أصبحنا نرى في الفترة الأخيرة وبشكل كبير تركيز العديد من الشركات التقنية وخاصة شركات تصنيع البطاقات الرسومية مثل Nvidia و AMD على تشجيع المستخدمين على الإنتقال لدقة العرض الجديدة 8K ، والتي بدون أدنى شك هي أفضل من الدقات الموجودة في الوقت الحالي جميعاً. ولكن دائماً ما يتصاعد تساؤل إلى أذهاننا ، أو على الأقل هذا ما يحدث معي أنا بشكل شخصي وهو " هل يستحق الأمر الإنتقال بالفعل " هل تستحق الدقة الأفضل في الوقت الحالي الإنتقال إليها مُضحّياً بجميع الميزات الأُخرى التي يمكنني الحصول عليها مع دقة أقل ؟! مثل معدلات التحديث الأفضل وبالطبع معدلات الإطارات الأفضل وأيضاً دعم تقنيات مثل G-Sync و Freesync التي سأستفيد بها مع الدقة الأقل بشكل أكبر ؟. وللإجابة على هذا التساؤل، دعونا نبحر معاً في نقاش مطول نعرف فيه هل الأفضل هو الحصول على دقة عرض مرتفعة مع معدل تحديث أقل ، أم العكس !!..

دعونا في البداية نتحدث قليلاً عن كلا المفهومين لنوضح للمشاهد الفكرة العامة لكل منهما والفارق بينهما ومن ثم ننتقل لنعرف متى يمكننا التفضيل بينهما وتفضيل إحداهما على الأخرى ومن ثم إعطاء وجهة نظرنا الخاصة بالأمر، لذا وبدون المزيد من المقدات والحديث دعونا نبدأ في الحديث.

معدل التحديث أو Refresh Rate

يعبّر الرمز Hz في وصف الشاشة والذي نراه اليوم كعامل رئيسي في مواصفات الشاشات الحالية عن معدل التحديث الخاص بالشاشة ( التردد ) ، ولكن ما هو معدل التحديث تحديداً ؟. حسنا معدل تحديث الشاشة هو عدد المرات التي تقوم فيه الشاشة بتحديث الصورة الخاصة بها في الثانية الواحدة، أو بشكل أكثر وضوحاً، هو عدد الصور التي يتم عرضها في كل عملية تحديث للشاشة في الثانية الواحدة.

دقة عرض

وعلى الرغم من أنه وللوهلة الأولى قد يشبه الأمر معدل الإطارات، الا أنهما مختلفان في الواقع، فمعدل الإطارات هو عدد الصور التي تقوم البطاقة الرسومية بمعالجتها في الثانية الواحدة، أي أن كل منهما خاص بجهاز مختلف، معدل التحديث هو الجزء الخاص بالشاشة ومعدل الإطارات هو مسؤولية البطاقة الرسومية نفسها.

توجد العديد من معدلات التحديث الخاصة بالشاشات في الوقت الحالي، وأشهرها هي 60Hz و 144Hz و 240Hz أيضاً. وكما أشرنا فكلما زاد هذا الرقم دل ذلك على معدل تحديث أعلى للصورة، أي أن الصور والرسوميات على الشاشة ستتحدث بشكل أسرع من الشاشات الأخرى. وهذا يعني في النهاية تجربة أفضل مع الألعاب سريعة الحركة، مثل العاب اطلاق النار من منظور الشخص الأول FBS وألعاب السيارات أو العاب الرياضات الالكترونية e-Sports عامة، والتي حازت على الكثير من الاهتمام في الفترة الأخيرة والكثير من الرواج بين أواسط اللاعبين وهو ما تظهره أخر الاحصائيات.

كيف يعمل الأمر !!

