في عام 2018، ستقوم منظمة الصحة العالمية بتحديث التصنيف الدولي للأمراض, و الاعتراف بأن لعب ألعاب الفيديو المفرط يؤدى الى اضطراب الصحة النفسية مثل الكحول أو تعاطي المخدرات. و تسبب هذا الخبر  إلى حد ما في احداث ضجة في مجتمع الألعاب، حيث تم الاساءة الى العديد من اللاعبين إلى فكرة أن ألعاب الفيديو يمكن أن تسهم في تدهور الصحة النفسية لشخص ما.

من الصعب ان نكون ضد فكرة لعب العاب الفيديو المفرط يكون مشكلة بالنسبة لبعض الاشخاص. فى الواقع, كانت هناك أمثلة من اشخاص لعبوا العاب الفيديو بشكل كبير حتى ماتوا, و هذا واضح ان هذا السلوك ليس بالامر الطبيعى, حيث ألعاب الفيديو يمكن ان تؤثر على بعض الاشخاص بالادمان. و هذا الادمان يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة عندما يعطى أولوية لالعاب الفيديو على حساب حياته الشخصية.

و مع ذلك, من المهم أن نلاحظ أن الغالبية العظمى من اللاعبين لن يتم تشخيص حالتهم. بالعكس, هناك أدلة على أن ألعاب الفيديو قد يكون لها بعض الفوائد لصحة الفرد. إليك طرق لعب ألعاب الفيديو التي قد تحسن صحتك النفسية.

القلق و الاكتئاب و أضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) :

في حين ان هناك اخبار فى الآونة الأخيرة تقول ان الالعاب قد تكون سيئة للصحة النفسية , هناك حقائق و دراسات تظهر ان الالعاب قادرة على علاج اثنين من أكثر الظروف الصحية النفسية شيوعا في العالم و هما: القلق و الاكتئاب. وتشير دراسة أجرتها جامعة كارولينا الشرقية إلى أن لعب 30 دقيقة من ألعاب الفيديو يوميا يمكن أن يعالج القلق والاكتئاب كوصفة طبية بدلا من الدواء,من بين جميع الأنواع، ألعاب اللغز مثل Angry Birds, BeJeweled, Tetris على وجه الخصوص أظهرت القدرة على التخفيف من أعراض القلق والاكتئاب.

وهناك حالة أخرى و هى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وقد تبين أنها قابلة للعلاج من خلال ألعاب الفيديو, حيث أظهرت إحدى الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة عند لعبهم لعبة Tetris حالتهم تتحسن قليلا, عكس الاشخاص الذين يعانون من تلك الحالة و لا يلعبون اللعبة. وبالنظر إلى هذا، فليس من الغريب أن ألعاب الفيديو بدأ استخدامها فعليا كوسيلة لعلاج أعراض بعض الأمراض العقلية.

الذاكرة:

أحد فوائد الصحة العقلية من ألعاب الفيديو التي تم توثيقها منذ فترة طويلة هو تأثيرها الإيجابي على الذاكرة. وقد أظهرت ألعاب الفيديو من جميع الأنواع تحسن الذاكرة, مع دراسة واحدة وجد ان لعب ألعاب أكبر وأكثر تعقيدا مثل Super Mario 3D World لها فوائد أكبر على الذاكرة, من العاب صغيرة و بسيطة مثل Angry Birds. قد يكون السكان المسنين أقل عرضة للعب لعبة فيديو مثل Super Mario 3D World, و لكن أظهرت الأبحاث أن الأفراد المسنين الذين يلعبون ألعاب الفيديو يمكن أن تحسن صحة العقل. والألعاب تساعدهم على تعلم مهارات جديدة و تحفيز انشطة العقل مما تساعد على حفاظ تشغيله بأستمرار.

التواصل الاجتماعى:

أحد جوانب الحياة التي يعانى منها الأشخاص المصابين بأمراض عقلية هى التواصل الاجتماعى والانخراط مع أقرانهم و مجتمعهم. في حين أن بعض الناس ينظرون نظرة خاطئة على ألعاب الفيديو باعتبارها هواية للأفراد المعادية للمجتمع التي نادرا ما تترك المنزل،في الواقع ألعاب الفيديو هي وسيلة للتواصل الاجتماعى و تكوين صداقات فى العالم الحقيقى, مع العديد من الألعاب التي بنيت على الانترنت التي تشجع على التعاون والمنافسة مع الأفراد في العالم الحقيقي.

ألعاب الفيديو تزيد نسبة الذكاء:

فكرة أن ألعاب الفيديو يمكن أن تجعلك أكثر ذكاء قد يبدو وكأنها كذبة. ولكن فى الواقع هناك بحوث تؤكد هذا الامر. حيث وجد الباحثون ان الاشخاص الذين يلعبون  ألعاب الفيديو يظهر عليهم اداء ادراكية محسنة المقارنة مع الذين لا يلعبون. حيث أجريت دراسة في عام 2014 من قبل معهد ماكس بلانك حيث درست آثار اللعب على Super Mario 3D World على العقل. و على هذا الاساس لعب 24 شخص اللعبة لمدة 30 دقيقة كل يوم لمدة شهرين، وتمت مقارنة التصوير بالرنين المغناطيسي من أدمغتهم لمجموعة لم تلعب اللعبة وأظهرت الفحوصات زيادة المادة الرمادية في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة و الذكاء عن اولائك الذين لم يلعبوا.

واعتبارا من عام 2018، سيتم تصنيف لعب ألعاب الفيديو المفرط  على أنها اضطراب في الصحة العقلية، و هذا امر مقبول و مع ذلك، فقط لأن الألعاب يمكن أن تسهم في تدهور الصحة النفسية لشخص فمن المهم أن نتذكر أن هناك عددا من الطرق حيث يمكن أن تكون مفيدة أيضا. في السنوات القادمة، نتوقع المزيد من علماء النفس لدراسة ألعاب الفيديو وكيف يمكن أن تساعد وتضر الحالة النفسية لأولئك الذين يلعبون عليها.