بالتأكيد كان عام 2020 عاماً صعباً على الجميع، وواجهت فيه الشركات المصنعة للأجهزة الذكية تحديات وصعوبات كبيرة في ظل تدهور الأسواق العالمية وتراجع الاقتصاد العالمي. لكن كيف تعاملت شركة لينوفو مع تحديات عام 2020؟ هذا ما يوضحه السيد “محمد هليلي” مدير عام لينوفو الخليج والشرق الأوسط أثناء لقائنا معه. استطاع فريق عرب هاردوير التواصل مع السيد “محمد هليلي” مدير عام لينوفو الخليج والشرق الأوسط، وإجراء حوار شامل حول التحديات التي واجهت شركة لينوفو في عام 2020، وأبرز السياسات التي اتبعتها الشركة للتعامل مع مقتضيات الأحداث حول العالم، وأيضاً حصلنا على لمحة سريعة من خطة الشركة للعام الجديد.

في بداية حديثنا طلبنا من السيد "هليلي" وصف عام 2020 بالنسبة لشركة لينوفو، واجابنا قائلاً:

"كان 2020 عاماً مميزاً بكل معنى الكلمة. فقد بدأنا جميعاً العام الجديد بتحديات مشتركة، ولكن كان هناك تصميم كبير، خاصة في هذه المنطقة، للعمل بشكل جماعي والسعي لتحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في ضمان السلامة والاستمرارية والنمو الثابت حيثما أمكن ذلك. وكان أحد أبرز المجالات التي رأينا فيها فرصة لإثبات ابتكاراتنا في عام 2020، هو دعم صانعي القرار في مجال الأعمال في رحلة التحول الرقمي الخاصة بهم. فقد عرضنا حلولاً في صميم معالجة بعض تحديات الأعمال الشائعة. وقد ساعدت حلولنا المؤسسات على الشروع في رحلات التحول الرقمي وتسريعها باستخدام الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تضمن السلامة أثناء الجائحة، بالإضافة إلى حلول 5G / Edge التي تساعد على الاستفادة من البيانات من خلال التحليلات، مما يوفر في نهاية المطاف قدراً أكبر من الأمان والإدارة. وهو ما يؤدي في النهاية إلى تزويد عملائنا بمجموعتنا الكاملة من الحلول المحسّنة والمصممة لدعم نموهم وطموحاتهم في التحول الرقمي. وقد سلط هذا العام الضوء على نقاط قوتنا بالضبط، وبين أيضاً للشركات والأفراد ما يجب منحه الأولوية والاستثمار فيه للعام المقبل" Lenovo

ثم تطرقنا في الحديث معه إلى المحن والتحديات التي واجهت الشركة العام الماضي، وكيف استطاعت الشركة التغلب عليها، وأوضح لنا السيد "هليلي" أن عام 2020 كان مختلفاً عن أي عام مضى، إلا أن الشركة استطاعت بفضل المرونة والتركيز المستمر أن تتخطى الأزمات وتنجح في تلبية احتياجات المزيد من المستخدمين.

وجاء رد السيد "محمد هليلي" كالتالي:

"بالطبع كان هناك بعض التغيير فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع عام 2020، إلا أننا تمكنا من ضمان الاستمرارية النسبية من خلال الاستفادة من شركاء لينوفو حول العالم في أكثر من 30 موقع تصنيع وشركاء، واستراتيجيتنا التي تركز على القناة في كل سوق محلي. الأمر الذي يعني أننا كنا في وضع مميز يتيح لنا تحقيق التوازن بين العرض والطلب في ظل العالم الجديد من التعلم الإلكتروني والعمل عن بُعد، فضلاً عن زيادة الطلب على تقنيات الترفيه. وقد اتحد موردونا وشركاؤنا وفرق لينوفو في جميع أنحاء العالم معاً لمساعدة عملائنا على الوصول إلى الحلول التي يحتاجونها بشكل عاجل، مع ضمان الحفاظ على السلامة في صدارة أولوياتنا. ونتيجة جهودنا في التحلي بالمرونة في مثل هذا الوقت المهم والتركيز المستمر على الابتكار لتلبية طلبات المستهلكين. شهدنا زيادة في المبيعات عبر جميع فئات أجهزة الكمبيوتر المحمولة، نتيجة للتوسع في تبني نظام التعليم عن بعد وممارسات العمل المرنة، واستثمار الآباء والأفراد في التقنيات الجديدة. كما تعود زيادة المبيعات إلى زيادة الاهتمام بالألعاب الإلكترونية التي تعزز متعة المستهلكين وتواصلهم مع أصدقائهم وعائلاتهم. وانطلاقاً من تسهيل الشركات نظام العمل عن بُعد، فقد تم تقديم المزيد من طلبات شراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية من أجل الحفاظ على سلاسة الانتقال وضمان استمرارية الأعمال. ومن بين قطاعات الشركات، شهدنا على وجه التحديد طلباً قوياً من قطاعات التعليم والاتصالات والرعاية الصحية وبعض الجهات الحكومية. وفي نفس الوقت، واصلنا التركيز على تعزيز قسم الحواسيب الشخصية المتميز لديها عبر ابتكاراتها في فئات الحواسيب القابلة للطي وخفيفة الوزن. لذلك نحن في الواقع نبذل كل ما في وسعنا لضمان تلبية احتياجات الجمهور المتنوعة."

