كيف قتلت Konami بنفسها سلسلة ألعاب Metal Gear للأبد !!
كلنا نعلم عن قصة الصراع بين Konami و Kojima وما حدث خلال هذه الفترة والذي أدى بشكل أو بآخر إلى نهاية سلسلة Metal Gear برغم من أن هذا ما لا تريده Konami. أسئلتنا هنا، هل ماتت السلسلة بعد طرد كوجيما ؟ أم بعد صدور Metal Gear Survive ؟ أم قبل ذلك كله؟ وهل يمكن أن نرى جزء جديد يليق بهذه السلسلة مرة أخرى ؟
دعونا نتفق سوياً أن المتهم الأوحد في هذا المقال سيكون Konami، فهي المسؤول الأول والأخير عن تدمير إرث يصل إلى ثلاثين عام للعبة أعتبرها بشكل شخصي أحد أفضل سلاسل الألعاب إن لم تكن الأفضل بالفعل.
كانت Metal Gear أحد الألعاب التي ركزت على طور اللعب الفردي فقط. لا يوجد ما يشبه ألعاب Metal Gear فهي أحد الألعاب التي كانت ركيزة وحجر أساس للتأثير الثقافي الذي تحدثه الألعاب حالياً، بل انها حتى مهدت طريقاً لنوع من الألعاب لم يعهده أحد من قبل بأجزائها الأولى (أقصد هنا أجزاء ما قبل الـ Playstation).
من هنا تأتي الصدمة، كيف لشركة ساهمت هذه اللعبة بشكل كبير في تكوين اسمها وسمعتها أن تدمر بسهولة وبلا اكتراث ما كان يعتبر إنجازاً عظيماً ينسب إليها؟ ما قامت به Konami هو أكثر إنهاء محبط لسلسلة ناجحة في العقود الماضية من مجال صناعة الألعاب. ولكن هو أيضاً مثير للاهتمام! وهو ما يجعلنا نبحث في الأمر فتدمير السلسلة لم يأت بشكل فجائي ولكنه ترتب على مدار سنوات.
منذ ثلاثين عاماً أحد طلاب الاقتصاد كان مولعاً بصناعة الألعاب وقرر الانضمام لأحد شركات هذه الصناعة، وكانت هذه الشركة Konami، وهو مكان كان يفكر بالرحيل عنه قبل أن تتاح له الفرصة ليكون مساعد مخرج لعبة Penguin Adventure وهي أحد ألعاب الـ RPG الأوائل والتي صعد منها إلى أول مشروع له كمخرج Metal Gear.
صدرت Metal Gear كلعبة تخفي أو Stealth طورت ونشرت بشكل خاص للسوق اليابانية على منصة SONY MSX المنزلية وهي لعبة لم يتسن لكثير منا أن يلعبها ولكن ربما لحق بعض منا بالنسخة المعجلة لجهاز الـ SNES التي تم نشرها لباقي الأسواق العالمية.
منذ ذلك الحين وتحديداً 1987 تم إصدار حوالي 18 لعبة تحت اسم Metal Gear بعضها كان مؤثراً وبعضها في طي النسيان ولكن الألعاب الرئيسية في السلسلة حافظت دوماً على مستوى ثابت من الجودة جعلها في كل مرة تكون عاملاً مؤثراً في مجال صناعة الألعاب بل وفي الثقافة العامة ككل لدرجة يظن البعض أنها من المفترض أن تكون أحد المصنفات كملكية عامة مثل الروايات الكلاسيكية وبعض الأفلام المؤثرة والكثير من الأعمال التي تركت بصمة مؤثرة في الثقافة العامة للمتلقين.
في العقد الحالي ظهر جزء اللعبة الأخير The Phantom Pain ومن هنا بدأ حد السكين التي ستقتل بها السلسلة ! قصة تطوير الجزء الأخير من اللعبة مليء بأحداث يصعب تصديقها لكن يمكننا أن نقول أنها تتمحور بشكل أو بآخر حول المال.
دعونا في بادئ الأمر نلفت أنظاركم أن لعبة Metal Gear Solid V هي حتى الآن وبعد ثلاث سنوات من إصدارها مازالت لعبة لم تكتمل مرحلة تطويرها. فالمهمة الأخيرة من اللعبة تم حذفها بالكامل أو بالأصح أنها لم تر النور من الأساس. وهو ما يجعلنا نقول أن قصة تطوير اللعبة هي أمر معقد ولا يصدق وهذا هو الدليل الأكبر على ذلك.
