حقا لقد كان عالم الألعاب جميلا في الماضي!

كنا نحصل قديما علي لعبة كاملة، تهبط علينا من المطور بصورة مستقرة وبعدد محدود من العيوب والمشكلات bugs .. لم تكن الألعاب تحتاج الي ترقيعات patches مكثفة لاصلاح المشكلات، بل كانت الترقيعات لاضافة مزايا وخصائص جديدة وفقط!

وفوق كل ذلك كنا نحصل علي اضافات توسيعية expansion packs كبيرة تضيف خرائط لعب جماعي جديدة او قصص جديدة، وبأسعار معقولة. كانت اضافات التوسعة تلك وسيلة قليلة التكلفة لتحقيق المزيد من المكاسب من اللعبة للمطور، فهي لا تتطلب تطوير محرك جديد أو عناصر أو خصائص جديدة للعبة، وانما تبني علي ما تم تطويره بالفعل، وبهذا يحقق المطورين مكسبا سريعا دون تكلفة ضخمة. وكان هذا يرضي اللاعبين بشدة، علي اعتبار أنهم سيحصلون علي المزيد من محتوي ألعابهم المفضلة.

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

حقا لقد كانت أياما مجيدة .. لكن دوام الحال من المحال، وسرعان ما تبدل الوضع الي ما هو أسوأ!

لقد أخذ المطورون ما كان من حق اللاعبين في فترة من الزمن جزءا بجزء حتي لم يبق شئ في اللعبة الا وهو مرهون الآن بممارسات مالية ابتزازية.

في البدء كانت الحاجة الي رفع أسعار الألعاب من 50 دولارا الي 60 دولارا .. وهو قرار تعرض للنقد الشنيع والاعتراضات الجمة في وقته، لكن الجميع تقبل الوضع في النهاية، كانت حجة المطورين أن تكلفة صناعة الألعاب قد ازدادات ولا بد معها من زيادة السعر.

لكن علي ما يبدو أن هذا لم يعد كافيا، فانتقل المطورون الي ما هو أكثر وأكثر وبالتدريج.

وكانت أول خطوة هي التغيير في منظومة اضافات التوسعة expansion packs، فبدلا من أن تكون التوسعة حزمة واحدة كبيرة بمحتوي اضافي كبير من القصة وخرائط اللعب التنافسي .. قرر المطورون تقسيمها الي أكثر من توسعة، بدلا من توسعة واحدة كبيرة، ستصير الآن توسعتين متوسطتين، وكل واحدة لها سعرها بالطبع.

لكن هذا لم يعد كافيا أيضا، فكانت الخطوة الجديدة هي تقسيم التوسعات أكثر وأكثر، لتصير 5 أو 6 توسعات صغيرة. وكل واحدة تحوي محتوي أقل من القصة أو خرائط اللعب التنافسي. ولكل واحدة سعرها الخاص بالطبع. ولتفادي غضب اللاعبين غير المطورون اسم التوسعات الي المحتوي القابل للتحميل DLC أو المحتوي الاضافي اختصارا Downloadable Content.

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

وتكاثر عدد تلك المحتويات الاضافية حتي تجاوزت نصف الدستة في العديد من الأحيان .. وسط تذمر اللاعبين الذي يضطرون الآن الي دفع المال ستة مرات في نفس اللعبة في بعض الأحوال! كانت حجة المطورين ان المحتوي الاضافي أسهل وأسرع في التطوير وأنه يجعل اللاعب ينتقي ما يحتاجه من المحتوي بشكل أفضل.

لكن المشكلة أن تلك الحجج لم يكن لها صدي علي أرض الواقع، فجودة المحتوي الاضافي DLC لم تكن بجودة اضافات التوسعة expansion pack، فتلك الأخيرة كانت كبيرة المحتوي وذات أفق واسع متسق. أما المحتويات الاضافية DLC فكانت صغيرة المحتوي محدودة الأفق وتأتي في سياق متفرق وغير متناسق، لقد كان المطورون يتفننون في جعل أي شئ ولو كان تافها كمحتوي اضافي في محاولة لتحقيق كسب اضافي. وهو ما كان نذير شؤم أن ممارسات مطوري الألعاب قد وصلت حدا خطرا من التمادي في الابتذال واستجلاب المال.

