
انطباعنا عن Battlefield 6: عودة الفوضى العارمة
تلقّينا مؤخرًا دعوة من شركة EA الشرق الأوسط لتجربة Battlefield 6 قبل الإطلاق الرسمي، وخضنا جلسات لعب مطوّلة على خرائطها الجديدة والكلاسيكية، وأنماطها المتنوعة، ونظام الكلاسات المُعاد صياغته. والنتيجة أن اللعبة تركت لدينا انطباعًا واضحًا: Battlefield 6 تعود بجوهر السلسلة الذي أحببناه، وتضيف إليه لمسات عصرية تجعل التجربة أكثر حيوية وواقعية. إليكم انطباعنا الكامل بعد أن قضينا 4 ساعات مع لعبة Battlefield 6.
خريطة Mirak Valley: اتساع لا نهائي وتدمير خرافي
أولى الخرائط التي جربناها كانت Mirak Valley، وهي أكبر خريطة متاحة عند الإطلاق. مساحتها الهائلة تحتضن تضاريس متنوعة من قرى صغيرة وطرقات صحراوية، لكن قلبها النابض هو برجان شاهقان غير مكتملين يصبحان محور القتال. الاشتباكات داخلهما ضاغطة ومليئة بالتوتر، وفي الوقت ذاته يظل اللاعب معرضًا دائمًا لهجمات القناصة أو قصف الصواريخ من الخارج.
ما ميّز التجربة حقًا هو نظام التدمير الديناميكي. المباني تنهار تدريجيًا مع القتال، لتفتح طرقًا جديدة أو تتحول إلى جسور وركام يوفر فرصًا غير متوقعة للهجوم أو الدفاع. في إحدى المباريات وجدت نفسي أقاتل من نافذة في مبنى صغير، ومع مرور الوقت تهدمت الجدران حتى لم يتبقَ سوى بقايا ركام أختبئ خلفه. لحظة كهذه جسّدت فلسفة Battlefield بأفضل صورها.
خريطة Operation Firestorm: الحنين للماضي
بعد ذلك انتقلنا إلى نسخة مُعاد تصميمها من Operation Firestorm، الخريطة الشهيرة من Battlefield 3. الممرات المعدنية والخزانات العملاقة أعادت لنا ذكريات الماضي، لكن مع إضافات جديدة بفضل نظام التدمير.
تفجير أسطح مخازن لكشف خصوم مختبئين أو تدمير خزانات ضخمة بانفجارات سينمائية منح الخريطة بعدًا جديدًا. صحيح أن بعض المساحات الجانبية ما زالت فارغة إلى حدٍّ ما، لكنها احتفظت بجاذبيتها الكلاسيكية مع تحسينات واضحة في خطوط الرؤية والاشتباكات. وأتوقع أن تُصبح تلك هي الخريطة المُفضلة ليّ في اللعبة عند الإطلاق مثلما كانت في وقت تجربة Battlefield 3.
الأطوار: بين الكلاسيكي والجديد
تجربتنا لأنماط اللعب في Battlefield 6 أبرزت مزيجًا ذكيًا بين الأساليب الكلاسيكية التي اعتادها عشاق السلسلة والإضافات الجديدة التي تمنح التجربة نكهة مختلفة. طور Conquest ما زال يحتفظ بجوهره: السيطرة على أكبر عدد من النقاط الموزعة في الخريطة، ما يخلق معارك متوازية ومستمرة على جميع الجبهات. بينما طور Breakthrough يركّز على الهجوم والدفاع بشكل متسلسل، حيث يندفع فريق لاختراق خطوط العدو بينما يحاول الفريق الآخر التمسك بمواقعه. هذان الطوران أعادا لي الإحساس بالمواجهات العسكرية المنظمة التي تحتاج إلى تعاون وتوزيع أدوار واضح بين أعضاء الفريق.
لكن الأكثر إثارة للاهتمام كان طور Escalation الجديد. هذا الطور يبدأ بنقاط سيطرة عديدة تغطي مساحة واسعة من الخريطة، ما يتيح حرية كبيرة في الحركة ونشر الاستراتيجيات. ومع مرور الوقت وتقدّم الفريق في تحقيق الأهداف، يتم تقليص عدد النقاط تدريجيًا، فتضيق رقعة المواجهة وتزداد حدة القتال. النتيجة أن منتصف ونهاية المباراة يتحولان إلى جحيم من الاشتباكات الضارية، حيث تجتمع المركبات الثقيلة، والمشاة، والقناصة في مساحة محدودة. هذا التضييق الإجباري على أرض المعركة جعل كل دقيقة في الطور مشحونة بالتوتر، ولم يسمح بلحظة هدوء واحدة. بالنسبة لي، Escalation جسّد الفوضى الممتعة التي طالما تميزت بها Battlefield، لكنه قدّمها في صورة أكثر تنظيماً وتصاعدًا.
