعلها تتلقى الكثير من الدعم والتمويل من الكثير من الشركات، وذلك مثل ما قد أخذته من وكالة الفضاء الأمريكية Nasa والذي قُدِّرت قيمته بمليار وستمائة مليون دولار، بالإضافة إلى 20 مليون دولار في عام 2008 من Founders Fund، ومليار دولار من شركتي جوجل و Fidelity.

 

أقرأ أيضا: ما هي شركة Blue Origin ؟ وهل تنافس SpaceX قريبا ؟

 

شركة تسلا – Tesla

المقر الرئيسي لشركة تسلا  

مقر شركة Tesla[/caption] على عكس المعروف، فإن إيلون ماسك ليس هو المُؤسس الحقيقي والمُباشر لشركة تسلا، 

فالقصة ببساطة ان المُهندسين Martin Eberhard و Marc Tarpenning من كاليفورنيا كانا قد أسسا شركة Tesla

 

Martin Eberhard و Marc Tarpenning

 

 مُؤسسي شركة تسلا Martin Eberhard و Marc Tarpenning[/caption] لم تكن شركة Tesla أيضاً أول مُصنع للسيارات الكهربائية في العالم، ولكن قد سبقتها شركة General Motors حينما أطلقت سيارة EV1 والتي تُعد أول سيارة كهربية في العالم.

 

صورة لسيارة EV1

 

 سيارة EV1 - أول سيارة كهربائية في العالم[/caption] لسوء الحظ، لم يكن هُناك أدنى قدر من الطلب على السيارة الجديدة، ولذلك، اتجهت الشركة إلى إلغاء عملية التصنيع الخاصة بالسيارة، بل وإلقاءها وتدميرها في الصحراء، وهو ما يدُل على عدم وجود الطلب حتى عند عرض السيارات بشكلٍ مجاني. بالعودة إلى مارتين ومارك، فقد كام كلاهما ببيع إحدى الكُتب الإلكترونية التي تتحدث عن ريادة الأعمال ب 187 مليون دولار، وهو المبلغ الذي مكنهم من تأسيس شركة تسلا. لم تكن تسلا تهدف إلى مُجرد بيع سيارات، ولكنهم كانوا يهدفون أيضاً إلى تصنيع هذه السيارات من بطاريات الليثيوم - آيون التي يتم استخدامها في الهواتف الذكية في الوقت الحالي، وذلك مع توفير هذه السيارات بأسعار مقبولة وتوفير محطات الوقود الجديد. وأخيراً، وفي عام 2008، تم إطلاق أول سيارات شركة تسلا والتي كانت تحمل اسم Roadster، وذلك مع تنصيب إيلون ماسك في منصب الرئيس التنفيذي للشركة.

 

صورة لسيارة Roadster سيارة Roadster أول مُنتجات شركة Tesla[/caption] كانت الشركة تهدف إلى تصنيع سيارة تُشبه سيارة Lotus ولكن كهربية، وهو ما لم تنجح به مع سيارة Roadster والتي احتوت فقط على 7 بالمائة منها. مع وجود إيلون ماسك في كُلٍ من المنصبين التنفيذيين في شركتي SpaceX و Tesla Motors، أصبحت سيارة Roadster هي أول سيارة تصل إلى الفضاء. https://www.youtube.com/watch?v=msn7xbfEHoA تواجد إيلون ماسك في منص الرئاسة التنفيذية في شركة تسلا لم يكن بذلك القدر من البساطة، ذلك لأنه قد قام بسحب نسبة 75 بالمائة من سيارات Roadster من الأسواق، بالإضافة إلى ضخ 40 مليون دولار في رأس مال الشركة وذلك عن طريق القروض، كما قام إيلون بعمل شراكة مع شركة Daimler صاحبة العلامات التُجارية Benz و Chrysler والتي قامت مُؤخراً بإطلاق قسم خاص بسيارات Maybach والتي سيبدأ سعرها من 171 ألف دولار. بالرغم من كُلِ هذا، لم يكتفي إيلون أيضاً بذلك فقط، فقد قام باقتراض 465 مليون دولار من الحكومة الأمريكية، وبذلك تمكن من توسعة الإنتاج كي يتمكن من إنتاج سيارتين أخيرتين هُما Model S و Model X.

مصنع Tesla Gigafactory

مشروع The Boring Company

في عام 2016، وأثناء ازدحام الطريق، فكر إيلون ماسك في كيفية حل المشاكل التي تُواجه السائقين وحلول مُتكاملة للمُدن وتحديداً مُدن لوس أنجلوس، شيكاغو، لاس فيغاس و سان خوسيه ومجموعة أُخرى من الولايات الأمريكية، وذلك عن طريق توفير وسيلة نقل للسيارات داخل المدينة بسرعة تصل إلى 200 كيلو متر في الساعة، وذلك من خلال أنفاق تُسيِّر السيارات وحدها، وذلك من خلال وجود منافذ على الطرق تسمح للسيارات بدخول الأنفاق وذلك بدون أدنى تدخل من الانسان كي يتم منع الحوادث مع السرعة العالية التي تتحرك بها السيارات. https://www.youtube.com/watch?v=u5V_VzRrSBI

مشروع Hyperloop Train

بعد ذلك، يأتي مشروع Hyperloop Train، وهو القطار الذي تم تصميمه في عام 2013 بشكلٍ أولي، حيث أنه من المُتوقع أن يسير تقريباً بسرعة تُقارب سُرعة الصوت من خلال استخدام أنابيب ضغطها مُنخفض جداً سيسير فيها القطار بين لوس أنجلوس وخليج سان فرانشيسكو. تم تصميم قطار Hyperloop Train بواسطة مجموعة من الطُلاب الذين تم عمل مُسابقة للتنافس فيما بينهم لاختيار أفضل تصميم في يونيو من عام 2015، وفي عام 2017،  تم تدشين مُسابقة أُخرى ليتم رسم خط السير الخاص بالقطار.