لكن الأسوأ لم يأت بعد، لقد أخذ المطورون علي عاتقهم تقليل محتوي اللعبة الأصلي وتأجيل عناصر عديدة من اللعبة الي ما بعد مرحلة الاطلاق وبدلا من دمجها في نسخة اللعبة الأصلية، يتم تأجيلها كمحتوي اضافي يتم بيعه فيما بعد! الآن المطور يصنع اللعبة ناقصة ويستكملها فيما بعد كمحتوي اضافي دون أن يطور محتوي اضافي حقيقي! كان المطورون ينتزعون بعض الأجزاء من القصة والعديد من خرائط اللعب التنافسي من الاصدار الأساسي ويضعونه كمحتوي اضافي!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

ولقد تسبب هذا في انقسام مجتمعات الألعاب، فليس كل اللاعبين يشترون المحتوي الاضافي، والنتيجة أن الكثير منهم يفوته أجزاء مهمة من القصة، وتفوته فرصة اللعب التنافسي علي الخرائط الجديدة! بل إن اللعب التنافسي علي تلك الخرائط الجديدة كان يتعرض للضرر بسبب قلة عدد اللاعبين عليها .. فأعداد الذين يشترون المحتوي الاضافي كانت أقل بكثير مقارنة بمن يكتفون بشراء محتوي اللعبة الأساسي وفقط.

ولأن المطورون تعودوا الآن علي تأجيل اجزاء من اللعبة كمحتوي اضافي، بعد أن صار هذا أمرا يجري في دمائهم، فقد انتقلت عدوي هذا التأجيل الي جودة محتوي اللعبة الأصلي نفسه! هل توجد عيوب bugs كثيرة في اللعبة؟ هل توجد مشكلات في القصة؟ عناصر ناقصة؟! ما من مشكلة! أصدر اللعبة علي هذا الحال، واصلحها لاحقا بالترقيعات patches والمحتوي الاضافي DLC!

الآن بعدما زاد سعر الألعاب الي 60 دولارا وزادت المكاسب منها بسبب المحتوي الاضافي، تقل جودة اللعب نفسه؟ لماذا؟ هل هذا جزاء تسامح اللاعبين مع المطورين؟!

لكن الجزاء لم ينتهي بعد، لقد انتقل المطورون الي ما هو أسوأ وأسوأ، محتوي اضافي يصدر مع اللعبة الأساسية في نفس ذات الوقت، وفي نفس اليوم، ان المطور يصدر لعبته ناقصة كي يكملها بالمحتوي الاضافي، ثم يقتطع منها جزءا جديدا لتصير ناقصة أكثر ويصدر هذا الجزء كمحتوي اضافي في اليوم الأول Day 1 DLC! ان المطور يقتص حرفيا جزءا من اللعبة ويسجنه رهنا للمزيد من المال من اللاعب!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

وفي حالات كثيرة، كانت تلكم المحتويات الاضافية متاحة في ملفات اللعبة منذ البداية، وعلي القرص الضوئي BluRay/DVD أو القرص الصلب Hard Disk من اليوم الأول، لكنها غير متاحة الا للذين يدفعون!

وعند هذا الحد فان حال الألعاب قد صار في غاية السوء، سابقا كنا نحصل علي لعبة أساسية ومحتويات توسعة اضافية كبيرة! لكننا وصلنا الي مرحلة أن اللعبة الأساسية نفسها تقسم الي أجزاء صغيرة، يصدر بعضها كمحتوي اضافي في يوم الاطلاق، والباقي يصدر بعد الاطلاق بصورة دورية! ولم نعد نحصل علي محتويات اضافية حقيقية كبيرة. كل ما نحصل عليه هو لعبة مفتتة .. وناقصة!

ومدفوعين بجرأة غير معتادة وثقة في أن أفعالهم لن تتعرض للنقد العنيف، قرر المطورون أن هذا كله ليس كافيا، وان الوقت قد حان لما هو أسوأ!

