لا شك أن الفترة الأخيرة بكل تأكيد تُعد واحدة من أكثر الفترات الغريبة في كل المجالات عموماً ، ولكن وبما أننا موقع تقني بطبيعة الحال سنتكلم اليوم عن أحد الأمور الهامة بالنسبة لمجتمع مستخدمي الحاسوب ، الا وهي عملية التحديث ، فلا يمكننا أن نُنكر أن كل عام يتجه الكثير من المستخدمين لترقية حواسيبهم الشخصية سواء كان هذا التجديد هو تجديد شامل لكل القطع وتغيير جذري للمنصة التي يستخدمونها ، أو كان هذا التحديث جزئي لتجديد بعض القطع فحسب . ولكن وبشكل شبه دائم، فعندما يُقدم أحد المستخدمين على تجديد قطع الحاسوب الشخصي أو ال PC يتساءل هل سيكون هذا الجهاز Future Proof أو كافي للمستقبل وبلغة الشارع " يشغل لحد بيس كام؟ " ؟!

وفي الواقع، هذا التساؤل لا يُمكننا أن نُجيب عليه بهذه البساطة التي قد يتخيلها البعض. لذا دعونا نُجيب على تساؤلكم ونرى معاً اليوم كيف يمكنك بناء حاسوب كافي للمستقبل أو Future proof ؟!

قبل البدء في الحديث دعونا نعرف أصلاً ما هو معني الحاسوب الكافي للمستقبل أو الـ  Future proof PC ؟..

لتوضيح هذه النقطة دعوني آخذكم في رحلة سريعة لمنزل الأستاذ حسيب. والأستاذ حسيب هو أحد الأشخاص المولعين بالتقنية ولكنه في نفس الوقت يحسب كل شئ بالورقة والقلم كما يقوم المثل الشعبي، وهنا أعني أنه لا يُحب أن يقوم بشراء شئ فوق حاجته أو أكثر غلاءً مما يُريد... وعلى كل حال، كان الأستاذ حسيب يبحث في الفترة الأخيرة عن حاسوب مكتبي للألعاب يستطيع تشغيل أحد الألعاب الجديدة المُحببة إلى قلبه. وبالفعل شرع السيد حسيب في بدء حساباته الخاصة بهذا الجهاز الجديد للألعاب.

كانت أول خطوة قام بها حسيب هي أنه ذهب إلى المواصفات الموصى بها الخاصة باللعبة، وذلك لأنه يُريد أن يقوم بشراء حاسوب يستطيع تشغيل اللعبة ولا شئ أكثر من ذلك. ولكنه كان ماكر بعض الشئ، حيث أنه قام بشراء حاسوب أقوى قليلاً من المواصفات المطلوبة للعبة. فبالرغم من أن اللعبة كانت تتطلب معالج رُباعي الأنوية من الجيل التاسع من Intel أو ما يُقابله من معالجات AMD Ryzen من الجيل الثالث رُباعية الأنوية أيضاً. بجانب ذلك كانت اللعبة تتطلب 8 جيجابايت من الرامات أو ذاكرة الوصول العشوائي بجانب معالج رسومية من فئة GTX1650 من الجيل الأخير أو ما يُقابله من شركة AMD . إلا أن السيد حسيب قام بشراء حاسوب بمواصفات تقنية أقوى قليلاً ليستطيع تشغيل الألعاب الأُخرى التي كانت موجودة في ذلك الوقت. ولذلك فقد قام بشراء حاسوب مع ستة أنوية ولكن من الجيل الثامن و ذاكرة وصول عشوائي بحجم 12GB بجانب معالج رسومي GTX 1660 .

وبالفعل تم الأمر ووصل الحاسوب وسارت الأمور على ما يُرام لمدة عام كامل. بالطبع بعد مرور بعض الوقت لاحظ صديقنا حسيب أن الحاسوب الجديد الخاص به بدأ يضعُف تدريجياً، فبعد أن كان يستطيع تشغيل جميع الألعاب على أعلى إعدادات ممكنة مع دقة عرض 1080، أصبح الأمر أكثر صعوبة الآن وهو ما إضطره للتضحية ببعض الإعدادات الرسومية لكي يستطيع الحصول على مُعدّل إطارات مناسب لتوفير تجربة لعب جيدة. ومع مرور الوقت أكثر أصبحت المشكلة أكثر تفاقماً وبدأت الإعدادات تقل شيئاً فشيئاً.

