شخصيات الجيمنج: The DOOM Slayer، البطل الأقوى والأعنف!
عالم الألعاب مليء بمجموعة من الشخصيات الأيقونية التي ميزت مختلف السلاسل خلال العقود الماضية. لدينا ماستر شيف من Halo، لارا كروفت من Tomb Raider، ناثان دريك من Uncharted وغيرهم. لكن عندما تبدأ في التساؤل حول واحدة من الشخصيات الأكثر قوة وعنفًا في عالم الألعاب، فستجد عقلك يتجه بشكل تلقائي إلى سلسلة DOOM وبطلها المحبوب DOOM Guy. شهدت الشخصية العديد من التطورات على مدار 30 عام تقريبًا حتى وصل إسمه الحالي إلى The DOOM Slayer. اليوم سنُلقي نظرة على تاريخ بطلنا العنيف، وكيف أصبح واحدًا من أكثر الشخصيات الأيقونية في عالم الألعاب على الرغم من عدم نطقه بحرف واحد طوال السلسلة!
تقع أحداث قصة DOOM في كون موازي حيث تقدمت البشرية بشكل عملاق بدايةً من العقد الماضي (2010s). الإتحاد الأمريكي للطيران والفضاء (UAC) تمكن من بناء مستوطنة أمريكية على كوكب المريخ، ثم قاموا ببناء مستوطنات على قمرين الكوكب وهما Deimos وPhobos.
الهدف من وجود تلك المستوطنات على القمرين هو القيام بمجموعة من التجارب العلمية المتقدمة حيث فتحوا بوابات زمانية مكانية بين القمرين تُمكن الجنود من التنقل بسرعة البرق بينهما. لكن بالطبع تلك التجارب لم تُحقق المطلوب بشكلٍ آمن!
من هو الـ DOOM Slayer؟
بطلنا كان جنديًا يعمل في الجيش الأمريكي. في عام 2019 طلب منه قائده أن يُطلق النار على مجموعة من المدنيين، ولكن الـ Slayer رفض هذا الأمر تمامًا وتعدى على القائد الذي طلب منه هذا الأمر. كعقابًا لأفعاله، تم إرسال الـ Slayer إلى كوكب المريخ ليعمل كأحد الجنود في مستوطنة UAC. في عام 2022 وصلت رسالة إستغاثة من مستوطنة قمر Phobos إلى المريخ حيث فشلت إحدى التجارب العملية التي يقومون بها بين البوابات المتصلة بالقمرين مما أدى إلى فتح بوابة إلى الجحيم. بدأت الشياطين تدخل إلى القمر عبر تلك البوابة وقتلت كل العاملين في مستوطنة UAC.
توجه بطلنا مع مجموعة من الجنود لمستوطنة Phobos وتم أمره بحراسة المحيط الخارجي لمعامل التجارب واتجهت باقي الفرقة للداخل. انقطع الإتصال تمامًا بين الـ DOOM Slayer وباقي الجنود ووقتها علم أنهم كلهم قُتلوا أو تم الاستحواذ عليهم من قبل قوى الجحيم. حين ذاك، قرر الـ Slayer التوجه بنفسه داخل معامل التجارب ليتعامل بشكل فردي مع قوى الجحيم.
تمكن الـ Slayer من القضاء عليهم تمامًا ثم تتبع البوابة التي فتحوها إلى قمر Deimos ليجده هو الآخر مُستحوذ عليه من قبل قوى الجحيم. بعد القضاء على قوى الجحيم وقتال أكبر وأضخم شيطان قابله حتى الآن (Cyber Demon)، وجد الـ Slayer نفسه فوق بوابة متصلة بالجحيم نفسه. بدلاً من التراجع وانتظار قوى داعمة، قرر بطلنا التوجه بمفرده إلى أراضي الجحيم وقتال العقل المُدبر وراء غزو المريخ: The Spider Mastermind.
