شرح قصة Elden Ring: ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم!
تعودنا دائمًا على أن قصص ألعاب From Software (ما عدا Sekiro) هي قصص مُبهمة لا يتم شرحها لك بشكلٍ مباشر كلاعب، بل تطلب منك البحث وقراءة وصف العناصر حتى تفهم المزيد من التفاصيل حول تلك العوالم. Elden Ring لم تختلف عن ذلك، بل أصبحت مُبهمة بشكل أكبر خاصةً مع دخول الكاتب الشهير George R.R. Martin لمساعدة Hidetaka Miyazaki وفريقه الموهوب في كتابة قصة هذا العالم.
في تلك السلسلة الصغيرة من المقالات (تنقسم إلى جزئين)، سأحاول أن أشرح لكم قصة Elden Ring بشكلٍ كامل من البداية للنهاية. لن أُركز فقط على أحداث اللعبة نفسها، بل سأشرح أيضًا الـ Lore العميق والبناء الذي حدث لهذا العالم قبل أن نبدأ رحلتنا فيه. جهز مشروبك المُفضل واستعد للغوص معي في القصة العميقة للعبة Elden Ring!
(المقالة بها حرق كامل لأحداث لعبة Elden Ring من البداية للنهاية، واستعين فيها بمجموعة من المقاطع التي تم نشرها على YouTube بالإضافة إلى بعض النظريات التي ذكرها اللاعبين عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي.)
عالم الأراضي الوسطى، الملكة Marika، والـ Elden Ring:
كان يا مكان في قديم الزمان توجد أرض تُسمى بالأراضي الوسطى (The Lands Between). تلك الأرض كانت تحت حكم التنين الأعظم Dragonlord Placidusax. المستندات في اللعبة تقول أن إله هذا التنين تخلى عنه وعن الأراضي الوسطى، ولذلك دخل الـ Dragonlord في حالة من الثبات العميق واختفى تمامًا عن الأنظار حيث كان ينتظر عودة الإله ليُكمل حكمه لمنطقة الأراضي الوسطى.
غياب Dragonlord جعل المكان مفتوح أمام الملكة Marika لتأخذ الحكم. أصبحت Marika هي الملكة عن طريق شخص / إله أعطاها الحكم إسمه الإرادة العظمى (The Greater Will). عندما أخذت Marika الحكم أصبحت هي المسؤولة الرئيسية (وعاء حافظ) عن الـ Elden Ring وعليها الحفاظ عليه وحمايته بأي شكل من الأشكال. الإرادة العظمى (الإله) أرسل ما يُسمى بالـ Elden Beast إلى عالم الأراضي الوسطى ليكون خادم وتابع مُخلص للـ Elden Ring.
بالطبع ستبدأ الآن في التساؤل عن ماهية الـ Elden Ring. الإلدن رينج هو أهم وأقوى شيء في عالم الأراضي الوسطى حيث بسببه تم خلق شجرة الحياة (The Erdtree)، ويحمل العديد من التصورات لهذا العالم مثل الحياة والموت وغيرهما. الإلدن رينج هو أيضًا السبب في وجود قانون يُسمى بـ The Golden Order. هذا القانون يتبعه كل سكان الأراضي الوسطى ويجب عليهم الالتزام به في أي وقت وأي مكان!
شجرة الحياة (The Erdtree) هي إسم على مُسمى حيث تبعث الحياة في عالم الأراضي الوسطى وتمد كل سكانها بالمباركة على هيئة ضوء ذهبي يخرج من أعين السكان (سيكون لهذا الأمر دور رئيسي في القصة لاحقًا).
لكي تُصبح حاكم الأراضي الوسطى، ستكون بحاجة لثلاثة أشياء رئيسية:
- أن تكون مولودًا من إله واحد (Empyrean)
- أن يكون لديك رفيق (زوج)
- وأن يكون لديك ظل (حامي)
الملكة Marika قررت الزواج من Godfrey والذي أصبح بدوره ملكًا معها ورفيقها المُخلص حيث أُطلق عليه إسم Elden Lord. الملك Godfrey هو أول Elden Lord يتواجد في الأراضي الوسطى، ولذلك يراه سكان تلك الأرض كمثل أعلى يريدون الحصول على ما حصل عليه هو.
