Galaxy XR ضد Vision Pro| هل تفوقت نظارة سامسونج على آبل؟
أخيرًا، وبعد تشويق طويل تحت الاسم الرمزي "مشروع موهان Project Mohan"، أطلقت Samsung نظارة "جلاكسي إكس آر Galaxy XR" التي جاءت بمواصفات مطابقة لما تناولته تسريبات موقع Android Headlines، والتي تحدثنا عنها بدورنا في مقالٍ سابق.
وبعد أن سلطنا الضوء أيضًا على أبرز ملامح نظارة Samsung عقب الإطلاق الرسمي، حان الوقت لنفعل شيئًا مختلفًا؛ مختلفًا لكنه بديهي ومتوقع، وهو مقارنة النظارة -التي تعمل بنظام الأندرويد (تحديدًا Android XR)- بنظارة الـ Vision Pro (بنظام VisionOS) لمنافستها الأبدية Apple.
فمن منهما يملك اليد العليا؟ وهل يمكن أن تُحسَم المنافسة مبكرًا، أم أننا أمام مواجهة طويلة ومعقدة تشبه ما يجري في سوق الهواتف الذكية؟ دعونا نرى.
التصميم العام

تسير Samsung Galaxy XR وApple Visio Pro في اتجاهين مختلفين من ناحية فلسفة التصميم، وذلك رُغم انتمائهما إلى نفس الفئة من الأجهزة، وهي نظارات الواقع الممتد XR.
على الهامش: الواقع الممتد XR يضم تحته كل التقنيات التي تدمج العالم الرقمي بالحقيقي، وباختصار مخل، يجعلك تتفاعل مع العالمين في نفس الوقت وكأنهما شيء واحد. نُكمل...
اختارت Samsung منح الأولوية لخفة الوزن، وهذا هو النهج الذي نوافقه إذا أردت رأينا، فأنت في نهاية المطاف سترتدي حاسوبًا على دماغك! المهمُ أن Samsung استطاعت أن تجعل وزن نظارتها أقل بحوالي 150 إلى 200 جرام من نظارة Apple، والجواب على "كيف فعلت ذلك؟" واضح.
فالشركة الكورية اعتمدت تصميمًا بسيطًا وانسيابيًا هدفه الأول توزيع الوزن على نحوٍ مريح، مع توفير ملحقات اختيارية (مثل حاجب الضوء للانغماس الكامل في التجربة) لمن يريد.

في المقابل، تبنت Apple تصميمًا يوحي بالفخامة والعصرية -كعادتها-، لكن يملؤه لوح زجاجي داكن ومنحني، وراءه مروحة تبريد داخلية، ويحيط به إطار مغناطيسي لحجب الضوء (ليس ملحقًا هنا). وإذا ألقينا نظرة خلف النظارة، سنلاحظ زرًا رقميًا وعجلة تحكم دقيقة لتعديل الإعدادات، مع حزام رأس قابل للتبديل يتيح تخصيص التجربة بما يناسب المستخدم، لكن على حساب الوزن.
ونظرًا لأن Samsung استطاعت أن تحقق معادلة الشكل والراحة، حيث استخدمت هيكلًا معدنيًا وزجاجيًا فاخرًا مع وزن 545 جرامًا فقط (البطارية منفصلة ووزنها حوالي 300 جرام)، يمكننا أن نقول إنها الفائزة في جزئية التصميم.
المواصفات التقنية
تعتمد نظارة Galaxy XR على شاشات micro-OLED بدقة 3840x3552 بيكسل (لكل عين)، أي ما مجموعه 27 مليون بيكسل، لتتفوق على نظارة الـ Vision Pro التي تمتلك 23 مليون بيكسل موزعة على شاشتين داخليتين بالإضافة إلى شاشة الـ OLED الخارجية التي تعرض تفاصيل وجه المستخدم.

من حيث المعالجة، تعمل Galaxy XR بشريحة Snapdragon XR2+ Gen 2 التي توفر أداءً رسوميًا أفضل بـ 15% مقارنة بشريحة الإصدار السابق (Snapdragon XR2 Gen 2). في المقابل، تأتي النسخة القياسية من Vision Pro بشريحة M2، وهناك إصدار آخر بشريحة M5 صدر قبل بضعة أيام، ما يعني أن النظارتين يمتازان بأداء لا يُعلى عليه، لكن طبعًا المنافسة ستكون محسومة للـ Vision Pro لأنها ببساطة تأتي بمعالجات مُصممة للماك، وليست للهواتف.
لديك في نظارة Samsung سعة تخزينية تقدر بـ 256 جيجابايت، مع 16 جيجابايت رام، وتقنيات اتصال Wi-Fi 7 وBluetooth 5.4، إضافةً إلى الضبط التلقائي للمسافة البؤرية (لترى الصورة بأفضل جودة)، وتتبع حركة العين، وغيرهما.

