تقنية الـ G-Sync : كيف تؤثر على تشغيل الألعاب؟
تحدّثنا في مقال سابق عن أهمية اختيار شاشة مناسبة للـGaming وقد وصلنا في هذا المقال إلى أن اختيار الشاشة المناسبة أحياناً ما يكون أهم من اختيار كارت الشاشة نفسه من بعض النواحي، في هذا المقال سنتحدّث عن الـ G-Sync الخاصة بشركة NVIDIA ورُبما نأخذ من لعبة CS: GO محلًا لتجاربنا، لكن قبل ما نبدأ في التحدث والانخراط في التفاصيل.. عمّاذا نتحدث أصلًأ؟
تقنية الـ G-Sync تعمل على مزامنة عمل بطاقة الرسوميات والشاشة كذلك وهو ما يظهر من كلمة Sync بالفعل التي تعني مزامنة، ظهرت تلك التقنية وحصلت على شهرتها نظرًا لأنها قد قدّمت حلًا لمشكلة شائعة تؤرق كافة اللاعبين ألا وهي مشلكة الـTearing ومشكلة عرض أكثر من إطار في نفس الثانية، وبشكل مختصر، تكمن المشكلة في أن كارت الشاشة (GPU) يقوم بمعالجة الإطارات بأقصى سرعة له وبحرية كاملة ومن ثم يرسلها إلى الشاشة لتقوم بعرضها أمامك، جيد، أين المشكلة؟ تكمن المشكلة في الشاشة نفسها، فبعض الشاشات ترددها قليل وتقوم بتحديث المشهد الواقع أمامك 60 مرة فقط في الثانية، وفي نفس الوقت قد يرسل كارت الشاشة 100 إطار أو أكثر، فيتسبب هنا تداخل تلك الإطارات وتقطعها، وهذه هي المشكلة.
قبل البدء في الحديث عن الـG-Sync لعلنا بحاجة لذكر نبذة عن الحلّ الأول والذي سبق وصولها ألا وهو الـV-Sync، جائت تقنية الـV-Sync بحل لهذه المشكلة لكنه لم يكن عملي لدرجة كبيرة، هل تذكر عندما قلت لك أعلاه أن المشكلة كانت تحدث بسبب أن كارت الشاشة يرسل إطارات لا تجد الشاشة وقتًا لمعالجتها وعرضها؟ هنا أتى دور الـV-Sync والتي كانت تعمل على تأخير الإطارات التي يرسلها كارت الشاشة إلى الشاشة نفسها، لكن بدلًا من أن تُحل المشكلة فقد ظهرت مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة الـStuttering فأصبحت الشاشة أحياناً تُعيد عرض الإطار أكثر من مرة كذلك كانت تحدث مشاكل في حالة استهلاك كارت الشاشة لوقت أكبر في معالجة المشاهد الثقيلة أو ثلاثية الأبعاد، يُمكننا هنا أن نلخص المشكلة في عدم وجود تواصل مباشر ومثالي بين كارت الشاشة والشاشة لهذا أتت تقنية G-Sync.
ما هي تقنية G-Sync؟
ظهرت التقنية لأول مرة في العام 2013 بهدف تحسين تجربة المستخدم مع كل من أجهزة الـPC وشاشاتها المنفصلة وكذلك أجهزة الـGaming Laptop، ولعلّك حتى الآن لم تتبيّن الفائدة الفعلية للـG-Sync ولا تجد سببًا مقنعًا للحصول على شاشة داعمة له، وتبدأ التقنية بحل مشاكل التقطّع (Screen Tearing) التي قد مرّ بها كل لاعب والتي -وكما ذكرنا- كان يتم حلّها أولًا من خلال تفعيل إعدادات الـV-Sync من اللعبة نفسها، وهو ما لم يوتي ثمارة كما ذكرنا سابثًا، وفي الصورة التالية توضيح لمشكلة الـTearing، ستتعرف عليها بكل تأكيد:
كيف تتفوق الـ G-Sync عن الـ V-Sync؟
بينما يعمل الـV-Sync على تقليل الـOutput الخاص بمعالج الرسوميات وتقليل سرعته بشكل بدائي نوعًا ما، تعمل الـG-Sync على التحكّم في ما يعرض أمامك بشكل مباشر وكذلك تعمل على التحكّم في معالج الرسوميات بشكل مباشر، أي أنها تعمل كوسيط بين كلًا منهم، وإن تعمقنا في التفاصيل قليلًا سنجد أن لكل شاشة معدل إنعاش (Refresh Rate) فمثلًا إحدى الشاشات تقوم بإنعاش الشاشة لستين مرة أو تسعين مرة، لكن معدّل الإنعاش الخاص بأي شاشة هو ثابت تماماً ولا يتغيّر، في نفس الوقت لا يملك معالج الرسوميات معدّل إنعاش ثابت، بل يعمل مباشرة على معالجة الصورة التي أمامه وهي مشهد من مشاهد اللعبة بطبيعة الحال، رُبما يأخذ وقتًا طولًا في معالجة الصورة نظرًا لكونها ثقيلة أو مليئة بالعناصر، بينما يُمكن أن يأخذ وقتًا قليلًا جدًا في معالجة صور أخرى وهي تلك الثابتة وهنا يأتي دور الـG-Sync كوسيط فيما بينهم، والذي يقوم بتعديل معدل إنعاش الشاشة نفسه ويجب على تلك الشاشة أن تكون داعمة للـG-Sync بكل تأكيد.
