أخيرًا قد وصلنا لليوم الأخير من مرحلة الإنتظار وغدًا سوف تصدر لعبة Call of Duty Modern Warfare لجميع اللاعبين، وقد جربنا اللعبة وأحببنا أن نشارككم انطباعاتنا عن واحدة من روائع ألعاب التصويب ذات المنظور الأول، والتي يقدمها لنا استوديو تطوير Infinity Ward بالتعاون مع شركة Activision

مرت سلسلة Call Of Duty بتغييرات عديدة على صعيد أسلوب اللعب والقصة، وفي الأونة الأخيرة قد انحدرت انحدارًا ملحوظًا مما أزعج محبي السلسلة؛ فانهالت عليهم الانتقادات الغاضبة من كل حدب وصوب، ولكن يبدو أن Infinity Ward أرادت تصحيح مسارها وإعادة اللعبة من جديد إلى الإتجاه الصحيح، لتعود للمنافسة بقلب قويّ، ومن خلال تجربتنا للعبة Call Of Duty Modern Warfare نستطيع القول بأن استوديو Infinity Ward وشركة Activision قد نجحوا في ذلك نجاحًا مبهرًا؛ حيث أنهم قد استطاعوا تحقيق موازنة عادلة ما بين نمط القصة وأنماط الأونلاين Multiplayer؛ بحيث ألّا يطغى أحدهما على الآخر.

للتذكير: الطلب المُسبق للعبة متاح الآن على جميع منصات اللعب من ذلك الرابط.

قصة لعبة Call Of Duty Modern Warfare:

ولكن قبل كل شيء أنت تعلم عزيزي اللاعب بأن لعبة Call Of Duty Modern Warfare هي إعادة تخيل للجزء القديم والذي صدر عام 2007 بنفس الاسم؛ ولهذا فإن الجزء الجديد قد أخذ الشخصيات القديمة من السلسلة وقدموها لنا من جديد في ضوء حروب الجيل الحالي المعاصرة، حيث تم تسليط الضوء على الطبيعة المتغيرة للحروب والصراعات الدموية الناجمة عنها.

وتدور أحداث اللعبة في عدة أماكن مثل لندن ومدينة Urzikstan التخيلية من الشرق الأوسط، والتي بها بعض المخيمات للقوات الروسية المحتلة للمنطقة بقيادة الجنرال الروسي Roman Barkov، والذي سوف يستخدم أسلحة كيميائية خطيرة ضد المدنيين المسالمين من سكان Urzikstan، كردًا على تلك التعديات من المحتلين الروس ظهرت على الساحة أنواع من المقاومة الشعبية من ضمنهم طائفة مقاتلي الحرية بقيادة الأخوين فرح وحيدر والذين قد شاهدوا أبيهم وهو يتم قتله على يد واحد من الجنود الروس،

كذلك ظهرت طائفة أخرى ولكنها أكثر عنفًا ووحشية وتدعى بالقتلة Al Qatala ويحكمهم شخص يدعى عمر سليمان ويلقب بالذئب؛ حيث أن تلك الطائفة قد سعوا للخلاص من جميع الأجانب سواء محتلين أو غير ذلك عن طريق القتل، بينما طائفة مقاتلي الحرية اعترضوا على أفعالهم تلك؛ مما أدى إلى انقلاب عمر سليمان وطائفته على مقاتلي الحرية؛ فبدأوا في عملية مطاردة لتلك الطائفة للتخلص منهم ومن قائدتهم فرح كريم!

وتزداد الطين بلة وتصدر الحكومة الروسية قانونًا بالتخلص من كلا الفئتين؛ مقاتلي الحرية والقتلة ومعاملتهم كأنهم فئة واحدة! ولهذا سينضم شخصية السلسلة المحبوبة كابتن برايس Captain Price لطائفة مقاتلي الحرية لمساندتهم في تلك الحرب الطاحنة.

وشخصية Captain Price لها تاريخ كامل يتم تحليله وتتبعه من قبل عشاق السلسلة، فهو واحد من أفضل القناصة لدى الجيش البريطانى قام بالعديد من المهام لعل أهمها كان اغتيال Imran Zakhaev فى دولة أوكرانيا وبعده تمت ترقيته إلى رتبة كابتن وأصبح يقود فرقة قتالية خاصة أسمها Bravo Team. وكان من الرائع رؤيته مرة أخرى في اللعبة الجديدة من Call Of Duty Modern Warfare.