مع مطلع العام 2009 بدأت الأخبار تتصاعد عن العمل على لعبة Metal Gear جديدة برغم أن الفكرة في الأساس كانت عمل لعبة مبنية على Fox Engine وبذلك تكون أول لعبة تستخدم المحرك. ولكن قبل ذلك أراد Kojima أن يستخدم Fox Engine في مشروع ما قبل البدء باللعبة فكانت الفكرة بعمل Demo لتستعرض إمكانيات المحرك وتؤدي الغرض بكونها مقدمة لأحداث الجزء الخامس من اللعبة.
ما لم تكن Konami ـدركه آنذاك أن تطوير اللعبة بشكل كامل كان سيستلزم مايقارب 7 أعوام كاملة من التطوير والعمل لتخرج كاملة وهنا قد نختلف فيما إذا كان كوجيما على علم بما سيحدث لاحقاً وراضي عنه. ومع ابتعاد ظهور Metal Gear Solid V قررت Konami توجيه الاهتمام إلى Ground Zeroes إسراعاً بإصدارها وتحميل اللاعبين 30 دولار والترويج لها كلعبة كاملة بل وعمل نسخ صلبة للبيع في الأسواق وهو ما لم تكن عليه أبداً، فكما قلنا كان من المقرر أن تكون مجرد تجريب لقدرات Fox Engine لا أكثر.
مع ذلك حققت اللعبة أرباحاً على الصعيدين المادي والمعنوي حيث تحمس اللاعبون لرؤية الجزء الخامس أكثر من قبل، في تلك الأثناء استمر العمل على تطوير اللعبة الأمر الذي كلف بطبيعة الحال أموالاً وأموالاً. في هذه الأثناء بدأت التقارير بالظهور عن كون اللعبة مصدر إزعاج مادي كبير بالنسبة لـ Konami وأن مصدر الازعاج الأكبر تحديداً هو Kojima نفسه نظراً لأنه كان يتلقى راتباً ثابتاً ومع سعيه للكمال وهو أمر معروف عنه، سيؤدي لإطالة عملية التطوير. هنا بدأ يتضح أن مدة السبع سنوات لن تكون مرضية بالنسبة لـ Konami وقبل أشهر من إصدار اللعبة تهاوى كل شيء قبل الانتهاء حتى من تطوير اللعبة.
من الطبيعي هذه الأيام أن تصدر الألعاب بأخطاء وعيوب نتيجة الاستعجال في التطوير لكن أن تصدر لعبة بدون انتهاء قصتها وتنتهي بنهاية لا يمكننا أن نقول عنها مفتوحة ولكنها لا تحوي نهاية من الأساس وقصص شخصياتها ومصائرهم ظلت مجهولة هذه كانت النتيجة التي قدمتها كونامي، لعبة كادت أن تكون تحفة فنية ولكنها لم تكتمل. حتى مع شرح النهاية التي كان من المفترض أن تكون في اللعبة في نسخة الـ Collector's Edition هو أمر لا يعوض هذه الخسارة الفادحة.
كل هذا يدل على ضغط شركة أرادت خروج منتجها في الحال حتى ولو لم يكن كامل وحتى لو على حساب ورغماً عن مخرج اللعبة الذي نعلم جميعاً أنه لن يقبل بذلك. ظهرت بعد ذلك تقارير تفيد بأن Kojima تحدث عن كونه لم يقم بتحميل Konami أي أعباء مادية زائدة عما تم الاتفاق عليه وأن الوقت الذي استغرقه في تطوير اللعبة كان بسبب العمل على كافة جوانب اللعبة من حملات ترويجية وتطوير أيضاً وكل ذلك كان ضمن الجدول الزمني المتفق والموافق عليه من قبل الطرفين. وهو في الغالب على حق ولكن Konami لم تهتم فقررت آنذاك تحويل أولوياتها كمطور لألعاب الهواتف الذكية وبدلاً من القيام بهذا التحول بشكل طبيعي قررت الانتقال على حساب السلسلة الأكبر واسم المخرج الأكبر.