أيضاً أكد السيد "هليلي" على رؤية لينوفو المتمثلة في "في مواصلة العمل إلى جانب شركائنا المحليين للتأكد من تلبية طلبات العملاء وأيضاً تقديم تقنيات جديدة إلى السوق – لمواكبة الاحتياجات المتغيرة خلال هذه الأوقات غير المسبوقة".

Lenovo

ثم انتقلنا لنقطة هامة تخص العاملين في قطاع التكنولوجيا، وهي إمكانية استبدال العمل التقليدي بالعمل من المنزل، وهل يمكن أن يصبح العمل من المنزل هو المعيار الجديد لشركات التكنولوجيا؟

أوضح لنا السيد "هليلي" رؤية لينوفو في هذا الأمر قائلاً:

"أدركنا منذ فترة طويلة فوائد ممارسات العمل المرن، والتي تمكّنا جميعاً من أن نكون أكثر مرونة وتناسباً مع التزاماتنا الشخصية الأخرى. وفي نهاية المطاف، يتعلق الأمر بالثقة والمساءلة. وإذا كنا قد شهدنا جميعاً أمراً واحد هذا العام، فهو أن الموظفين بالتأكيد يمكنهم التفوق أثناء العمل من المنزل وقد أثبتوا ذلك. وبالطبع، لم يكن الأمر سهلاً على الجميع، ولكن مع الاستثمار في التكنولوجيا، تمت معالجة التحديات المتعلقة برفع معنويات الموظفين، وتعزيز ثقافة بيئة العمل والإنتاجية. إن ما نريد إلى مواصلة رؤيته هو الاستثمارات التي يتم إجراؤها في النوع الصحيح من التكنولوجيا لتحقيق سلاسة في الانتقال بين العمل عن بُعد والعمل المكتبي. وفي وقت سابق من هذا العام، شاركنا في رعاية دراسة مع شركة Intel والتي بحثت في كيفية أن تحديث التكنولوجيا يمكن أن يحسّن الإنتاجية ومشاركة الموظفين ورضا العملاء. وعلى الصعيد العالمي، أخبرنا قادة تكنولوجيا المعلومات أنهم يخططون لمضاعفة استثماراتهم تقريباً في مبادرات حول تجربة الموظفين على مدار العامين المقبلين، حيث أشار 60٪ تقريباً إلى زيادة في تجربة الموظف بنسبة 10٪ عند استخدام التكنولوجيا المناسبة. وأشار نحو 50%من الموظفين أنهم يشعرون أن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم قديمة، بينما يعتقد 84٪ من صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات أنه يمكن للموظفين التبديل أو الترقية بسهولة. ومع تواصل أفضل لربط هاتين المجموعتين، توجد إمكانات كبيرة لتجربة أكثر رضا للموظفين. في النهاية، إذا حدث إعادة تنظيم للاستثمارات والأولويات والتركيز بشكل أكبر على إشراك الموظفين في قرارات الاستثمار في أجهزة الكمبيوتر الشخصي، فإن ممارسات "العمل من أي مكان" في ظل الواقع الجديد سيكون لديه إمكانات كبيرة للنمو." وفي ختام حديثنا معه، تطرقنا إلى جائحة كورونا، وكيف أثرت على سلوكيات المستهلكين، وهل أثر ذلك على مبيعات لينوفو 2020 ؟ واوضح لنا السيد "هليلي" كيف تعاملت لينوفو مع الأوضاع الجديدة وغيرت سياسة البيع الخاصة بها قائلاً: "تحولت الشركات من الاستثمار في البيع بالتجزئة متعدد القنوات إلى الاضطرار فجأة إلى التركيز بالكامل تقريباً على المشاركة الرقمية. وبصفتنا شركات تقنية، كان علينا أن التفكير بسرعة في كيفية ضمان استمرار قدرتنا على الوصول للمستهلكين النهائيين، في ظل غياب التفاعلات المادية مع شركاء قنوات التوزيع لدينا ومتخصصي المنتجات. وقد استثمرنا بشكل كبير في التركيز على فعاليات الإطلاق الافتراضية، والتي تتعدد فوائدها. أولاً، كان ذلك بدافع الضرورة القصوى، للالتزام بالتدابير الاحترازية وضمان سلامة الآخرين. إلا أن ذلك مكننا أيضاً من الوصول إلى جماهير جديدة، تمتد عبر مناطق متعددة. لم نعد مقيدين بفعاليات الإطلاق الفعلية في بلدان مختارة - يمكننا الانفتاح على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بأكملها. وهذا بالضبط ما فعلناه، مع الفعاليات الأخيرة مثل الإطلاق الإقليمي لجهاز ThinkPad X1 Fold - أول حاسوب شخصي قابل للطي في العالم. ومع ذلك، فإننا ندرك تماماً الفوائد التي يمكن أن تنشأ من الاجتماعات المادية وما نسعى جاهدين للقيام به هو تحقيق توازن دقيق واختيار الطريقة المناسبة للمشاركة اعتماداً على الجمهور وتدابير السلامة المعمول بها. وقد اتخذنا قرار المشاركة في جيتكس هذا العام، وهو ما لم يفعله عدد من العلامات التجارية. وتم اتخاذ هذا الإجراء نتيجة المناقشات الداخلية وتحليل الاحتياطات في المكان. ما يمكن أن نتوقع رؤيته في المستقبل هو توازن مشابه للتفاعلات المادية والافتراضية، ونحن سعداء جداً بالاستماع إلى جماهيرنا وتلبية ما يناسبهم بشكل أفضل."