بالنسبة للظل، فقررت Marika الذهاب إلى أخيها Malekith ليكون هو الحامي الخاص بها. Marika لم تكن سعيدة بفكرة الموت الموجودة في عالم الأراضي الوسطى، ولذلك قررت إزالة رمز الموت (The Rune of Death) من الـ Elden Ring. أرسلت الملكة The Rune of Death لأخيها Malekith حتى يحتفظ بها ويحافظ عليها ويحميها من أي ضرر، ثم أرسلت أخيها إلى معبد السماء Farum Azula ليظل هناك للأبد. بذلك أصبحت الملكة أبدية وأُطلق عليها إسم Queen Marika The Eternal. ليست الملكة وحدها التي أصبحت أبدية، بل كل البشر ومختلف الكائنات في عالم الأراضي الوسطى حصلت على نفس اللقب بسبب إزالة رمز الموت من الـ Elden Ring.
الملكة Marika تنقسم إلى نصفين:
الملكة Marika تعتبر من إله واحد (Empyrean) لأنه لم يتم ذكر أي تفاصيل حول والديها في اللعبة. لكنها في نفس الوقت منقسمة إلى شخصين: النسخة الأنثوية حاكمة الأراضي الوسطى وهي Marika، والنسخة الذكورية Radagon الذي يُساعد الملكة Marika في حكمها.
في أحد الأيام، قررت الملكة Marika إرسال النصف الذكوري منها Radagon إلى منطقة Liurnia of the Lakes لغزوها وإخضاعها تحت أيدي الملكة. في أرض المعركة، وجد Radagon نفسه في مواجهة أكاديمية السحر The Academy of Raya Lucaria برئاسة الساحرة الملكة Rennala، وتوقفت المعركة حيث وقع في حب الملكة Rennala وأراد Radagon وقف العنف وأن يعم السلام على الأرض.
من وصف العناصر في اللعبة، يتضح أن Radagon و Rennala قام بينهما بعض العلاقات السرية حتى أصبح زوجها بشكل فعلي. أثناء هذا الزواج حصلوا على ثلاثة أطفال: Ranni، Radahn، وRykard. سنتحدث عن كل طفل منهم في وقتٍ لاحق ولكني سأركز الآن على Ranni حيث تعلمت السحر مثل أمها بل وكانت أقوى منها أيضًا!
أثناء سيرها في إحدى الغابات، قابلت Ranni ساحرة تُسمى بـ Renna (ظل Ranni) والتي أكدت لها على وجود ما يُسمى بالقمر المظلم (The Dark Moon) الذي يحكم أرض سرية مخفية يُطلق عليها The Eternal City. القمر المظلم له أنواع سحر مختلفة ويراها طُلاب أكاديمية السحر Raya Lucaria على أنه سحر أسود ممنوع ومكروه لأنهم كانوا يستخدمون سحر القمر الكامل (The Full Moon).
دعونا نعود الآن إلى الملكة Marika وزوجها Godfrey. لقد تزوجت Marika من Godfrey بسبب خبرته العسكرية في المعارك وجعلته رفيقها حتى يوقف هجمات العمالقة (المتواجدين في أرض العمالقة التي تقع شمال العاصمة Lyndell، وهي العاصمة التي تحكم من خلالها الملكة Marika). فاز Godfrey في معاركه ضد العمالقة وحصل على طفلين من زواجه مع Marika وهما Godwyn و Godrick.
إنتهى دور Godfrey بإنتهاء معاركه مع العمالقة، والإله (الإرادة العظمى) رأى أنه لا يوجد داعي لاستمرار زواجه من الملكة، ولذلك تم نفي Godfrey خارج الأراضي الوسطى، وتمت إزالة المباركة (السطوع الذهبي) من عينيه ليُصبح أول Tarnished (سيء السمعة) في التاريخ.
إنفصال Radagon عن حبه Rennala، والمصائب التي حلت بعد ذلك:
الآن Marika أصبحت بدون زوج (رفيق) ولذلك قررت أن تُرسل إلى Radagon وتأمره بالعودة مرةً أخرى إلى العاصمة Lyndell ليتزوج منها. نظرًا لأن هذا أمر من الملكة Marika، وفي نفس الوقت هو أمر من الإله (الإرادة العليا) فبالطبع وافق Radagon على ترك حبه Rennala والعدو لأحضان Marika مرةً أخرى ليأخذ هو دور الـ Elden Lord في عالم الأراضي الوسطى.
