كيف وفت NVIDIA بوعدها لكل من تبنى بطاقة من سلاسل RTX؟
أي سلعة يتم بيعها تأتي مع بعض الوعود من تاجرها، وفي بعض الأحيان تكون الوعود مغرية للأمانة. هذا ما حدث في أغسطس من عام 2018 عندما تم الكشف عن بطاقات NVIDIA من سلسلة RTX الجديدة، والتي وعدتنا NVIDIA بأنها ستوفر لملاكها العديد من المزايا مع مرور الوقت.
وعدت NVIDIA بتقنيات تتبع الأشعة المعروفة بالـ RTX، تقنيات التعلم العميق لتعزيز معدل الإطارات المعروفة بالـ DLSS وتقنيات أخرى مميزة لا يقدمها أي منافس آخر. الوعود سهلة إن سألتنا، يمكننا أن نعدك بأي شيء ولا نفي بوعدنا، ويمكننا أيضاً أن نحنث بهذا الوعد عندما يقابلنا مطب واحد لأننا أكسل من أن نفي به.
لكن، هل هذا ما حدث مع NVIDIA كما زعم البعض؟
بداية الطريق قد تكون صعبة في العديد من الأحيان
عندما ننظر إلى بداية NVIDIA مع بطاقات RTX، وبالأخص بطاقات RTX-20، سنجد أنها كانت متذبذبة بعض الشيء. هل بطاقات NVIDIA، كسلعة، كانت سيئة؟ لا. هل عانت مع المبيعات؟ لا. هل كان هناك مشكلة في أداء البطاقات بشكل عام؟ الإجابة أيضاً لا.
إن كانت هذه البطاقات تأتي بدون تقنيات الـ RTX من الأصل، فكان سيتم بيعها بشكل طبيعي. فارق الأداء بينها وبين بطاقات GeForce GTX-10 كان جيداً للغاية، والعديد من المستخدمين الذين قاموا ببناء أجهزتهم في الفترة بين 2018 و2020 قاموا بتبني هذه البطاقات بالفعل، خصوصاً وأن فارق السعر بينها وبين بطاقات GTX-10 لم يكن مرتفعاً، بل كان قريباً للغاية.
الأزمة لم تكن في الأداء، بل كانت في الدعم. وعدت NVIDIA بأنها ستحصل على دعم المطورين بشكل متوسع مع بداية إطلاق بطاقاتها من سلسلة RTX-20. رأينا وقتها العديد من العناوين الكبيرة التي ستدعم التقنية مثل Call of Duty: Modern Warfare و Battlefield V، ورأينا أيضاً العديد من الألعاب الجديدة التي لا تأتي من سلاسل كبيرة وتدعم التقنية مثل The Fabled Woods على سبيل المثال.
لكن في نفس الوقت، عدد الألعاب التي دعمت التقنية لم يكن بالكبير. بدأ الأمر بما يقارب الـ 20 لعبة فقط، 20 لعبة داعمة للتقنية عند الإعلان عنها، منها ما رأيناه عند الإطلاق وما حصل على التحديث الداعم للتقنية في وقتٍ متأخر قليلاً. هذا بالنسبة لتقنية الـ RTX، لكن بالنسبة للـ DLSS؟
دعم تقنية الـ DLSS في نفس الفترة الزمنية لم يكن بالكبير أيضاً. عدد العناوين التي دعمت تقنية تعزيز معدل الإطارات تراوح بين 10 إلى 15 لعبة فقط، وهذا الرقم لم يكن كبيراً إن سألتنا. خصوصاً وأن التقنية كانت في إصدارها الأول الذي وضع عبئاً على المطورين لتبني التقنية، وهذا بسبب أن التقنية كانت تعمل بشكل يختلف من لعبة للعبة على حسب المشاهد الداخلية لها، وهذا لم يكن مرضي لجميع الأطراف ولم يعطي الدفعة المنتظرة.
لكن الآن، ترسانة NVIDIA صارت مليئة بالذخيرة
الآن هو الوقت الذي يجب أن تستثمر فيه في بطاقات NVIDIA. صار عندك أكثر من 40 عنوان من عناوين الـ AAA والألعاب المستقلة التي تقدم لك تجربة رسومية مميزة مع بطاقات RTX. حتى إن نظرت للعناوين القادمة، على الأقل ثلث الألعاب المعلنة من كبار المطورين تأتي داعمة لتقنية الـ RTX.
في نفس الوقت ،بالنسبة لتقنية الـ DLSS، هناك أكثر من 63 عنوان داعم للتقنية التي أفادت بشكل كبير في تعزيز معدلات الإطارات في الثانية الواحدة، منها 15 عنوان قادم خلال العام الجاري.
لكن الفكرة هنا، هل هذا الدعم كان سيكون مستحقاً من NVIDIA إن كان جيل RTX-20 هو الجيل الحالي للبطاقات الرسومية؟ الإجابة هنا لا.
