عندما ننظر الآن إلى الحالة التي وصلت لها السلسلة في 2021، فسنجد تفكك كبير في مجتمع اللاعبين. شركة Activision أصبحت تُركز على الربح المادي أكثر من خدمة مجتمع اللاعبين، والاستوديوهات المُطورة أصبحت تعمل كماكينة هدفها هو ضخ الألعاب بشكل سنوي مستمر بدون مراعاة ما يطلبه اللاعبين منهم. في مقالة اليوم سنتحدث عن سلسلة Call of Duty، وما أسباب التدهور الذي حدث لها خلال السنوات الأخيرة، وما الحلول التي يمكن أن تُحسن من السلسلة على المدى البعيد.

Call of Duty تراجع سلسلة

يجب على Activision التخلي عن فكرة الإصدارات السنوية.

نحن نحصل على جزء جديد من سلسلة Call of Duty منذ عام 2006 حتى الآن. في البداية كان الأمر ناجحًا حيث حصلنا على ثلاثية Modern Warfare الخيالية، بالإضافة إلى جزئين من Black Ops. بدأت الأمور تتدهور منذ إصدار Call of Duty: Advanced Warfare في 2014. تلك كانت أولى الألعاب التي تُقدم نقلة مستقبلية للسلسلة، وعلى الرغم من أن الفكرة كانت مقبولة في البداية، إلا أن الأمر أصبح مملاً عندما قامت كل استوديوهات Activision بتبني تلك الفكرة لمدة 3 سنوات متتالية. سئم اللاعبين من المستقبل وبدأوا يتجهون إلى سلسلة Battlefield التي قدمت لنا أفضل لعبة حرب عالمية خلال عام 2016.

استوديوهات Activision بدأت تشعر بالقلق ولذلك قرر استوديو Sledgehammer Games أن يتوجه مرةً أخرى للماضي بإصدار لعبة Call of Duty: WWII. ظلت السلسلة تتأرجح على نفس الحال لبضعة أعوام حتى أتى استوديو Infinity Ward بمحرك جديد كليًا، وأعاد إحياء سلسلة Modern Warfare مرةً أخرى في عام 2019. نجاحات Call of Duty لم تستمر كثيرًا حيث صدر جزآن أسوأ من بعض في 2020 و2021 وهما Black Ops Cold War و Vanguard. الأنظار حاليًا تتجه لاستوديو Infinity Ward لنرى ما سيُقدمه مع Modern Warfare 2 خلال عام 2022.

فكرة الإصدارات السنوية هي فكرة فاشلة. كل عام تُصبح السلسلة أسوأ من العام السابق وهذا رأيناه يحدث مرارًا وتكرارًا مع FIFA و Call of Duty. إذا تحولت Call of Duty لإصدارة كل عامين، فسنرى حل لمجموعة كبيرة من مشاكل السلسلة، وستستطيع الاستوديوهات دعم ألعابها لفترةٍ أطول. بالطبع مجرد تأجيل إصدار الألعاب لن يحل مشاكلهم بشكل تلقائي. فقط انظروا إلى Battlefield 2042 التي صدرت بعد Battlefield V بأكثر من 3 سنوات، ولكنها أصبحت أسوأ لعبة منظور شخص أول في عام 2021، بل وأسوأ لعبة Battlefield في تاريخ السلسلة. اللعبة تحولت لأضحوكة خلال أيام من الإصدار ونتمنى ألا يحدث ذلك مع Call of Duty أيضًا!

Call of Duty تراجع سلسلة

رسومات وتقنيات سلسلة Call of Duty تنحدر ولا تتقدم!

سلسلة Call of Duty ليست شهيرة بأنها تُقدم لنا أفضل رسومات لألعاب منظور الشخص الأول، هذا اللقب أصبح من نصيب Battlefield منذ Battlefield 3 في 2011. كل استوديوهات السلسلة ظلت تعمل على نفس المحرك الذي يبلغ عمره أكثر من 15 عام حتى جاء استوديو Infinity Ward في عام 2019 وقرر تغيير تلك المعادلة تمامًا!

