هل ما يحدث في الآيفون يبقى هناك.. أبل وخصوصية مستخدميها
دائما ما تردد أبل عبارتها الشهيرة أمام الجميع بأن "الخصوصية حق مكتسب لكل شخص" ولعل ما تؤمن به أبل من أن حماية خصوصية مستخدميها هو حق أساسي لا يجعلها أفضل من الشركات الأخرى.
قد يعتقد البعض أن أبل وفلسفتها المتمثلة في الخصوصية وأن منتجاتها تُعبر عن الخصوصية وما يحدث في الآيفون- يبقى هناك ولا يعرف أحد بشأنه ولا يمكنني أن أنفى هذا الأمر، بالفعل أبل هي رمز الخصوصية في الوقت الحالي، لكنها ليست مثالية كما يعتقد الكثير ولكن يمكن وصفها بأنها "أفضل الوحشين".
لكن في نهاية الأمر، صانع الآيفون ما هو إلا شركة رأسمالية تبحث عن الربح حتى تستمر وتكبر وهذا لا يجعلها مختلفة عن الشركات الأخرى أمثال فيسبوك وجوجل وغيرهما، فقد تكون تلك الشركات قد اتخذت من بيانات المستخدمين سلعة بهدف الربح من خلالها، أيضا شركة أبل اتخذت من الخصوصية سلعة كي تربح هي الأخرى.
وبعكس جوجل وفيسبوك، فقد وجدت شركة أبل أن الخصوصية سوف تساعدها على أن تكون في مكان آخر بعكس استغلال بيانات المستخدمين من أجل التربح وهذا ما كان بالفعل.
الخصوصية بالنسبة لأبل
حيث تُمثل أبل حاليا الخصوصية في عصر أصبحت الخصوصية فيه شيئا صعبا ومستحيلا، ولكن ليس أبل الملاك البريء بشكل كامل، فقد تكون حافظت على خصوصية مستخدميها بشكل كبير إلا أنها أيضا لم تغلق كافة الأبواب أمام الشركات الأخرى التي تستغل بيانات المستخدمين كسلعة.
جوجل مازالت حتى الآن تدفع لأبل من أجل جعلها محرك البحث الإفتراضي على أجهزة الشركة ولا يمكننا أن نغفل الشراكة في السابق بين الشبكة الإجتماعية فيسبوك وأبل وكيف كانت العلاقة وطيدة حتى أن شركة الآيفون كان تقوم بمزامنة كافة جهات الإتصال بجهاز الآيفون الخاص بك مع فيسبوك.
ويمكن القول بأن أبل شركة رأسمالية تسعى للسيطرة والتحكم في الآخرين كما رأينا في السياسات العنيدة والغير عادلة في متجر تطبيقاتها وعمولة الـ 30% التي لا تتوانى عن جمعها كما لو كانت إتاوة والمطورين يدفعون بشكل اجباري وإلا سوف يتم إزالتهم من المتجر وبالتالي لن يستطيعوا الوصول لمستخدمي الآيفون الذين يصل عددهم إلى حوالي مليار شخص تقريبا.
إقرأ أيضا : ملخص مؤتمر أبل One More Thing 2020
بيانات المستخدمين سلعة للشركات
ولتضييق الخناق على الشركات الأخرى بحكم أنها محبة للسيطرة، تم إطلاق نظام التشغيل iOS 14 والذي ضم الكثير من الميزات الرائعة وأهمها، حماية الخصوصية بشكل أكبر مع تحجيم عملية الوصول لبيانات المستخدمين ولهذا أعلن فيسبوك أن إيرادات المعلنين سوف تنخفض بمقدار النصف 50% بسبب قيود الخصوصية التي سوف تُتاح مع نظام التشغيل الجديد للآيفون.
أرأيت كل شركة تحاول تحقيق مكاسب من خلال بيع سلعتها ولأن أبل اختارت أن تلعب دور الشرطي الصالح الذي يدافع عن بيانات وخصوصية المستخدمين، اختارت شركات مثل جوجل وفيسبوك أن تلعب دور الشرطي السيء الذي يحاول التجسس أو سرقة البيانات من أجل الإستفادة بها في استهداف المستخدمين بالإعلانات.
في النهاية، لا يمكن أن ننكر الدور الذي تلعبه شركة مثل أبل في توفير الحماية اللازمة من أجل خصوصية المستخدمين ومع النظام الجديد سوف تصبح شبكة الإعلانات التي تديرها كلا من جوجل وفيسبوك في خطر لأن مستخدمي الآيفون سوف يكونوا مجهولين الهوية بالنسبة لتلك الشركات وبالتالي لا فائدة من الإعلانات العشوائية إلا أننا لا يمكننا أن نغفل جميع نقطة مهمة وهي لا شيء بالمجان وإذا لم تدفع مقابل خصوصيتك سوف يتم انتهاكها بشكل أو بآخر.
?xml>