أشرنا أن معدل الإطارات يعبر عن عدد  الإطارات في الثانية الواحدة التي تستطيع البطاقة الرسومية على معالجتها، وأن معدل التحديث هو عدد المرات التي تستطيع الشاشة تحديث الصورة بها في الثانية الواحدة. لذلك ففي حالة كانت البطاقة الرسومية توفر لك 300 اطار في الثانية على سبيل المثال ، وهو ما ستراه أمامك بفضل برامج مراقبة عدد الإطارات، ولكن مع شاشة تعمل بمعدل تحديث 60Hz ، فإن الشاشة في الحقيقة لن تحدث نفسها الا 60 مرة في الثانية أيضاً، أي أقل بخمس مرات من المعدل الطبيعي للشاشة.

https://youtu.be/Q1cmhZs1P54

ما المشاكل التي تحدث في حالة عدم التوافق بين معدل التحديث وعدد الإطارات ؟

بشكل تمثيلي يمكننا توضيح الأمر بالطريقة التالية ، في حالة معدل التحديث 60Hz يتم عرض صورة جديدة كل 16ms أما في حالة معدل تحديث 144Hz فالصورة يتم تحديثها كل 7 ملي ثانية فقط (في حال قدرة البطاقة الرسومية على عرض عدد مماثل من الإطارات). لذلك ففي الحالة الثانية (144Hz) ستقوم الشاشة بتحديث نفسها لعرض صورة جديدة كل 7 ملي ثانية، ولكن ماذا ان كان معدل الإطارات في هذه الحالة 60 اطار فقط ؟ سيعني هذا أن الاطار الواحد يستمر معروضاً لفترة من الزمن قدرها 16.6 ملي ثانية، أي أن الشاشة ستحدث نفسها مرتين ومازال الاطار هو نفسه، وهو ما يسبب حدوث التعليق أو Lag .

والعكس صحيح في حالة عدد إطارات مرتفع مع معدل تحديث منخفض، لأن الشاشة تحدث نفسها بشكل أبطأ من سرعة الإطارات فيتم تركيب إطارات فوق بعضها البعض في المنتصف والذي بدوره يسبب تقطع في الصورة Tearing وعدم انسيابية الحركة وحدوث تشوش وتقطيع مقارنة بالمعدلات المرتفعة للتحديث.

الضبابية والGhosting

الضبابية والGhosting الحادثة نتيجة معدلات العرض الأقل قد لا يلاحظها من تعود بشكل كبير على معدلات العرض الأقل، ولكن بكل تأكيد سيلاحظها من قام بتجربة معدلات العرض الأعلى ومن ثم انتقل الى ما هو أقل منها بعد ذلك. يمكنك ملاحظة ذلك في الفيديو المرفق، حيث أن معدل العرض الأقل مع سرعة العرض العالية وخلال اللعب على معدل إطارات فوق 60 اطار  سيظهر نوعاً من تقطيع الصورة مقارنة بالدقات الأعلى، لن يظهر هذا للعين المجردة بسهولة الا في حالة تجربة المعدلات الأعلى لدقة للشاشة، لذلك تظهر الصورة بنوع من الضبابية في حالة المقارنة مع معدلات العرض الأعلى.

زمن التأخير latency و التعطل Lag

لذلك عند الحديث عن الألعاب التنافسية والعاب الرياضات الالكترونية فالأمر بكل تأكيد جوهري وشديد الأهمية، فسلاسة الحركة والقدرة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة بدون أية مشكلة في الصورة أو سلاسة العرض، يعطي اللاعبين ميزة إضافية أمام منافسيهم، وذلك لأنه مع معدلات التحديث المرتفعة سيكون هناك بطء أقل بين الصور أو lag أقل في عملية العرض وسلاسة أكبر، كما سيوفر أيضاً زمن تأخير Latency أقل بين عملية الادخال والاخراج وذلك لأن المخرجات (الحركة الحاصلة نتيجة للأمر الذي أصدره المستخدم بالفأرة أو لوحة المفاتيح، وزمن التأخير هو الزمن الحاصل بين الأمر الذي تعطيه أنت للحاسوب وبين استجابة الصورة التي أمامك على الشاشة لهذا الأمر) سلسة وليست متقطعة كما أشرنا.

تقنية G-Sync

هذه المشكلة التي ذكرناها في السطور الأخيرة في الأساس كانت السبب الرئيسي وراء اطلاق NVIDIA تقنيات معدل التحديث التكيفي (الذي يتكيف مع عدد الإطارات)، على هيئة تقنية G-Sync من NVIDIA ، حيث تتوافق كلاً من البطاقة الرسومية والشاشة في عملية العرض، وقد تحدثنا عن هذا الأمر بالتفصيل في مقال خاص.

