على عكس اعتقادك، Prince of Persia the Lost Crown تعود إلى جذور السلسلة
خلال الأيام الماضية قمنا بتجربة ومراجعة لعبة Prince of Persia the Lost Crown وفي الحقيقة اللعبة تمكنت من تقديم تجربة لعب ممتعة جدًا وغنية ومفاجئة بشكل كبير لنا.
بعد نشرنا لمراجعة لعبة Prince of Persia the Lost Crown وجدنا أن العديد من المتابعين يرون أن اللعبة بعيدة كل البعد عن السلسلة بسبب منظور اللعبة حيث تأتينا اللعبة من منظور 2D.
لكن هل هذا الشعور حقيقي بالفعل، هل تقدم اللعبة نسخة مزيفة من السلسلة، أم أنها في الحقيقة تقدم تجربة أصلية تمامًا تعود بنا إلى الجذور؟
في الواقع والمفاجئ للعديد أن اللعبة قدمت تجربة أصلية عادت بنا إلى الجذور بشكل قوي جدًا لكنها في نفس الوقت وقعت في أخطاء جعلت هذه الرؤية ذات وجهة نظر إلى حد ما.
نحن اليوم سنشرح كيف عادت بنا اللعبة إلى جذور السلسلة وليس كما يرى البعض أن اللعبة بعيدة كل البعد عن السلسلة.
تعرفنا على سلسلة أمير بلاد فارس من منظور 2D
في عام 1989 كنا على موعد مع لعبة جديدة تدعى Prince of Persia أو ما تعرف بإسم أمير بلاد فارس، ووقتها تمكنت اللعبة من تحقيق نجاح مقبول جدًا على مستوى النقد ولكن الأهم أنه تمكنت من تحقيق نجاح جماهيري ضخم جدًا جعل شركة يوبي سوفت تركز على هذه السلسلة.
لعبة Prince of persia اعتمدت بشكل كبير جدًا على البلاتفورم وكانت اللعبة من منظور 2D، وهنا يجب أن نوضح أن هذا المنظور لم يكن هو المنظور الوحيد للألعاب في هذا الوقت، بل كان يوجد ألعاب من منظور Upside Down والأهم أنه كان يوجد ألعاب من منظور الشخص الأول مثل لعبة Doom التي صدرت عام 1993.
أي أن يوبي سوفت كانت صاحبة القرار بالفعل في اختيار هذا المنظور وهذه التوليفة المعتمدة بشكل أكبر على البلاتفورم مع بعض عناصر القتال المتنوعة وفقًا للإمكانيات في هذا الوقت.
هذه الرؤية استمرت مع إطلاق لعبة Prince of Persia 2 التي صدرت في عام 1993 والتي جاءت هي الأخرى مع منظور 2D و اعتماد شبه كلي على البلاتفورم.
الثلاثية لم تكن أول ألعاب تغير من منظور السلسلة
امتلكت سلسلة أمير بلاد فارس إرث قوي جدًا تم بناؤه عن طريق الثلاثية الشهيرة التي بدأت بجزء The Sands of Time عام 2003 وانتهت بجزء The Two Thrones عام 2005، وهذه الأجزاء الثلاثة تمكنت من تكوين رابطة قوية جدًا مع مجتمع اللاعبين جعل الكثير يظن أن هذه الثلاثية هي أول أجزاء من اللعبة أصلًا.
من الواضح أن هذا الاعتقاد غير صحيح لأن السلسلة بدأت معنا في عام 1989، بل والمفاجأة هذه الثلاثية لم تكن نقطة تحول اللعبة إلى منظور الشخص الثالث، لأن السلسلة قدمت لنا لعبة Prince of Persia 3D عام 1999، وهذه هي أول لعبة قدمت لنا سلسلة أمير بلاد فارس بـ منظور شخص ثالث ولكنها تمسكت بنظام البلاتفورم واعتمدت عليه بشكل كامل.
بالعودة إلى الثلاثية نجد أنها احتفظت بنمط السلسلة الشهير ولكن مع منظور كاميرا جديد قليلًا على عشاق السلسلة، الثلاثية اعتمدت على البلاتفورم المعقد والجمع بين أكثر من حركة في نفس الوقت لتجاوز العقبة، أيضًا الثلاثية ركزت على فكرة التلاعب بالزمن ومن هنا بدأت ملامح السلسلة في الترَسخ بشكل كبير.