منظمة OpenAI

بالتوازي مع خوف إيلون ماسك من الذكاء الاصطناعي وتطوره وخطورته على البشر، وفي الوقت الذي لا يُمكن فيه التراجع عما وصلنا إليها من تقدم في مجالات الذكاء الاصطناعي، قام إيلون ماسك بإنشاء مُنظمة تُدعى OpenAI، وهي مُنظمة غير ربحية مُتخصصة في بحث ودراسة الذكاء الاصطناعي.

 لوجو OpenAI

 

دعم إنشاء هذه المُنظمة خوف إيلون ماسك من ثورة الرجال الآليين على البشر، وذلك لأنه استهدف فيها دراسة وتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة 

 

 لوجو نيورال لينك  

منة بحيث يكون قابلاً للتحكم من قِبل البشر دائماً وبعد سنين. كان رأس مال هذه المُنظمة مليار دولار، وبعد أقل من عامٍ واحد، قامت المُنظمة بإطلاق النُسخة التجريبية العامة من منصة OpenAI Gym، وهي منصة مُهمتها تعزيز البحث في مجال RL أو Reinforcement Learning، وهو نوع مُشتق من تعلم الآلة، سنتطرق له لاحقاً، ولكن يكفيك أن تعرف الآن أنه باستخدام تقنيات التعليم المُعزز تمكنت المنظمة من عمل رجل آلي يلعب لعبة Dota 2 واحد ضد واحد مع لاعب يُدعى ديندي وهو أحد أحرف لاعبي Dota 2 على مُستوى العالم ويفوز عليه بعد أن استمر أسبوعين في اللعب مع نفسه كي يتعلم اللعبة.

شركة Neuralink

كُخطوة إضافية في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها، قام إيلون ماسك بتأسيس شركة جديدة تُدعى Neuralink ، وهي شركة مُهمتها أن تقوم بالدمج بين دماغ البشر وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق زرع أجهزة في دماغ البشر تستطيع أن تقوم بعلاج الأمراض الدماغية في فترة قصيرة.   حتى هذه اللحظة، فإن كمية المعلومات المُتاحة بخصوص شركة Neuralink ضئيلة للغاية، وذلك لأنها في النهاية شركة سرية، ولكن يُجدر بالذِكر أن هُناك من يزعمون مُشاهدتهم لمُؤسسة لاختبار الحيوانات في سان فرانسيسكو، كما تناثرت بعض المعلومات التي تُؤكد انتقالها إلى جامعة كاليفورنيا الخاصة بالأبحاث.

 

الأستحواز على تويتر 

في 14 أكتوبر أعلن مجلس إدارة تويتر عن عرض إيلون ماسك الأستحواز على شركة تويتر مقابل 48 مليار دولار. و قد تم تنفيذ الصفقة في 27 أكتوبر. وذلك بعد سجال طويل من التصريحات المتبادلة بين إيلون ماسك و مجلس إدارة تويتر. حيث رفض ماسك إكمال الصفقة قبل تسليم الشركة للتقارير الخاصة بعدد الحسابات الوهمية على الموقع وقد وصل الأمر إلى النزاع القضائي.

 

أقرأ أيضا: أستحواز إيلون ماسك على تويتر  

 

الختام

كما ذكرت سلفاً، فإن إيلون ماسك يُعد واحداً من أغرب الشخصيات التي سبق وقرأت أو تحدثت عنها، ذلك لأنك ببساطة لا تستطيع أن تقوم بتحديد ماهيته، أهو رجل أعمال أم مُستثمر أم مُخترع أم مُبتكر، فهو يفعل كُل شيء تقريباً وعلى خُطى مُستقيمة. أما ما هو أعظم من ذلك، فهو أنه يستطيع أن يتعايش مع كُلِ هذا بروح مرِحة ويظهر في أفلامٍ هُنا مثل فيلم Iron Man، ومُسلسلات هُنا، مثلما ظهر في مُسلسل The Simpsons وغيرهم، كما أنها أحد أكثر المشهورين تعرضاً لحجب حساباتهم على موقع التغريد المُصغّر تويتر، وذلك بسبب ما يقوم بكتابته في الكثير من الأوقات مما يقلب الرأي العام عليه. ولكن ; ولأنه ما يزال بشر، لم يتحمل إيلون ماسك ما يُقال عنه بشكلٍ شبه يومي من قِبل الصحافة، وهو ما جعله ينشئ موقع يُدعى برافده، وهو موقع سيكون مسؤولاً عن تقييم الصحفيين والإعلاميين وتقييم الأخبار من حيث الصحة أو الكذب وذلك بواسطة الموقع نفسه والمُستخدمين أيضاً. إلى هُنا أكون قد وصلت إلى نهاية الحلقة الأولى من سلسلة مقالات "الحكاية والرواية"، لا تنسوا مُتابعتنا على موقع عرب هاردوير، وقنوات عرب هاردوير و Artech على موقع يوتيوب كي تعرفوا القصص والحكايات والروايات وراء المزيد من الأشخاص والشركات ممن أثروا في هذا العالم.