لذلك يمكننا القول أن اللاعب في الحقيقة لا يستفيد الاستفادة الكلية من القوة الرسومية التي لديه في هذه الحالة، وبالتأكيد العكس أيضاً صحيح، ففي حالة كنت تمتلك بطاقة رسومية ضعيفة لن توفر لك الشاشة ما تربوه منها في حالة كانت الشاشة تعمل بمعدل تحديث مرتفع مثل 144Hz مثلاً أو أكثر.

دقة عرض

وعلى الرغم من كون البعض قد يقاطعني هنا قائلاً، “انتظر يا هذا، ما هذه الترهّات التي تتحدث بها، ما الفائدة من كل هذه الإطارات ومعدلات التحديث المرتفعة في حين أن العين لا يمكنها الا رؤية عدد معين من الإطارات؟”، وفي هذه الحالة سأقول له “بالفعل كانت هذه الفكرة شائعة في فترة من الفترات، حيث كان الجميع يعتقد صحة هذه المعلومة، ولكن التجارب العلمية والعملية أثبتت خطأ هذه النظرية أو لنقل الخرافة القديمة” فالأمر يختلف في الحقيقة من شخص لآخر. لذلك يستطيع أي شخص قام بتجربة معدلات التحديث والاطارات المرتفعة أن يخبركم في الحقيقة أن هناك فارق، بل وفارق ملحوظ أيضاً.

العيب الوحيد، ولكن !

من الجدير بالذكر أيضاً أن الكثير من الشاشات التي تعمل بمعدلات تحديث أعلى (ما فوق 60Hz)، لا توفر التقنيات الرسومية والدقة اللونية الأفضل وباقي المواصفات التقنية المرتفعة التي قد تجدها في الشاشات التي تعمل بمعدل إطارات 60Hz.ففي السابق كان هناك مثال يقول، اذا كنت تريد الأداء المرتفع عليك باختيار شاشة بمعدل تحديث مرتفع، أما في حالة تريد جودة صورة أفضل عليك بشاشة بمعدل تحديث أقل وتقنيات رسومية أعلى، ولكن هذا الأمر أصبح في طي النسيان الأن. ولكن في الوقت الحالي قامت العديد من الشركات بتوفير كل هذه الميزات الرائعة مع معدلات التحديث المرتفعة جنباً الى جنب. يمكنك الأن أن تجد شاشة بمعدل تحديث 144Hz مع دقة عرض 4K وتقنية NVIDIA G-Sync وأيضاً دعم المجال الديناميكي الموسع HDR 1000، ولكن سيكون مثل تلك الشاشات أعلى في السعر بكل تأكيد.

دقة العرض أو الـ Resolution

دقة العرض أو Resolution، هي ببساطة عدد البيكسلات الطولية في العرضية الموجودة في الشاشة. ولمعلوماتك عزيزي القارئ إن كنت لا تدري فإن كلمة بيكسل تعني نقاط العرض في الشاشة وهي النقاط التي تعرض الصورة في الشاشة عن طريق التوهج، دعونا ننظر إلي الصورة القادمة لنعرف ماهو البيكسل إذاً…

سلسلة موسوعة الحاسوب: التقنيات الرسومية الحلقة الأولي دقة العرض

قبل أن تنظر إلي الصورة عزيزي القارئ قم بتقريب وجهك من شاشة الحاسب ولكن يفضل أن تكون وحيداً في المنزل حتي لا يظن أحد أنك أصبحت أحمقاً أو أنك تحتاج إلي عملية جراحية في عينك، حسناً بعيداً عن هذا الهراء ما الذي تراه عن قرب؟ في الأغلب ستجد أن الصورة مشوشة ولا يمكنك تفسيرها عن قرب ولكن في حالة قمت بالإبتعاد عن الشاشة قليلاً ستتمكن من الإدراك أن هذه الصورة ماهي إلا صورة لوجه طفل صغير، يمكنك الأن الإبتعاد مرة أخري لتجد أن الصورة أصبحت أكثر وضوحاً من ذي قبل إذاً فما الأمر ولما يحدث ذلك؟…

