نحن نؤمن بأن أي شخص يستطيع صناعة محتوى ما، فلكلٍ منا شخصيته وثقافته التي تسمح له بهذا، ولكن يبقى العائق الوحيد أمام كل شخص هو الأداة التي سيستخدمها لصناعة هذا المحتوى. منا من يكتب مقالات أو خواطر على الإنترنت، وهذا ليس الشخص الذي نستهدفه اليوم، بل نستهدف هذا الذي يريد أن يصل لعين مشاهده قبل عقله، وهذه هي صناعة المحتوى المرئي التي نتحدث عنها.
هذه الصناعة تحتاج من رائدها أن يكون على دراية بكل الأدوات التي يمكنها أن تساعده بأفضل شكل، والبداية في هذه الصناعة تصبح بطيئة للغاية لمن لا يعرف ما قد يحتاج. لهذا السبب، سنقدم لكم دليل إلى ما يجب أن تبحث عنه قبل أن تبدأ في خطوات صناعة المحتوى بنفسك.
دورة صناعة المحتوى في سطور
صناعة المحتوى تبدأ بفكرة، والفكرة تتحول إلى تصور، وهذا التصور يتحول إلى فكرة تنفذ وتنتهي بنشر مقطع فيديو على المنصة الخاصة بك، أيًا كانت. فلو أخذنا هذه الفكرة على عرب هاردوير، وقلنا أننا نريد أن ننتج حلقة جديدة من سلسلة Hardware 101، فهناك تسلسل للأحداث.
لنقل أنني سأكتب الحلقة بنفسي، وبعدها أبدأ في تحضير المواد التي سأصورها، ثم أكتب النص النهائي وأصور الحلقة. كل ما يحدث حتى لحظة تصوير الحلقة أنتجته رأسي ويدي، ولا توجد ألة تساعدني فيه إلا الكاميرا التي استخدمتها ومعدات الإضاءة.
من هنا أحتاج إلى جهاز كمبيوتر أضع عليه المقطع الذي صورته، ثم أبدأ في التعديل عليه وأخرج بالصورة النهائية، وهذه هي النقطة الفارقة التي ستقطع علي مسافة ووقت لا يمكن أن أتكبد عنائهما في مسيرتي ككاتب أو صانع محتوى.
إذًا، أنا في حاجة لجهازٍ قوي، لكن أي جهاز؟
دعنا نتخيل سيناريو أني أعمل على محتوى يتطلب مني حركة مكثفة من وإلى أكثر من مكان. مثلًا، لو كنت أعمل في صناعة محتوى مرتبط بالسفر أو الطعام، أو أعمل بشكل حر بعيدًا عن أي شركة أو مؤسسة. هنا سأحتاج إلى جهاز كمبيوتر يستطيع أن ينجز جميع المهام التي سأرميها له، مثل رندرة مقاطع الفيديو التي سأخرج منها أكثر من نسخة، مساعدتي في عملية تعديل المقطع نفسها والكثير من الأدوات الأخرى التي ستحتاج إلى سرعة معالجة.
لهذا السبب لن أتوجه لجهاز سطح مكتب، ولكن سأتجه لجهاز لاب توب يغنيني عن الحاجة إلى محطة عمل كاملة في المنزل. في هذه الحالة سأستهدف لاب توب يعمل بكارت RTX من NVIDIA، لأن هذه الكروت هي الأفضل بالنسبة لصناع المحتوى للكثير من المزايا التي سأتحدث عنها لاحقًا، وفي نفس الوقت أريد جهازًا قويًا يتحمل كل الضغوطات مع كارت الشاشة.
لاب توب Legion 5 Pro كان الحل الأمثل أمامي
عند بحثي عن جهاز يقدم لي أفضل معالج في السوق ليتحمل كل أنواع العمل، ومعه شاشة بألوانٍ جيدة وكارت شاشة قوي، لم أجد خيارًا أفضل بالنسبة لي من لاب توب Lenovo Legion 5 Pro، والذي يقدم المواصفات الآتية:
- كارت الشاشة: NVIDIA GeForce RTX 4070
- المعالج: Intel Core i9-14900HX
- الرامات: 32 جيجابايت من الـ DDR5
- سعة التخزين: 2 تيرابايت من الـ PCIe SSD
لاب توب Legion 5 Pro كان خيارًا جيدًا للكثير من الأسباب مع الأداء الذي سنتحدث عنه لاحقًا، وأهمها بالنسبة لي تتمحور حول هذه النقاط.
شاشة مذهلة بمقاسٍ مناسب ودقة مرتفعة
من أفضل الأشياء التي تقدمها Lenovo في أجهزتها بشكلٍ عام، أيًا كانت النسخة، أنها تقدم الكثير من الخيارات بالنسبة للشاشة، والخيار الذي وقفت عنده مع Legion 5 Pro كان شاشة الـ 1600p التي سأعمل بها الأيام القادمة.
هذه الشاشة تأتي بمقاس 16 بوصة، وهو أفضل مقاس لشاشة لاب توب بالنسبة لي، لأن ما هو أقل صعب التعامل معه في مجال صناعة المحتوى، وما هو أكبر يناسب الألعاب أكثر من العمل على المقاطع وما شابه، خصوصًا وأن هذا الحجم الأصغر يسهل الحركة والتعامل مع اللاب توب من أي مكان.
