الأرشيف. كابوسك الأول والأخير في عملك. الغرفة التي لن تجدها إلا في ردهة مظلمة داخل المدرسة، الشركة التي تعمل بها أو أي مكان يقدم خدمة تنتهي بورقة. هناك أشباحٌ يعيشون بهذه الغرفة، وهذه الأشباح تحب الفئران التي تعيش في هذه الغرفة التي لا يزورها أحد إلا المسئول الذي يضع الأوراق التي تصبح صفراء عندما يضعها بالداخل.

لماذا نزعج أشباح الأرشيف ؟ لأننا سنقوم بالأرشفة.

غرف الأرشيف

جملة تبدو وكأنها جملة حرفية، لكنها واقع. وظيفة الأرشفة تعتبر من أسهل الوظائف إن تعملت كيفية فعلها بالطريقة الصحيحة. في الماضي، كنا نأخذ الملفات الخاصة بنا، نفتح باب غرفة مليئة بالأرفف التي تسكنها الملفات ونضع الملف الجديد في الأعلى. قد لا ترى هذا الملف مرةً أخرى، وقد لا تهتم من الأساس برؤيته.

لكن هذا الصديق الذي تركته لتوك قد ينقذ أحدهم في المستقبل، وقد لا ينقذه من الأصل. إن كانت الفكرة مبنية كلها على "إحتمالية" الإحتياج، فلما نأرشف الملفات من الأصل إذاً؟

لماذا نأرشف ملفاتنا؟

موظفة في قسم الأرشيف

السبب وراء الأرشفة قد يكون غريباً بالنسبة لك. كطفل أو مراهق ترى أنه لا يوجد أي منفعة من وضع الملفات فوق بعضها البعض في غرفة لا يزورها أحد إلا نادراً. الفكرة كلها تكمن في تخزين الملفات، أو أي شيء يمكن تخزينه لأن الأرشفة غير مقتصرة فقط على الأوراق، في مخزنٍ محدد من أجل الاستخدام لاحقاً.

من الممكن أن لا تستخدم هذه الملفات على الإطلاق، لكن هذا ليس موضوعنا. هذه المستندات ستبقى في مكانها، وإن أخذنا المكتبات كمثال يحتذى به في الأرشفة، سنجد أن هناك كفاءة عالية في عملية استرجاع المستند الذي تبحث عنه بكل سهولة ويسر، لكن ما هي الكفاءة التي نتحدث عنها؟

الأرشفة ذات الكفائة العالية هي تخزين المستندات والوصول إليها بكل سهولة. تخيل أنك وضعت 30 ألف ورقة في غرفة وتحتاج لورقة واحدة، وهذه الأوراق لم يتم ترتيبها بأي شكل من الأشكال. ستحتاج، كمتوسط، البحث في 15 ألف ورقة من هذه الأوراق حتى تصل إلى الورقة التي تحتاجها، وفي أسوأ الظروف ستحتاج إلى البحث في 29 ألفاً و999 ورقة حتى تجد ما تبتغيه.

إن نظرت إلى المكتبات، ستجد أن الكتب الموضوعة بداخلها تم ترتيبها بشكلٍ محدد. قد يكون الترتيب على حسب الفئة، الأبجدية، الكود المرجعي للكتاب أو حتى لون الغلاف. هذا يجعل الوصول إلى الكتاب أسهل وأسرع، وستجد أنك قد تقوم فقط بما يصل إلى 10% من المجهود للوصول إلى الكتاب إن لم تكن هذه المكتبة مرتبة من الأصل.

في عصر التحول الرقمي، كيف نأرشف ملفاتنا؟

Seagate Barracuda

صارت أجهزة الكمبيوتر جزءاً من كل صناعة وأي صناعة. أنا وأنت نعلم أن الأوراق صارت جزءً من الماضي. الأوراق التي نقوم بأرشفتها تحولت الآن إلى 0 و 1 على وحدات التخزين، والتي منها الهارد ديسك والـ SSD التي تستخدم الآن لهذا الغرض على حسب الحاجة.

لكن بالطبع، هذا التغيير يجب أن يضع بصمته على عملية الأرشفة ككل. تختلف طريقة أرشفة وحدات التخزين من مكانٍ إلى مكان على حسب الحاجة وعلى حسب التقنية التي يريدون أن يستخدموها، لكن مع بداية ظهور الأرشفة الرقمية كان الحل هو تخزين وحدات التخزين نفسها.

هذه الوحدات كانت تدخل غرف التخزين عوضاً عن دخول الأوراق، وهذا بالطبع استهلك مساحة أقل من المساحة التي تشغرها الأوراق، لكنها تحتاج إلى بيئة أفضل لتخزين هذه الوحدات.