لينوفو 2020 - كيف استطاعت الشركة المرور من أزمات العام الماضي؟

ثم استطرد السيد "محمد هليلي" في الحديث عن إنتاج لينوفو 2020 العالمي من أجهزة الحواسيب قائلاً:

"وعلى صعيد المبيعات، صنفت تقارير صدرت مؤخراً عن مؤسسة IDC لينوفو باعتبارها مُصنّع الحواسيب رقم 1 في جميع أنحاء العالم، حيث شحنت أكثر من 19 ألف وحدة تقليدية بين شهريّ يوليو وسبتمبر (الحواسيب المكتبية والمحمولة ومحطات العمل). وتماشياً مع هذا الاتجاه، تأتي لينوفو أيضاً في المركز الأول في منطقة الخليج، حيث استحوذت على 27.9% من سوق الحواسيب المحلية. وعلى الصعيد العالمي، أعلنت مجموعة حواسيب وأجهزة لينوفو الذكية وحدها مؤخراً عن تحقيق عائدات قياسية بلغت 11.5 مليار دولار في الربع الأخير، بزيادة 8٪ على أساس سنوي. وفي منطقة الخليج، حددت شركة IDC لينوفو باعتبارها صاحبة المركز الأول في قطاع المستهلكين - بحصة سوقية تبلغ 26.3٪. وكشفت لينوفو خلال الأشهر الأخيرة في السوق عن تطورات في مجموعتها مثل سلسلة حواسيب Legion المحدثة والمخصصة للألعاب الإلكترونية، والحواسيب المكتبية والشاشات المصممة بالتعاون مع مجتمعات الألعاب الإلكترونية لتعزيز التجربة الترفيهية وزيادة القدرة التنافسية. كما أننا المزود الأول للحواسيب الشخصية للشركات في المنطقة بنسبة 29.1% من حصة السوق في منطقة الخليج. وركزت لينوفو على مدار العام على تسريع إنتاج الحواسيب والأجهزة الذكية ضمن القطاع، حيث كشفت عن شاشة محمولة خفيفة الوزن للعمل السريع، بالإضافة إلى تحديثات في مجموعة ThinkPad التي تتوسع باستمرار، مما عزز بدوره إنتاجية أعمال الشركة. وستطرح لينوفو في منطقة الخليج قريباً جهاز ThinkPad X1 Fold فائق الجودة، ليكون أول حاسوب شخصي قابل للطي في العالم، بالإضافة إلى ThinkPad X1 Nano الذي يوصف بأنه أخف جهاز ThinkPad على الإطلاق لدى الشركة. ويعد التواصل مع المستخدمين النهائيين وتمكينهم بعد مرحلة البيع أمراً بالغ الأهمية لدعم نمو لينوفو سواء هنا في المنطقة أو على مستوى العالم. ولهذا السبب، نعمل على تسريع استراتيجيتنا للتحول القائم على الخدمات وتمكين المستخدمين من الحصول على أفضل ما يمكن أن تقدمه تقنياتهم خلال الأشهر والسنوات المقبلة. ونعتقد أنه من خلال التركيز على هذا الجانب، فسنتمكن من تقديم شيء فريد للسوق وغرس ثقة أكبر لدى المستخدمين النهائيين، مع علمهم بأن استثماراتهم سيتم تحسينها وستصمد أمام اختبار الزمن."