دقة الشاشة 1600p، أي أعلى من 2K ببضعة بيكسلات فقط. لن نحتاج لأكثر من هذا، حتى لو كنت أرندر المقاطع على دقة 4K، فهي ستخرج بالدقة الأصلية وليس بالضروري أن أرى المحتوى بنفس الدقة، وحتى لو أخرجته بدقة 2K كحدٍ أقصى، فلا مشكلة لأنه من النادر في المنطقة العربية أن نجد من يشاهد محتوى الـ 4K، خصوصًا وأن المحتوى الأكثر رواجاً لا زال محتوى الـ 1080p.
الأهم بالنسبة لي كان تغطية الألوان، لأن المحتوى قد يصل لمن يمتلك أفضل شاشة في العالم ومن يشاهده من شاشات مثل الـ TN بتغطية ألوان أقل، وهذه أفضل ميزة قدمها لي اللاب توب الذي يأتي بدقة ألوان مذهلة، لأنه يغطي مجموعة الألوان الأساسية بشكلٍ كامل.
تنظيم طاقة اللاب توب بشكل صحيح
جزئية تنظيم الطاقة قد لا تبدو وكأنها مهمة بالنسبة للكثيرين، لكنهم لا يعرفون أنها تؤثر بشكل أساسي في فترة عمل البطارية وعلى درجات الحرارة وصوت اللاب توب نفسه. لهذا السبب، قررت Lenovo أن تضع في جميع أجهزة اللاب توب الخاصة بها من سلسلة Legion شريحة جديدة تدعى LA AI، والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
هذه الشريحة متواجدة بالفعل على لوحة اللاب توب، وليست مجرد خوارزمية ما يطبقها برنامج. الهدف منها هو توصيل اللاب توب إلى أفضل أداء حسب الحاجة فقط، وهذا من خلال تعيين إعدادات محددة لوصول الطاقة إلى المعالج أو كارت الشاشة، وهذا لتحصل على الأداء الذي تريده بالطاقة التي يحتاج لها فقط.
بالتأكيد هناك الكثير من الملفات التي يمكن تعيينها من خلال إعدادات Vantage، وهو برنامج التحكم في أجهزة Lenovo Legion، والتي ستعين الأداء واستهلاك الطاقة، ومعهم التبريد، حسب الإعدادات المفضلة لك.
لكن حتى NVIDIA تملك حلولها مع كارت RTX 4070 لهذه الجزئية، وهي حلول Max-Q، والتي تعمل على توظيف كارت الشاشة والمعالج بالشكل الصحيح لظرف الاستخدام. التقنية تساعد المعالج المركزي وكارت الشاشة على موازنة الطاقة حسب حاجتهم، وفي نفس الوقت تحسن التواصل بينهما وبين النظام بشكلٍ عام، وهذا لتقدم أفضل أداء ودرجة حرارة حسب الاستخدام.
هذا أيضًا مع تعيين الأنوية الصحيحة بتردداتٍ مرتفعة من كارت الشاشة لأي تطبيق، عوضًا عن استهلاك كل الأنوية بترددٍ مرتفع واستهلاك طاقة عالي، وتقدم أضعاف الأداء مع استخدام هذه التقنية وبدون الحاجة لتشغيل كل أنوية كارت الشاشة نفسه.
هذا مع تقنية WhisperMode التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتجعل مراوح اللاب توب تعمل بالشكل الصحيح عند الحاجة له فقط لا غير، ومع تقنية Battery Boost التي تقدم الأداء المناسب على البطارية، فتحصل على فترة عمل أطول ودرجات حرارة أقل.
المزيج بين التقنيتين خيارٌ مهم بالنسبة لمن يريد أفضل أداء، حرارة ووقت عمل على البطارية، وهذا مهمٌ بالنسبة لي في عملية صناعة المحتوى في أي مكان.
عملية صناعة المحتوى سلسة للغاية
بدأت بحديثٍ بسيط مع برنامج ChatRTX الذي زودته بنص الحلقة الخاصة بي، ومن ثم المراجع التي جمعت منها المعلومات للتأكد من المطابقة، وهنا بدأ يقترح علي بعض التحسينات الطفيفة لتصل المعلومة بأفضل شكلٍ ممكن، ومن ثم عدلنا النص ليصل إلى المشاهد بصورة مناسبة.
الجميل في تجربتنا مع ChatRTX أنه لا يخزن النص، لأنه وببساطة يعمل فقط على اللاب توب، ولا يرتبط بالويب بأي شكل من الأشكال. كل ما سنقوله له سيظل سريًا، ولن يأخذه ليبني قاعدة بيانات في السحاب ليجاوب بالنص الخاص بنا على أي شخص آخر، ويعمل على اللاب توب هذا لأن كارت الشاشة الخاص به يأتي بذاكرة رسومية أكبر من 8 جيجابايت، وهي الحد الأدنى لتشغيل البرنامج.
