لقد افتقدنا عالم Dying Light المميز منذ 2015، وعلى الرغم من فترة الانتظار الطويلة اللي عشناها بين Dying Light 1 و2، إلا إني أقدر أن أؤكد لكم أن اللعبة بالفعل كانت تستحق كل هذا الإنتظار، بل واستطاعت أن تتفوق على كل التوقعات التي وضعتها لها. مقالة اليوم هي مجرد مراجعة أولية ستُقدم لكم نبذة عما يمكنكم توقعه منها. حتى الآن، لقد عشنا 20 ساعة في عالم Dying Light 2: Stay Human وهذا سيكون كافي للإنطباع الأولي، ولكنه لن يكون كافيًا للمراجعة الكاملة. لذلك انتظروا مراجعتنا الشاملة على الموقع خلال أيام!

مراجعة لعبة Dying Light 2

 

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

قصة اللعبة لها طابع سرد مميز!

دعونا نبدأ حديثنا عن قصة اللعبة والتي أصبحت لها طبقات شخصية بشكل أكبر في الجزء الثاني. بطل اللعبة Aiden Caldwell هو Pilgrim (شخص مُتنقل من منطقة لأخرى لا يعيش في مكانٍ واحد). أحداث Dying Light 2 تبدأ سنة 2036 أي بعد 22 عام من أحداث الجزء الأول. العالم تم تدميره بشكلٍ كامل ولا توجد إلا مجموعة من المدن والمستعمرات الصغيرة التي لا تزال على قيد الحياة وتواجه مخاطر العدوى بشكل يومي.

بطل اللعبة عندما كان طفلاً تم أخذه وهو وأخته لأحد معامل منظمة GRE حيث قاموا بعمل مجموعة من التجارب عليهم. تلك التجارب يتم توضيح أثرها على Aiden مع استمرار تطور أحداث القصة واستعادة الذكريات المؤلمة التي عاشها. Aiden لا يمتلك ولاء لأي شخص أو لأي مستوطنة في أحداث القصة، هدفه الأول والأخير هو إيجاد أخته التي فقدها منذ 20 عام، وسيقوم بفعل أي شيء لكي يصل إلى هذا الهدف.

من أكثر مميزات قصة Dying Light 2: Stay Human أن لها أبعاد وأهداف وطبقات شخصية منذ أول لحظة ستضع فيها قدمك في هذا العالم. الجزء الأول تم نقده من مجموعة من اللاعبين والنُقاد حيث اعتبر البعض قصته ضعيفة نسبيًا، ولحسن الحظ هذا لن تجده مع لعبة Dying Light 2.

حديثنا حول القصة سيصل إلى نهاية المطاف هنا حيث سنُكمله في مراجعتنا الكاملة قريبًا، ولكننا فقط نريد أن نؤكد عليكم أن سير أحداث القصة سيتوقف بشكل كامل على قراراتك في اللعبة وتحالفاتك مع مختلف المستوطنات. في أول منطقة عالم مفتوح في قصة اللعبة ستجد صراعًا بين سكان الـ Bazaar والـ Peacekeepers، وسيكون لك دورًا كبيرًا في هذا الصراع على حسب الصف الذي ستأخذه. نحن ننصحك أيضًا أن تُفرغ جزءًا من وقتك لإنهاء المهام الجانبية. المهام الجانبية في Dying Light 2 عملاقة وبها مجموعة من الشخصيات القوية التي لن يكون لها أي دور في القصة الرئيسية. 

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

أسلوب اللعب في Dying Light 2 يجعل الجزء الأول ضعيف للغاية!

الجيم بلاي هنا هو عبارة عن جيم بلاي الجزء الأول ولكنك ستشعر أنه حصل على نسخة Remaster حسنت منه بشكل ضخم. اللعبة سلسة بطريقة غير طبيعية سواء في الحركة والباركور، أو في المواجهات ضد الزومبيز والأعداء البشريين. يوجد كم رهيب من الـ Animations المُضاف للعبة وستجد أن أي حركة تقوم بها بشخصية Aiden ستجعلك تشعر بمدى الواقعية التي استطاع أن يصل لها استوديو Techland.

نظام المواجهات شبيه بالجزء الأول بشكل عام، ولكنك ستجد أن Dying Light 2 به تخفي وتسلل مصقول بطريقة ممتازة. في اللعبة ستجد أنك من ستحدد كيفية سير المواجهات، هل ستدخل المواجهات ضد الأعداء والزومبيز face to face، أم ستأخذ الطريق الأكثر أمانًا وتلعب المهمة تخفي وتسلل. الـ Combat Loop تعتمد هي الأخرى على اختياراتك وما الذي ستفعله في مختلف المواقف التي ستجد نفسك عالقًا فيها. الأمر الذي حسن من التخفي والتسلل في Dying Light 2 هو الذكاء الإصطناعي حيث أنه مُصمم بشكل ذكي فعلاً وقادرًا على التنبؤ بحركاتك سواء من البشر أو الزومبيز.

على سبيل المثال، إذا قررت أن تدخل إلى Compound خاص بالأعداء، فستجد أن بعضهم يمتلكون بوقًا يستطيعون من خلاله إبلاغ باقي الأفراد أنه يوجد دخيلاً على أرضهم. إذا قررت أن تلعب تخفي وتسلل فسيجب عليك البحث عن هذا الشخص أولاً وقتله قبل البدء في تحرير الـ compound من قبضة الأعداء.