في الحقيقة الأمر يرجع إلي عقلك البشري الذي يستطيع تفسير هذه النقاط (كما هو واضح من الصورة والتي تظهر علي هيئة نقاط كبيرة) وتجميعها إلي صور حقيقية، وكلما زاد عدد هذه النقاط كلما أصبح الأمر أكثر سهولة علي عقلك البشري علي إستيعابها، وكلما إبتعدت عن الصورة ستجد أن الأمر أصبح أكثر سهولة وهذا يرجع في الحقيقة إلي أن النقاط أصبحت أصغر بالنسبة إلي عينك وبالتالي أصبح الأمر أكثر سهولة للإستيعاب. هذا هو حال كل الصور الرقمية سواء كانت تلك الصور علي شاشة الحاسوب أو التلفاز الخاصة بك أو حتي صورة مطبوعة في مجلة أو حتي صحيفة الأخبار التقليدية التي تملكها…

تنويه سريع (ماهو عدد الإطارات أو FPS) ؟

ولكن قبل الإنتقال إلي النقطة التالية قم بالنظر إلي الصور الأربعة السابقة ستجد أن قد الطفل تحرك قليلاً، وهذا هو الحال في حالة مقاطع الفيديو عموما أو حتي المقاطع المتحركة في الألعاب، فهي في النهاية عبارة عن مجموعة من الصور المتتالية والتي يتم عرضها في الثانية الواحدة لتحصل علي مقطع الفيديو، فمثلاً عندما نقول أن مقطع الفيديو هذا يعمل بمعدل إطارات 24 إطار فإننا نعني أن هناك 24 صورة متتالية يتم عرضها في الثانية الواحدة، نفس الأمر يحدث مع الألعاب فعندما نقول أن هذه اللعبة تعمل بمعدل إطارات 60 فريم أو 60FPS فإننا نعني أن هناك 60 صورة متتالية يتم عرضها في الثانية الواحدة، وهو بالتأكيد ما يحتاج لقوة حوسبية عالية ليستطيع المعالج الرسومي معالجة 60 صورة عالية الدقة ومتعددة الألوان في ثانية واحدة…

لنعد إلي موضوعنا إذاً

 في النهاية كل هذه الصور تتكون من مجموعة من النقاط الملونة والمصفوفة بجوار بعضها البعض بشكل منظم ومرتب ترتيب معين ليعطينا في النهاية الصورة التي نراها أمامنا، ولكن في حالة شاشات التلفاز أو الحاسب فإن الأمر يختلف قليلاً فليس من الطبيعي أن يحتاج المرء إلي الجلوس بعيداً عن الشاشة بعشرات الأمتار ليري الصور أكثر وضوحاً، لذا فالصورة تحتاج إلي أن تكون أبعد علي الشاشة نفسها؟ ( كيف هذا وهل هذا ممكن؟) في الحقيقة يمكننا هذا عن طريق زيادة عدد النقاط في الشاشة نفسها أو Pixels وهو ما سيؤدي إلي تصغير الصورة نفسها وزيادة عدد النقاط بها لتصبح التفاصيل إكثر وضوحاً…

لذا يمكننا الآن القول أن دقّة العرض Resolution هي أول ما يواجه المستخدم وهي أول ما يجذب انتباهه عند اختيار أي شاشة للحاسب….وذلك لأنها تتحكم مباشرة في دقة ونظافة الصور المعروضة علي الشاشة.

تتكون الشاشة من ملايين النقاط الضوئية الصغيرة ، وتسمّي Pixel ، كل Pixel أو نقطة أو picture element هي عبارة عن ثلاثة مناطق صغيرة ملوّنة بالأحمر و الأزرق والأخضر والتي تسمي Sub-Pixel، (يمكن تغير دقة العرض والتي تقاس بعدد نقاط Pixel الطولية في النقاط العرضية)، فعلي سبيل المثال عند تحديد دقة عرض الشاشة كأعلي دقة تستطيع الشاشة إستيعابها أو ما تسمي بالدقة الأم للشاشة فإن البيكسل الواحد يأخذ حجم dot pitch واحدة ولكن في حالة إختيار دقة عرض أقل يزيد حجم البيكسل الواحد ليستغل أكثر من dot pitch حسب الدقة التي يتم إختيارها، لذا فإن لفظ pixel يمكن الإشاره به إلي الوحدات الفيزيائية (نقاط الفوسفور مثلاً) أو إلي الوحدات البرمجية (عدد نقاط الألوان) في الصورة…

