تابعنا مُنذ أيام نهائيات بطولة Valorant Strike Arabia المُقامة في تركيا، وهذه البطولة تُعد من أهم البطولات في المنطقة لأنها تؤهل الفائز إلى تصفيات الفرصة الأخيرة المؤهلة إلى بطولة العالم.

حتى الآن لا يوجد أي لعبة إلكترونية في المنطقة تؤهل الفائز للمنافسة في بطولات عالمية سوى فالورانت، فمثلاً لعبة League of Legends على الرغم من وجود بطولة كأس العرب وهي البطولة الأكبر والأكثر شهرة في المنطقة إلا أنها لا تؤهل الفائز إلى أي بطولة عالمية بسبب عدم وجود خادم عربي في المنطقة.

على العكس تماماً توجد بطولة Valorant Strike Arabia التي تؤهل الفائز للعب في بطولة عالمية أم مجموعة من أشهر الفرق في العالم لهذه اللعبة، لذلك فإن بطولة Strike Arabia كان لها ثقل خاص فيما يتعلق بمشهد الرياضات الإلكترونية في المنطقة.

شارك في البطولة فريق أنوبيس وفريق رعد من مصر والحقيقة مشاركة هذه أثبتت أمر واحداً هو أن الفرق المصرية هي من تسيطر على ساحة لعبة Valorant.

المباراة الافتتاحية خير دليل.المباراة الأولى للفريقين كانت ضد بعضهم البعض، وهو الأمر الذي كان يبدو للوهلة الأولى غير عادل على الإطلاق لأن المباراة تقام بنظام Best of 3 والخاسر سيهبط إلى مسار الخاسرين ليصارع هناك لنيل فرصة أخرى للوصول إلى النهائيات.

انتهت المباراة الأولى بفوز فريق رعد بنتيجة 2 لـ 1 بعد مواجهات حبست الأنفاس حرفياً وكانت متقاربة جداً، فلا يمكن أن نقول فريق رعد كان يسيطر على مجريات المباراة بشكل كامل، وأيضاً لا يمكن أن نقول أنوبيس قدم مباراة سيئة و يستحق الخسارة.

المباراة كانت من نوعية المباريات التي نصفق فيها للفائز والخاسر أيضاً، فحتى الدقائق الأخيرة كانت المباراة ماراثونية وحماسية إلى أقصى درجة، ولكن على أي حال فاز رعد وخسر أنوبيس ليهبط إلى مسار الخاسرين ليواجه باقي الفرق التي خسرت في يومها الأول.

الفرق المصرية لا يمكن إيقافها.

ra'ad valorant strike arabia

من المنطقي جداً أن تضم نهائيات بطولة Strike Arabia أفضل الفرق الموجودة في المنطقة، يمكنك أن تتخيل كل الأسماء الشهيرة في مجال الرياضات الإلكترونية كانت مشاركة في النهائيات.

لذلك كان من الطبيعي جداً أن نتوقع تعرقل لأحد الفرق المصرية سواء أنوبيس أو رعد، ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً حيث تمكن كلاً من أنوبيس ورعد من حسم جميع المباريات التي خاضوها بسهولة تامة وبفارق نتيجة يعكس حجم الفارق في المهارة والخبرة الموجودة لدى الفرق المصرية.

المباريات كانت سلسلة بشكل كبير جداً وأشبه بتمرينات حتى وصلنا إلى مرحلة نصف النهائي حيث واجه رعد فريق Piercer وهنا تمكن رعد من هزيمة خصمه بنتيجة 2 لـ 0 في مباراة سريعة هي الأخرى وحجز مكانه في نهائي البطولة.

فريق Piercer هبط ليواجه أنوبيس في فرصة أخيرة للوصول إلى النهائي أمام رعد، وبالفعل تمكن أنوبيس من الفوز في المباراة بنتيجة 2 لـ 1 بعد أن قدم أداء سيئ في الخريطة الأولى ولكن سرعان ما عاد الفريق لمستواه في الخرائط الأخرى وتمكن من حسم المباراة بنتيجة مريحة نسبياً.

هنا يجب أن نلاحظ أمر هام وهو أن الفرق المصرية وكذلك فريق Piercer لم يتمكنوا من الطيران إلى تركيا بسبب إجراءات وقيوم السفر الموجودة حالياً، وهو الأمر الذي ضاعف من مهمة الفرق المصرية التي لعبت المباريات مع جودة اتصال ضعيفة نسبياً.

يجب أيضاً أن نشير إلى اللافتة الممتازة من استقبال فريق رعد لأعضاء فريق Piercer والسماح لهم بتأدية مباراياتهم من الجيمنج هاوس الخاص بفريق رعد في لافتة تدل على مدى تقارب شعوبنا العربية بشكل حقيقي وليس مجرد شعارات رنانة.

النهائي المصري.