استوديو Infinity Ward صمم محرك جديد كليًا وأول لعبة تصدر بهذا المحرك كانت Call of Duty: Modern Warfare 2019. وضعت اللعبة معيارًا جديدًا لرسومات وحركات (Animations) منظور الشخص الأول. تلك كانت أول مرة نرى فيها سلسلة Call of Duty تُقدم مستوى غير مسبوق من الرسومات والتفاصيل السينمائية الخلابة. حتى يومنا هذا، يمكن اعتبار Call of Duty: Modern Warfare 2019 أنها أفضل لعبة منظور شخص أول في العصر الحالي من الناحية الرسومية. البعض يقول أن حتى Battlefield 2042 لم تستطع التفوق على رسوم تلك اللعبة.

Call of Duty تراجع سلسلة

للأسف إصدارات 2020 و2021 من Call of Duty لم تشهد نفس المستوى من التقدم التقني. Black Ops Cold War عادت مرةً أخرى إلى المحرك القديم، واستوديو Sledgehammer لم يستطع التأقلم بشكل كامل مع محرك Infinity Ward الجديد وظهرت Call of Duty: Vanguard برسومات ضعيفة بالنسبة للعبة صدرت على منصات جيل جديد. هذا الانحدار في مستوى التفاصيل والرسومات جعل جزء كبير من اللاعبين يقارن اللعبة بـ Modern Warfare 2019 والفرق كان عملاقًا. اللعبة القادمة من السلسلة ستكون من تطوير استوديو Infinity Ward، وعلى حسب الشائعات فنحن سنحصل على Modern Warfare II.

كل الآمال حاليًا تقع على عاتق استوديو Infinity Ward حيث أن اللاعبين ينتظرون منهم استغلال كل قدرات الجيل الجديد عن طريق تقديم أفضل مؤثرات بصرية ممكنة، مع إضافة التقنيات الحديثة مثل تتبع الأشعة وغيرها. عام 2022 سيكون مليئًا بالاستعراضات التقنية من جانب العديد من الشركات، ونتوقع أن يكون استوديو Infinity Ward في المراكز الأولى من تلك القائمة مع لعبته الجديدة.

Call of Duty تراجع سلسلة

الاهتمام أصبح ينصب على Warzone أكثر من الألعاب الأساسية!

منذ أن صدرت Call of Duty: Warzone في مارس 2020، وActivision بأكملها أصبحت تُركز عليها كاللعبة الرئيسية التي يُحققون منها أموالهم. هذه استراتيجية منطقية حيث يوجد أكثر من 100 مليون شخص يلعبون Warzone خاصةً وأنها متوفرة بشكل مجاني بالكامل على الحاسب الشخصي وأجهزة الكونسول المنزلية.

لكن على الرغم من ذلك، فالاهتمام الخاص بـ Warzone أصبح يأتي على حساب الألعاب الأساسية التي تصدر كل سنة. Warzone أصبحت تحصل على أنماط لعب جديدة مع تحديثات عملاقة لتتناسب مع كل موسم جديد، وفي المقابل تجد أن الألعاب الرئيسية لا تحصل على المحتوى الكافي الذي يُشجع اللاعبين للاستمرار في تجربتها لفترةٍ طويلة.

Call of Duty: Vanguard صدرت في نوفمبر 2021 بأسوأ نمط Zombies في تاريخ السلسلة على الرغم من أن استوديو Treyarch هو الذي عمل عليه وساعد Sledgehammer Games في تطويره. هذا المثال وحده دليل كافي على الاهمال الذي تحصل عليه الاصدارات السنوية من جانب الاستوديوهات المُطورة.