وهنا أدرك حسيب وإعترف ولأول مرة في حياته أنه قد إرتكب خطأً كبيراً للغاية، فبالرغم من أن الخيارات التي كانت مُتاحة أمامه كانت أكثر بفارق قليل في السعر، ولكنها كانت ستستمر معه لفترة أطول بدون الحاجة لتحديث الحاسوب أو أي قطعة أُخرى فيه، إلا أنه إختار ما يكفي حاجته وفقط !! ... وهذا ببساطة هو مبدأ الـ future proofing أو تأمين المستقبل.

كيف تستطيع تحديد ما تحتاج لتأمينه في المستقبل ؟

بالطبع لا يستطيع أحد تحديد ما سيحتاجه من القطع الداخلية في الحاسوب في المستقبل، وهذا أمر بكل تأكيد مفروغ منه تماماً. ولكن هناك بعض الإعتبارات الهامة للغاية والتي في الحقيقة ستوفر لك مقداراً جيداً من الأمان أثناء فترة إمتلاكك لمنصتك الجديدة. فبالرغم من أن هُناك بعض القطع داخل الحاسوب التي قد تستمر معك فترة أقل من القطع الأُخرى بسبب ظهور ألعاب أكثر قوة مثلاً، او تقنيات رسومية جديدة أو غيرها من الأسباب الأُخرى، إلا أن هناك قطع أُخرى بالفعل قد تقوم بشرائها ونسيانها تماماً، وذلك بالطبع في حال كنت قد أحسنت عملية الإختيار. فما هي هذه القطع وكيف يمكننا تحديدها لتجنب الحاجة لتغييرها بعد ذلك أو أكثر...ففي بعض الأحيان عزيزي القارئ قد تجد نفسك في حاجة لتغيير حاسوبك بالكامل !!!...

أقرأ أيضاً : كيف تقوم بتحديث حاسوبك القديم بأقل التكاليف الممكنة ، و بدون أي تضحية

مال هو الأساس الذي تُحدد عليه مقدار قوة القطع الحالية ؟!!

لذلك فالمعيار أو المقياس الذي نقوم عادة بالقياس عليه مقدار قوة القطع هو طبيعة الإستخدام بالطبع. فهناك من يقوم بشراء حاسوب للألعاب وهناك من يقوم بشراء حاسوب للعمل أو البث أو غيرها من الأمور. وفي كلتا الحالتين فالقاعدة واحدة. كل ما ستقوم به هو أنك ستقوم بالبحث في المتطلبات الخاصة بالأغلبية العُظمى من التطبيقات في تلك الفترة لترى ما هو العتاد الذي يستطيع تشغيل كل هذه الألعاب أو التطبيقات بأداء جيد في حدود دقة العرض الخاصة بك.

وكمثال على ذلك، يمكنك أن ترى مثلاً في الوقت الحالي وذلك من خلال المراجعات أن بطاقة RTX 3060 وما يُقابلها من AMD مثل RX 5700 يمكنهما تشغيل جميع الألعاب تقريباً على مُعدّلات إطارات ممتازة مع دقة عرض 1080p . وذلك يعني أنهما هما البطاقتين الأفضل لدقة العرض المذكورة، وقد يستمران كذلك لفترة ما. ومن جانب آخر بالنسبة للمعالج، ستجد أن المعالجات سُداسية الأنوية تستطيع القيام بتشغيل هذه الألعاب أيضاً بدون أدنى مُشكلة.

إذاً فحتى هذه اللحظزة كل شئ على ما يُرام. أنت قد قمت بتحديد أفضل عتاد في الفترة الحالية يستطيع تشغيل الألعاب على دقة العرض الخاصة بك. لذلك فبناء حاسوب future proof يستطيع الإستمرار معك فترة أطول سيتطلب منك شراء عتاد أقوى من ذلك. مثل أن تقوم مثلاً بشراء بطاقة رسومية RX 6800 أو بطاقة RTX 3070 على سبيل المثال. فبالرغم من أنهما سيكونان أكثر مما تحتاج في الوقت الحالي، إلا أنهما بكل تأكيد سيكونان future proof لفترة لا بأس بها مع زيادة قوة ورسوميات الألعاب.