(في حال لم تكن تريد المزيد من التفاصيل التقنية يمكنك تخطي الجزء التالي)

ماهو dot pitch ؟

مصطلح dot pitch يطلق علي الوحدة الفيزيائية الأصغر في الشاشات، وهي في الحقيقة عبارة عن المسافة بين الوحدات اللونية المتشابهة في البيكسلات المتجاورة، و يقاس حجمها بالملي متر فعلي سبيل المثال هناك شاشات يكون حجم dot pitch فيها 0.28 ملم وأخري 0.27 أو 0.31 وغيرها، ولكن كلما كان حجم dot pitch أصغر كانت الصورة الخاصة بالشاشة أكثر وضوحاً، والسبب كما أشرنا هو أن البيكسلات ستكون متقاربة كثيراً…

صورة حقيقة لكل نقطة Pixel من نقاط الشاشة (هناك اشكال مختلفة للبيكسل بالمناسبة تختلف حسب نوع الشاشة والشركة المصنعة)، وكل نقطة هي عبارة عن منطقة خضراء و حمراء وزرقاء RGB،عند الرغبة في تلوين النقطة بلون أحضر ، فان تفعيل المنطقة الخضراء فقط يكفي ، وعند الرغبة بتلوينها بلون أحمر ، فان تفعيل المنقطة الحمراء يكفي ، وكذا الأمر مع اللون الأزرق .

إنظر لهذه الصورة في الأعلى قليلاً، ماذا تُلاحظ ؟ الصورة التي في الأعلى هي نسخة مُصغّرة للصورة التي في الأسفل. وفي الواقع يمكننا عند النظر للصورة التي في الأعلى تحديد لون لكل بقعة اليس كذلك ؟ فمثلاً البقع التي في المنتصف منها بقعتين باللون الأصفر وبقعة حمراء وبقعة خضراء، في حين أن البقع على الأطراف تنقسم بين الحمراء والخضراء والزرقاء (وهناك نقطة وحيدة سوداء في أقصى الطرف العلوي من اليسار) بدرجات مختلفة أليس كذلك ؟!. حسناً إنظر اللآن للصورة التالية مرة أخرى، هذه الصورة الثانية ما هي إلا تكبير للصورة الأولى، وفي الصورة الثانية سيتضح لنا أن كل بقعة هي عبارة عن مجموعة من البيكسلات الملونة، كل بقعة بطريقة مختلفة لتعطي لوناً مختلفاً في النهاية (البقعة السوداء ما هي إلا بيكسلات لا تعمل).

ومن هذه الصور السابقة يمكننا إستنتاج الآتي : عند الرغبة في تلوين النقطة Pixel بلون يختلف عن الألون الثلاثة السابقة ، مثل اللون البنفسجي مثلا ، يتم تفعيل المناطق الثلاثة بدرجات حدة مختلفة ، فمثلا يتم تفعيل المنطقة الزرقاء والحمراء معا بدرجة حدة مرتفعة وعدم تفعيل النقطة الثالثة أو تفعيلها بدرجة أقل حدة. ومن ناحية تخزين هذه الألوان، فكل بيكسل يتم تحديد لونه أيضاً عن طريق تخصيص 3Bytes له حيث أن كل 3Bytes يمكنها تحديد حتي 16 مليون لون (ولذلك تُسمّي النظام اللوني الحقيقي أو 24-bit color system) حيث أن كل لون من الألوان الرئيسية يمكن تحديد درجاته بإستخدام 1 بايت أو 8 بت…

