شهر يوليو كان شهر ناري بلا شك لمشهد الرياضات الإلكترونية وبالتحديد في منطقة مصر، حيث شهد الشهر الكثير من الفعالياًت الهامة جداً على ساحة الرياضات الإلكترونية.

تابعنا تأسيس فريق Occupy التابع لمؤسسة أهل مصر ليكون أول فريق تابع لمؤسسة صحفية في مصر ويعتبر ثالث فريق منظم ينظم إلى المشهد بعد فريق أنوبيس وفريق رعد.

بعد ذلك تابعنا مشوار فريق أنوبيس في بطولة العالم للجامعات للعبة Valorant برعاية Redbull وهي البطولة التي شارك بها الآلاف الفرق من جميع أنحاء العالم، خلال مشوار البطولة الفريق تعرض لمواجهات حماسية جداً ضد عدد كبير من الفرق الكبرى.

ففي مرحلة النهائيات واجه فريق أنوبيس فرق قوية جداً مثل فريق الولايات المتحدة، فريق كندا، كوريا الجنوبية والبرتغال في المباراة النهائية، وعلى الرغم من كل هذه المباريات القوية جداً تمكن الفريق المصري من تحقيق اللقب والعودة إلى الديار حاملاً كأس البطولة.

أحداث شهر يوليو لم تتوقف عند هذا الحد حيث تم الإعلان عن انضمام اللاعب شلبي من فريق أنوبيس للعبة Valorant كلاعب بديل إلى فريق Vitality الفرنسي بعد تألق شلبي بشكل كبير جداً في بطولة العالم سالفة الذكر، وفريق Vitality هو يعتبر الفريق الأكبر في فرنساً وهذا الانتقال يُعد قفزة كبيرة لشلبي ولمشهد الرياضات الإلكترونية في مصر عموماً.

كل هذه الأحداث تبين أن مشهد الرياضات الإلكترونية قد تغير بشكل كبير جداً في جمهورية مصر العربية، والأمر برمته مدعوم باهتمام حكومي كبير جداً بقيادة وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية.

روستر أنوبيس فالورانت

لذلك نحن هنا اليوم للتحدث عن بعض الأمور والنقاط التي نتمنى أن نراها في مشهد الرياضات الإلكترونية خلال الفترة القادمة، فنحن في النهاية نُريد أن نقدم صناعة احترافية لا تقل عن أي دولة أخرى خصوصاً وأن الفرق المصرية تؤدي بشكل ممتاز جداً في كل البطولات العالمية تقريباً وحتى إن لم تفوز بالبطولات فالفرق المصرية تقدم أداء ممتاز في أغلب الأوقات.

حان وقت مراكز التدريب.

إذا تتبعنا كل اللاعبين المحترفين داخل مصر حالياً سنجد أنهم كانوا في الأصل مجرد هواة أحبوا هذه الالعاب وتميزوا بها، وربما لم يكن يفكر معظمهم أن ينخرط في الأمر بشكل احترافي أو ينافس في بطولات عالمية.

هذا الوضع أمر منطقي جداً خصوصاً ونحن نتحدث عن صناعة ناشئة جديدة، وطالما كانت هذه الصناعة ناشئة فيجب أن تبنى بالجهود الذاتية، لكن حالياً أصبح لدينا عدة فرق في مصر وبدأت الأمر ينتشر عموما بين المتابعين وبدأ الكثير من اللاعبين الهواة يطمحون للتحول إلى اللعب الاحترافي بدلا من اللعب للمتعة فقط.

لحسن الحظ الألعاب الإلكترونية تعتمد بشكل كبير جداً على التعلم والتدرب المستمر، ويمكن أن نقوم بإعداد لاعب متميز من خلال التدريبات والتعليم، فهي في النهاية رياضة إلكترونية وطالما كانت إلكترونية فهي تخضع لقوانين الأرقام والاحصائيات بشكل كبير جداً.

بالمناسبة حتى الرياضات العادية أصبح التمرين والتعلم جزء كبير جداً منها فبسهولة يمكن إعداد لاعب كرة قدم جيد، بالطبع لن يكون لاعب كرة مميزة لأن المميز هو من يمتلك الموهبة ولكني هنا أتحدث عن لاعب الكرة الجيد الذي يمكنه المشاركة مع الفرق بشكل احترافي دون أن يكون نجم الفريق، هذا المثال أصبح من السهل جداً إعداده وبالفعل توجد العديد من أكاديميات الناشئين التي تعمل على تدريب وتعليم اللاعبين من الصغر ليصبحوا لاعبين جيدين في المستقبل أو لاعبين مميزين إذا كانت لديهم الموهبة.

روستر أنوبيس فالورانت

أعتقد أننا في هذه الفترة نحتاج بشكل كبير جداً أن نبدأ في فتح مراكز التدريب والإعداد، من المفترض أن يوجد لدينا الآن ثلاث أكاديميات على الأقل تدريب الهواة وتعطيهم أساسيات اللعبة وتضعهم على طريق الاحتراف.

