
نظرة من بعيد عن ما يمكننا توقعه في تطور المعالجات في الفترة القادمة!
ما تريده ليس ما ستحظى به، تلك قاعدة نعيش بها حياتنا من ناحية الشراء والبيع وتداول القطع الإلكترونية الخاصة بأجهزة الكمبيوتر بشكل خاص. أنا أريد معالج سريع وقوي بسعر رخيص وأنت تحتاج إلى معالج يتوافق مع إستخدامك وإستخدامك فقط، ففي بعض الأحيان ستشتري معالج أقل أو أعلى من إحتياجك لأنك قد لا تجد ما تحتاجه. تلك السياسة لطالما كانت موجودة في تصنيع المعالجات من أي شركة كبيرة، سواء كانت Intel، AMD، أو حتى ARM.
لنعترف أيضاً بأننا محظوظين للغاية بحياتنا في عالم متقدم دائماً، ففي فترة قصيرة من الزمان وجدنا ARM تعلن عن تصميماتها لمعالجات العام القادم، Intel تعلن عن معالجات الجيل العاشر، و AMD أيضاً قامت بالعديد من التحديثات في تشكيلة معالجاتها الشهيرة Ryzen.
تلك الشركات هي المتحكم الأساسي في تطوير المعالجات وتوجيهها للأجهزة المعتمدة عليها. سواء كانت تلك الأجهزة مجمعة مثل أجهزة سطح المكتب، أو أجهزة متنقلة مثل أجهزة االابتوب أو أجهزة الـ Workstation الخاصة بأبل. حتى منصات المنزل "الكونسول" ستعتمد على تلك المعالجات بشكل كبير لتجاري متطلبات الألعاب الجديدة للجيل القادم لتتنافس مع أجهزة الكمبيوتر في الأداء. فيجب علينا أن نعلم ما يمكن أن نتوقعه في الأيام القادمة.
بالنسبة لـ Intel :
ترعرعنا على فكرة أن معالج يعني Intel. وعندما وجدنا منافس جديد في السوق، وضعنا ثقتنا العمياء في الشركة تحت المثال المصري الذي يقول "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، لكن من الواضح أن الشركة أصبحت تعاني في ظل أداء معالجاتها التي تعاني من ناحية الأداء، السرعة، وتحسين المعماريات الخاصة بها. فمع إصدارها لوحدات Ice Lake أو الجيل العاشر، لازلنا ننتظر تلك الإصدارات التي وعدت بها الشركة جماهيرها في كل مؤتمر صحفي تسأل الناس فيه عن معالجات العشرة نانومتر التي قد لا نراها قريباً من الأساس.
لنعود بالزمن للوراء، لمؤتمر Computex. قامت Intel بالحديث عن مشروع Athena لمدة ليست بقصيرة في المؤتمر. ومن المفترض أن هذا المشروع يسعى للنهوض بأداء أجهزة اللابتوب التي تعمل بمعالجاتها. سواء من نواحي فترة حياة البطارية، التوصيلات الداخلية، سرعة الإستجابة، وتصغير أحجام الأجهزة التي ستحتوي تلك المعالجات. تحدثت عن كل تلك الأفكار لتبتعد عن مناقشة عدد النواة بداخل المعالجات وسرعة ترددها. ففي النهاية Intel تريد التركيز على الأجهزة المحمولة التي كانت ساحتها أولاً وأخيراً.
أما بالنسبة لوليد الساحة AMD :
لا تخلو تجميعات اليوتيوب أو أسواق قطع الكمبيوتر من إعلانات الشركة، بالأغل هي المهيمنة في الوقت الحالي على حصة ليست بقليلة من السوق. فبعد الإعلان وإصدار سلسلة 3000 الخاصة بـ Ryzen. فبعد تقديمها لمعالجات مخصصة للإستخدام الشخصي بإثنا عشر أنوية مع أحجام السبعة نانومتر وجعل أسعارها أقل بشكل ملحوظ عن مسيطر الساحة Intel. تنوي الشركة على القيام بالتركيز في إصدار معالجات قادرة على إعطاء منافسة قوية بينها وبين الأخير في أمل أن تبيع وحدات أكثر من أي وقت مضى على الشركة.
لكن هل تلك الجهود كافية في الوقت الحالي؟ الإجابة المحزنة لعشاق Intel هي الإجابة الصحيحة. نعم، بدأت شجرة AMD بطرح ثمارها مبكراً بعد أن بدات الحصة الخاصة بها في سوق المالجات بالزيادة على المدى القربي بسبب معالجاتها الجديدة. ومع تلك الزيادة والأداء الرائع في عملها، قامت الشركة بتأمين مستقبلها في عالم المنصات المنزلية لألعاب الفيديو بداية بإمضائها على عقد تزويد أجهزة Playstation 5 بمعالجاتها. حتى منصة Xbox Scarlett قد تكون من أحد المرشحين لإستخدام معالجات الشركة بشكل كبير، وخصوصاً مع الإشاعات الرائجة عن إستخدام مايكروسوفت لمعالجات الشركة في جهاز اللابتوب الخاص بها تحت مظلة Surface. فمع سقوط Intel في مشاكل الأداء والأمان الخاص بمنتجاتها، تظهر AMD بمعالجات تحتوي على العديد من الأنوية وأداء أفضل أيضاً من بطاقاتها الرسومية الشهيرة. وبالطبع لن ننسى فضل التسعيرات الخاصة بالشركة على هيمنتها الحالية.
أما بالنسبة لـ ARM :
لن نسمع عن الشركة في عالم أجهزة الكمبيوتر، لكن إن تحدثنا عن هاتفك الذكي في جيبك، ستعلم أنها المسيطر على ساحتها. فالشركة تعتبر الأولى في مجالها في تصميمها لتصاميم الأنوية والأمور المتعلقة بمعالجات الهواتف، والعديد من الشركات تمتلك رخص لإستخدام منتجاتها في هواتفها. ومن تلك الشركات سنجد Apple، Samsung، و Huawei من المتعاقدين معها لتشغيل هواتفها الذكية. ومع الإعلان عن معالجات Cortex-A77 CPU التي تقوم برفع أداء وقوة الأجهزة المدمجة فيها بدون القيام بالعديد من الإضافات فيها مثل أي شركة أخرى.
تحتاج الشركة إلى مجهود جبار لو أرادت أن تقتحم سوق أجهزة الكمبيوتر أثناء عملها على الأجهزة الذكية. كل هاتف ذكي ومعظم الأجهزة اللوحية تعمل بتلك المعالجات، ومن جبروتها طردت Intel من أسواقها في كل محاولة منها للدخول عليها في أسواق الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية.
نظرة المستقبل في مجال تطوير المعالجات:
من النادر أن نرى المنافسة مشتعلة بهذا الشكل، إعلان بعد إعلان بعد إعلان؟ أمر مشوق للغاية. نلك الأمور ليست مصادفة، فبعيداً عن العمل مع الأجهزة المحمولة يريد الجميع التطور مع السياق الجديد الذي يتضمن إحتلال سوق معالجات الأجهزة المصممة لسطح المكتب.
فمع المنافسة المحتدمة على تصميم المعالجات وتقديم العديد من الميزات التي تستطيع جعل المستخدمين مهتمين بشراء كل معالج يتم تنزيله في الأسواق من أي شركة سواء كانت Intel أو AMD. وبالنسبة لـ ARM التي تجعلك دائماً مهتم بشراء هاتف جديد، فبالتأكيد الزمن يخبىء لنا مفاجأة ما أو منافسة أقوى.
?xml>