الكلاسات في Battlefield 6 أصبحت ذات عُمق أكبر
عودة نظام الكلاسات التقليدي كانت واحدة من أكثر النقاط التي أسعدتني، لكن الجديد هو نظام التدريب (Class Training) الذي يمنح كل فئة إمكانية التخصص بشكل أوضح. على سبيل المثال:
- Assault يمكنه أن يكون Frontline يركز على سرعة الاستحواذ واستعادة الصحة، أو Breacher متخصص في القتال القريب بأدوات مثل القاذف التكتيكي والذخائر الانفجارية
- Support ينقسم إلى Combat Medic الذي يعيد زملاءه بسرعة ويضمن استمرارهم في المعركة، أو Fire Support الذي يركز على تثبيت مواقع دفاعية، قصف تغطية، ورمي قنابل دخانية لتمكين الفريق من التقدم
- Engineer يملك خيار Anti-Armor لمواجهة الدبابات والمركبات الثقيلة، أو Combat Engineer الذي يرفع كفاءة معدات الفريق ويعزز أدوات الإصلاح
- Recon يستطيع أن يلعب دور Sniper بقدرات رصد وإصابة دقيقة من مسافات بعيدة، أو Spec Ops الذي يتخفى بسهولة، يقلل من بصمته الصوتية، ويسمح لزملائه بالانتشار على موقعه
هذا العمق في التخصص فتح مجالًا واسعًا لتجارب لعب مختلفة. فحتى لو اخترت الفئة نفسها في أكثر من مباراة، قد تشعر أنك تلعب بأسلوب جديد تمامًا بفضل التدريب. كما أن حرية تبديل الأسلحة بين الكلاسات مع احتفاظ كل فئة بقدراتها الحصرية منحتني مساحة أوسع لتجربة توليفات تناسب أسلوبي الشخصي. النتيجة كانت شعورًا أن اللعبة تكافئ اللاعبين الذين يجربون، ويخططون، ولا يكتفون بالأسلوب التقليدي.
تحسينات أسلوب اللعب مقارنةً بنسخة البيتا
واحدة من أكثر النقاط التي لاحظتها مباشرة هي التحسينات الواضحة في أسلوب الرماية والحركة. في نسخة البيتا كثيرًا ما كان المشهد يبدو عبثيًا بسبب لاعبين يقفزون باستمرار أو يستغلون سرعة الحركة بشكل غير واقعي للتغلب على الآخرين. أما في تجربتنا الأخيرة للعبة Battlefield 6، تم تعديل النظام ليصبح أكثر توازنًا. الحركة ما زالت مرنة وسريعة بفضل خيارات مثل الانزلاق (sliding) والانبطاح (diving)، لكنها لم تعد تسمح بسلسلة من الحركات المتتالية غير المنطقية.
من جهة أخرى، توازن الأسلحة بدا محسّنًا بشكل كبير مقارنة بما كان في نسخة البيتا. بنادق الدعم مثلًا أصبحت أكثر قدرة على المنافسة، في حين تم تخفيف قوة بعض الأسلحة المهيمنة مثل بنادق الشوتجن. كذلك أُضيفت للمركبات ميزة الاندفاع القصير (Boost)، والتي جعلت استخدامها أكثر متعة ومرونة، سواء للهروب من موقف صعب أو لتخطي تضاريس وعرة.
ملاحظات ونقاط بحاجة إلى تحسين قبل الإطلاق
على الرغم من أن تجربتنا مع Battlefield 6 كانت إيجابية في معظم جوانبها، إلا أننا لاحظنا بعض النقاط التي ما زالت بحاجة إلى تحسين. خريطة Operation Firestorm على سبيل المثال، ورغم تحديثها بنظام التدمير الجديد، ما زالت تحتوي على مساحات فارغة على الأطراف تجعل المرور خلالها مملًا بعض الشيء وتعرض اللاعبين لأن يكونوا أهدافًا سهلة للقناصة.
أما طور Escalation، فعلى الرغم من متعته الكبيرة وتصاعد التوتر فيه، لم يكن متوازنًا بنفس قدر الأنماط الكلاسيكية مثل Conquest، إذ إن كثافة الدبابات والانفجارات في مراحله الأخيرة تجعل المشاة في موقف صعب وتحدّ من فرص اللعب التكتيكي.
ورغم أن الفريق المطوّر أجرى تعديلات واضحة على القناصة بعد نسخة البيتا، فإن خطوط الرؤية الطويلة في خرائط مثل Mirak Valley ما زالت تمنحهم أفضلية ملحوظة في أحيان كثيرة، وهو أمر قد يزعج اللاعبين الذين يفضلون الاشتباكات القريبة والسريعة. ومع ذلك تبقى هذه الملاحظات تفاصيل قابلة للمعالجة في التحديثات المقبلة، خصوصًا أن Battlefield كسلسلة اعتادت أن تتطور مع مرور الوقت بناءً على ملاحظات مجتمع اللاعبين.
خلاصة الانطباع
لعبة Battlefield 6 أعادت للسلسلة روحها الأصلية. خريطة Mirak Valley قدّمت تجربة ضخمة بتدمير ديناميكي يغيّر المعركة باستمرار، بينما عادت Operation Firestorm الكلاسيكية بروح جديدة. الأطوار الكلاسيكية مثل Conquest و Breakthrough حضرت بقوة، ومعها طور Escalation الذي يبدأ واسعًا ثم يضيق تدريجيًا ليخلق فوضى ممتعة. نظام الكلاسات أصبح أعمق وأكثر مرونة، وأسلوب الرماية والحركة بات أكثر واقعية وتوازنًا. ورغم بعض الملاحظات كالمساحات الفارغة في Firestorm أو هيمنة القناصة أحيانًا، إلا أن الانطباع العام ممتاز ويؤكد أن السلسلة عادت إلى مكانتها الطبيعية.
ترقبوا مراجعتنا الكاملة عندما تتوفر Battlefield 6 في 10 أكتوبر 2025!
?xml>