هل تساعد العاب الفيديو على الارهاب ؟
العديد من المواقع الاخبارية حول العالم اشارت خلال تقارير مؤخرا لاستخدام الجماعة الإرهابية "داعش" لمنصات Playstation 4 خلال تنفيذ الهجمات الارهابية على باريس الاسبوع الماضي و يمكنك القراءة عن ذلك هنا. و استحوذ ذلك العنوان الذي تصدر بعض مواقع الالعاب على اهتمام اللاعبون حول العالم، و ما اذا كان ذلك دقيق ام مجرد تقارير لجذب الانتباه. اجريت دراسة العام الماضي على ما اذا كانت تلك الالعاب التي تتناول الحروب و الاحداث الارهابية يمكن ان تجعل اللاعب اكثر حساسية اخلاقيا ام لا. و قال احد الكاتبين للدراسة "نعم يمكنها، مثل الواقع تماما، تشجع اللاعبين على القيام بالأعمال التطوعية التي تفيد الاخرين.". الباحثوت في جامعة Buffalo، مع 185 من الاشخاص الذين تم اختيارهم عشوائيا، و تم توزيعهم على جزء يلعب كإرهابي و جزء يلعب كجندي للأمم المتحدة، و تم بعد ذلك عمل استطلاع لارائهم. احد الامريكيون و الذي لعب كإرهابي، كان مقتنعا كليا بعنف و ظلم الشخصية التي لعب بها، و التي اعتبرها غير اخلاقية اكثر من محارب الامم المتحدة. و اكد احد المسؤولين عن كتابة الدراسة ان الالعاب لها علاقة ايجابية مع القيم الاخلاقية التي يتم انتهاكها اثناء اللعب.
و لنرجع بالزمن فخلال آخر خمسة عشر عاما اتهمت العاب Grand Theft Auto العديد من المرات بالتحريض على العنف و وضع أفكار للمجرمين، و هذا ما لم يثبت بتاتا فكل الاتهامات مجرد تشابهات بين الواقع و اللعبة ليست بالضرورة تدل على اي شيء. و لكن رأينا مؤخرا منذ ايام اتهام العاب الفيديو بانها تم أستخدامها في تخطيط العمليات الارهابية في باريس، حيث قيل داخل المقالات انه تم أستخدامها في التواصل بين منفذين العمليات ليصعب تتبعهم عن برامج المحادثات او الهواتف و يمكنك القراءة عن ذلك هنا. و اثار هذا الاتهام نقطتان قد اغلقتا منذ وقت، اولهما ان الخصوصية لمنصات الجيل الجديد ضعيفة، فمع اطلاق منصات هذا الجيل منذ عامين، قال البعض ان الحكومة تريد نافذة داخل غرفة معيشتك، و ذلك بأستخدام Xbox Kinect و Playstation Camera. اما النقطة الثانية هي ملفات ادوارد سنودان (صاحب تسريبات ويكيليكس) التي قيل ان تم تسريبها، و ظهرت ملفات عام 2013 تبين دخول وكالة الاستخبارات الأمريكية الى العاب الاونلاين مثل World of Warcraft لايجاد مقابلات الارهابيين داخلها. و بعد ساعات نجد تلك الاتهامات تم التراجع عنها و قيل بان المقصود كان عموما و ليس الهجمات الاخيرة على باريس. و نجد ان من الاصل كل تلك الاتهامات جاءت على لسان نائب رئيس الوزراء البلجيكي جان جامبون، و الذي لم يقدم دليل أو مصدر لاتهامه لمنصة سوني الانجح ببن منصات الجيل الحالي في العالم حتى الآن. و لم تصمت سوني امام هذه الاتهامات فقد صرحت بالاتي: "بلاي ستيشن 4 يسمح بالإتصال بين الأصدقاء والزملاء اللاعبين و بالاشتراك مع كل الأجهزة المتصلة الحديثة، و هذا يتيح لديه القدرة على أن يساء استخدامها. ومع ذلك، نأخذ مسؤولياتنا لحماية المستخدمين على محمل الجد، ونحن نحث مستخدمينا والشركاء لتقرير الأنشطة التي قد تكون مسيئة، مشبوهة أو غير قانونية. عندما نحدد أو يتم الإخطار عن مثل هذا السلوك، نحن ملتزمون باتخاذ الإجراءات المناسبة لها بالتعاون مع السلطات المختصة، وسنواصل القيام بذلك." و كخلاصة، العاب الفيديو دائما ما يتم حشرها داخل مواضيع تتعلق بالعنف و الإرهاب، و نجد في النهاية انها مجرد خيالات، توقعات او افترائات ليس لها داعي، فاذا تم بالفعل تواصل اي جماعة غير قانونية عن طريق منصات الالعاب فيجب ملاحقتهم و عدم نشر اي شيء يتعلق بالموضوع قبل التأكد منه. الالعاب مثل الروايات تقدم عالم حر من القصص و الأحداث، لا يمكن تحجيمها و وضع حدود لخيال الكاتب، و تتميز الالعاب عن غيرها من وسائل الترفيه بالتفاعل بين اللاعب و الشخصيات و لكن هذا ليس بالضرورة ان يحث اللاعب على التصرف مثل البطل الذي يلعب به على كل حال.
?xml>