كما ذكرنا شاشة العرض تعمل بتردد للتشغيل مثل بقية عتاد الهاردوير. ذلك التردد هو معدل الإنعاش الخاص بالشاشة Refresh Rate وهو عدد المرات التى تنبض بها الشاشة لتعرض الإطار القادم من مغزى الإشارة والذى يكون عادة البطاقة الرسومية لمنصة الحاسب.
شاشات العرض سابقا كان لديها معدل للإنعاش ثابت وقد سيطر التردد 60 Hz على سوق الشاشات لمدة طويلة، حتى قد تطور الأمر الى كسر سرعة تردد الشاشة الى التردد 75 Hz ومن ثم جاء التردد 144 Hz وانتقل بعد ذلك الى 165 Hz حتى وصلنا الى التردد الحالى 240 Hz.
لكن تردد الشاشة الثابت ليس هو الحل الأفضل لجمهور اللاعبين، حيث أن الأمر مُرتبط بعدة مشاكل ناتجة عن عدم التوافق بين تردد الشاشة وعدد الإطارات التى تُرسلها البطاقة الرسومية. لذلك حاول مطورى الألعاب أن يخلقوا نوعا من تزامن الإطارات فى إعدادات اللعبة وأسموه التزامن الرأسى V-Sync وقد حسًن ذلك من مشاكل Tearing الحادثة بدون تفعيل V-Sync ولكن نتج عنه كذلك بعض المشاكل. لذلك توجد عواقب ومشاكل فى سلاسة تجربة اللعب عندما كان المستخدمين لا يعملون بالتزامن V-Sync وكذلك هناك عواقب ومشاكل أخرى عندما يعملون بتلك الخاصية.
عواقب العمل بدون V-Sync
مشاكل Tearing
عندما تعمل شاشة العرض بتردد ثابت وليكن 60 Hz فإن الشاشة تنبض فى فترات ثابتة خلال الثانية ( ستون نبضة) ولكن الاشارة القادمة من البطاقة الرسومية لا تحمل عدد ستون إطار فى جميع الحالات، ولكن معدل الإطارات يختلف حسب الرسوميات فى المشهد المعروض. لذلك عندما تنبض الشاشة وتكون عدد الإطارات القادمة من البطاقة الرسومية مختلفة عن تردد الشاشة فإن الشاشة نفسها تعرض جزء من الإطار السابق وجزء من الإطار الجديد فى نفس النبضة للشاشة مما ينتج عنه تقطيع فى المشهد نفسه لأنك لا تعرض إطار بأكمله وتفاصيله الكلية بل يُعرض لك أجزاء من تفاصيل إطارين كما نرى.
عواقب العمل بخاصية V-Sync
مشاكل Stuttering
عندما تقوم بتفعيل خاصية التزامن الرأسى V-Sync بين تردد الشاشة وخارج الإطارات البطاقة الرسومية فإن تردد الشاشة لا بنبض الا عند تردد معين ولا يقوم بعرض الإطارات الجزئية مثل السابق. المشكلة هنا أن خارج البطاقة الرسومية لا يكون متزامن فى جميع الأحوال مع تردد الشاشة، ولكن هنا الشاشة لن تعرض الإطار الجزئي بل فى حالة كان الإطار القادم من البطاقة الرسومية يتخطى الزمن المطلوب لعرض الإطار بالشاشة فإن الشاشة لا تعرض الإطار وتنتظر حتى يأتى زمن الإطار القادم وتقوم بعرض ذلك الإطار السابق.
