عندما يأتي الحديث عن الأجهزة الإلكترونية تكون دائماً اليد العليا لرأي المجتمع التقني، فالذين يتابعون التقنية بشغف واستمرار يساهمون دائماً في نجاح أو فشل أي منتج يقدم لسوق المستهلكين. خير دليل على ما أقول هو النجاح والانتشار السريع الذي حققته شركات مثل وان بلس، وريلمي، وشاومي. بالتأكيد عملية النجاح تطلبت أكثر من ذلك ولكن نجاح الأخيرة بالتحديد جاء عبر استهداف هذا المجتمع لتكون نقطة انطلاقة لها لتصل لكافة أنواع المستخدمين في وقت قصير.

عندما ننظر لتجربة أوبو في السوق المصري نجد أن الشركة لم تنتهج مساراً مشابهاً بل أن هواتف الشركة كانت وما زالت أكثر الهواتف التي يتم مهاجمتها من هذه الفئة من المستخدمين خاصة بسبب أسعارها التي يرى الكثيرون أنها غير مناسبة مقارنة بما تقدمه. هذا الاعتراض من شريحة يفترض أن تكون الأهم لدى الشركة لم يكن عائقاً أمام نجاح هواتفها، ففي النهاية مبيعات هواتف أوبو ضمن الأعلى في السوق المصري. فكيف تنجح الشركة برغم كل هذه الانتقادات؟

على عكس المتوقع لم تهتم أوبو نهائياً بالمستخدم المهتم بالتقنية وقررت بدلاً من ذلك أن تهتم بشريحة أكبر من المستخدمين وهم المستخدمين العاديين. استخدمت الشركة عدّة عوامل مؤثرة في رحلتها لجذب هؤلاء لهواتفها وهو ما نناقشه معكم في السطور التالية.

التصميم

Oppo Reno6 4G - رينو 6 4G

بدأت رحلة أوبو بالاهتمام بتصميم هواتفها في بداية مشوارها حيث كانت هواتف سلسلة OPPO F مشابهة كثيراً لهواتف iPhone ولكنها متاحة بسعر قد يصل إلى ربع الثمن.خطوة بسيطة كانت نواة انطلاق الكثير من الشركات الصينية قبل أن تستقل كل شركة بتصميمها لاحقاً. 

مع إطلاق سلسلة OPPO Reno اهتمت الشركة بتقديم تصميم فريد لهواتفها يكون علامة تجعل أي المستخدم يتعرف عليها من النظرة الأولى بل أن ألوان هواتف السلسلة الرئيسية كانت جميعها متقاربة جداً.

اهتمام أوبو بتقديم تصميم مميز وأنيق لهواتفها جعل منها عامل جذب لفئة كبيرة من المستخدمين. شريحة كبيرة من النساء مثلاً قد تفضل هاتف على آخر فقط لأنها تراه أكثر أناقه أو لأنها تفضل هذا اللون على ذاك. شيء قد يكون آخر تفكير شخص مهتم بالتقنية ولكن بالنسبة لشخص عادي فإن الهاتف قد يكون قطعة أكسسوار، ولكم في الملايين الذين ينفقون أموالهم في علامة تفاحة أبل خير دليل.

تقديم ما يحتاجه المستخدم العادي فقط!

أوبو - Oppo A93s

تعتمد أوبو في مبيعاتها في السوق المصري على الفئة المتوسطة كأهم سوق للشركة. في هذه الفئة هل يمكنك أن تذكر لي شيء استثنائي تقدمه هواتف أوبو بخلاف الشحن السريع؟

لن تجد شيئاً مميزاً آخراً لتذكره، ولكن في نفس الوقت إذا نظرت لعيوب الهاتف فإنك لن تجد شيئاً كارثياً لتذكره أيضاً. ببساطة تقدم أوبو هاتفاً يحقق احتياجات المستخدم التقليدي، هاتف مستقر لا يتعطل عن العمل وفي نفس الوقت لن يسمح لك بفتح قائمة طويلة من التطبيقات في وقت واحد. واجهة سهلة وذات تصميم جيد ولكنها ليست مليئة بالميزات والأدوات في الفئة المتوسطة. كاميرا جيدة للهاتف تعطيك نتائج جيدة في أغلب الظروف ولكنها ليست أفضل كاميرا للتصوير الاحترافي.