صار هناك أقواسٌ وأرفف خاصة بوحدات الهارد ديسك التي يتم تخزينها داخل هذه الغرف، بل وتغير المناخ الخاص بها لأن التراب صار مكروهاً بداخل هذه الغرف ولا يمكن تخزينها أيضاً في أماكنٍ حارة. ليس هذا فقط، بل يتم أيضاً تشغيل وحدات الهارد ديسك تلك بين كل فترة زمنية وأخرى للتأكد من أنها لا زالت على قيد الحياة.

لكن، إن خسرت هارد ديسك واحد ستخسر كل ما عليه. أنت تقوم، في النهاية، بتخزين حاوية داخل غرفة ولا تقوم بتخزين الملفات نفسها. أي نعم، تستطيع الوصول إلى الملفات بشكلٍ أسهل، لكن قد تضيع هذه البيانات لأن الهارد ديسك سيضيع إن لم تتم أرشفته بشكلٍ صحيح.

هنا تظهر أجهزة الـ NAS!

أجهزة الـ NAS من Synology

هناك ثلاث نقاط نركز عليهم دائماً لكي نقوم بالأرشفة بشكلٍ صحيح. نحتاج إلى تخزين البيانات، نحتاج أن نصل إليها بسهولة ونحتاج أن نحافظ على سلامته أيضاً. هذه النقاط تصف بالضبط أجهزة الـ NAS، ومنها أجهزة Synology التي تضع بصمتها الخاصة في هذه الصناعة.

أجهزة الـ NAS ما هي إلا أجهزة تخزين مرتبطة بشبكة. يمكن أن تفكر فيها وكأنها حاوية تضع فيها وحدات التخزين وتوصلها بالشبكة الخاصة بك لكي تحميها من المخاطر المحيطة في نفس الوقت الذي يمكن الوصول إليها ببساطة، وبالطبع هذه البيانات مخزنة على وحدة التخزين الموضوعة بالداخل.

إقرأ أيضاً: من الذي يحتاج لأجهزة التخزين الشبكي ولماذا قد تقتنيها؟

لكن الميزة في سوق أجهزة الـ NAS أنك تستطيع أن تختار التجربة التي تريدها. قد تحتاج إلى تخزين كمٍ كبيرٍ من البيانات قد تصل إلى 80 تيرابايت كحدٍ أقصى للمساحة الأساسية بدون التوسعة، وجهاز مثل DS920+ من Synology يستطيع أن يوفر لك أربع أدراج لوضع وحدات الهارد ديسك التي تحتاجها، والتي قد يصل حجمها إلى 20 تيرابايت للواحد.

80 تيرابايت من مساحة التخزين قد تستطيع أن توصل البيانات إلى 100 شخص؟ تستطيع أن تقسم أحقية الوصول كما تحب لكي تفصل ملفات فريق X عن فريق Y؟ نعم، هذا ممكن وبسهولة. يمكنك أيضاً أن تحافظ على الهارد ديسك الموضوع بالداخل لأنه محمي دائماً من الأتربة ويتم تبريده بشكلٍ مستمر، لكن حتى البيانات ستكون بأمان من خلال تركيبات الـ RAID.

تركيبات الـ RAID تلك تسمح لك بالمحافظة على البيانات الخاصة بك. عندما تتوقف إحدى وحدات الهارد ديسك الخاصة بك عن الخدمة، ستجد أن هناك نسخة أخرى منها على هارد ديسك آخر لكي تستبدل القديم بواحدٍ جديد بكل بساطة، والهارد ديسك الجديد سيستقبل البيانات مرةً أخرى لكي يحمي بياناتك بدوره الجديد.

حتى لو أردت أن تقوم بأرشفة كمية صغيرة من الملفات، أو حتى أردت أن تقوم بصنع مخدم الوسائط الخاص بكل لكي تطلق Netflix الخاص بك داخل منزلك، هذا ممكن بكل بساطة. يمكنك أن تقوم بوضع بياناتك داخل جهاز صغير مثل DS220j من Synology أيضاً، والذي يستطيع أن يقدم لك مساحة صغيرة للتخزين من خلال ثنائي الأدراج المتواجد بداخله لكي تبث المحتوى على أي منصة تستخدمها حتى لو كانت هاتفك الذكي.

وداعاً لهذه الغرفة المظلمة

في النهاية، نحن نعيش في عصر التحول الرقمي. يقول الجميع أنه من الصعب أن تخزن وتحافظ على بياناتك في هذا العصر، لكن مع استخدام الوسائط الصحيحة والأجهزة المصممة لهذا الغرض مثل أجهزة الـ NAS من Synology، سيبقى كل شيء على ما هو عليه. 

بياناتك ستظل صامدة و تستطيع أن تستخدمها بكل سهولة، والأهم أيضاً أن وحدة التخزين نفسها ستظل سليمة ولن تحتاج في النهاية أن تدخل في غرفة مظلمة مليئة بالأوراق الصفراء مرةً أخرى.