دقة عرض

ماهو bitmap

ما يحدد هذه الحدة اللونية يُطلق عليه bitmap وهي عبارة عن بيانات كاملة لكل بيكسل في الصورة أو بمعنى آخر خريطة لموضع البيكسل في الصورة والألوان الخاصة لكل بيكسل، فمثلاً عند إختيار صورة معينة مسجلة علي الحاسوب، يقوم الحاسوب بمعالجة الـbitmap الخاص بهذه الصورة ليحدد اماكن البيكسل المختلفة بألوانها المختلفة أولاً العرضية منها في الصورة ومن ثم الطولية وفي النهاية بعد تجميع هذه النقاط ستظهر لنا الصورة بشكلها الطبيعي، كل ذلك في جزء من الثانية…

الدقات المختلفة للشاشات والصور

تحتوي كل شاشة علي عدد محدد من هذه النقاط Pixels ، فالشاشة ذات حجم 17 بوصة ، تحوي حوالي مليون وثُلث المليون نقطة ، والشاشة ذات حجم 23 بوصة تحوي حوالي مليونين من النقاط ،مصطلح دقّة العرض Resolution يطلق علي عدد هذه النقاط في أي شاشة ، فشاشة بحجم 23 بوصة ، تستطيع عرض 2 مليون نفطة في لحظة واحدة ،بدلا من استخدام عدد النقاط ، يستخدم المهندسون أسلوب عدد النقاط العرضية في الشاشة X عدد النقاط الطولية ، كأن يقولوا مثلا أن دقة العرض علي الشاشة هي 1920X1080، بدلا من 2 مليون نقطة.

لذا فمما سبق يمكننا القول أن دقة العرض في الشاشة يمكننا تحديدها بالإعتماد علي حجم الشاشة نفسها وكثافة البيكسل فيها أو عدد البيكسل في البوصة الواحدة Pixel Per Inch والتي تزيد كلما قللنا المسافة بين البيكسل المختلفة (dot pitch)، ففي بعض الحالات قد نجد شاشات تلفاز بحجم 32 بوصة علي سبيل المثال ودقة عرض 1080p في حين أن دقة العرض ذاتها توجد في شاشات أخري كشاشات الحاسب بحجم 23 بوصة!..

صورة مبسّطة (للتمثيل) بدقات مختلفة، والصورة مركبة فضائية في مرحلة الإقلاع (هل تلاحظ التشوش في الصورة كلما قلت دقة العرض،استخدام دقة عرض كبيرة في تشغيل الألعاب يعني استخدام عدد أكبر من الألوان ، هذا العدد الكبير يضغط علي ذاكرة بطاقة الرسوميات ، فكل لون واحد يحتل مساحة 4 بايت من الذاكرة ،العدد الكبير يضغط أيضا علي معالج بطاقة الرسوميات ، لأن مُهمته هي حساب الألوان التي تعرض علي الشاشة ، وكلما ازداد عدد الألوان المطلوب حسابها ، زاد العبأ علي المعالج الرسومي .

صورة أخري لوجه بشري بدقة 480*480 أي أنها تتكون من 480 نقطة أو Pixel طولية وأخري عرضية ومن الواضح في الصورة تباين الألوان لكل Pixel لكن اذا زادت هذه النسبة أو لنقل العدد أو الدقة فلن نستطيع تمييز النقاط وسيظهر الوجه بشكله الطبيعي…

اذا كان المستخدم يملك بطاقة رسومية ضعيفة ،(بمعالج رسومي ضعيف وذاكرة صغيرة) فان تقليل الدقة يُخفف الحمل علي البطاقة ،عند تقليل الدقُة تظهر مُشكلة جديدة ، وهي أن الدقُة الأقل تعني عدد نقاط Pixels أقلُ ، وبالتالي فهي تشغل مساحة أقلُ من الشاشة ،اذا كانت الشاشة بحجم 23 بوصة (بدّقة 1920X1080 أو 2 مليون نقطة) ، فان تشغيلها علي دقّة 960X540 يعني أن عدد النقاط المستخدم هو 1 مليون نقطة فقط من أصل 2 مليون ، وهذا يعني أن نصف الشاشة تقريبا يصبح شاغرا بدون استخدام .

يمكنك متابعة المزيد من المعلومات عن دقات العرض من هذا المقال أو هذا...

حسناً ما الأفضل إذاً ؟ دقة العرض المرتفعة أم معدل التحديث الأكبر ؟!