معدل تحديث 90Hz لسلاسة أفضل وتجربة أفضل في الألعاب ولكن ليس 120Hz لأن الألعاب لا تدعم أكثر من 90Hz حالياً. مواصفات جيدة تكفي لعامين أو أكثر قليلاً من الاستخدام السلس وليس مواصفات قوية تبقى معك 4 سنوات فمستخدم هذه الفئة لن يبق مع الهاتف طيلة هذه المدة.

ما ذكرته بالتأكيد لن يعجب شخص مهتم بالتقنية ويبحث عن كلّما هو جديد ومميز ولكنه يلبي احتياجات المستخدم التقليدي.

حملة دعائية ضخمة

عندما تستهدف شركة فئة المهتمين بالتقنية فإن انتشار هاتفها الجديد يكون غالباً بناء على ترشيحات أفراد هذه الفئة وحديثهم المطول حول ميزات وعيوب هذا الهاتف ومقارنته التفصيلية بالمنافسين. شيء بالتأكيد لن يحدث مع المستخدم العادي، لذا تلجأ أوبو للاعتماد على حملات دعائية قد تكون الأكبر في سوق الهواتف الذكية المصري.

 

كيف تنجح أوبو في السوق المصري برغم اعتراض المجتمع التقني على هواتفها؟كيف تنجح أوبو في السوق المصري برغم اعتراض المجتمع التقني على هواتفها؟كيف تنجح أوبو في السوق المصري برغم اعتراض المجتمع التقني على هواتفها؟

تعاقدت أوبو مع نجم الكرة المصري محمد صلاح ليكون واجهة الشركة وهواتفها من سلسلة أوبو رينو. خطوة ضمنت لها أن تقع أعين عشرات الملايين على هواتفها الجديدة. تملأ إعلانات هواتف أوبو اللوحات الإعلانية الضخمة في القاهرة الكبرى وعواصم المحافظات. الأشخاص العاديين الذين لا يحدقون في الشاشات طوال اليوم ولا يقضون ساعات لمشاهدة الإعلانات الإلكترونية يرون إعلانات أوبو في كل مكان بل أن تلك الإعلانات تحمل صورة بطلهم المفضل محمد صلاح.

برنامج المكافآت والأسعار المختلفة

بعد إطلاق هاتف أوبو رسمياً بساعات تجد أن الهاتف يتوافر في العديد من متاجر التجزئة بسعر أقل من السعر الرسمي. التجار ليسوا حمقى بالتأكيد من أجل تقليل مكسبهم عند بيع هواتف أوبو فالبعض يصل به الحال أن يبيع الهاتف بنفس السعر الذي يحصل عليه من الشركة.

تقليل سعر الهاتف ومحاولة الوصول لأقل سعر ممكن يعود لتقديم أوبو لبرامج مكافآت سخية للتجار فكلما ازداد عدد الهواتف المباعة ازدادت المكافأة التي يحصلون عليها. خطوة يستفيد منها المستخدم بحصوله على الهاتف بسعر أقل من السعر الرسمي وتستفيد منها الشركة بترشيح البائع لهواتفها في المقام الأول ويستفيد منها البائع في تحقيق ربح أكبر من الربح الذي قد يحققه من بيع الهاتف بسعره الرسمي.

في النهاية اتفقنا أو اختلفنا مع سياسة أوبو فإن الشركة تنجح في بيع عدد كبير من هواتفها فهو هدفها الأول والأخير حتى وإن كان المجتمع التقني يرى عكس ذلك.

ما رأيك في سياسة أوبو في السوق المصري؟ وما رأيك في هواتفها وأسعارها بشكل عام؟

شاركنا برأيك في التعليقات!