ومما ترى عزيزي اللاعب، فإن القصة ليست سطحية مثل أغلب الألعاب التي تناولت منطقة الشرق الأوسط والحروب الدائرة بها، بل إن الأحداث مؤثرة للغاية ومليئة بالدراما و السينمائية الرائعة التي قد برزت مشاهد الحرب والصراعات النفسية الناتجة عنها. فهي أحداث تراها يوميًا في الحياة الحالية من الصراعات.

والجميل كذلك أننا نلعب بعدة شخصيات مختلفة داخل القصة؛ حيث سوف نرى وجهات نظر كل واحدة منهم وكيفية تفكيرهم ورؤيتهم للموقف من كل جهة، فالقصة لا تركز على شخصية واحدة فقط .. لا وجود للشر والخير الأحادي؛ بل إن القصة واقعية للغاية وتريك أن لا يوجد إنسان شرير بالكامل أو خيّر بالكامل!

كذلك نمط القصة يحوي على 14 مهمة متنوعة ما بين العمليات السرية التي تحبس الأنفاس، وأحداث القوات الخاصة الدولية، وكذلك أحداث مؤثرة للصراعات داخل منطقة الشرق الأوسط وكيفية محاولتهم تحرير أرضهم وكذلك الصراعات الدائرة ما بين طائفتين من نفس الوطن. كما أن مهام اللعبة لن تكون فقط أركض وصوب واقتل وتنتهي بعدها المهمة بل تشمل تنوع وأنماط مختلفة في القتال ؛ مثلا هناك مهام استراتيجية ، مهام تسلل ، وكذلك مهام طويلة الأمد سيتاح لك بها إتخاذ قرارات معينة أو تجعلك تمر باختبارات معينة تلعب على مشاعر اللاعب، خاصةً أنك سوف تكون في قلب أحداث وصراعات تراها يوميًا في نشرات الأخبار الحالية. كذلك نهاية القصة كانت رائعة ومحبوكة بشكل جيد.

أقرأ أيضا: إنطباعاتنا عن الـ Multiplayer في Call of Duty Vanguard بعد التجربة!
 

نأتي الآن إلى أسلوب اللعب:

والواقعية ليست فقط بأحداث القصة بل إنها أيضًا تمتد داخل أسلوب اللعب؛ حيث أن الجزء الجديد قد اتجه في أسلوب اللعب نحو القتال الواقعي Boots On Ground بدلًا من الحروب العالمية والتي استمرت السلسلة في تقديمها لنا، ومصطلح الـ Boots On Ground هو مصطلح عسكري حديث، يصف القوات العسكرية لبلد ما والتي تذهب لتضع مخيمات لها في بلد آخر؛ مثالًا على ذلك، ما حدث بين أمريكا والعراق في بدايات الألفية الجديدة.

هذا بالإضافة إلى واقعية حركة الشخصيات سواءً في المشي والهرولة أو حركة السلاح الذي تحمله معك؛ حيث بتغير حركة الشخصية تتغير حركة اهتزاز السلاح تباعًا، كذلك طريقة إمساك الشخصيات للسلاح كانت بها تفاصيل واقعية شديدة.

كما أن اللعبة أصبحت تميل للاستراتيجية والأسلوب التكتيكي بدلًا من اتجاه الـ Arcade الذي اتخذته السلسلة سابقًا، وتوفر لك اللعبة عدد كبير من الخرائط؛ وداخل كل خريطة أكثر من مكان يمكنك الدخول أو الخروج منه أو حتى تمكنك من عمل ال Camping ولكن لأن اللعبة توفر لك الواقعية كذلك؛ فسوف تجد أنها تبرز بعض الزوايا التي تكون مكشوفًا فيها بوضوح للآخرين مما يسبب موازنة في اللعبة .. حيث أنك لست خفيًا بالكامل عن اللاعبين الآخرين أو عن الأعداء بل هناك نقاط ضعف تكشف موقعك ويجب عليك أن تخطط جيدًا لتقوم بتغطية تلك المناطق وحماية ظهور بعضكم البعض!

كذلك إضافة النظارات الليلية والتي تضيف Mood آخر تمامًا للعبة حتى ولو كنت في نفس الخريطة فستشعر أن الأمور والظروف مختلفة في الليل عن الصباح بشكل جذري ، وقد ساعدت النظارات على بيئة لعب أكثر تكتيكية بالطبع فهي إحدى الوسائل الممتعة التي قدمها المطور ليبرز أن كل ما يهتم به هنا هو التكتيك في اللعب ونسيان نظام الـ Arcade

