سيظل مستقبل هواتف ويندوز فون أحد الأمور العالقة في عالم الهواتف لفترة طويلة على الأقل خلال العامين القادمين، ليس لأن شركة مايكروسوفت تحاول الإستمرار في تطوير النظام وتصنيع الهواتف رغم ضعف المبيعات فقط ولكن لأن هناك الكثير وأنا منهم يرون أن هواتف ويندوز فون يمكنها أن تمثل نقلة حقيقية في عالم الأجهزة الجوالة.

نظام ويندوز

[caption id="attachment_139985" align="aligncenter" width="1000"]مستقبل هواتف ويندوز مستقبل هواتف ويندوز[/caption]

نظام ويندوز هو النظام الأكثر شعبية في العالم بلا جدال، ولا يكاد يخلو بيت أو مؤسسة أو شركة أو مصنع من جهاز يعمل بنظام ويندوز، حتى أن النظام أصبح شبيها بالقلب النابض لكيان العالم التقني والذي لا يشعر به أحد، ورغم أن النظام قد طاله الكثير من الإنتقادات مع إصدارات ويندوز ٨ إلا أن نسخة ويندوز ١٠ الجديدة كليا جاءت بشكل مغاير ورائع وحملت كثير من التطور، ليس هذا مهما بقدر تلك الخطوة الهامة في تاريخ نظام ويندوز وهو توحيد النظام على كل الأجهزة سواء الأجهزة المكتبية أو التابلت أو الهواتف، وتقديم فكرة التطبيقات الموحدة Universal Applications والتي تعني أن التطبيق يمكنه أن يعمل على أي جهاز مزود بويندوز ١٠ سواء كان جهازا مكتبيا أو هاتفا محمولا. قد لا تكون تلك الخطوة ذات أهمية ملموسة حاليا لكنها قد تكون حجرا في بناء منظومة جديدة لهواتف ويندوز فون. عندما قدمت مايكروسوفت جهازيها لوميا ٩٥٠ ولوميا ٩٥٠ XL قدمت معهما جهازها الصغير continuum والذي يتم توصيله بالهاتف المحمول وشاشة ولوحة مفاتيح وفأره، والآن أصبح لديك هاتف يعمل بنظام ويندوز على شاشة كبيرة تستطيع من خلاله تشغيل تطبيقات أوفيس وأي تطبيق يدعم هذه التقنية الجديدة.

كمبيوتر في جيبك

[caption id="attachment_139987" align="aligncenter" width="500"]هاتف آي ميت قديم هاتف آي ميت قديم كان يعمل بنظام ويندوز[/caption]

رغم أن الفكرة تبدو بسيطة واستطاعت شركة مايكروسوفت تقديمها بشكل رائع إلا أنها لم تسوق لتلك الطريقة بذلك الشكل الذي توقعه الكثيرون، ببساطة أنت الآن تمتلك جهاز بي سي في جيبك، أي نعم لن تعمل كل التطبقات الخاصة بويندوز، لكن كبداية فإن حزمة تطبقات أوفيس وبعض التطبيقات الأخرى تعمل بسلاسة، ما يعني قفزة كبيرة للأكاديميين واصحاب الأعمال ومديري الشركات الذين يمكنهم أن يحملوا ملفاتهم اينما ٫ذهبوا ويكملوا عملهم أو اجتماعاتهم في أي مكان يتوفر به شاشة كبيرة ولوحة مفاتيح. لقد سنحت لي الفرصة قديما لامتلاك هاتف i-Mate ذلك الهاتف الذي كان يعمل بنظام ويندوز موبايل وكانت تلك الأجهزة تسمى Pocket PC أو أجهزة الجيب، وكانت مزودة بقلم لمس وقائمة إبدأ التقليدية وعدد من التطبيقات التي كانت وقتها شديدة التطور بالمناسبة، لكن زخم وبروباجاندا ستيف جوبز سرقت الأضواء لصالح الآيفون (بالمناسبة أن من عشاق شركة أبل، لكن هذا لا يعني أن أنتقص من حق مايكروسوفت في تلك الأسبقية تحديدا).

التطبيقات

إذا تبقى النقطة الفارقة في مستقبل هواتف ويندوز فون هي التطبيقات، وأنا هنا لا أتحدث عن تطبيقات للهواتف وحدها، بل تطبيقات Universal يمكنها أن تعمل من هاتفك على الشاشات الكبيرة باستخدام جهاز Vontinus الملحق. إنها تلك الخطوة التي يمكنها أن تقود مستقبل الهواتف بشكل درامي، حينها سيكون خيار المستخدمين الأول هو جهاز ويندوز فون لأنه بمثابة جهاز هاتف جوال وجهاز بي سي تقليدي يمكنه أن يعمل على شاشة مكتب أو بروجكتور لمشاهدة الأفلام أو حتى للألعاب مستقبلا. ماذا عن XBox؟ هل يمكن أن تكون جزءا من هواتف ويندوز فون؟ هل يمكنني أن أحمل هاتفي وفي ذات الوقت أستطيع استخدامه كجهاز ألعاب اكس بوكس؟ بالتأكيد هناك قيود من حيث المعالج والعتاد الهاردويري والطاقة وغيرها، لكن في ظل وجود تلك الفكرة فالشركات العملاقة يمكنها أن تحاول!

مايكروسوفت وإدارة الأعمال

ماذا عن إدارة الأعمال للشركات الكبيرة والحكومات؟ بالطبع مايكروسوفت ليست ويندوز وأوفيس! هناك الكثير من الحلول والخدمات العملاقة (عملاقة بكل معنى الكلمة) مثل Dynamics وشير بوينت وغيرها مما يمكن أن يكون جزءا فاعلا في أن يصبح هاتف ويندوز فون هو الخيار الأول والأمثل لقطاع الأعمال العملاق، والذي سيطرت عليه بلاك بيري لسنوات طويلة دون منافس تقريبا.

مايكروسوفت مجموعة من الجزر المعزولة

[caption id="attachment_139988" align="aligncenter" width="820"]هل يمكن أن تجعل ويندوز من هواتفها جهاز إكس بوكس؟ هل يمكن أن تجعل ويندوز من هواتفها جهاز إكس بوكس؟[/caption]

منذ عدة أيام كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء في مكتبي حول شركة مايكروسوفت وهواتف ويندوز فون، (كلانا يمتلك هاتف ويندوز فون بالمناسبة)، كانت هناك خلاصة لنقاشنا الطويل وهي أن شركة مايكروسوفت تعمل كمجموعة من الجزر المنعزلة التي لا تقدم شيئا واحدا رغم ضخامة كل جزيرة أو كل منتج على حده، وتخيلنا للحظة أن هاتف ويندوز فون قد جمع بين نظام ويندوز (إصدار ١٠ الحالي مثلا) مع إمكانية تشغيله كجهاز بي سي بسيط خلال عملك نهارا مع تزويده بحلول مايكروسوفت للأعمال، وبمجرد عودتك للمنزل يصبح هاتفك الويندوز فون هو جهاز إكس بوكس أو جهاز ترفيهي لمشاهدة الأفلام على شاشة كبيرة. قد تبدو فكرة مجنونة أو بسيطة أو حتى مستحيلة، لكنها إن تحققت فقد تكون مفتاحا يمكنه أن يقلب مستقبل الأجهزة التقنية كله رأسا على عقب، وكما كان الآيباد لاعبا مؤثرا في مبيعات سوق أجهزة البي سي، يمكن لأجهزة ويندوز فون كما أتخيلها أن تغير أسواق البي سي والهواتف المحمولة كلها.