عملية ضبط الألوان الخاصة بالصورة
في حالة إنتاج مقطع فيديو ما، نحتاج دائمًا إلى تغيير الألوان الخاصة بالفيديو ليظهر بأفضل صورة. بدايتنا هنا كانت مع نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Adobe Premiere Pro CC، وهو AI Sensei، والذي يستخدم أنوية Tensor داخل كروت RTX لضبط ألوان المقطع بالذكاء الاصطناعي.
المقطع ظهر بصورة مذهلة، ويمكنكم ملاحظة الفارق بين الصورتين في الأعلى. التجربة كانت سهلة للغاية، ولم تأخذ وقتًا طويلًا بالمرة، والنتيجة كانت مرضية إلى حدٍ كبير. هذه الخطوة استطاعت تحديد الألوان الصحيحة لكل جزء في الفيديو، وفي نفس الوقت، لم نجد أي ضوضاء بسبب هذا التعديل في الصورة.
رائعة الشاشة التي تغطي 100% من ألوان الـ sRGB، والتي بسببها رأينا ألوان المقطع بشكلٍ مذهل يتوافق مع معظم الأجهزة التي تستهلك محتوانا، ومن خلالها عرفنا أننا سنظهر بأفضل شكل على أي جهاز، بدايةً من هواتف الفئة الاقتصادية حتى شاشات التلفزيون العملاقة بالـ Mini-LED.
الرندرة وتعديل الفيديو
هنا ندخل إلى مرحلة الصعوبة بعض الشيء، وهي مرحلة التعديل على الفيديو بعد ضبط الألوان. أهم ما تحتاج له في هذه المرحلة هي السلاسة، والتي يقدمها لاب توب Legion 5 Pro بكارت GeForce RTX 4070.
الحركة داخل خط الإنتاج نفسه كانت سلسة جدًا، ولا نواجه مشكلة توقف الجهاز عن الاستجابة أو قلتها أثناء الحركة فيه، مع العلم أننا نضع عشرات المؤثرات في المقطع الواحد. يجب أن نذكر أيضًا أن وجود 32 جيجابايت من الرامات كافيًا لإنتاج مقطع بجودة 4K التي نخرجها في نهاية الأمر، نضع مجهود الرندرة كله على كارت الشاشة.
عملية الرندرة أخذت مننا 7 دقائق فقط، مع العلم أن المقطع بمعدل 60 إطارًا في الثانية. خرج المقطع كما تخيلناه بالضبط، ولم تحدث أي مشكلة في الرندرة، مع العلم أن اللاب توب لم ترتفع حرارته فوق الـ 95 درجة مئوية، وهذه درجة حرارة طبيعية جدًا بالنسبة للاب توب بسمك Legion 5 Pro، خصوصًا وأن الحرارة لا تصل للوحة المفاتيح.
نضيف على هذا أن NVIDIA تستخدم أنوية CUDA لتصل إلى أفضل أوقات الرندرة، والتي تدعمها Adobe مع Premiere Pro والكثير من البرمجيات الأخرى، وضف عليها أنوية Tensor التي توفر مزايا الذكاء الاصطناعي، وهذا لتصل لأفضل مستوى للإنتاجية مع صناعة المحتوى، والتي لا يقدمها أي منافس في السوق حتى الآن.
الشكر يعود إلى نظام تبريد Legion ColdFront 5.0 الذي تقدمه Lenovo في هذا اللاب توب، والذي يأتي بمراوح ثلاثية الأبعاد مع غرفة حرارية خاصة بها ترتبط بالمواسير الداخلية، ومعهم مركب حراري تتحول حالته حسب درجة الحرارة، وهذا كافٍ لترويض هذه الوحوش في مساحة ضيقة.
شراكة NVIDIA مع Lenovo مثالٌ هائل
ما رأيناه اليوم كافيًا لندرك أن أجهزة Lenovo من أفضل الأجهزة التي تتبنى كروت GeForce RTX 40 من NVIDIA. كل الوظائف التي احتجنا فيها لكارت الشاشة من NVIDIA أداها اللاب توب بأفضل شكل، وهذا لأن Lenovo وفرت له بيئة مناسبة مع نظام تبريد قوي وتنظيم طاقة مذهل، وضع هذا مع وجود خيارات مذهلة للمعالج والرامات أيضًا.
لكن أجهزة Legion ليست مصممة فقط لصناعة المحتوى، بل هي أجهزة ألعاب رائعة أيضًا، أي نعم موضوعنا ليس عن الألعاب اليوم، ولكن 90 إطارًا مع Cyberpunk 2077 أثناء تفعيل تقنية تتبع الأشعة كانت رائعة في فترات الراحة التي كنا نأخذها أثناء العمل.
سواءً كنت تريد لاب توب يقدم لك تجربة مذهلة للعب ألعاب الفيديو أو صناعة المحتوى، مثل Legion 5 Pro، أو تريد أفضل جهاز اقتصادي بأقل سعر في السوق ويأتي بنفس التقنيات التي ذكرناها مع هاردوير أرخص، مثل LOQ 15، ستجد دائمًا ما تحتاجه في تشكيلة Lenovo.
?xml>