اللوحة الأم !!

القاعدة الثابتة هنا هي أن المعالج واللوحة الأم هما الأساس، لذلك قم بإختيار أفضل ما يُمكنك الحصول عليه !!...

كما أشرت، أول هذه القطع التي يجب عليك إختيارها بعناية لتكون مستمرة معك في المستقبل هي اللوحة الأم. فاللوحة الأم ببساطة هي الُمحرّك الأساسي لباقي الحاسوب اليس كذلك !!. ولأن اللوحة الأم ستحمل بعد ذلك باقي القطع الخاصة بك وتقوم بالتوصيل فيما بينها فلابد لك من أن تقوم دائماً بشراء أفضل لوحة أم تستطيع الحصول عليها من ناحية الدعم وكمية الموصلات والشقوق الموجودة فيها.

أنا هنا لا أتحدث عن رفاهيات ولكن عن الأساسيات، وبالتأكيد عندنا أقول لك قم بشراء أفضل لوحة أم تستطيع الحصول عليها فأنا هنا أقصد أن تقوم بشراء أفضل لوحة أم يُمكن لميزانيتك توفيرها بدون التضحية بأي قطعة أُخرى. فعلى سبيل المثال، اللوحات الأم التي تأتي بمقابل جديدة كُليّاً أفضل كثيراً من اللوحات الأم الأخيرة بالنسبة للمقابس الموجود عليها. فمثلاً كما يعلم الجميع مقبس AM4 الحالي الموجود مع لوحات AMD سيتم تغييره في العام المقبل في الأغلب، كما أن اللوحات الأم نفسها ستأتي مع دعم تقنيات أفضل مثل ذواكر DDR5، وتقيات مثل معيار PCIe 5.0 وغيرها من المعايير الجديدة.

لذلك ففي حال شرائك لوحة أم ومعالج من الجيل الحالي، فهذا يعني أنك لن تستطيع التحديث للأجيال القادمة من المعالجات مثلاً في حالة أردت ذلك أو تغيير شرائح الرام بالشرائح الجديدة من فئة DDR5 ....وهكذا .

لذا ففي الوقت الحالي، يُعد شراء لوحة أم من الفئة العُليا في وجهة نظري الشخصية أمر في غاية الغرابة، وذلك في حالة كُنت تريد جهاز يستمر معك فترة أطول من الزمن. وفي المقابل عند شرائك مثلاً لوحة أم في العام المقبل مع المقبس الجديد AM5 والذي بدوره سيدعم ذواكر DDR5 وغيرها من المعايير الجديدة، سيكون هناك فرصة أكبر بالنسبة لك للتجديد والتغيير.

ولعل الإستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو أن تقوم بشراء لوحة أم ومعالج قويين للغاية بحيث أنك لا تحتاج للتحديث أصلاً. الجدير بالذكر أيضاً هنا أنه يجب عليك عند تحديد اللوحة الأم إختيار لوحة أم تحتوي على العديد من المقابس والمخارج والوصلات، فمن الممكن في المستقبل مثلاً أن تحتاج لإضافة وحدة تخزين M.2 أُخرى غير الموجودة عندك مثلاً. أو قد تحتاج لزيادة قرص تخزين HDD أكبر بجوار الذي لديك، أو تركيب بطاقة رسومية أكبر أو تركيب ذاكرة إضافية وهكذا.

المعالج

بالتأكيد المعالج هو عقل وقلب الحاسوب، وهو مرتبط دائماً باللوحة الأم، لذلك فكما أشرنا مُسبقاً يُفضّل أن تقوم بشراء مُعالج متوافق مع مقبس اللوحة الأم ولكن في نفس الوقت من الأفضل أن يكون هناك دعم قادم لهذه المقابس لكي لا تحتاج لتغيير اللوحة الأم نفسها عند تغييرك للمعالج مثلاً... ولكن ولأن المعالج في الأساس هو أحد أكثر القطع التي قد تستمر معك فترة من الزمن، فمن الأفضل دائماً أن تقوم بشراء مُعالج يمتلك أداء و يحتوي على عدد أنوية أكبر من الذي تحتاجه في الوقت الحالي، وذلك لكي يستطيع الصمود مع التغيرات الجديدة في المتطلبات العتادية القادمة. ولعل الدليل الأكبر على هذه النقطة هو أن هناك البعض لازال يتسخدم معالجات من الجيل الأول من Ryzen أو الجيل السادس والخامس من Intel Core i . فالمعالج غالباً يستطيع الصمود فترة أطول خاصة مع الألعاب التي لا تكون عادة شرهة لأنوية المعالج ولكن للتردد بشكل أكبر.

