خلال مؤتمر أطلاق آيفون 13 الذي انعقد منذ أيام، كشفت أبل عن إصدارات جديدة لكلا من الآيفون والآيباد وساعتها الذكية وكلها كانت عبارة عن تحسينات للطرز السابقة دون جديد يذكر.

ومع ذلك، كان هناك شيء مفقود في حدث أبل، تقنية متطورة يمكن وصفها بأنها الشئ الكبير التالي الذي إذا صبت الشركة إهتمامها عليه، سوف تحدث طفرة ونموا سريعا لأبل كما فعل الآيفون عندما ظهر لأول مرة وبعدها أصبح منتج الشركة الأكثر شعبية.

الواقع المعزز

أبل والواقع المعزز

وعلى مدار السنوات الماضية، أشارت أبل ورئيسها التنفيذي تيم كوك على أهمية الواقع المعزز AR وهو مصطلح يشير إلى مجموعة من التقنيات التي تستخدم الكاميرات المتقدمة والرقائق الحديثة لتكون قادرة على فهم مكان وجود الأشياء فيما يتعلق بـالمستخدم ووضع رسومات الكمبيوتر أو المعلومات على شاشة تعرض العالم الحقيقي.

وفي حدث اطلاق آيفون 13، لم تظهر تقنية الواقع المعزز باستثناء عبارة موجزة لتطبيق AR واحد يعمل على أجهزة الآيباد.

وعند سؤاله عن الواقع المعزز، كرر كوك بعض الأشياء التي قالها عن الواقع المعزز في الماضي لكنه استمر في التفاؤل بشأن التكنولوجيا واصفًا نفسه بأنه "المعجب الأول للواقع المعزز" وأضاف "أعتقد أن الواقع المعزز هو واحد من هذه التقنيات العميقة القليلة جدًا التي سننظر إليها في يوم من الأيام ونتسائل، كيف عشنا حياتنا بدونها؟".

كما قال كوك إن الاستخدامات الرئيسية لتقنية الواقع المعزز تشمل التعليم والتعاون والتسوق للأثاث مع التأكد من ملاءمته لمنزل المستخدم وارتداء نظارات الكمبيوتر سيكون تجربة عادية مثل استخدام الهاتف الذكي اليوم.

لم تؤكد أبل أبدًا أنها تبني سماعات رأس AR، بالرغم من استحواذها على العديد من الشركات الناشئة التي تعمل على الخطوات الأساسية لتلك التقنية مثل الشاشات الشفافة المدمجة في العدسات بجانب توظيف عدد كبير من الموظفين للعمل على تطوير تلك التكنولوجيا.

المنافسين

أبل والواقع المعزز

النسبة للواقع المعزز يقول مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج إن تقنيات الواقع المعزز سيتم اختزالها في سماعة رأس أو نظارات مما قد يمثل تغييرًا جذريًا في صناعة التكنولوجيا على غرار شاشات اللمس والتي أحدثت نقلة نوعية في طريقة استخدامنا للأجهزة.

ومع أن أبل لم تدخل السباق بعد إلا أن بعض أقرب منافسيها قد دخلوا بالفعل السباق في منافسة للفوز لأن من يصل مبكرا سوف تكون له الأفضلية في هذا المجال الجديد، وأطلقت شركة فيسبوك نظارات شمسية Ray-Ban مجهزة بكاميرات والتي وصفتها بأنها عبارة عن بوابة  لمنتجات أكثر تقدمًا سوف تظهر في المستقبل القريب.

كما تعمل مايكروسوفت على تطوير سماعة رأس متطورة تسمى Hololens ولديها عقد مع الجيش الأمريكي يُحتمل أن تبلغ قيمته مليارات الدولارات، أيضا أطلقت جوجل نظارات خاصة بالتقنية في عام 2013 لكن لا تزال تلك المنتجات غير مكتملة بعد.

أبل والواقع المعزز

أبل والواقع المعزز

عدم وجود كلام حول تقنية AR في حدث أبل ليس تلميحًا إلى أن أبل تخلت عن تلك التكنولوجيا. تركز مؤتمرات أبل في العادة على الأجهزة والمنتجات التي يمكن للمستخدمين شرائها الآن دون تقديم أي معلومات حول المنتجات التي سيتم إطلاقها في السنوات القادمة.

لم يشتمل أي جهاز من أجهزة أبل الجديدة على تقنية الواقع المعزز على عكس السنوات القليلة الماضية عندما أضافت بعض الطرازات مستشعرات ليدار يمكنها قياس مدى بُعد الكائن، كما تم تحسين الوضع الليلي لكاميرات آيفون 13 برو، والتي يمكن أن تكون ميزة مفيدة لسماعات الرأس في الإضاءة المنخفضة.

وبشكل عام، تعاملت أبل مع الواقع المعزز كميزة برمجية حيث قامت ببناء أدوات مثل ARKit و RealityKit لمطوري التطبيقات لإنشاء تطبيقات AR الخاصة بهم ومتوافقة مع أجهزة الآيفون دون القيام بعمليات صعبة مثل التثليث (يقصد به تحديد موقع المستخدم) أو اكتشاف اليدين والوجوه.

ويتضمن نظام تشغيل الآيفون iOS 15، وضعًا يدعم الواقع المعزز حيث تُظهر خرائط أبل اتجاهات السير في الوقت الحقيقي وهناك أسهم كبيرة تخبر المستخدم إلى أين يذهب على شاشة الآيفون وهذه الميزة يمكن أن تكون فيما بعد أداة رئيسية لسماعة أو نظارة تدعم الواقع المعزز.

أخيرا،  لم تتخلى أبل عن الواقع المعزز ولكنها تتحرك للأمام بخطة مدروسة وعندما يحين الوقت سوف تدخل بقوة في مجال الواقع المعزز الذي يعد المستقبل بالنسبة لشخص مثل تيم كوك وبينما مازلنا نتحدث عن تلك التكنولوجيا التي لم تكتمل بعد، بدأ الرؤساء التنفيذيون لمايكروسوفت وفيسبوك في عمل قفزة أكبر عندما تحدثوا عن المرحلة النهائية من تقنية الواقع المعزز والتي أطلقوا عليها، الميتافيرس metaverse ويقصد بها عالم رقمي مضاف إلى عالم حقيقي، الأمر أشبه بإنمي سورد أرت اونلاين، إذا شاهدت الإنمي سوف تفهم هذه التقنية أو ربما تقرأ مقالنا للحصول على شرح وافي عن هذا العالم الموازي من هنا.