ليست جلسة تعذيب: لماذا يجب عليك إجراء اختبارات ضغط لحاسوبك؟
إذا كنت من المهووسين بدفع أداء الحاسوب لحدوده القصوى مثلنا، فمن المؤكد أنك صادفت أثناء تصفحك لمنتديات الحاسوب منشورات بشأن إجراء اختبارات ضغط لمكونات الحاسوب لمعرفة قدراتها.
أرقام هذه الاختبارات تمثل مؤشرًا ممتازًا لأداء عتاد الحاسوب، وليس مجرد وسيلة لاستعراض قوته. لكن هناك عدة أسباب لتقييم أداء "Benchmark" حاسوبك بانتظام، الذي نسلط عليه الضوء في مقالتنا.
اختبارات الضغط أشبه بفحص طبي شامل لصحة حاسوبك!

لتفهم الهدف من اختبارات الضغط، فإنها أشبه بإجراء فحوصات طبية شاملة لصحتك، فقد تشعر بأنك بخير. ومع ذلك، فإنك تزور الطبيب من باب الاطمئنان على صحتك لتشخيص المرض مبكرًا قبل تطوره، الذي قد لا يظهر إلا بعد إجراء تلك الفحوصات.
ينطبق الأمر نفسه على الحاسوب، فقد يخفي مشكلات لا تظهر إلا أثناء إجراء اختبارات الضغط. هذه الاختبارات تضغط على كل من وحدة المعالجة المركزية "CPU"، ووحدة المعالجة الرسومية "GPU"، وذاكرة الوصول العشوائي "RAM" لتقييم أدائها.
هذه الاختبارات تحاكي أعباء العمل "Workloads" الشاقة، مما يرفع الحرارة الداخلية لمكونات الحاسوب ومعدل استخدامها لمستويات قد لا تصل إليها مطلقًا خلال استخدامك اليومي، وهذا هو بيت القصيد.
الهدف من اختبارات الضغط ليس تخريب حاسوبك أو ما شابه، وهو ما قد يحدث في بعض الحالات النادرة جدًا بالمناسبة، وإنما إيجاد مشكلات الثبات وغيرها قبل أن تتحول لمشكلات كبرى تسبب لك صداعًا.
اختبارات الضغط تكشف عن نقاط ضعف حاسوبك

إحدى نقاط الضعف الكبرى في حاسوبك، التي يمكن لاختبارات الضغط تحديدها هو المشكلات الحرارية. عند الضغط على مكونات حاسوبك، فإنها تولد أقصى حرارة ممكنة لها. وإذا لم يتمكن نظام التبريد من التعامل مع هذه الحرارة، فسيتوقف حاسوبك عن العمل في منتصف العملية لمنع أي ضرر محتمل.
تكمن خطورة تشغيل حاسوبك بدرجات حرارة سيئة في أن ذلك يؤدي لتدهور مكونات حاسوبك بمرور الزمن، مما يقصر عمرها الافتراضي بدرجة كبيرة. إذا ركبت مكون جديد مثل الرامات أو حدثت واجهة BIOS، فقد تكشف اختبارات الضغط عن مشكلات الثبات التي قد لا تظهر في الاستخدام العادي.
تساعد اختبارات الضغط أيضًا في التحقق من الضمان ومطالبات إذن إرجاع البضاعة "RMA". إذا تبين لك أن عتاد حاسوبك الجديد معيب، فقد توفر اختبارات الضغط وثائق تقنيةً موجزةً للمشكلة.
بجانب ما سبق، تُعد اختبارات الضغط أفضل طريقة لتجهيز حاسوبك لأعباء العمل المتطلبة، فإذا كنت تبني حاسوبًا لتعديل الفيديوهات أو التصيير "Rendering" ثلاثي الأبعاد أو اللعب التنافسي، فعليك اختبار مكوناته مسبقًا للتحقق من قدرته على التعامل مع الحمل الكبير الذي تضعه هذه التطبيقات.
ما أعنيه أن اختبارات الضغط أسهل طريقة لمعرفة مدى قدرة الحاسوب على التعامل مع مهمة محددة متطلبة قبل أن يواجه مشكلات. بهذه الطريقة، تكون على أهبة الاستعداد أثناء استخدامك للحاسوب، بحيث لا تصادف خطأً عشوائيًا يفسد يومك.
اختبارات الضغط فكرة رائعة عند شراء أو بيع أو تطوير الحاسوب