لذا ففي الوقت الحالي، إذا كان السائد لتشغيل معظم الألعاب هو ستة أنوية فالأفضل أن تقوم بشراء معالج ثُماني الأنوية أو حتى مع 10 أنوية في حال تستطيع ذلك مع دعم خاصية تعدد خيوط المعالجة من أياً من الشركتين حتى يستطيع الصمود فترة أكبر.

البطاقة الرسومية

كما أشرت في الأعلى، حاول دائماً عند شراء بطاقة رسومية أن تقوم بالحصول على بطاقة أفضل من البطاقة الأنسب لدقة العرض التي ستلعب عليها. ففي حال كانت دقة العرض التي تستخدمها يمكن للبطاقة X تشغيل جميع الألعاب عليها بسهولة وبمعدل إطارات 60 فأكثر، ففي هذه الحالة يمكنك شراء البطاقة Y وهي البطاقة التالية الأقوى من البطاقة X والتي ستوفر لك معدل إطارات 90 إطار مثلاً مع الألعاب الحالية (والتي قد يراها البعض أكثر مما يحتاج) ولكن بعد سنتين من الآن ستستطيع تشغيل الألعاب الجديدة مع معدل إطارات 60 في حين أن البطاقة X سيهبط أداؤها لتصل لما هو أقل من 50 أو 40 إطاراً في الأغلب.

[caption id="attachment_245794" align="aligncenter" width="2500"] GPU Cards[/caption]

بالتأكيد أنا لا أستطيع الجزم بأن البطاقة Y ستوفر لك أفضل أداء ممكن بعد عامين من الآن، ففي بعض الأحيان هناك بعض الألعاب التي قد تظهر مع رسوميات سابقة وقتها مثل لعبة Crysis في الماضي مثلاً أو لعبة Witcher 3 عند ظهورها، ولكننا نتحدث هنا عن الحالة العامة ومعظم الألعاب. أما تلك الحالات الفريدة ففي أسوء الحالات كل ما قد تحتاج إليه بعد عامين مع مثل تلك الألعاب هو تقليل بعض الإعدادات الرسومية البسيطة.

باقي القطع

في الحقيقة لعل باقي القطع الموجودة في جهازك لا تحتاج الكثير من التطوير كما هو الحال مع البطاقة الرسومية والمعالج واللوحة الأم، وذلك بغض النظر عن ذاكرة الوصول العشوائي أو الرام بكل تأكيد. فالرام حالها حال المعالج واللوحة الأم، إلا أنها أكثر رخصاً وأقل وطئة في الحقيقة من باقي القطع على جيبك الخاص. لذلك فحاول دائماً الحصول على رام أكثر من حاجتك الحالية سواء كنت تُريد أصلاً بناء حاسوب للمستقبل أو تنوي تحديثه في المستقبل القريب، ففي النهاية المزيد من الرام سيوفر لك القدرة على تشغيل الكثير من التطبيقات في نفس الوقت وراحة أكبر في التعامل مع الحاسوب . ولكن نصيحتي الوحيدة هنا هي أن هناك جيل جديد من الرام على الأبواب وبترددات أكثر بكثير، ففي حالة كنت ستسعى لشراء حاسوب جديد، حاول أن تحصل على لوحة أم تدعم الجيل القادم من الذواكر حتى تستطيع تغييرها أو تحديثها بعد ذلك.

مزود الطاقة أيضاً هو أحد القطع التي قد تقوم بشرائها ونسيانها، لذلك ففي حال كان جهازك الجديد يحتاج 500 واط من الطاقة، قم بشراء مزود طاقة بقدرة 650 أو حتى 700 واط. فمن يدري ربما تقوم بإضافة بعض المراوح للتبريد وبعض وحدات التخزين الإضافية وتغيير البطاقة الرسومية مثلاً، وحينها لن تضطر لتغيير مزود الطاقة في حال كُنت قد أخذت إحتياطاتك من الآن.