فبات عليك الآن دراسة خطواتك بشكل دقيق للغاية خاصة وأن الرؤية ليست بالأفضل في الليل كما أن إطلاق النار بشكل مستمر قد يعمي عينيك لبرهة من الوقت وبالتالي تحرك اتجاه اللعب نحو استخدام الـ Flash Grenade مثلاً أكثر لإصابة عدوك بالعمى المؤقت وإفقاده توازنه وبالتالي يصبح فريسة سهلة بالنسبة لك أو على صعيد آخر فقد خدمت النظارات الليلية هؤلاء الذين يكرهون أن يتم قنصهم وذلك لأن استخدام Sniper في تلك الأوضاع هو حل جيد ولكن ليس بالحل الأمثل ، المفضل أكثر هو المواجهة الحكيمة والمحسوبة بدقة باستخدام AR أو SMG إن كنت لا تعرف أين تصوب أو إن كنت من محبي إهدار الطلقات ولا ننسى ال Laser الذي عليك أن تعتاد على استخدامه في هذا النمط فالمعطيات كثيرة في الحقيقة، وإضافة رائعة مثل تلك غيرت من مجريات اللعب بشكل كلي رغم أنها كانت تدور في نفس خرائط الصباح ولكن لسبب ما كانت الأمور مختلفة.

وتوفر Call Of Duty Modern Warfare ترسانة لا بأس بها من الأسلحة بأنواعها لتختار منها ما يناسب ذوقك الخاص بل وبإمكانك ابتكار Loadout خاص بك أنت ترتاح فيه في اللعب كثيرًا أو يمكنك استخدام Loadouts متواجدة مسبقًا وضعها لك الاستوديو حتى تجرب كل واحدة منهم وترى ما أكثر Loadout يناسب طريقة لعبك.

وبالطبع تخدم ال Loadouts كل قسم في اللعبة فإن كنت تعشق الفوضى فابدأ بقاذف صواريخ RPG ولكن عليك الحذر من وزنه وسرعة حركتك عند استخدامه ، أو اختار قسم القناصة أو قسم أسلحة ال SMG السريعة أو ال shotguns لعشاق القتال المباشر من على مسافة قريبة وغيرها عزيزي القارئ، فهناك العديد والعديد من الأسلحة التي توفرها اللعبة لك وسوف تعشق استخدام وتجربة كل سلاح؛ كما أن اللعبة لا تقيدك بسلاح محدد .. فتستطيع استخدام أي سلاح ترتاح في استخدامه طوال اللعبة.

والرائع أكثر أنه لا وجود لل Microtransactions أو شراء أسلحة أقوى، فالأسلحة كلها متوفرة داخل اللعبة ولن تحتاج لشراء أسلحة أخرى من المتجر.

اللعبة تقدم لنا أيضًا نظام الـPERK  والتي تستطيع إضافتها للأسلحة والشخصيات لتعطيك مميزات أو أفضلية قليلًا باللعبة؛ فهناك مثلًا Perk تجعل إعادة تلقيم السلاح Reload بشكل أسرع وكذلك التبديل ما بين سلاحين يكون بشكل أسرع، وهناك Perk تجعل اللاعب يرى الأعداء الموجودين ويحدد أماكنهم بعلامات ليراها من معه بالفريق، هناك كذلك Perk تتيح لك الركض بشكل أسرع، وغيره من العديد من ال Perks الموجودة باللعبة، ولكن لا تخال أن اللعبة أصبحت أسهل مع وجود تلك ال Perks ! .. لا يا عزيزي فالاستوديو مصمم على اتخاذ الواقعية كشعار داخل اللعبة؛ ولهذا ستجد أنه سيكون عليك التخلي عن خاصية ما أو شيء ما مثل حمل السلاح أثناء الركض في مقابل استخدام الميزة التي تمنحها لك ال Perks.

كذلك كان من الرائع عودة نظام الـ Killstreaks أو عدد القتلات kills خلال جولة واحدة، فكلما زادت عدد الـ killStreaks كلما كوفئت بجوائز مجزية ومفيدة داخل اللعبة؛ مثل الطائرات drones التي ستمدك بالدعم الجوي وتكشف لك أماكن الأعداء، ولكن Infinity Ward جعلت الأمور متوازنة أكثر مع أسلوب اللعب؛ حيث أن الجوائز لن تمدك بالقوة الكاملة للفوز بالمعركة مثل الأجزاء القديمة .. حيث أنها جعلت اللاعبين والأعداء يستطيعوا تدمير ذلك الدعم؛ أي أن العدو يستطيع تدمير الدعم الذي قمت بطلبه أو العكس صحيح، وهذا أيضًا يندرج تحت شعار الواقعية .. مما يعطيك إحساس بأنك بالفعل إنسان بشري يخوض معركة حربية ولست إنسان فائق القوى، مما يعيد إلينا ذكريات أجزاء Modern Warfare القديمة.