أنوبيس

المباراة النهائية تم إقامتها في نفس يوم تغلب أنوبيس على Piercer وبالتحديد بعد عدة ساعات فقط من انتهاء مباراة Piercer  وهو الأمر الذي وضع على فريق أنوبيس ضغط كبير جداً لأن الفريق كان مجهد بالفعل من مواجهات الصباح.

المباراة النهائية كانت بنظام Best of 5 ومُنذ بدايتها ونحن نعلم أننا سنرى مباراة بمستوى مختلف تماماً عن كل المباريات التي رأيناها خلال البطولة.

النهائي انتهى بفوز فريق أنوبيس بنتيجة 3 لـ 1 ولكن لا تخدعك النتيجة عزيزي القارئ وتظن أن المباراة كانت سهلة، الخريطة الأولى فاز فيها فريق رعد بنتيجة 13 لـ 10 وهي نتيجة قريبة جداً ويعلم هذا الأمر أي متابع للعبة فالورانت.

أما الخريطة الثانية فكانت من طرف واحد تماماً وتمكن أنوبيس من حسمها بنتيجة 13 لـ4، ثم دخلنا الخريطة الثالثة والنتيجة تعادل بين الفريقين وهنا تمكن أنوبيس من تحقيق النصر بنتيجة 13 لـ 10 أيضاً في مباراة متقاربة جداً.

دخلنا الخريطة الرابعة ونحن على أعصابنا فعلاً، فريق أنوبيس إذا فاز في الخريطة سيحسم البطولة وفريق رعد يحتاج إلى الفوز في هذه المباراة للوصول إلى التعادل والذهاب إلى المباراة الخامسة.

الخريطة  كانت نارية بمعنى الكلمة لدرجة أنها انتهت بنتيجة 18 لـ 16 لصالح أنوبيس، كما نعلم يفوز في اللعبة من يصل إلى 13 نقطة أولاً بشرط أن يفرق عن منافسه بنقطتين وفي حالة التعادل أو الوصول إلى 13 لـ 12 يجب استمرار اللعب حتى يصل الفارق إلى جولتين.

في المعتاد تنتهي الخريطة عند الجولة الـ 13 لأن نظام اللعبة يجعل النتيجة محسومة بالفعل من قبل الوصول إلى الجولة الـ 11 أصلاً، لكن نحن هنا نتحدث عن مباراة استثنائية بين فرق أثبتت أنها الأفضل بالفعل في المنطقة، واستمرت الخريطة معنا حتى وصلت إلى الجولة رقم 34 لتنتهي الخريطة بنتيجة 18 لـ 16 لصالح فريق أنوبيس ليفوز بلقب بطولة Strike Arabia.

توجهات نرى أثرها على الأرض.

وزير الشباب والرياضة

في الحقيقة تشهد مصر تقدماً كبيراً في مشهد الرياضات الإلكترونية، ونرى دعماً كبيراً للمشهد من الجهات السيادية في البلد، بالأمس تابعنا توقيع البروتوكول بين الاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية والاتحاد المصري لمراكز الشباب تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة.

البروتوكول يهدف إلى تأسيس دوري مصري عام للرياضات الإلكترونية في مراكز الشباب المصرية مع توفير منصات للمشاركة في البطولات ولجنة تحكيم وتنظيم لهذه الدوريات.

أيضاً تم الاتفاق على تسويق هذه الدوريات والترويج لها إلكترونيا، في الحقيقة هذه الخطوات هي قفزات عملاقة تعكس حجم الاهتمام من الجهات السيادية بهذا المجال.

نحن نتحدث هنا عن دوري عام لهذه الألعاب، فتخيل حجم المواهب التي يمكن أن نكتشفها وتخيل حجم المنافسة التي من الممكن أن يصنعها هذا الدوري، و لنتخيل أيضاً تأثير الترويج والدعاية على هذه الصناعة الواعدة جداً، وبالمناسبة مصر تعتبر من أكثر الدول نمواً في مجال الألعاب على مستوى العالم وأعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تليها السعودية ثم العراق.

في الحقيقة المباراة النهائية لبطولة Strike Arabia أثبتت أن الفرق المصرية تقدم مستوى مختلف تماماً عن باقي المنافسين وبالتحديد في لعبة Valorant، ومن الممكن أن تستمر مصر في تقديم هذه المستويات مع هذا الاهتمام والدعم الموجود خصوصاً وأن اللعبة جديدة ويمكن تدريب النشئ عليها بسهولة.

الآن فريق أنوبيس يستعد لحزم حقائبه للسفر في المشاركة في تصفيات الفرصة الأخيرة، نتمنى لهم التوفيق بالطبع ورفع رأس مصر عالياً، وفي نفس الوقت نتمنى من وزارة الشباب والرياضة مساعدة الفريق على السفر للخارج والمشاركة في تصفيات الفرصة الأخيرة للوصول إلى بطولة العالم.