لقد بدأت كلمة المحتوي الاضافي تفقد معناها الحقيقي، عندما صار كل شئ في اللعبة قابلا لكي يكون محتوي اضافيا: أسلحة، دروع، أزياء، شخصيات، أدوات تخصيص لشكل الشخصيات، مركبات .. كل شئ .. أي شئ يمكن فصله عن اللعبة وجعله علي هيئة محتوي اضافي صغير بسعر خاص! وبعدما كانت كلمة المحتوي الاضافي تعني قصة اضافية او خرائط جديدة للعب الجماعي، صارت الآن تعني عناصر فردية وأدوات لعب مقتصة من اللعبة علي نحو فج كي تباع في سوق النخاسة!

وكنتيجة لهذا تضاعف عدد المحتويات الاضافية حتي وصل عنان السماء! لقد تفتت الألعاب أكثر وأكثر وأكثر! وصار اللاعب الذي يرغب في الحصول علي التجربة الكاملة للعبته ينفق من ماله أكثر من 10 مرات في سبيل هذا!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

بل إن المطورون صاروا يصدرون محتوي اضافيا داخل المحتوي الاضافي نفسه DLC inside a DLC!  أي ان المحتوي الإضافي الصغير نفسه يتم تقسيمه الي محتوي اضافي فوق الاضافي لا يمكن شراءه الا بشراء المحتوي الاضافي الأول! ثم شراء الثاني فوقه! لقد وصل المطورون الي الجنون في تفتتيت محتواهم! لقد وصل الأمر لبعض المطورين بالاعلان عن المحتوي الاضافي للعبة قبل اصدار اللعبة بشهور طويلة!

لكن هذا لم يعد كافيا أيضا! فبعدما أسس المطورون قاعدة التفتيت، انطلقوا منها الي جعل اللاعب يدفع في سبيل الغاء هذا التفتيت بأساليب ملتوية! بدأ المطورون في اتاحة نسخ Editions مختلفة من اللعبة الأصلية! هناك نسخة أساسية عادية Standard Edition بلا أي محتوي اضافي، وهناك نسخة خاصة Special بمحتوي اضافي أو اثنتين كأسلحة اضافية وعناصر لعب صغيرة اضافية، وهناك نسخة فاخرة Deluxe بمحتويات اضافية كثيرة، وهناك نسخة خارقة Super/Extreme بمحتويات أكثر، ونسخة ذهبية Gold بكل المحتويات الاضافية الحالية والمستقبلية ونسخة أسطورية Legendary بمحتويات اضافية فوق المحتويات الاضافية!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

ثم لم يكتفي المطورون بهذا، فابتكروا ما أسموه بموسم المحتويات الاضافية، أو الاضافات الموسمية Season DLC، وهي مجموعة من المحتويات الاضافية التي تصدر معا في وقت معين (مثلا في موسم الصيف أو موسم الأعياد ..الخ)، والمطور يقدم للمستخدم خيار شراء كل محتوي علي حدة بسعر محدد، أو شراء كل المحتوي الموسمي كحزمة واحدة بتذكرة سماح Season Pass وبسعر مخفض! و بالطبع يصدر المطور عددا كبيرا من تلك المحتويات الموسمية!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

لكن كل هذا الجشع والجنون لم يكن كافيا أيضا! فانتقل المطورون الي ما هو أبعد!

لقد قرر المطورون بيع سلع رقمية صغيرة بداخل اللعبة نفسها! كسلاح مميز أو زي خاص، او  شعار جميل الشكل، لا يمكن شراؤه الا من داخل اللعبة! حتي لو كنت تمتلك تذكرة الموسم أو النخسة الذهبية الأسطورية الخارقة! ثم زادوا علي هذا بوسائل أكثر فجاجة ووقاحة بأن يعرضوا اختصارات لعب gameplay shortcuts للبيع! كاختصار يفتح كل أسلحة اللعبة مرة واحدة دون الانتظار لجمع نقاط الفوز أو الخبرة اللازمة .. أو اختصار لتسريع اكتساب نقاط الخبرة نفسها وزيادة المستوي experience boosters، أو اختصار لكسب اموال كثيرة وهمية داخل اللعبة virtual game money تمكنك من فك الأسلحة والأزياء وزيادة مستوي قوتك level up.