وبذلك انتهت أحداث قصة الجزء الأول من DOOM، لكن الكابوس لم ينتهي حيث وجد الـ Slayer بوابة تُعيده إلى كوكب الأرض وعندما ذهب هناك وجد أن قوى الجحيم قد وصلت بالفعل إلى الأرض ودمرت معظم معالمه وقتلت أكبر عدد ممكن من السكان. زوجة وإبن الـ Slayer تم قتلهم من قبل قوى الجحيم، وحتى الأرنب الأليف الخاص به لم يسلم من الشياطين. من هنا تبدأ قصة الإنتقام الأساسية لعالم DOOM حيث قرر الـ Slayer تكريس ما تبقى من حياته لمواجهة قوى الجحيم والقضاء عليهم إنتقامًا لما حدث لأسرته وأرنبه.
تطور شخصية DOOM Slayer
الجزء الأول والثاني من DOOM اللذان صدرا في 1993 و1994 قدما لنا شخصية DOOM Guy الذي أحببناه وحصلنا على نهاية قصته مع ختام الجزء الثاني DOOM II: Hell on Earth. استوديو id Software أخذ فترة راحة طويلة من السلسلة وعاد لنا في 2004 بلعبة DOOM 3. تلك اللعبة للأسف بعدت عن المسار الرئيسي للسلسلة حيث أصبحت لعبة رعب بدلاً من أكشن، والبطل فيها كان يتحدث مثله مثل باقي الشخصيات المتواجدة في اللعبة.
لعبة DOOM 3 فقدت الهوية الرئيسية للسلسلة التي اشتهرت بها في التسعينات، ولذلك قرر استوديو id Software الابتعاد عن السلسلة لفترةٍ طويلة والتركيز على مجموعة من المشاريع الأخرى مثل RAGE وبعض العناوين الفرعية من سلسلة Quake. عام 2016 شهد عودة سلسلة DOOM مرةً أخرى كـ Reboot كامل للسلسلة من الصفر تحت عنوان DOOM 2016. من الإعلانات الأولية التي صدرت لتلك اللعبة شهدنا جميعًا التطور الضخم الذي سيُقدمه استوديو id Software معها. الاستوديو بالفعل تعلم من أخطائه مع DOOM 3 وقرر العودة بنا مرةً أخرى لأساسيات السلسلة والتي كانت كالآتي:
- بطل قوي لا يتحدث
- مجموعة ضخمة من الشياطين العملاقة
- أسلحة ضخمة (Big F*cking Guns)
- مع أسلوب لعب سريع وعنيف
تلك الأساسيات هي ما جعلتنا نقع في حب سلسلة DOOM في التسعينات، وها نحن نرى أنها تعود لنا مرةً أخرى في 2016 بالشكل الذي حلمنا به دائمًا.
بطلنا في 2016 تغير إسمه من DOOM Guy إلى The DOOM Slayer، وتوقع البعض أنه بطلاً مختلف تمامًا خاصةً مع تغيير الإسم وأن اللعبة هي بداية للسلسلة من الصفر. الفكرة هنا أن استوديو id Software ربط بين الأجزاء القديمة وجزء 2016 بشكل احترافي يتطلب منك البحث وقراءة المخطوطات المُبعثرة في اللعبة لفهم هذا الرابط. شرح قصة DOOM بأكملها سيأخذ منا وقتًا طويلاً، واليوم نحن نريد التركيز على DOOM Slayer بشخصه. دعونا نترك شرح قصة السلسلة إلى مقالة ثقافة أخرى تتحدث بشكل كامل عن تاريخ السلسلة!
اقرأ أيضًا: شخصيات الجيمنج: نظرة على Dante، الإبن الشيطاني!
كيف حصل الـ DOOM Slayer على قوته؟
كما ذكرت في بداية شرحي للقصة، فإن معظم الجنود المتواجدين على المريخ وقمريه قد لقوا حتفهم من قبل قوى الجحيم، فكيف تمكن الـ Slayer من التصدي لجيوش الشياطين بشكل فردي؟
الإجابة ببساطة أن الـ Slayer لا يهاب أي شيطان أمامه. الـ Slayer في الأجزاء الأولى كان جنديًا عاديًا يدفعه الانتقام لما حدث لكتيبته في المريخ، وأسرته في الأرض، ولكن في DOOM 2016 وDOOM Eternal تختلف القصة عن ذلك نسبيًا حيث تم وهب الـ Slayer قوى إلهية ليكون هو مُخلص البشر من بطش الشياطين. (سنتحدث عن هذا الأمر بشكل أعمق في مقالة الثقافة، إنتظروها!).