كما رأينا في السطور الطويلة الماضية فكلاً التقنيتين لا يمكن الإستغناء عن أحدهما في شاشات اليوم أصلاً، وفي حالة كان المستخدم يمكنه الحصول على كليهما في نفس الشاشة فهذه هي الصفقة الأفضل له كمستخدم. ولكن في حال كنا نريد الوصول لحل وسط أو لنقل لأرض محايدة وما هو الأفضل لطبيعة الاستخدام المختلفة أو طبيعة الألعاب حتى فهنا تأتي بعض التفضيلات بين التقنيتين ويمكننا الفصل والتركيز على إحداهن على حساب الأُخرى.

وبشكل عام يمكننا تلخيص الأمر في بضع نقاط كالتالي :

في حالة كنت تريد الحصول على أداء أفضل في ألعاب الرياضات الإلكترونية وألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول وغيرها من ألعاب الحركة السريعة فعليك بشاشة مع معدل تحديث مرتفع فهذا هو الأهم هنا، هذا حتى لو كانت الدقة المستخدمة هي دقة Full HD أو 1080P كما هو متعارف عليها. وذلك لأنك في الحقيقة قد لا تهتم كثيراً بجودة الصورة بقدر ما سيهمك جداً سرعة وسلاسة الحركة، لأن كل ثانية هنا قد تفرق معك، ويمكنك مراجعة المشاكل التي تحدثنا عنها بسبب معدلات التحديث والاطارات المتفاوتة لتعرف أن الأمر بالفعل قد يضرك كثيراً في حال كنت تفضل الألعاب سريعة الحركة.

لذا وفي هذه الحالة يمكننا القول أن شاشة مع معدل تحديث 120 أو 144 وما هو أعلى ستكون مناسبة للغاية ، حتى لو كانت الدقة المستخدمة هي دقة عرض 1080p مثلاً.

الحالة الثانية

الحالة الثانية هي الألعاب الأشد عبئاً على البطاقات الرسومية مثل ألعاب AAA، وغيرها من الألعاب الجديدة التي تحتاج قوة رسومية مرتفعة مع دعم التقنيات الرسومية الجديدة. هذه الألعاب في الأغلب تتطلب معالجات رسومية من الفئة العُليا وخاصة في حالة كانت تدعم تقنيات شرهة رسومياً مثل تقنيات تتبع الأشعة مثلاً!!. وفي هذه الحالة تكون الدقة أهم، حيث أن طبيعة اللعب لسيت سريعة للغاية وقد يكفي معدل تحديث 60 أو حتى 75 بالغرض، ولكن جودة الصورة وتمتع اللاعب بالتقنيات الرسومية واللوحة الفنية التي أمامه سيتطلب منه الحصول على شاشة بجودة صورة مرتفعة.

وهنا فشاشة مع معدل تحديث 60 ودقة عرض 4K أو حتى 2K مع جودة ألوان مرتفعة ستكون خيارك الأفضل، للتمتع بالرسوميات المميزة. ولكن، هل هناك حالة يمكننا فيها الجمع بين المميز في كلا العالمين ؟! هل يجب التضحية بشئ من أجل شئ آخر !!...

بطاقات RTX 3070 و RTX 3060 Ti ، الحل الأمثل لدقة 1080p !!

في الحالتين السابقتين كما رأينا كان لابد من التضحية بأمر من أجل أمر آخر، وهذه ليست قاعدة ثابتة في الحقيقة فهناك بالفعل شاشات بدقات عرض 2k و 4K حتى مع معدلات تحديث 120 وأكثر . ولكن تتطلب غالباً ثروة باهظة قد تساوي نصف ثمن الحاسوب الخاص بك جمعاً !! أو أكثر حتى. لذا كان لابد من الوصول لحل يُرضى جميع الأطراف، ألا وهو دقة عرض 1080p مع معدل تحديث 120 أو 144 وأكثر مع بعض التقنيات الخاصة بتحسين دقة وجودة الصورة.

