شهدت السنوات الماضية ظهور عدة شركات عربية ناجحة في مجال البرمجة، بعضها كأفرع لشركات أجنبية وأخرى عربية بنسبة 100%. هذا النجاح وإن كان علامة مضيئة في هذا المجال إلا أننا ما زال أمامنا الكثير حتى نصل إلى ما وصل إليه الآخرون، خاصة في وسط العقبات التي يواجهها أصحاب المشاريع الناشئة التي تعتمد على البرمجيات.

في رأيي الشخصي ولعبور هذه العقبات يجب سعى مجتمعاتنا العربية ككل نحو 3 خطوات هامة حتى نصل إلى اليوم الذي نعتمد فيه على برمجياتنا الخاصة بدلاً من الاعتماد الكلي على البرمجيات الأجنبية بداية من أنظمة التشغيل وحتى أبسط الألعاب.

البنية التحتية

إذا كنت مبرمج مبتدئ فأول عقبة ستواجهها هي الإنترنت، فوصول الإنترنت بصورة مستقرة وثابتة وبسرعة مقبولة لوقتنا هذا ما زالت أزمة في الكثير من الأماكن. إذا كنت لا تعاني من المشاكل السابقة فستجد نفسك أمام مشكلة أخرى وهي الأسعار وسعة التحميل المتاحة.

بالتأكيد هناك بعض الدول العربية التي تخطت هذه الأزمات ولكن للأسف نظرة الأغلبية للإنترنت أنه وسيلة للترفيه وليس أساس كل شيء يدور في حياتنا اليوم والمحرك الأساسي لأي تطور مهماً كان.

مبادرات دعم المطورين

من الأشياء الإيجابية التي انتشرت مؤخراً هي دعم حكومات ومؤسسات وشركات لمبادرات لنشر ثقافة تعلم البرمجة ولدعم المطورين المبتكرين مادياً.

مليون مبرمج عربي

قدمت الإمارات مبادرة مليون مبرج عربي حيث فتحت الباب أمام مليون شخص عربي للتسجيل فيها على مراحل وبصورة مجانية تماماً على أن يخصل المشتركون على فرصة لدراسة إحدى مجالات البرمجة من ضمن سبع مجالات هم تطوير تطبيقات الاندرويد, تطوير مواقع الانترنت, تحليل البيانات, إنترنت الأشياء, Machine Learning و App Development.

AGDA

استضافة مصر العام الماضي AGDA التي أقيمت خلال Insomnia Egypt. المؤتمر الموجه للشباب الإفريقي قدم مجموعة متنوعة من ورش العمل للمطورين كانوا في مجال التطبيقات والبرامج أو الألعاب كما شهد لقاءات عدة مع رواد هذه الصناعة من مختلف دول العالم لنقل خبراتهم للمشاركين.

المؤتمر شهد كذلك الإعلان عن جوائز مسابقة EgyptAppCup والتي قدمت جوائز مالية لأفضل التطبيقات التي شاركت في البطولة.

مسابقة هواوي لابتكار التطبيقات

Huawei App Up

شاركت هواوي أيضاً في دعم المطورين في منطقتنا من خلال مسابقتها الخاصة Huawei Apps Up والتي شارك فيها عدد كبير من مطوري تطبيقات الأندرويد. المشاركون تنافسوا بين بعضهم البعض لتقديم تطبيقات مبتكرة في أي مجال بشرط أن تساهم في تطوير حياة المستخدم وتحسن تجربة المستخدم مع هاتفه.

حصل المتنافسون على جوائز وصلت قيمتها إلى مليون دولار أميركي توزعت على 20 فائز بناء على 5 فئات مختلفة. التطبيقات الفائزة تم إضافتها كذلك على متجر هواوي للتطبيقات Huawei App Gallery.

دعم المستخدمين

إذا كنت من المحظوظين الذين استفادوا من المبادرات السابقة وتخطو العقبات التي ذكرناها فيبقى أمامك عقبة أخيرة ووحيدة وهي عزوف المستخدمين العرب عن التطبيقات عربية المنشأ. يميل للأسف الغالبية من المستخدمين للاتجاه إلى التطبيقات المطورة خارج عالمنا العربي والتي لا تستهدف سوقنا في الأغلب حتى وإن كان هناك بديل محلي أفضل بسبب ما نسميه في مصر "عقدة الخواجة" وهو الظن بأن ما يقدمه الآخرون أفضل دائماً مما نصنعه نحن.

الأسوأ من تجنب البرمجيات المحلية هو مهاجمتها والتقليل منها بدلاً من دعم المطور لتحسينها. لعبة مثل فرسان النور والتي كانت تحاول تقديم تجربة جديدة عند إطلاقها التجريبي لاقت هجوماً كبيراً من مجتمع اللاعبين بدلاً من دعم المحاولة حتى وإن لم تكن الأفضل.

في النهاية نأمل جميعاً أن يتحسن الوضع بالنسبة للمطورين لأنه بالتأكيد سينعكس على المستخدمين خاصة وأن الخدمات الموجه خصيصاً للمستخدم العربي تأخذ عوامل هامة في الاعتبار مثل اللغة, الدعم, الثقافة والتعسير.

هل ترى أي تغيير آخر يحتاجه المطور العربي ليتسحن وضعه؟

شاركنا برأيك في التعليقات!