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

ثم لم يعد هذا كافيا فقرر المطورون فتح متجر رقمي كامل داخل اللعبة in game store لبيع كل ما لذ وطاب من السلع الرقمية وعناصر اللعب! وبنقود حقيقة! صار كل شئ متاح للبيع في تلك المتاجر، من الأسلحة والعتاد والاختصارات وحتي الأزياء والشعارات وعلامات التصويب وألوان اللاعبين! ما عليك عزيزي اللاعب سوي أن تدفع كي تحصل علي هذه السلع فورا دون أن تنتظر أن تمنحها لك اللعبة.

لكن هذا لم يعد كافيا كذلك! فتم ابتكار أنظمة كاملة للمعاملات والمشتريات الرقمية micro transactions .. وفيها يدفع اللاعب نقودا حقيقية لشراء عملات خاصة وهمية داخل اللعبة، يشتري بها سلع رقمية! بدلا من أن يشتري السلع الرقمية بالنقود الحقيقة مباشرة! والفكرة هنا ان سعر العملات الخاصة يختلف عن السعر الحقيقي!

فلكي يشتري اللاعب سلاحا جديدا، تبلغ قيمته 5 دولارات، يجب عليه شراء ما يوازي 6 دولارا من العملات الخاصة الوهمية، ثم انفاق ما يوزاي 5 دولارات منها في شراء السلاح، وبهذا يتبقي معه ما يوازي دولارا يمكنه الاحتفاظ به او الاستزادة عليه لشراء سلع أخري! وهي طريقة خبيثة لتوريط اللاعب في إنفاق أموال اكثر في لعبته!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

لكن وانتم تتوقعون ما بعد تلك ال(لكن)، لم يعد هذا كافيا، لم يعد أي شئ كافيا، لقد بلغ جنون وجشع المطورين عنان السماء فزادوا فوق كل ذلك أضعافا مضاعفة، لقد اتجهوا لدمج ممارسات القمار والحظ في الألعاب!

الآن بدلا من شراء السلع بنقود حقيقة أو نقود حقيقية من خلال نقود وهمية، يجب عليهم الآن شراء صناديق جوائز loot boxes أو بطاقات حظ loot cards بنقود حقيقية، هذه الصناديق او البطاقات تحوي فرصة عشوائية للفوز بسلاح معين مثلا او سلعة معينة، وهي فرصة غير كاملة، احتمالية .. مما يعني أن اللاعب يضطر الي شراء عدد من الصناديق او البطاقات للحصول علي السلعة، لأن هذه السلعة غير متوفرة الا من خلال الصناديق!

ولكي يتفادي المطورون الأوغاد غضبة اللاعبين فانهم يغرونهم بان الصناديق توفر فرصة لهم لشراء السلعة بسعر رخيص جدا اذا حالفهم الحظ وفازوا بها في أول صندوق! لكن الأمر كله يعتمد علي عبارة اذا حالفه الحظ تلك! ففي أغلب الاحوال فان الحظ لن يحالفك الا اذا انفقت مبلغا معينا من المال!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

الآن اللاعب يحتاج الي انفاق 9 دولارات لشراء عدد من صناديق الحظ كي يشتري سلعة بـ 5 دولارات! وبمعني آخر هو يحتاج الي المقامرة بـ9 دولارات لشراء السلعة ذات الخمسة دولارات!

لكن الأسوأ لم يأت بعد! بعض المطورين لا يتيح شراء صناديق الحظ الا من خلال العملة الوهمية للعبة، مما يعني أن اللاعب يدفع 10 دولارات لتحويلهم الي عملات وهمية، ثم شراء الصناديق بتلك العملات! وكل هذا لشراء سلعة بخمسة دولارات! إن العقلية الداهية التي تفتقت عن كل هذه الأساليب الملتوية لابتزاز المال من اللاعبين لتستحق جائزة الجحيم في اللصوصية!