Call of Duty تراجع سلسلة

كيف يمكن حل مشاكل سلسلة Call of Duty والتحسين منها مستقبلاً:

  • التوقف عن إصدار ألعاب Call of Duty بشكل سنوي سيكون بداية حل المشكلة. بهذه الطريقة ستسمح Activision لاستوديوهاتها أن تدعم ألعابها لفترةٍ أطول، وكل استوديو سيحصل على فترة طويلة أكبر للعبته القادمة مما سيجعله في النهاية يُقدم منتجًا قيمًا يعود به لأمجاد سلسلة Call of Duty التي تعودنا عليها.
  • دفع الحد الأقصى لمستوى الرسومات والتقنيات التي تم تقديمها في محرك Infinity Ward الجديد. هذا الأمر لن يتم إلا إذا تم التركيز بشكل أساسي على منصات الجيل الجديد PlayStation 5 وXbox Series X|S، مع الاهتمام باستعمال كل تقنيات الجيل الجديد الحديثة مثل تتبع الأشعة وغيرها. في نفس الوقت يتم المحافظة على دعم 120 إطار في الثانية عبر كل المنصات لمن يريدون الحصول على تجربة لعب أكثر سلاسة.
  • زيادة تركيز الدعم على الألعاب الأساسية وليس على Warzone. أنت كلاعب تدفع 70 دولار مقابل جزء جديد من السلسلة كل سنة، وفي المقابل تحصل على دعم بسيط لمدة 4 مواسم فقط تقريبًا. في كل تلك المواسم يتم تقديم مجموعة ضئيلة من الخرائط والأسلحة الجديدة ولذلك نجد معظم اللاعبين يتجهون لـ Warzone بعد فترةٍ بسيطة من إصدار الأجزاء الجديدة من السلسلة.
  • الاستماع لآراء مجتمع اللاعبين حيث أنهم حجر الأساس لنجاح أي جزء من السلسلة. مجتمع اللاعبين يريد الأفضل لـ Call of Duty لأنهم يصرفون أموالهم عليها كل سنة، ولذلك يجب على استوديوهات Activision أن تخرج باستطلاع رأي كل فترة لضمان توافق أفكارهم مع أفكار مجتمع اللاعبين.
  • وأخيرًا، يجب على Activision أن تحترم موظفيها. سلسلة Call of Duty تمر بحالة سيئة لمجموعة ضخمة من الأسباب، ومن ضمن تلك الأسباب هو عدم احترام Activision لموظفيها. على سبيل المثال: لقد تم تسريح عشرات الموظفين الذين كانوا يعملون على Call of Duty: Warzone في استوديو Raven. مثل تلك الأمور يجب ألا تتكرر لأنها من المُحتمل أن تؤثر على ألعابهم بالسلب في المستقبل!

Call of Duty تراجع سلسلة

الخلاصة هي أن Activision أصبحت تنظر إلى سلسلة Call of Duty على أنها بنك متحرك يجلب لهم المزيد من الأموال على مدار الأشهر والسنوات. هذا الفكر ينجح في الوقت الحالي على الرغم من أن كل جزء من السلسلة أسوأ من الذي سبقه. لكن إذا استمرت الشركة على نفس هذا النهج، فمع الوقت سيبدأ اللاعبين بالشعور بالملل وسيتجهون لدفع أموالهم لعناوين أخرى منافسة. Activision لن تستيقظ من الوهم الذي تعيش فيه إلا إذا صدر عنوانًا جديدًا سرق منهم لاعبيهم، وهذا ما نتمنى أن يحدث مع لعبة استوديو Midnight Society التي يعمل عليها مُقدم المحتوى Dr Disrespect وفريقه الرائع من المطورين!

بالطبع هذا كله من المحتمل أن يتغير مع استحواذ Microsoft Xbox على الشركة. Xbox ستضمن للمطورين بيئة عمل أكثر راحة، ومن المحتمل حتى أن تُطبق مجموعة من الاقتراحات التي ذكرناها على مدار مقالتنا اليوم. في النهاية، هل ترى أن سلسلة Call of Duty من المحتمل أن تتحسن بعد استحواذ Xbox على Activision؟