قبل أن يذهب Radagon إلى العاصمة، قدم إلى Rennala هدية ثمينة وهي Amber Egg. هذه البيضة تحتوي على أصل الحياة The Rune of the Unborn. هذا الـ Rune مأخوذ مباشرةً من الـ Elden Ring وله القدرة على إنشاء مخلوق من الصفر بشكل منفرد تمامًا، ومن هنا جاءت Ranni إبنة الملكة Rennala. الإبنة Ranni أصبحت الآن Empyrean مثلها مثل الملكة Marika، وهذا يعني أنها ستكون في الصف تنتظر موت الملكة Marika لكي تحل مكانها في حكم الأراضي الوسطى. جدير بالذكر أن ليست Ranni وحدها Empyrean، بل يوجد 3 في عالم الأراضي الوسطى!
عندما عاد Radagon ليتزوج من Marika ويحكم الأراضي الوسطى معها، قررا أن يحصلا على طفلين معًا، وقد حصلا بالفعل على توأم: Malenia، و Miqeulla. نظرًا لأن Radagon و Marika يمكن اعتبارهما من نفس الكائن (شخص واحد منقسم إلى 2)، فهذا يعني أن Malenia و Miquella يكونان Empyrean مثل Ranni إبنة الملكة Rennala.
بالنسبة لـ Ranni، فهي لم تكن سعيدة بكونها Empyrean لأن هذا يعني أنه في يومٍ ما يجب عليها أخذ الحكم من الملكة Marika التي سرقت أبوها (Radagon) منها ومن أمها. لهذا السبب، قررت Ranni وضع حد لهذا الأمر، ولكن خطتها أدت إلى تدمير كل شيء!
خطة Ranni السوداوية وتدمير السلام في الأراضي الوسطى:
الأميرة الصغيرة Ranni لا تريد أن تخضع للـ Elden Ring ولا أن تحل مكان الملكة Marika في المستقبل، ولذلك قررت أن تذهب إلى معبد السماء وتسرق رمز الموت من Malekith لكي تصنع منه خنجرًا وتقتل به نفسها!
بالفعل تم صنع الخنجر وقتلت Ranni نفسها، ولكن جسدها فقط هو من مات، لكن روحها ظلت متواجدة في عالم الأراضي الوسطى حتى وجدت مكانًا لها داخل إحدى الدمى. Ranni لم تسرق رمز الموت لتصنع خنجرًا واحدًا، بل تم صنع مجموعة أخرى من الخناجر لهدف آخر أكثر سوداوية.
في ليلة السكاكين السوداء (The Night of The Black Knives)، خرج مجموعة من القتلة المأجورين من المدينة الأبدية (The Eternal City) لهدف واضح وصريح وهو قتل أحد أبناء الملكة Marika. الابن الذي مات هو Godwyn، وعلى عكس Ranni، فإن روح Godwyn هي التي ماتت، ولكن جسده ظل عالقًا على قيد الحياة بدون أي روح وبدون أي هدف!
تدمير الـ Elden Ring وقيام حرب الكسر (The Shattering):
بعد أن جاء نبأ وفاة Godwyn للملكة Marika، قررت تدمير الـ Elden Ring بشكلٍ كامل. هذا الأمر لم يكن يسيرًا ولم يؤثر بالإيجاب على عالم الأراضي الوسطى حيث تم بعثرة شظايا الـ Elden Ring في كل أنحاء الأراضي الوسطى. كل شظية من الشظايا وقعت في يد أحد أنصاف الآلهة / Demigods (أي إبن / إبنة جاءوا من خلال Marika أو Radagon وزواجهم من Godfrey و Rennala).
بعد انتشار شظايا الـ Elden Ring ووصولها إلى أيدي الـ Demigods، أصيبوا كلهم بالجنون، وقرر كل شخص منهم أن يتنازع مع أخوته لكي يحصل على الشظايا الأخرى ويُصبح هو الوحيد صاحب الأعلى سلطة والأكثر حكمًا في عالم الأراضي الوسطى.
الحرب كانت عملاقة، ودمرت عالم الأراضي الوسطى بشكلٍ كامل. كل منطقة ستزورها في لعبة Elden Ring ستجد أن الخراب يعم عليها وتوجد آثار الحرب في كل مكان وكل قلعة ستدخل إليها. الفكرة هنا أن تلك الحرب لم يفز بها أي شخص منهم. فعلى الرغم من الصراعات العملاقة التي استمرت بين الأخوة لفتراتٍ طويلة، إلا أن كل أخ منهم إحتفظ بالشظية التي يمتلكها ولم يحصل أي أخ منهم على كل الشظايا!