قوة الـ DOOM Slayer كانت ضخمة لدرجة أن الشيطان الأكبر (إبليس) قال عنه الآتي:
[quote في العصر الأول، في المعركة الأولى، عندما عمت الظلال لأول مرة، وقف شخص. أحرقه جمر الجحيم، وانفجرت روحه بالنيران. لقد اختار طريق العذاب الدائم، وفي حقده المفترس لم يجد السلام. وبدمٍ مغلي، سار في طريق السهول المظلية بحثًا عن الانتقام من أمراء الجحيم الذين ظلموه. كان يرتدي تاج حراس الليل، وأولئك الذين تذوقوا لدغة سيفه أطلقوا عليه إسم: قاتل الموت (The DOOM Slayer). وبسبب نيران الجحيم، بقيت إرادته الحديدية ثابتة عبر الممر الذي يفترس الضعيف. لأنه كان وحده سائر الجحيم، المفترس غير المقيد، الذي سعى إلى الانتقام في كل مكان، الظلام والنور، النيران والجليد، في البداية والنهاية. كان يصطاد عبيد الموت (الشياطين) بقسوةٍ وحشية؛ لأنه اجتاز الفجوة التي لم يمر بها أحد إلا الشيطان من قبل!]
الـ DOOM Slayer لا يحتاج للتحدث!
بعيدًا عن DOOM 3 وبعض اللقطات البسيطة من DOOM Eternal، فشخصية الـ Slayer لا تتحدث إطلاقًا حيث أن أفعاله هي ما تعبر عن أفكاره. هذه الفكرة من أكثر الأمور الإيجابية التي أراها حول سلسلة DOOM. البطل لا يحتاج لأن يتحدث كثيرًا حتى يُعبر عن أفكاره وآرائه. كل ما عليه فعله هو التنفيذ، وبذلك ستعلم ما الأفكار التي يريد توصيلها لك كلاعب.
من أكثر اللحظات المضحكة التي شاهدناها في سلسلة DOOM كانت في لعبة 2016 حيث يتم نصح الـ Slayer بإزالة مفصلات إحدى الآلات بعناية. يأخذ الـ Slayer بضع ثواني ليُفكر في الموقف وينظر إلى تلك الآلة، ولكنه في النهاية يقرر أن الطريقة الأمثل لإزالة المفصل هي تدمير الآلة بشكل كامل بقدمه!
الأهم من ذلك هو أن استوديو id Software أصبح يفهم تفكير اللاعبين وما الذي يريدونه من لعبة DOOM ومن شخصية الـ DOOM Slayer. هذا ما جعل تجربة DOOM 2016 وDOOM Eternal أكثر متعة مما كنا نتوقع. بالطبع الاستوديو سيأخذ فترة راحة خاصةً مع انتهاء القصة العامة للسلسلة في إضافة The Ancient Gods Part 2 من لعبة DOOM Eternal، ولكننا نعلم أن بطلنا سيعود لنا مرةً أخرى ليُكمل حربه ضد جيوش الجحيم.
الخلاصة هي أن شخصية DOOM Slayer كانت ولا تزال واحدة من أكثر الشخصيات الأيقونية في عالم الألعاب بسبب بساطتها. إنه رجل عادي يريد الإنتقام من قوى الجحيم بسبب قتلهم لعائلته وأرنبه الأليف. DOOM أثبتت لنا أن الشخصيات الرئيسية لا تحتاج لأن تكون مُعقدة وبها طبقات مختلفة حتى يعشقها اللاعبين. فقط قدم لي شخصية قوية لها مميزات تجعلها تظهر في الشاشة على أنها الـ Badass الأضخم في التاريخ، وبذلك سأكون سعيدًا ومستمتعًا بلعبتك.
?xml>