من الممكن جداً أن تقدم هذه المراكز أحد المواهب الصاعدة بشكل كبير ومن ثم يكون مكسب للفريق الذي قام بتدريبه، وعلى الجانب الآخر سيكون باقي اللاعبين العاديين نواة ممتازة لتكوين فرق أخرى من مستويات مختلفة ليصبح لدينا في النهاية العديد من الفرق في أكثر من لعبة.

إذا توافر العديد من الفرق في أكثر من لعبة سنكون قادرين على إعداد دوري سنوي لهذه الألعاب، وإذا كان يوجد دوري لهذه الألعاب سنضمن المزيد من المال للصناعة لأن الدوري يعني حقوق رعاية وإعلانات تجارية وهو الأمر الذي يتم ترجمته في النهاية إلى أموال وبالطبع يمكن استثمار الأموال في تحسين الرياضة الإلكترونية في مصر.

أيضاً هذه الأكاديميات ستحتاج إلى الكشافين المتخصصين في البحث عن اللاعبين الهواة في الألعاب المختلفة ومتابعتهم بدقة شديدة وبعد ذلك ضمهم للأكاديمية، ونحن هنا نتحدث عن وظيفة قائمة بذاتها يمكن أن يعمل بها البعض.

في الحقيقة نحن نتحدث هنا عن صناعة جديدة تماماً تم بنائها من الصفر وهذا الأمر يعني العديد من الفرص والمجالات التي سيتم فتحها في كل شيء تقريباً، من الممكن أن تتحول هذه الصناعة إلى رياضة احترافية لن أقول تنافس كرة القدم بل على الأقل تنافس العديد من الرياضات البدنية الأخرى.

تنظيم أكثر احترافية وقيمة تسويقية للاعبين.

 

كأس العربدوري أبطال كأس العربكأس العرب

إذا كنا نتحدث عن فرق رياضية منظمة وأجور شهرية للاعبين فيجب أن نتحدث عن عقود احترافية تضمن حق الطرفين، من خلال العقد يمكن للاعب معرفة حدوده والالتزامات الواقعة عليه، كما يضمن العقد حقوق اللاعب تجاه النادي سواء الحقوق المالية أو المعنوية.

الأهم في الأمر أن العقود ستساهم في رفع القيمة التسويقية للاعب، العقد دائماً يكون معيار محدد لقيمة أي شيء عموماً، فإذا كان يوجد عقد فهذا يعني أن الفريق يمكنه بيع اللاعب مقابل المبلغ الموجود في العقد أو مبلغ أعلى أو أقل قليلاً حسب مستوى اللاعب.

  كما تحدثنا في السابق عن وظيفة الكشاف ووجوب ظهورها في مشهد الرياضات الإلكترونية بمصر، هنا يجب أن تظهر وظيفة وكيل اللاعبين، الوكيل دائماً يكون مسئول على الأمور التعاقدية المتعلقة باللاعب، ومسئول ايضاً عن جلب عروض أفضل ومرتبات أفضل لاعب الخاص به.

كل هذه الأمور إذا حدثت ستؤدي في النهاية إلى انتشار واسع للرياضات الإلكترونية في مصر، وبالتالي دخول الرعاة والدعايا إلى الصناعة وهو الأمر الذي يدفع المشاهد إلى الأمام بشكل كبير جداً.

متابعة اخبارية مستمرة.

عرب هاردوير إيسبورتس

الإعلام يمكنه أن يكون محرك الصناعة في هذا المجال ويدفعها إلى الأمام بشكل كبير جداً، وبالطبع نحتاج أن يتطور المشهد الإعلامي بشكل كبير فيما يتعلق بالرياضات الإلكترونية.

نحتاج إلى متابعة إخبارية جيدة توفر للمتابعين أخر النتائج وأحدث الأخبار المتعلقة بالبطولات الموجودة حالياً، إلى جانب المزيد البرامج التحليلية التي تثقف المتابعين تجاه هذه الألعاب وتحليلها وتقديم إحصائيات حول اللاعبين.

في الحقيقة افتخر أننا في عرب هاردوير من أكثر المنصات الإخبارية المتابعة لمشهد الرياضات الإلكترونية في جمهورية مصر العربية بل وفي منطقة الوطن العربي كلها.

نقدم في عرب هاردوير تغطية سريعة وشاملة لكل البطولات والدوريات الكبرى التي يتم إقامتها في المنطقة، كما نحاول تقديم أكبر عدد من اللقاءات الصحفية والمقالات التحليلية والمعلوماتية المتعلقة بالرياضات الإلكترونية.

شخصياً أتمنى أن توجد أكثر من منصة إخبارية تهتم بمجال الرياضات الإلكترونية بحيث يجد المتابع غايته عند أكثر من مصدر وفي النهاية يبقى المصدر الأفضل والأكثر احترافية.

حسناً كانت هذه مجموعة من العوامل التي أرى شخصياً أنها قد تساعد على دفع مشد الرياضات الإلكترونية إلى الأمام، فلا تنسى أن تشاركنا عزيزي القارئ رأيك الخاص حول هذا الأمر وكيف ترى أنه من الممكن أن ندعم مشهد الرياضات الإلكترونية.