في مفارقة غريبة.. فيسبوك يهاجم أبل بحجة الدفاع عن الخصوصية
ليس سراً على الإطلاق ما تكنه كلا من أبل وفيسبوك لبعضهما البعض، إنهما ليسا حتى فرينيمي (صديق يُخفي العداء). بالتأكيد هم في الغالب مهذبون ويحترمون بعضهما البعض، لكنهما أعداء ويظهرون ذلك للعلن بالرغم من المصالح المشتركة بينهما وهذا العداء ليس وليد اللحظة بل يمتد لعهد ستيف جوبز عندما وصف مؤسس أبل الشبكة الإجتماعية والتي كانت في بداية الطريق بأنها مكب للنفايات.
مصالح وعداوة
إنه نوع من الموقف الغريب بالنسبة لشركتين يمكن القول أنهما يعتمدان على بعضهما البعض بطريقة غير عادية. على سبيل المثال، ربما أغلب زيارات فيسبوك تكون قادمة من هواتف الأندرويد ولكن يعتمد فيسبوك أيضا على أجهزة الآيفون بالنظر إلى أن 98 % ممن يزورون الشبكة الإجتماعية في أمريكا فقط من مستخدمي أبل، وبالطبع، يعد فيسبوك مهمًا أيضًا لجهاز الآيفون. إذا لم تتمكن فجأة من استخدام تطبيقات فيسبوك فسيكون ذلك سيئًا بالنسبة لشركة أبل بالنظر إلى أن الأشخاص يحبون استخدام فيسبوك وواتساب وأيضا إنستجرام، وعدم وجود تطبيقات فيسبوك، تعني أن يقوم العديد من مستخدمي الآيفون بالتحول ربما للأندرويد.
ومع ذلك، لايبدو أن الشركتين تحاولان إخفاء العداء بينهما، قام فيسبوك بنشر إعلانات على صفحة كاملة في الجرائد الشهيرة، مستنكر قرار أبل بمطالبة المطورين بطلب الإذن قبل تتبع المستخدمين عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية. هذه مشكلة كبيرة بالنسبة إلى للشبكة الإجتماعية نظرًا لأن أعمالها تعتمد إلى حد كبير على القيام بذلك وكان رد رئيس أبل التنفيذي، تيم كوك أنه لا يركز على فيسبوك على الإطلاق.
في الآونة الأخيرة، ألقى فيسبوك بظلاله مرة أخرى على شركة أبل بعد إعلانها عن ميزة CSAM التي تم تقوم بفحص الصور على آي كلاود. قال ويل كاثكارت، الرئيس التنفيذي لشركة واتساب المملوكة لفيسبوك إن قرار أبل يمثل حالة مراقبة وانتهاك للخصوصية.
تخيل أن أسوأ منتهك للخصوصية في صناعة التكنولوجيا والذي يعتمد على بيانات المستخدم في كل فرصة، يتحدث عن انتهاك الخصوصية من قبل أبل، بالطبع وجدت الشبكة الإجتماعية فرصة لمحاولة إحداث ضرر بشركة أبل.
أبل والخصوصية
ولكن كان لدى تيم كوك رد هذه المرة حيث قال" التكنولوجيا لا يمكن وصفها بالجيدة أو السيئة، إنها محايدة، وبالتالي الأمر يكون في يد المخترع والمستخدم فيما إذا كان يتم استخدامها من أجل الخير أو الشر، ولن تنجح التكنولوجيا إلا إذا حظيت بثقة الناس".
الجزء الأخير "لن تعمل التكنولوجيا إلا إذا حظيت بثقة الناس" يشير به كوك إلى الشبكة الإجتماعية والتي بدأت في نشر نظريات المؤامرة أو خطاب الكراهية من أجل محاولة إيذاء شركة أبل.
ويعني كوك من تصريحه أن هناك بعض شركات التكنولوجيا وعلى رأسها فيسبوك تركز على بناء الميزات والمنتجات بغض النظر عن تأثيرها على خصوصية المستخدم والدليل على ذلك إن فيسبوك كان يعمل على طرق لتحليل الرسائل المشفرة بغرض استهداف مستخدمي واتساب بالإعلانات.
أيضا في حربها ضد أبل، بذلت الشبكة الإجتماعية قصارى جهدها للدفاع عن استخدامها لتتبع بيانات المستخدم كمفتاح للإنترنت المجاني والمفتوح، وأنها منصة مهمة للشركات الصغيرة ونصيرا لها. حتى لو كانت هذه الأشياء صحيحة، فإنها توضح وجهة نظر كوك وهي أن "الخصوصية يمكن أن يكون لها أضرار جانبية" وإذا كان نموذج عملك يعتمد على جمع واستثمار أكبر قدر ممكن من البيانات من المستخدمين، فمن الصعب جدا حماية خصوصيتهم.
ومن الجدير بالذكر أن أبل هي الأخرى تواجه انتقاداتها الخاصة حول كيفية تعاملها مع خصوصية المستخدم في الوقت الحالي. بالطبع، يرتبط الكثير من هذا الرفض بحقيقة أن أبل لطالما كانت البطل عندما يتعلق الأمر بحماية البيانات الشخصية والخصوصية وقرارها بتضمين تقنية فحص الصور على الآيفون لمكافحة استغلال الأطفال CSAM، يبدو وكأنه تحول في هذا الوعد.
أخيرا، من المنطقي أن تدافع أبل وتُصر على موقفها مع تذكير الجميع بحسن نيتها وأن على المستخدمين الوثوق بها كما فعلوا من قبل لأن كما قال تيم كوك الأمر منوط بمخترع التقنية ولن ينجح الأمر إلا بثقة المستخدمين وهناك تاريخ قوي يشير إلى أن أبل بالفعل نصير الخصوصية بعكس فيسبوك والذي لديه سجل حافل بانتهاكات الخصوصية للمستخدمين.
?xml>