اعتمدت أبل خلال السنوات الماضية على شرائح تشغيل الاتصالات على هواتفها من كوالكوم وإنتل وهو الأمر الذي انتقل الاعتماد فيه من الأولى للأخيرة خلال الثلاثة سنوات ماضية فبعد أن كانت كل الهواتف بشرائح من تطوير كوالكوم تقاسمت هواتف iPhone الأمر بين الشركتين حتى طٌرحت هواتف iPhone XS و iPhone XR بشرائح من تطور إنتل فقط. ابتعاد أبل عن الاعتماد على كوالكوم يرجع لاتهام كوالكوم لأبل باستغلال براءات اخترعها وهي القضية التي انتصرت فيها كوالكوم في النهاية وأوقفت بيع العديد من أجهزة iPhone 7 و iPhone 8 في العديد من دول العالم.

الآن وبعد أن تخلت أبل عن كوالكوم بشكل كامل تجد الشركة الأمريكية نفسها في مشكلة لا تُحسد عليها, فإنتل المزود الآخر للشرائح أعلنت أن شرائحها التي ستدعم الجيل الخامس للاتصالات 5G ستتوافر بحلول عام 2020 كما أن شرائح إنتل في الأصل أبطأ من شرائح كوالكوم وهو أمر لوحظ بشكل واضح عند مقارنة هواتف أبل التي تعمل بشرائح إنتل مع تلك التي تعمل بشرائح كوالكوم أو حتى بهواتف من تطوير شركات أخرى.

ونتيجة لما أعلنته إنتل أشارت عدة تقارير أن أبل ستتجه لتطوير شرائح الاتصال الخاصة بها لتتوافر في هواتف الشركة المقبلة ولكن بحسب تقارير جديدة الشركة في مأزق لصعوبة تطوير تلك الشرائح حتى الآن. الأزمة تكمن في أن شرائح الاتصال لا تعمل فقط على الاتصال بالشبكات الخلوية بل ايضاً بكل من WIFI و Bluetooth والتي تمتلك كل من الثلاثة إصدارات عديدة وبروتوكولات واعتمادات أكثر تحتاج أبل لتوفير شريحة تدعمها كلها وهو أمر بتطلب سنوات من العمل خاصة وأن أبل لم تعمل في هذا المجال قط.

على الجهة الأخرى تهنأ كوالكوم بكونها واحدة من أكبر مصنعي شرائح الاتصالات قي سوق الهواتف الذكية لاسيما شريحة X50 التي تعتمد عليها الكثير من الهواتف التي تدعم 5G حالياً والمرتقب أن يتم الاستغناء عنها خلال العام المقبل نظراً لدعم التقنية الجديدة في معالج Qualcomm Snapdragon 865 القادم. وعلى هذا السياق تم توجيه السؤال لرئيس الشركة Cristiano Amon حول ما تقوم به أبل حالياً مجيباً بأنه لا يمكنه التعقيب على ما تقوم به أبل كما أضاف عند سؤاله حول إمكانية عودة الشراكة بينهم برغم القضايا المتبادلة "لديهم أرقام هواتفنا, إذا اتصلوا بنا سنقدم لهم الدعم".

5 أشهر فقط تفصلنا عن الإطلاق الرسمي لهواتف أبل الجديدة لعام 2019 وكافة التقارير تفيد أن أبل لن تكون قادرة على تطوير شرائح اتصال تدعم 5G بحلول سبتمبر المقبل, فماذا تفعل أبل؟ هل تعود للاعتماد على كوالكوم مرة أخرى أم تؤجل هواتفها بدعم 5G للعام المقبل؟