لذلك فإن هناك فجوة فى عرض الإطارات بالشاشة وذلك هو stuttering لأن هناك فجوة فى عرض الإطارات و هناك تقطيع فى تدفق اللعب.
مشاكل Input Lag
كما ذكرنا فى الحالة السابقة أن هناك فجوة فى عرض الإطارات لذلك هناك تأخر فى عرض الإطارات بترتيبها الصحيح ولذلك فإن الأوامر التى قمت بعملها فى ذلك الإطار المتأخر فإنه سوف يُعرض على الشاشة أمامك ليس فى وقت حدوثه بل فى الإطار القادم. لذلك سوف يكون هناك زمن للتأخر فى الإستجابة على الأوامر والحركات التي تقوم بها، مما يؤدي إلى خسارتك فى الألعاب التنافسية.
ما الحل؟ تقنية G-Sync
من خلال تلك العواقب السابقة كان هناك سعي من الشركات المصنعة للبطاقات الرسومية لكي تتعاون من الشركات المصنعة لشاشات العرض فى خلق نظام تزامن فعلى بين معدل الإطارات للبطاقة الرسومية وتردد التشغيل لشاشة العرض.
تلك هى تقنية G.Sync حيث أنها تكون شريحة تحكم من صنع شركة NVIDIA تُوضع بداخل شاشة العرض وتقوم بعمل تزامن لتردد التشغيل للشاشة مع معدل الإطارات للبطاقة الرسومية. معنى ذلك أنه فى مدى تردد التشغيل للشاشة، عندما يكون معدل الإطارات للبطاقة الرسومية 50 اطار كمثال فإن تلك الشريحة فى الشاشة تجعل تردد التشغيل للشاشة فى ذلك الوقت 50 Hz لكي يتزامن الإطار مع النبضة الخاصة بالشاشة حتى لا يحدث أى من المشاكل السابقة. وهكذا مع الإطارات القادمة، تكون البطاقة الرسومية هى المتحكم فى تردد التشغيل لشاشة العرض وتجعلها فى تزامن فعلى مع خارج الإطارات للبطاقة الرسومية، حتى تحظى بسلاسة فعلية وزمن عرض الأوامر بدون تأخير فى الألعاب التنافسية وتجعل تجربة اللعب بدون العواقب السابقة.
شريحة التحكم تلك ليست رخيصة الثمن بل تُزيد من ثمن شاشة العرض بعض الشئ ولكنها تُحسن من أداء تلك الشاشة وسلاسة العرض وتجربة اللعب عليها بشكل كبير ومميز. تخيل أنك سوف تحظى بتزامن فعلى بين إطارات البطاقة الرسومية وتردد الشاشة، وأيضاً تردد ثورى للشاشة يصل الى 144 Hz مع دقة العرض الأعلى 4K.
ماذا عن الـ4K والـHDR فيما يتعلّق بالـG-Sync؟
الأمر لا يتعلّق فقط بالحصول على الـG-Sync لأجل الحصول على تجربة جيمنج رائعة، عندما تحصل على شاشة تدعم الـG-Sync فستكون قادرًا على التحكم في معدلات الفريمات وكذلك التخلص من الـLag والـScreen Tearing، لكنك أيضًا ستحصل على مميزات الـ4K والـHDR أيضًا، هذا لأن شاشات الـG-Sync الجديدة تأتي بدعم كامل للـHDR والـ4K وكلًا من التقنيتين سيجلب لك تجربة رائعة خاصة به، كما أن تلك الشاشات أيضًا ستكون مناسبة بشكل كبير لأجهزة الكونسول الداعمة للـHDR مثل PS4، PS4 Pro و Xbox One S.