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

شجرة المهارات تنقسم إلى مهارات قتال ومهارات للحركة والباركور. الباركور في البداية سيكون سطحي جدًا وحركاته بسيطة، ولكن مع تقدمك في اللعبة والحصول على نقاط خبرة ستتمكن من فتح المزيد من المميزات في شجرة المهارات، ومع الوقت ستشعر وأنك تطير بين الأسطح. الباركور مُحسن بشكل كبير عن الجزء الأول وتوجد مجموعة من حركات الباركور التي يمكنك استخدامها في المواجهات بطريقة إحترافية.

اللعبة غيرت من طريقة وجود الزومبيز في البيئة. في فترة الصباح ستجد أن جزء كبير من الزومبيز هربوا إلى داخل المباني وتحت أنقاد الأرض وأنفاق المترو. السبب هو أنهم يخافون من أشعة الشمس حيث تحرق أجسادهم ولذلك يلجأون للظلام. كل الأماكن التي يختبأ فيها الزومبيز هي مناطق مهمة من ناحية العتاد والأدوات ولذلك ستكون فرصتك أفضل في استكشاف تلك الأماكن عندما يعم الظلام وتخرج حشود الزومبيز إلى طرق المدينة. المطاردات لا تزال موجودة مثل الجزء الأول وستعطيك إحساس الرعب والأدرينالين كالمتوقع.

العالم المفتوح في Dying Light 2: Stay Human تم تحسينه بشكل ضخم عن الجزء الأول وستود أن تقضي فيه أطول فترة ممكنة. التنقل في العالم المفتوح أصبح أسهل وأكثر سلاسة باستخدام الـ Paraglider (مثل الباراشوت) حيث ستتيح لك التنقل بسرعة وبحرية تامة من منطقة لأخرى. أيضًا حركات الباركور الجديدة والركض على الحوائط تجعل التجربة أكثر متعة. العالم المفتوح حي وسيتفاعل معك وستجد نفسك تود استكشاف كل ركن فيه لكي تدخل في مختلف التحديات والمهمات المميزة.

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

مستوى رسومات وأداء تقني وصوتي ممتازين.

من ناحية الأداء التقني، فتجربتنا للعبة كانت على منصة الحاسب الشخصي على جهازين متوسطين عن عمد، فترة التجربة الأكبر كانت على حاسوب بالمواصفات الآتية:

  • Intel Core i3-10100F
  • 16 جيجا بايت من الرامات DDR4 2666 MHz
  • Nvidia GeForce GTX 1050Ti

على تلك المواصفات عملت اللعبة بدقة 1080p مع تفعيل خاصية AMD FSR Upscaling ووضعها على Quality. الإعدادات كانت بين متوسطة وعُليا، وحصلنا مقابل ذلك على إطارات تتراوح بين 35 و 50 إطار في الثانية على حسب المنطقة التي تواجدنا فيها في عالم اللعبة.

المستوى الرسومي في اللعبة تم تحسينه بشكل ملحوظ عن الجزء الأول (هذا منطقي خاصةً وأن الفرق بين الجزئين هو 7 سنوات). لكن الغير منطقي هو أن حركة الشفاه أثناء التحدث لا تزال ضعيفة نسبيًا. كنت أتمنى أن أحصل على مشاعر أقوى من ذلك من شخصيات اللعبة، ولكن على الرغم من ذلك فالمستوى الرسومي خلاب وتوجد مجموعة من البيئات الرائعة لكل منطقة في المدينة.

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

مثل الجزء الأول، فالتمثيل الصوتي ممتاز واحترافي. لا أعلم ما يفعله استوديو Techland مع أبطال سلسلة Dying Light، ولكني أشعر أنهم أفضل من يقدمون أداء تمثيلي في ألعاب منظور الشخص الأول. الممثل Jonah Scott قدم دور Aiden Caldwell بطل اللعبة بشكل مميز، ودائمًا كنت أشعر أن شخصيته واقعية وغير مصطنعة إطلاقًا.

الموسيقى التصويرية تحتاج مقالة منفصلة حتى أوضح لكم مدى قوتها وعظمتها في Dying Light 2. المُلحن العبقري Olivier Deriviere مستمر في إثبات أنه واحدًا من أفضل الملحنين في عالم الألعاب وقدم تجربة سمعية لن تُنسى. كل مواجهة، كل مطاردة، وكل حركة باركور وقفزة لهم طابع خاص. ستشعر أن الموسيقى هي التي تُحرك أحداث اللعبة، وهذا وحده جدير بأن يجعل تقييم اللعبة مرتفعًا بالنسبة لي!

جدير بالذكر أن اللعبة من المفترض أن تكون مُترجمة بالكامل للغة العربية الفُصحى، ولكن للأسف نحن لم نجد أي إعدادات لتغيير اللغة في نسخة المراجعة التي نمتلكها في الوقت الحالي، من المحتمل أن نجدها في النسخة النهائية فور توفيرها في 4 فبراير.

انطباعات Dying Light 2: Stay Human

تلك بإختصار كانت نظرة أولية على ما يُقدمه لك عالم Dying Light 2: Stay Human. بالنسبة لي شخصيًا، فقد استطاعت اللعبة أن تتفوق على كل التوقعات التي وضعت لها. استوديو Techland قام بتأجيل اللعبة عدة مرات، ولكني الآن أعلم لماذا فعل ذلك بعد أن حصلت على تلك التجربة الخرافية. انتظروا مراجعتنا الكاملة للعبة خلال أيام هنا على الموقع، ولا تنسوا زيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي حيث سننقل لكم مجموعة من الصور واستعراضات أسلوب اللعب، بالإضافة إلى نصائح  و دلائل لتساعدكم في هذا العالم المظلم. Good Night and Good Luck!