واستمرارًا مع الـ Galaxy XR، فالنظارة تضم نحو 12 كاميرا منهم 6 لتتبع العالم الخارجي، و2 لخاصية رؤية العالم الحقيقي من خلال النظارة Pass Through، بالإضافة إلى 4 كاميرات لتتبع حركة عينك. الكاميرات لا تختلف كثيرًا في الـ Vision Pro، التي تملك أيضًا 6 كاميرات لتتبع العالم الخارجي، و4 لتتبع العين، مع كاميرتين عالية الدقة.
بالنسبة لأهم المستشعرات، فنظارة Samsung تضم مستشعر عمق يساهم في تحسين إدراك الأبعاد والمسافات داخل المشاهد الافتراضية، لكنها تظل أضعف من قدرات الـ Vision Pro التي تتمتع بتقنيتي الـ LiDAR والـ TrueDepth، الذين يجعلان النظارة تفهم العمق والإيماءات بطريقة مذهلة، ويعطيانها اليد العليا في الإدراك المكاني عمومًا.
نقطة لـ Apple، والنتيجة الآن تعادل!
عمر البطارية
تعتمد النظارتان على بطارية خارجية لاعتبارات متعلقة بالوزن، وأيضًا لأننا لا زلنا نتحسس طريق نظارات الواقع الممتد. لكن هذا لا يعنينا الآن، ما يعنينا هو الأداء.
ومن حيث الأداء، تبدو مدة التشغيل متقاربة جدًا بين النظارتين، فبحسب Samsung، يمكن استخدام Galaxy XR لمدة تصل إلى ساعتين من الاستخدام العام، مع زيادة نصف ساعة عند تشغيل المحتوى المرئي أو الفيديوهات فقط. أما Apple Vision Pro، نسخة الـ M2، فتقدم نفس الأداء تقريبًا، وبالنسبة لنسخة الـ M5 الحديثة، فلا تذهب بعيدًا جدًا، حيث ستعطيك نصف ساعة إضافية فقط مقارنة بالـ Galaxy XR.
وبهذا يستمر التعادل.
الدعم ونظام التشغيل
على غرار الخلاف الحاصل بين مستخدمي هواتف الأندرويد والآيفون، سيحصل هنا اختلافٌ لن يكون فيه فائز. فنظارة Galaxy XR تعمل بنظام Android XR وتعتمد بشكل كبير على Gemini، في حين تقوم الـ Vision Pro على نظام VisionOS وميزات Siri وApple Intelligence.
تستفيد الـ Galaxy XR من قوة مكتبة أندرويد الواسعة لتقديم تجربة غنية ومتعددة الاستخدامات. إذ تتيح للمستخدم الوصول إلى تطبيقات مألوفة مثل YouTube وخرائط Google بخاصية التنقل ثلاثي الأبعاد التفاعلي، إلى جانب Google Photos الذي يدعم عرض الصور الملتقطة بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتطبيق Adobe Project Pulsar الموجه لصانعي المحتوى والمونتاج الإبداعي داخل بيئة الواقع الممتد.
ويضيف دمج مساعد Google الذكي بُعدًا آخر للتفاعل، خصوصًا في الألعاب ومتابعة الفعاليات الرياضية المباشرة، حيث يمكن للمستخدم التنقل بين العناصر أو البحث الصوتي أو التحكم في البيئة الافتراضية دون أن يلمس أي شيء فعليًا.
أما Apple Vision Pro فتقدم بيئة مغلقة لكنها شديدة التكامل، حيث تعتمد على تطبيقات Apple الأصلية المصممة خصيصًا لتقنيات الواقع المكاني. وعلى الرغم من أن النظارة عانت قليلًا عند الإصدار مع دعم تطبيقات مثل Netflix وYouTube على ما أتذكر، فإنها الآن تدعم أشهر التطبيقات دون أدنى مشكلة.
أدوات التحكم
يعتمد كل من Apple Vision Pro وSamsung Galaxy XR على نظام تتبع مدمج داخل النظارة يقوم برصد حركة العينين واليدين معًا، وهو ما يتيح للمستخدم التحكم الكامل في الواجهة دون الحاجة إلى أي أدوات إضافية، بخلاف نظارات مثل Meta Quest 3 التي تتطلب وحدات تحكم منفصلة.
لكن Samsung تقدم ميزة إضافية عن نظارة Vision Pro، وهي إمكانية استخدام وحدتي تحكم معًا إلى جانب التتبع البصري، وهذه ميزة تمنح نظارات Galaxy XR أفضلية واضحة، خصوصًا لعشاق الألعاب الذين يفضلون دقة واستجابة أزرار التحكم التقليدية.
السعر
نأتي الآن لمربط الفرس والعنصر الذي سيحسم المنافسة، على الأقل لدى المعظم.
طُرحت نظارة Galaxy XR بسعر يبدأ من 1800 دولار، وعلى الرغم من أنه سعر مرتفع، لا سيما إذا قارناه بسعر الـ Meta Quest 3 (بسعر 500 دولار فقط)، فإن الفارق بينه وبين الـ Vision Pro كبير للغاية، حيث تُطرح الأخيرة بسعر 3500 دولار، أي ما يقارب ضعف السعر!
الخلاصة: أي النظارتين أفضل؟ (بغض النظر عن نظام التشغيل)

الجواب المباشر أنك إذا كنت تفضل الراحة والسعر يشكل فارقًا لك، فنظارة Galaxy XR ستكون الخيار الأفضل بدون جدال، عدا ذلك، وباستثناء الفارق الطفيف في جودة الصورة لصالح Samsung، فنظارة Vision Pro تتفوق في معظم الأشياء من قوة المعالجة إلى الكاميرات والإدراك المكاني، إلى البطارية (في نسخة M5)، لكن السؤال الأدق: هل هذا التفوق يستحق الـ 3500 دولار، قطعًا لا، وأعتقد أن هذا يجيبنا على أول سؤال طرحناه في المقال.
وعمومًا، أعتقد شخصيًا أن هذه النظارات ليست موجهة للمستهلكين العاديين، فمن سيدفع أكثر من 85 ألف جنيه مصري ليشتري الـ Galaxy XR أو أكثر من 200 ألف جنيه مصري ليشتري الـ Vision Pro؟ سعر هذه الأجهزة باهظ لأنها تُمثل ثورة جديدة في عالم التقنية، وما هي إلا سنوات قليلة حتى نرى الأسعار تهبط بشكل كبير، خاصة مع المنافسة، وبشرط ألا يموت هذا السوق طبعًا!
?xml>