وحدات التخزين وصندوق الحاسب : بالنسبة لي لا أظن أن وحدات التخزين يجب عليك أن تقلق بالنسبة إليها كثيراً، فهناك دائماً ماكن لوحدة أو وحدتين تخزين إضافيتين، كما أنها ليست مُكلفة حالياً خصوصاً وحدات الـ HDD ، ولكن إذا إستطعت الحصول على حجم تخزين أكبر فلا ضرر من ذلك. أما بالنسبة لصندوق الحاسب فحاول دائماً أن تحصل على صندوق واسع مع الكثير من فتحات التبريد والدعم للتبريد المائي حتى إذا لم تكن بحاجة إليه اليوم، فمن يدري ماذا قد يحدث بعد عام ؟!!..

والآن هل تعتقد أن شراء حاسوب كافي للمستقبل أو Future proof هو أمر مناسب لك ؟!!

في الواقع يمكننا الحديث كثيراً في هذا الموضوع المهم للغاية والتطرق لبعض الحالات والإعتبارات والمعطيات الخاصة به، ولكنني أيضاً لا أُريد الإطالة في الأمر أكثر من ذلك حتى لا يمل القارئ لذلك سأقوم بالتعقيب على ما سبق بشكل سريع من وجهة نظري الخاصة.

بالطبع لا يمكننا أن نُنكر أن عملية شراء كمبيوتر  كافي للمستقبل أو Future proof هو خطوة مُريحة للغاية، فهي ستوفر لك راحة أكبر وستتجنب التفكير في عملية التحديث أو التغير لفترة لا بأس بها. وستوفر بالطبع المزيد من المال في المستقبل، كما أنها ستوفر أداء أكثر مما كنت تتوقع في الفترة الحالية وأداء جيد في المستقبل. ولعل الميزة الأُخرى لهذا الأمر هو أنها بكل تأكيد ستؤمنك ضد الظروف الطارئة مثل الظروف الحالية التي يمر بها عالم التقنية. فأنا أعتقد أن كل من يمتلك حاسوب future proof منذ عامين مثلاً مع بطاقة مثل RTX 2080 ti يستطيع تشغيل الكثير من العناوين بسهولة ويسر في الوقت الحالي بدون أي مشكلة. كما أنه لن يضطر لشراء بطاقة رسومية (من الصعب للغاية الحصول عليها أصلاً) بسعر يصل لضعفي وثلاثة أضعاف سعرها الرسمي.

أما من الناحية الأُخرى فهذه الخطوة ستكون بالتأكيد خطوة ملكفة للغاية بالنسبة للمُشترى، حيث أنك ستقوم بدفع المزيد من المال عما كنت تُخطط. وهو أمر بالتأكيد لا يستطيع الكثيرين عمله.

كما أنك تُخاطر بالمستقبل المجهول، ففي حالة ظهور تقنيات جديدة غير مدعومة على البطاقات الحالية، أو حتى مكتبة ألعاب جديدة مع تقنيات جديدة، ففي الأغلب قد لا تكون بطاقتك داعمة لهذه التقينات الجديدة. وهذا سيعني أنك ستتخلي عن تلك التقنيات وستقوم باللعب بدونها كما هو الحال مع البطاقات القوية الغير داعمة لتتبع الأشعة.

ولكن ومع الوضع الحالي لعالم الألعاب المحكوم دائماً بمنصات الألعاب المنزلية، إنا لا أعتقد أن الحالة الأخيرة قد تحدث، ففي الأغلب الألعاب يتم تصميمها لمنصات الألعاب ومن ثم يتم عمل نسخة أو port للحواسيب الشخصية بعد ذلك. وبما أن منصات الألعاب المنزلية لا تزال في عمر الشباب فلا زال هناك المزيد من الوقت قبل أن نبدأ في القلق حول تقنيات جديدة قد تجعلنا نُفكّر في التغيير. وعلى كل حال، ففي النهاية وحتى إن كان الأمر كذلك، فيمكنك دائماً بناء حاسوب  كافي للمستقبل أو Future proof من ناحية باقي القطع والقيام بشراء بطاقة رسومية كافية لحاجتك فقط، ومن ثم تقوم بتحديث بطاقاتك الرسومية فحسب في حالة إحتجت لذلك، أليس كذلك !!!...