المواجهة الأضخم أثناء حرب الكسر كانت في منطقة Caelid The Badlands. تلك المنطقة شهدت المواجهة الأعظم على الإطلاق بين Malenia, Blade of Miquella (المقاتلة الأعظم التي لم تعرف الهزيمة)، و General Radahn (الجنرال الأعظم والـ Demigod الأكثر قوة في عالم الأراضي الوسطى).
على الرغم من أن تلك المعركة لم تشهد أي فائز، إلا أنها أثرت بالسلب على منطقة Caelid وزعيمها General Radahn. أثناء المعركة، كانت Malenia على وشك الخسارة، ولكنها أرادت الاحتفاظ بلقبها وأنه لم يتم هزيمتها أبدًا، لذلك قررت أن تُدمر منطقة Caelid بأكملها عن طريق إفراز نوع من أنواع العفن يُسمى بالتعفن القرمزي (Scarlet Rot). هذا العفن جعل المنطقة بأكملها غير صالحة للحياة، والأسوأ من ذلك هو أن الجنرال Radahn أُصيب بالجنون وظل منتظرًا موته في أي لحظة.
عودة الـ Tarnished مرةً أخرى للأراضي الوسطى:
كما ذكرت في بداية المقال، فإن شجرة الحياة (The Erdtree) تبعث الحياة في عالم الأراضي الوسطى وتمد كل سكانها بالمباركة على هيئة ضوء ذهبي يخرج من أعين السكان. الفكرة هنا أن تلك المباركة لم تصل لكل سكان الأراضي الوسطى، وبعضهم لم يحصل على المباركة من الـ Erdtree وأُطلق عليهم إسم The Tarnished. هذا هو الذي حدث بالضبط مع Godfrey The First Elden Lord عندما رأت الإرادة العظمة أنه ليس له أهمية بعد الآن!
هل يوجد سبب فعلي لعدم مباركة بعض الأشخاص في عالم الأراضي الوسطى؟ للأسف هذا الأمر لم يتم شرحه خلال قصة Elden Ring. نحن فقط نعلم أن بعض الأشخاص يحصلون على تلك المباركة، والبعض الآخر يكونون Tarnished ويتم نفيهم خارج حدود الأراضي الوسطى لأنهم ليسوا جديرين بشجرة الحياة وبالـ Elden Ring.
بعد انتهاء حرب The Shattering، أصبح عالم الأراضي الوسطى في حالة من الثبات. توقف الـ Demigods عن محاولة أخذ باقي شظايا الـ Elden Ring حيث قرروا الدفاع عن ممالكهم بدلاً من الدخول في صراعات لا يوجد لها نهاية. الإله الأعظم (الإرادة العُليا) وجد أن هذا الأمر لن يفلح خاصةً وأن شظايا الـ Elden Ring مُبعثرة الآن، ويجب على أي شخص أن يحاول إعادة لم شمل تلك الشظايا مرةً أخرى ليعود الـ Elden Ring كاملاً متكاملاً.
هنا يأتي دورنا في اللعبة حيث قررت الإرادة العُليا أن تمنح المباركة لمجموعة من الـ Tarnished حتى يعودوا مرةً أخرى لعالم الأراضي الوسطى ويحاولوا جمع شظايا الـ Elden Ring ويُصبحوا الـ Elden Lord التابع للملكة Marika. أنت لن تكون ملك هذه الأرض بشكلٍ كامل، بل ستكون الرفيق والمُساعد الفعلي للملكة Marika التي أصبحت الآن بدون رفيق خاصةً وأن Radagon لم يستطع لم شمل شظايا الـ Elden Ring مجددًا. الآن أصبح مستقبل الأراضي الوسطى في يديك يا سيء السمعة!
سأكتفي بهذا القدر من الشرح في هذه المقالة. تابعونا حيث ننوي نشر الجزء الثاني (والأخير) من شرح قصة Elden Ring خلال الأيام المُقبلة. شاركونا رأيكم في التعليقات، و أخبرونا إذا كنتم تملكون أي نظريات أخرى حول ما يحدث في عالم الأراضي الوسطى!
?xml>