وهذا ما فعلته Konami حرفياً فقد محت وطمست اسم Kojima عن كل ما يتعلق باللعبة تحت مسمى "إعادة الهيكلة" لفريق التطوير، بدأ الأمر بأن كوجيما في فترة إجازة ثم وبدون أي بوادر تم إزالة اسمه من صور لعبتي Ground Zeroes و Legacy Collection على موقع Konami الرسمي وأعادت تسمية الفريق المساعد في تطوير اللعبة من Kojima Productions Los Angeles إلى Konami Los Angeles. قامت أيضاً بتقييد حصول كبار الفريق على معلومات من خلال البريد الالكتروني التابع للشركة ومع استعمال محدود للمكالمات التليفونية وحتى الانترنت التابع للشركة والتعامل معهم كـ "عاملين تحت عقد " بدلاً من موظفين في Konami وفي اليوم التالي أصدرت تصريحاً عن نيتهم العمل على سلسلة جديدة لـ Metal Gear وهذا بدون Kojima بالطبع (نظرياً).
لم تتوقف konami عند هذا الحد فبعد شهر من تلك الأحداث أعلنت وبشكل مفاجئ وقف P.T من على متجر Playstation وتصريح Del Toro المخرج الشريك في التطوير مع Kojima على اللعبة أنها لن تستمر. وهو ما أكدته Konami في اليوم التالي بقرار إلغاء العمل على اللعبة. تم أيضاً حذف اسم كوجيما من على غلاف اللعبة مما كان يعني إبعاده عن حدث Video Game Awards وهو حدث فازت فيه اللعبة بجائزتين منهية بذلك علاقتها تماماً مع مخرج أبقى الشركة في واجهة عالم صناعة الألعاب لعقود من الزمن بعد العمل بنفسه على كل جزء أساسي من السلسلة، كانت Metal Gear تنتمي إلى Kojima أكثر بكثير من انتمائها لـKonami.
https://youtu.be/n4VAzkK_Wmc
خلال شهرين فقط دمرت كونامي علاقة امتدت 30 عاماً إلى رماد، في الخامس عشر من ديسمر تحديداً كان تاريخ نهاية Metal Gear بعد قرار كونامي ان كوجيما لن يكون متواجداً بأي شكل للعمل في الشركة وأن النية هي بالاستمرار في العمل على السلسلة بدونه.
لم تنتهي Konami بعد ولم تكتفي بما فعلته للسلسلة فخرجت علينا بمشروع مشوه وغريب ومنعدم الشخصية تماماً وأطلقت عليه اسم "Metal Gear Survive". يمكننا أن نسمي اللعبة "أكبر مشروع لنهب أموال اللاعبين" ولن تلحظوا الفرق. لو كان يوم 15 ديسمبر هو يوم موت Metal Gear فيوم 20 فبراير 2018 (تاريخ إطلاق Survive) هو يوم دفنها تحت التراب.
لن نتحدث طويلاً عن هذه اللعبة فهي بالتأكيد لم تكن إلا طريقاً اتبعته كونامي للاستفادة من اسم السلسلة لجمع أكبر كم من الأموال من جييوب اللاعبين بدون تقديم أي محتوى يستحق ذاك المبلغ (ولكن ان كنتم تريدون معرفة تفاصيل أكثر يمكنكم مشاهدة مراجعتنا للعبة). حتى ان فريق التطوير قام بدس رسائل داخل اللعبة معبرين عن رفضهم وغضبهم للعمل على لعبة بهذا الشكل "Kojima Productions Forever".
كانت Metal Gear تقدم دائماً محتوى أصلياً ومفهوماً جديداً في كل مرة، عندما اهتم الجميع بألعاب الاكشن السريعة وألعاب التصويب، قام كوجيما بإخراج لعبة أشبه بفيلم سينما مدته 40 ساعة في الجزء الرابع. وعندما اهتم الجميع بألعاب الـ Open World، قدم كوجيما اللعبة لتكون لعبة تخفي قبل أن تكون بعالم مفتوح. ما الذي قدمته Konami في لعبة Survive ؟ قدمت لنا كونامي أسلوباً جديداً لسرقة اللاعبين بجعلهم يدفعون 10 دولارات للحصول على مساحة حفظ إضافية للعب اللعبة مرة أخرى أو اللعب بشخصية مختلفة.
من هنا يمكنكم تفهم ذكرنا لنقطة الملكية العامة لبعض المصنفات. لا شك وأن كثيراً منا الآن يتمنى لو كانت اللعبة ليست مملوكة لشركة كونامي فلاشك أنها الآن ربما تفكر في جزء جديد من السلسلة وذلك نظراً أنه منذ 3 سنوات ظهرت إشاعات برغبة كونامي في اكتشاف ما قد تكون عليه اللعبة في جزئها السادس.