هل وصلنا الي مرحلة الكفاية اذن؟ بالطبع لا! الآن جاءت مرحلة وضع صناديق الحظ في كل محتوي اللعبة الأصلي بدلا من قصره علي محتوي اللعبة الاضافي، الآن يتوجب علي اللاعب شراء صناديق كي يحصل علي أسلحة أساسية وشخصيات أساسية، أو كي يحصل علي مزايا تعطيه الأفضلية للقضاء علي خصومه .. كتحديثات قوية upgrades وأساسية للأسلحة، أو للدروع .. الخ.

والآن جاء وقت تصميم اللعبة بحيث تحوي تطويلا غير مبرر و استطالة غير ضرورية أو أنظمة زيادة مستوي level up معقدة وصعبة، فقط كي يصبح اللاعب مجبرا علي شراء اختصارات لعب تسرع من تطور شخصيته أو تعطيه اسلحة وعناصر قوية دون الانتظار لوقت طويل.

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

حان الوقت الان كي تصمم اللعبة كلها كي تصير مجرد فخ لدفع اللاعب لانفاق المزيد من الأموال فيها فوق الأموال التي دفعها في سعر اللعبة الأصلي. إن استمرار هذا الحال علي منواله سوف يؤدي الي أن تتحول العابنا المفضلة لنسخ قميئة من ألعاب الجوال mobile phone، التي تعج بحوائط وقت time walls تقيد من وقت لعبك ما لم تدفع المال، والممتلئة بأنظمة مشتريات تريد منك شراء كل شئ في اللعبة بنقود حقيقية، حتي طلقات الرصاص التي ستضرب بها الأعداء!

لقد بدأنا بألعاب كاملة مستقرة وذات جودة عالية وبمحتويات توسعة كبيرة وقيمة، وانتهينا الي العاب ناقصة معيوبة ممتلئة بالمشكلات وبمحتويات اضافية عديمة القيمة كثيرة العدد لأتفه الأشياء، واللعبة تظل ناقصة رغم ذلك! وبسعر عال!

لكننا لم نتوقف عند هذا الحد .. بل ابتدعنا الطرق الملتوية لاستخراج المال من جيب اللاعب عندما عرضنا كل شئ للبيع في اللعبة، من متاجر و عملات وهمية وصناديق حظ وقمار! كل ما هو معروض كان من حق اللاعب من الأصل! كله لا ينبغي بيعه!

لم يعد أي شئ كافيا .. الممارسات المالية لشركات الألعاب تدمر صناعة الألعاب!

كل هذا من أجل ماذا؟ من أجل تعويض زيادة تكلفة الألعاب؟ يالها من حجة واهية كاذبة! تكلفة الألعاب لا تبرر كل هذه الأساليب قطعا، ولا تبرر استنزاف أموال اللاعبين بهذا الكم من القبح والفجر. لقد تعود المطورين علي مستوي أرباح ضخمة معين، وهم يرغبون في تحصيل هذه الأرباح سواء كانت اللعبة تستحق أم لا. والألعاب الآن قطعا لا تستحق، فهي تعتمد علي التكرار، ممتلئة بالعيوب والمشكلات وتصدر ناقصة فعلام كل هذا الاصرار علي حلب الأموال؟!

لم يعد أي شئ كافيا بالنسبة للمطورين وهم في مسعاهم هذا سيدمرون صناعة الألعاب وسيجعلونها مرتعا للقمار والمضاربات والممارسات الرذيلة .. و هنا ستكون صناعة الألعاب قد قضت نحبها بنفسها.

فهل يقول اللاعبون كفي؟ هل يرسمون الخط الأحمر ويطالبون المطورون بعدم تخطيه؟ أم يقفون ساكنين والمطورون لا يكتفون من ابتزاز أموالهم أكثر وأكثر؟

إن إجابة هذا السؤال ستحدد مصير صناعة الألعاب كلها مستقبلا، فاما الدمار والاضمحلال، واما البقاء والنماء .. فقط نحتاج أن نذكر المطورين أن كفي تعني كفي، وأن لكل شئ نهاية، وأنهم قد وصلوا لحدود ما هو مقبول، وأنهم صاروا مثل الضباع المسعورة التي لا تعرف متي تتوقف عن الصيد، ومتي تدرك أن ما لديها كافيا. بل هو أكثر من كاف.