هذا بالإضافة إلى أطوار الأونلاين متعددة اللاعبين Multiplayer الممتعة والتي وفرتها لنا لعبة Call Of Duty Modern Warfare الجديدة

حيث سيجبرك كل طور على اللعب بطريقته هو فال Deathmatch مثلاً معتمد على الحركة السريعة والمستمرة وبذلك تتفادى المباغتات من الخلف أو تتفادى معرفة مكانك من قبل الأعداء ولكن تتغير الأمور أو الأهداف عندما تدخل في مباراة Domination أو Headquarters وهما طوران يطبقان كيفية الدفاع عن أعلامك أو عن مركز عملياتك من خصومك بشكل مثالي سواء باستخدام أفخاخ أو Lures ، فالمهم هو إعتمادهما على ذكائك في التصرف بشكل سريع أيضاً وكيف تتحول من الحالة الهجومية وإلى الحالة الدفاعية بشكل سلس

كذلك هناك طور Cyberattack والذي يجعلكم تحمون حامل القنبلة بشكل لا إرادي وبالتالي تتعاونوا مع بعضكم البعض بشكل أكبر للوصول للصالح العام وهي خاصية لا تراها كثيرًا في معظم ألعاب الـ Multiplayer كما أن هذا الطور بالذات سيجعلك تفهم استراتيجية خصمك منذ الجولة الأولى وبالتالي ستغير خطتك التكتيكية حسب المعطيات المتواجدة في كل جولة

أخيراً طور الفوضى الشاملة Ground War فيمكنني تلخيص تكتيكه في القنص …خذ سلاح قنص واخرج به لمكان عال غير مكشوف واستمتع ، غير ذلك لا يعد هذا الطور تكتيكي للغاية وذلك لأن الفوضى تعم المكان حرفيًا ولا ترى من الذي يقتل من؟! ولكن في كافة الأحوال حاول أن تلتزم ب High Ground للحصول على الأفضلية في القتال

مستوى الرسوم والتقنية:

انطباعاتنا عنها إيجابية للغاية، حيث بدت اللعبة رائعة الجمال وأدائها كان سلسًا للغاية على جميع المنصات، خاصةً جهاز الحاسب الشخصي PC ؛ حيث أن تقنية تتبع الأشعة مع تلك اللعبة كانت عالم آخر بمفرده.

والرسوم جاءت مبهرة للغاية، ولاحظنا مدى اهتمام Infinity Ward بجودة المشاهد السينمائية داخل اللعبة ومدى درجة الواقعية فيها، حيث دعمت الرسوم قوة القصة وساعدت في إبرازها من خلال تفاصيل الوجوه الرائعة وقوة الجرافيك العالية؛ ولم لا وقد صممت اللعبة على محرك جديد خلال عملية التطوير التي استغرقت ثلاث سنوات بأكملها لتصل إلينا بكل تلك الروعة.

كما أن تحريك الشخصيات وانسيابية الحركة داخل اللعبة تعتبر نقلة رائعة في سلسلة Call Of Duty ، أيضًا أداء اللعبة على المنصات كان ممتازًا ولم يكن هناك أي سقوط في عدد الإطارات Frame Drops أو مشاكل تقنية تذكر.

بالنسبة لأصوات الشخصيات أثناء المشاهد السينمائية فقد جاءت رائعة، وكذلك الأصوات بشكل عام سواء مؤثرات صوتية أو صوت إطلاق ذخيرة الأسلحة أو صوت الإنفجارات جاء واقعيًا للغاية وقويًا كذلك.

اللعبة أيضًا تدعم اللغة العربية ترجمة ودبلجة، والصراحة قد تمنيت أن تكون الدبلجة العربية قوية مثل كل ما جاء باللعبة، ولكن يبدو أننا سننتظر للجيل القادم حتى نحصل على دبلجات عربية مُحسّنة وقوية عن ما تم تقديمه في هذا الجيل.

بالنهاية تجربة Call Of Duty Modern Warfare الجديدة كانت مُرضية بشكل كبير، وقد حققت Infinity Ward وعدها بتقديم لعبة تعيدنا إلى جذور عالم Call Of Duty ، بل إنها تعتبر نافذة استقطاب للاعبين الجدد على السلسلة، ونتمنى أن تستمر Activision و Infinity Ward في نفس المسار الصحيح للسلسلة وألّا ينحرفوا عن الطريق، وانتظرونا مع المراجعة النهائية للعبة قريبًا.