يُفضل أن تجري اختبارات الضغط عند شراء أو بيع أو تطوير مكونات الحاسوب، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالحواسيب المحمولة فائقة النحافة، التي تميل درجة حرارتها للارتفاع بصورة أكبر أثناء اختبارات الضغط، مما يولد أداءً أقل من المُعلن.
أما إذا بنيت حاسوب، فقد تساعدك اختبارات الضغط على التحقق من أن جميع مكوناته متوافقة مع بعضها، إذ قد تُفاجأ بمدى سوء التوافق بين مكونات حاسوبك تحت الضغط أثناء إجراء تلك الاختبارات.
بالنسبة للحواسيب القديمة، فقد تكشف اختبارات الضغط عن مشكلات في نظام التبريد أو المكونات الفردية، مما قد يوفر عليك الكثير من المال إذا غيرت المبرد أو المعجون الحراري لتحسين الأداء بدلًا من تحديث أحد أو بعض مكونات الحاسوب الثمينة.
عمومًا، تُعد اختبارات الضغط فكرةً رائعةً سواء كنت اشتريت حاسوبًا جديدًا أو تستعد لبيع حاسوبك القديم. من ناحية، تساعد اختبارات الضغط البائعين على إثبات حالة الحاسوب، ومن ناحية أخرى، فإنها تساعد المشترين على التحقق من وصف البائعين.
في الواقع العملي، لا شيء يوفر راحة البال للمشتري أكثر من دفع الحاسوب محل الشراء لحدوده القصوى لتقييم أدائه الحقيقي، إذ يقطع ذلك الشك باليقين لديه بشأن أداء الحاسوب وإتمام صفقة شراء ناجحة.
اختبارات الضغط أبسط بكثير مما تتخيل

اختبارات الضغط ليست مهمةً تقنيةً للغاية، ولا يجب عليك إجراء جميع الاختبارات المتاحة للحاسوب. ثمة عدد قليل من تطبيقات قياس الأداء عبر نظام التشغيل Windows لإجراء اختبارات ضغط لحاسوبك. إذا كنت تريد سيناريو واقعي، يمكنك تقييم أداء حاسوبك عبر تشغيل عدد من الألعاب المتطلبة.
لا يُشترط في تلك الاختبارات أن تكون تقنيةً للغاية، فقد يكفي عبءُ عملٍ مثل تطبيق أو لعبة، طالما أنه يدفع حاسوبك إلى حدوده القصوى. ومع ذلك، توجد اختبارات مخصّصة لأحد المكوّنات مثل المعالج أو بطاقة الرسوميات، وهي تضع الضغط على هذا المكوّن وحده.
هناك تطبيقات لقياس أداء المعالج مثل Prime95 أو AIDA64، إضافةً لعدد غير محدود من أدوات قياس أداء كارت الشاشة مثل Uningine أو 3DMark، فضلًا عن أدوات قياس أداء الرامات مثل PassMark والتخزين مثل CrystalDiskMark.
اختبارات الضغط تكشف المعدن الحقيقي لحاسوبك!

اختبارات الضغط ليست هوسًا أو اضطرابًا أو نوعًا من السادية بالنسبة لحاسوبك، رغم أنها قد تكون كذلك في بعض الأحيان، بل أنها وسيلة لتقييم قدرة حاسوبك على التعامل مع أعباء العمل التي تخطط لاستخدامه معها، وهو ما نفعله في مراجعات الهاردوير بموقعنا لتحديد الفئة المناسبة لشراء المنتجات محل المراجعة.
سواء كنت تتحقق من أداء حاسوب بنيته أو تستكشف مشكلات الأداء بهدف إصلاحها أو تجهز حاسوبك للمهام الصعبة أو تتحقق من أداء حاسوب مستعمل، توفر لك اختبارات الضغط إحصاءات لا يمكنك الحصول عليها بأي طريقة أخرى من دون أن تخاطر ببياناتك.
ختامًا
قد يعمل حاسوبك بشكل جيد معظم الوقت، ولكن إذا حدثت مشكلة عند الضغط عليه أثناء تصيير فيديو في الموعد النهائي لتسليم المشروع أو أثناء لعب مباراة تنافسية مهمة، فقد تُصاب بالإحباط حتمًا. لتجنب هذا المصير، يمكنك تخصيص ساعة في إجراء اختبارات الضغط على حاسوبك، ولو لمرة واحدة في السنة.