العديد من مستخدمي الآيفون، لطالما تبادر سؤال إلى أذهانهم، لماذا في كل مرة يكون للشركات الصينية السبق على شركة أبل عندما يتعلق الأمر بالميزات الجديدة التي يطلقونها على أجهزتهم التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد؟

لماذا تقوم هواوي بإضافة ميزة معينة فتلقى صدى كبير فنجد بعدها شاومي وأوبو والشركات الأخرى قد قامت بإضافتها سريعا على أجهزتها لكن بالنسبة لشركة أبل الوضع مختلف تماما، فمع أنها تجد تلك الميزة التي أطلقتها الشركات الصينية رائعة إلا أنها غير قادرة على إضافتها على الفور ويستغرق الأم منها من عام إلى عامين حتى يجد مستخدمي الآيفون تلك الميزة الجديدة. ولكن لماذا كل هذا التأخير ولماذا شركة بحجم أبل، والتي تخطت قيمتها السوقية الـ2 تريليون دولار، لا يمكنها إضافة الميزات الجديدة على الفور؟ هذا ما سوف نحاول شرحه والإجابة عليه خلال السطور التالية.

البداية

jobs and cook

لمن لا يعرف، شركة أبل لا تقوم بتصنيع منتجاتها ولكن لديها قسم متكامل ومبدع يعمل على تصميم وتطوير الأجهزة الخاصة بالشركة، ولعل الأمر بدأ عندما تم إعادة ستيف جوبز مؤسس أبل لمنصبه مرة أخرى، وعلى الفور كان يعلم بأن شركته تتكبد خسائر كثيرة جراء العدد الكبير من المصانع التي يمتلكونها، وبالطبع كان تشغيل تلك المصانع يُكلف أبل الكثير من الأموال، وعلم ستيف جوبز أنه بحاجة لشخص مثل تيم كوك ليتولى هذه المسئولية وخاصة أن الشركة كانت قد ضلت طريقها والإفلاس أوشك أن يُصيبها.

وبالفعل تولي تيم كوك منصب مدير عمليات التشغيل في أبل، ولحل مشكلة تكاليف تشغيل المصانع الكثيرة للشركة، اعتنق كوك المثال القائل " شراء العبد أفضل من تربيته"، وهكذا تم إغلاق مصانع أبل وبدء الاعتماد على شركات خارجية مثل ويسترون وفوكسكون وبيجاترون وغيرهم.

وتحولت شركة ستيف جوبز لقسم متخصص في تصميم الأجهزة الخاصة بها، وتطويرها وصنع برامج رائعة مع تجربة مستخدم جيدة والشركات الخارجية التي لا تتبعها، تعمل على تنفيذ ما تريده الشركة الأمريكية لأن الصناعات التحويلية بها العديد من المتاعب والنفقات الكثيرة مع هامش ربح أقل، ولهذا لجأت أبل لمن لديه باع طويل وخبرة في هذا المجال مثل شركة فوكسكون وحتى الغريم التقليدي لها وهي شركة سامسونج.

ضخامة أبل

متجر تطبيقات أبل

كما قلنا فإن أبل إذا فكرت في إضافة ميزة ما على أجهزتها، فسوف تحتاج لبعض الوقت من أجل تصميم الميزة بمعايير الشركة العالية، كما سيتطلب الأمر وقتا حتى تقوم الشركات الأخرى بتزويد منتجات أبل بالميزة المطلوبة كما أن هناك مشكلة أخرى قد لا يعرفها الكثير وهي أن شركة بحجم أبل وضخامة مبيعاتها، يجعل من الصعب عليها أن تزود منتجاتها بالميزة التي تريدها في وقت قصير.

مثال على ذلك، عندما حاولت شركة الآيفون اعتماد شاشات أوليد في أجهزتها منذ  ثلاث سنوات، وبالطبع طلبت من الشركات التي تتعامل معها مثل توشيبا وشارب و إل جي توفير ما يصل إلى 50 مليون شاشة أوليد بمواصفات معينة ومعايير صارمة مع زيادة العدد خلال السنوات القادمة وهكذا، الأمر كان صعبا على مثل تلك الشركات التي لا تنتج في الوضع الطبيعي مثل هذا الرقم، وهنا لجأت الشركة الأمريكية لغريمها التقليدي سامسونج والذي اتفق مع أبل على توريد العدد المطلوب ولكن بشرط وجود حد أدنى بشكل سنوي إذا لم تطلبه شركة Apple تدفع تعويضات.

إقرأ أيضا : 5 ميزات مهمة ومفيدة يوفرها نظام الدفع بمتجر تطبيقات أبل للمستخدم

وبالفعل دفعت Apple خلال الربع الثاني من هذا العام 2020 غرامة 950 مليون دولار للعملاق الكوري سامسونج بعدما لم تستطع أبل شراء الحد الأدني للشاشات من سامسونج، ولكن ما أقصده هنا أن شركة الـ2 تريليون دولار وضخامتها وحجم الطلب على قطع معينة يجعل الأمر معقد وقد يكون مستحيل على شركات التوريد والتصنيع الإيفاء بالمطلوب منها تجاه أبل.

لماذا لا يمكن لأبل مواكبة ميزات الشركات الصينية؟

huawei oppo xiaomi vivo

يمكن القول بأن العديد من المستخدمين وخاصة مستخدمي الأندرويد يعتقدون أن شركات الأندرويد أفضل من Apple عندما يتعلق الأمر بالميزات الجديدة ولكن الأمر ليس كما في مخيلتك.

أبل لا تقوم بإضافة أي ميزة على أجهزتها دون دراسة وتمعن، كما أنها لا تقوم بتوفير ميزة معينة لأنها قد تكون مرتفعة التكلفة أو أن أبل نفسها غير مقتنعة بها وفي بعض الأحيان تقوم بتنفيذ الميزة ولكنها لا تشعر أنها ملائمة للمعايير العالية الخاصة بالشركة فتتخلص منها على الفور أو لأن مصانع التوريد لا يمكنها تلبية طلبات Apple وبالتالي تحتاج لفترة من الوقت حتى يمكن للشركة إضافة ميزة جديدة بأجهزتها عكس شركات الأندرويد.

أخيرا، قد يتسائل البعض، سامسونج وربما هواوي يبيعان عدد كبير من الأجهزة مقارنة بشركة الآيفون، لكن عندما أقول لا يمكن لمصانع التوريد تلبية ما تحتاجه أبل فأنا أقصد هنا الأجهزة الرائدة والتي يتم تصنيعها بمواصفات فائقة الجودة وبكميات كبيرة  Hi-End وليس أجهزة أو هواتف عادية من الفئة المتوسطة أو الأقل والتي يتم تصنيعها دون أي مشكلة.