الفكرة هنا أيضاً أنك ستحصل في الأغلب على معدل إطارات يضاهي معدل التحديث المرتفع وهو ما سينتج عنه أداء سلس للغاية مع بطاقات مثل RTX 3070 أو حتى RTX 3060 Ti على دقة العرض تلك وستتجنب المشاكل التي أشرنا إليها بفضل تقنيات NVIDIA مثل G-Sync . ستوفر لك هذه البطاقات أيضاً معدلات إطارات مرتفع للغاية حتى مع الألعاب الأخرى من فئة AAA، والتي عادة ما تكون أشد عبئاً على البطاقات الرسومية ولكن في حالة البطاقات المذكورة فالأداء سيكون مميز مع كل الألعاب تقريباً مع تفعيل كل التقنيات التي قد تخطر ببالك مع هذه الدقة.

دقة عرض

هذه البطاقات قادرة بسهولة أيضاً على تقديم أداء مميز مع دقة عرض 2K حتى، والفارق الوحيد هنا أن بعض الألعاب الأشد قوة رسومياً ستعمل بمعدلات إطارات أقل من الحد الأقصى للشاشة وهو 120 هيرتز أو أكثر ولكنها أيضاً في الأغلب لن تسقط لما هو أقل من 60 اطار. ولا يجب أن ننسى أن شركة NVIDIA تقدم تقنيات تعظيم الصورة الرائعة مع تقنية DLSS الخاصة بها والتي ستوفر لك أداء أفضل وأكثر سلاسة سواء كنت ستستخدم تقنيات تتبع الأشعة الشرهة رسومياً أو لا.

لذا فالمحصلة العامة هنا مع بطاقات RTX 3070 و RTX 3060 Ti هي اللآتي :

  • الأداء الأفضل على دقة عرض 1080p مع معدل تحديث شاشة مرتفع للغاية تستطيع البطاقة توفير اطارات يضاهي معدل التحديث ذلك. وهنا أشرت أن الأداء أفضل لأن البطاقات الأقوى من هذه البطاقات ستكون تضيعة للمال أن تشغلها على تلك الدقة كما أنها بشكل كبير ستعاني من عنق الزجاجة بسبب الدقة الأقل والتحميل الأقل على البطاقة الرسومية مع الدقات المنخفضة وهو أمر تحدثنا عنه كثيرأ في الماضي.
  • أداء مميز حتى مع دقة عرض 2K خاصة مع وجود تقنيات تعظيم الصورة DLSS التي توفر أداء أفضل والقدرة على تلاشي مشاكل معدلات التحديث المرتفعة بفضل تقنيات G-Sync.
  • سعر مميز للغاية لا يتجاوز 400 دولار لأياً من البطاقتين.

إختر ما تُريد بعناية

في النهاية يمكنني أن أقول لك أمراً واحداً عزيزي القارئ. اختيارك ما يناسبك وفقط هو أحد أهم الأمور التي تحتاج إليها عند شراء أي منتج إستهلاكي، وفي حالتنا هنا فالمنتج هو البطاقة الرسومية، الأمر يعتمد في النهاية على الشاشة التي تملكها، أو التي تُريد إمتلاكها. وفي حالة كنت تريد توفير بعض المال وفي نفس الوقت الحصول على تجربة رسومية مميزة، فدعني أقل لك أن دقة 1080p لا تزال هي الدقة الأكثر شيوعاً حتى الآن، ومع تقنيات تعظيم الصورة مثل DLSS وغيرها أصبح مستخدموا دقات العرض الأقل قادرين على الحصول على جودة أفضل للصورة.

لذا وفي هذه الحالة تحديداً يمكنك ببساطة التوجه لبطاقات RTX الجديدة من فئة 3070 و 3060 Ti للحصول على التجربة الأفضل لدقة العرض المذكورة مع الاستفادة من جميع التقنيات الأخرى التي أشرنا لها مثل معدل التحديث المرتفع و تقنيات معدل التحديث التكيفي Adaptive refresh rate مثل تقنية  G-Syncبجانب ما يميز الشاشات من تقنيات أخرى مثل أزمنة الإستجابة الأقل Respone time أو معدل السطوع العالي HDR وغيرها الكثير، والتي بالمناسبة قد تجدهم جميعاً في شاشة بدقة 1080p التي ستوفر لك الكثير والكثير من المال.