بطاقات GeForce RTX-30 كانت الحل
هل بطاقات NVIDIA من سلسلة RTX-20 ضعيفة الآن؟ لا، لا يمكنني أن أقول هذا لأن هذه البطاقات لا زالت تؤدي بشكل ممتاز مع أحدث الألعاب التي نراها في الأسواق، لكن بطاقات RTX-30 رفعت من سقف التجربة بشكل غير مسبق. أنوية الجيل الجديد من تتبع الأشعة والـ Tensor وفرت أفضل أداء ممكن لهذه التقنيات، مما رفع من معدلات الأداء.
سأخذ دقة عرض الـ 1440p مع تفعيل تقنية تتبع الأشعة، وهذا لأننا نرى أن دقة الـ 1440p هي المعيار الرسومي الجديد في الوقت الحالي نظراً لقوة البطاقات الجديدة التي تستطيع العمل مع هذه الدقة. عند النظر إلى بعض العناوين، سنجد أن أداء بطاقات RTX-30 مع تتبع الأشعة على هذه الدقة توفر معدلات تقترب من 100 إطار في الثانية، وهذه البطاقات ليست بطاقات الفئة العليا من RTX 3080 وRTX 3090، بل أتحدث عن بطاقات RTX 3070 وRTX 3060 Ti.
هذه الأرقام رفعت من قيمة تقنيات الـ RTX والـ DLSS، ولهذا تبنت العديد من العناوين الكبيرة ومنها….
لعبة Red Dead Redemption 2 هي صديقة NVIDIA الجديدة
لعبة Red Dead Redemption 2 كانت من أكثر العناوين التي عانى معها ملاك بطاقات GeForce RTX-20 وما تحتها، ليس لأن البطاقات ضعيفة كما ذكرنا، بل لأن اللعبة نفسها تعتبر من أكثر الألعاب التي تطلب مجهود رسومي جبار من البطاقة التي تعمل عليها.
ما هو الحل؟ دعم تقنية الـ DLSS بإصدارها الثاني هو الحل. لا تحتاج للتضحية بالدقة الرسومية بعد الآن على لعبة Red Dead Redemption 2 لأنك ستحصل على نفس الدقة الرسومية بمعدل أعلى للإطارات في الثانية الواحدة لكي تصل إلى أرقام أعلى وأكثر استقراراً من ذي قبل.
كان علينا بالطبع تجربة التقنية على أرض الواقع داخل معاملنا، وهذا بعد أن قامت Rockstar بإطلاق تحديث Blood Money الذي أضاف بعد المهام الجديدة مع تقنية DLSS أيضاً، والذي أقرت الشركة بأنه يمكن الحصول على 45% كنسبة أداء أعلى مع أعلى معالجات AMD Ryzen 5000 وذواكر الـ 32 جيجابايت، وبالطبع هذه الأرقام كانت على نمط الأداء العالي.
الرقم الذي حصلنا عليه في حالتنا التي قمنا فيها باختبار اللعبة على بطاقة GeForce RTX 3070 Ti مع معالج Ryzen 9 5950X بالذواكر التي تأتي بسعة الـ 32 جيجابايت لم يكن سيئاً على الإطلاق مع دقة الـ 4K. حصلنا نحن على 53 إطاراً في الثانية الواحدة على أعلى الإعدادات باستخدام البطاقة، لكن الأرقام التي حصلنا عليها في الأسفل بعد تفعيل التقنية كانت مميزة:
- نمط الأداء: 70 إطاراً في الثانية.
- نمط الأداء العالي: 78 إطاراً في الثانية.
- نمط الجودة: 62 إطاراً في الثانية.
- نمط الموازنة: 66 إطاراً في الثانية.
أعلى فارق وصلنا له كان 32%، وهذا الرقم لم يكن سيء على الإطلاق لأننا اقتربنا لمعدل إطارات الـ 75 إطاراً في الثانية عوضاً عن معدل أقرب للـ 50 إطاراً في الثانية. أي نعم، قد تكون النسبة التي عرضتها NVIDIA أعلى من النسبة التي خرجت لنا على أرض الواقع، لكن هذه النتيجة غير مخيبة على الإطلاق وتعطي أداءً مميزاً للغاية.
مر عامين على اللعبة ولا زالت مشكلة بالنسبة للكثير، لكن اللعبة لا زالت هدف للعديد من اللاعبين الذين يريدون التمتع بقصة مميزة من نوعها مع مغامرة "آرثر مورجان"، ولا ننسى بالطبع الرسوميات الرائعة التي نراها في اللعبة. هذه اللعبة لا يمكن أن نقول أنها قديمة بأي شكل من الأشكال، وإن كنت تمتلك بطاقة من بطاقات RTX، سواء من سلسلة RTX-20 أو RTX-30، فيجب أن نرشحها لك دائماً، خصوصاً مع دعم تقنية الـ DLSS بإصدارها الثاني.
?xml>