لعلّك الآن ستسأل، هل يستحق الأمر أن أشتري شاشة تدعم الـG-Sync؟ هنا أقول لك نعم وبكل تأكيد، لأنك ستخصل على كافة المميزات السابقة وسيكون الأمر مناسبًا لك أكثر إن كنت تهتم بالحصول على Gameplay رائعة، أما إن سألتني عن الفرق بين الحصول على شاشة G-Sync أو شاشة ذات تردد مرتفع وليكن 144Hz، هنا أقول لك أن الخيار بيدك، يمكن أن تحميك تلك الشاشة من مشاكل التقطّع واللاج، لكنك ستظل مفتقدًا لميزة هامة في جهازك، فلما لا تحصل على كل شيء؟ وقبل أن أعرض عليك واحدة من أفضل شاشات الـG-Sync لنتحدّث أولًا عن تجربة لعب CS: GO او Counter Strike Global Offensive باستخدام الـG-Sync.
لعبة CS GO على G-Sync
في حالة لعبك للعبة على جهاز ذو مواصفات مناسبة وعلى شاشة تدعم الـG-Sync فسستخلص من كافة المشاكل السابق ذكرها وهي الـInput Lag الناتج عن تفعيل الـV-Sync، الـScreen Tearing الناتج من فرق السرعة بين معالج الرسوميات والشاشة مشكلة الـStuttering بالتأكيد، وفي الصورة أعلاه يُمكنك أن تلاحظ مشكلة الـTearing في اللعبة، تخيل أنك تواجه هذه المشكلة في لعبة Shooting! الأمر مرهق للأعصاب خاصةً وإن كنت لاعبًا محترفًا.
كيفية تشغيل G-Sync على لعبة CS: GO
في حالة امتلاكك بالفعل لشاشة تدعم الـG-Sync يُمكنك اتباع الخطوات التالية لتشغيلها على لعبة CS:GO بشكل مثالي:
- قم بتفعيل تقنية الـG-Sync من لوحة تحكم Nvidia
- من خلال لوحة التحكم قم بتفعيل الـV--Sync سواء لـCS: GO فقط أم لجميع الألعاب
- قم بفتح اللعبة، ومن خلال اعدادات الفيديو قم بإيقاف الـV-Sync
- قم بفتح الـConsole الخاص باللعبة وقم بكتابة fps_max 140 في حالة كانت شاشتك تعمل بتردد 144 هيرتز
بهذا ستعمل اللعبة بشكل سليم، والخطوة السابقة ستنتبق على أي تردد، فإن كان تردد شاشتك هو 165 هيرتز قم بكتابة 160 في الأمر الذي تعطيه للعبة، وبهذا ننتقل للتحدّث عن واحدة من شاشات الـV-Sync التي ستقدم لك تجربة جيمنج رائعة، وهي Asus ROG Swift PG2UQ.
شاشة ASUS ROG Swift PG27UQ للجيمنج
تأتي الشاشة بمواصفات متكاملة، أهمها هو دعم الـHDR والـ4K كما يظهر من الصورة أعلاه، كما أن معدل الإنعاش الخاص بها يصل إلى 144 هيرتز وهي بطبيعة الحال تدعم الـG-Sync بكل تأكيد لكن يتوجّب عليك أن تمتلك معالج رسوميات من إنفيديا، لعلّك استنتجت هذه المعلومة منذ وصولك لنصف المقالة، أما عن تصميمها فلا يختلف كثيرًا عن تصميمات أسوس لمنتجات وسلسلة ROG خاصة في مجال الشاشات، حيث أن سنّاد الشاشة مشابه بشكل كبير لذاك الموجود في شاشة PG348Q، وقياس الشاشة متوسط لكنه نوعًا ما وهو 27 بوصة، ومتوسط هنا تأتي مقارنة بالشاشات الأخرى بشكل عام، أما كشاشة Gaming PC فهو قياس رائع ومناسب.
تأتي الشاشة بوضوح 3840*2160 وإن جمعنا كافة مواصفاتها فسنجد أنها تأتي بدعم لكل من الـ4K والـHDR وكذلك الـG-Sync وهو كا ما سوف تحتاجه خاصة وأنها بمعدل إنعاش 144 هيرتز، ويُمكننا أن نضع هذه المواصفات كمقياس للشاشة التي يجب عليك شرائها، وهنا ينتهي مقالنا، أخبرنا في التعليقات عن رأيك في التقنية والشاشة، كذلك شاركنا استفساراتك.
اقرأ أيضًا: هل إختيار شاشة الألعاب أهم من البطاقة الرسومية؟
?xml>