سلسلة أمير بلاد فارس هي سلسلة ألعاب تتميز بنظام البلاتفورم بشكل كبير جدًا مع مجموعة من الألغاز المميزة التي أصبحت بصمة وعلامة مسجلة لهذه السلسلة، أما عن الموقع فأحداثها تقع في بلاد فارس فقط وبطلنا يمكنه التحكم في الزمن بشكل ما، هذه هي العناصر المميزة للسلسلة وليس منظور الكاميرا.
لعبة Prince of Persia the Lost Crown تمثل عودة للجذور
بالعودة إلى لعبتنا The Lost Crown نجد أنها تعود إلى الجذور بشكل كبير وتتمسك بالعناصر المميزة للسلسلة، المنظور هنا أمر فرعي جدًا ولكن على أي حال اللعبة تعود بالمنظور إلى الجزء الأصلي من اللعبة.
وهنا يجب التأكيد على فكرة هامة وهي أن اللعبة الجيدة ليس بالضرورة أن تأتي في منظور الشخص الثالث أو الأول ونحن نرى بالفعل ألعاب من منظور 2D أو Upside Down تترشح لجائزة لعبة العام مثل ألعاب ماريو وHades التي فازت بالجائزة بالفعل.
أما عن عناصر اللعبة المميزة فنجد أن اللعبة قدمت تجربة تعتمد على البلاتفورم بشكل كامل، والأهم من كل هذا أنه بلاتفورم به كل أفكار السلسلة المميزة وليس بلاتفورم مسخ لا ينتمي للسلسلة.
مُنذ البداية تشعر وأنك تلعب أمير بلاد فارس بسبب الفخاخ المميزة والألغاز التي تحتاج إلى قفزات مركبة مثل الثلاثية تمامًا ومثل الجزء الأول الأصلي.
تحتاج في اللعبة إلى القفز على الجدران والتأرجح على الحبال في نفس الوقت وربما استخدام قدرة معينة من قدرات سارجون لعبون اللغز، هذه هي سلسلة أمير بلاد فارس التي نعرفها سواء كانت في منظور 2D أو شخص ثالث.
عناصر التلاعب بالزمن في Prince of Persia the Lost Crown موجودة وراسخة
تجربتي مع لعبة prince of Persia the Lost Crown لم تمر بالمراجعة بشكل مباشر، بل قمت بتجربة الديمو الخاص باللعبة قبل وصول نسخة المراجعة بشهور، وفي خلال تجربتي لهذا الديمو لم أختبر أي عناصر لـ التحكم والتلاعب بالزمن، ووقتها كتبت في مقال الانطباعات أن اللعبة تحتاج إلى عناصر التحكم بالزمن وإذا أغفلت الأمر سيكون سقطة كبير للعبة.
لحسن الحظ اللعبة جاءت مع أطنان من عناصر التحكم بالزمن والتركيز عليه، مع المرور والتقدم في أحداث اللعبة يحصل سارجون على عدد من القدرات التي تجعله قادرًا على التحكم بالزمن وهذه القدرات هي مفتاح حل ألغاز اللعبة وحتى عبور الزعماء والأعداء.
يمكن لسارجون على سبيل المثال وضع ظل لشخصيته في منطقة معينة ثم العودة إلى هذه النقطة بكبسة زر أي أن سارجون قادر على العودة إلى نسخته الماضية التي تقف عند نقطة معينة، كما يمكن لسارجون وضع الأعداء أو بعض عناصر عالم اللعبة في بُعد زمني آخر ثم يعود إلى استرجاع العناصر المحبوسة في هذا البُعد وقتما أراد، أيضًا يمكن لسارجون الانتقال إلى بُعد زمني أخر حيث يرى العالم بشكل آخر في هذا البُعد الزمني.
كل هذه العناصر جعلت تجربة اللعبة تركز بشكل كبير على فكرة التنقل والتلاعب بالزمن وهذا هو ما كنا ننتظرة بالفعل من سلسلة أمير بلاد فارس خصوصًا وأن تجاوز الألغاز يحتاج منك إلى استخدام كل هذه القدرات بشكل مركب وهو نفس الأمر في حالة قتال الزعماء.
تصميم سارجون سقطة كبيرة
للأسف الشديد تصميم شخصية سارجون يمثل سقطة كبيرة جدًا، لأن سارجون بعيد كل البُعد عن الملامح المميزة لمنطقة فارس، بداية من لون البشرة ومرورًا بقصة الشعر الغريبة جدًا.
الشخصية لا تنتمي بأي شكل من الأشكال لمنطقة بلاد فارس (إيران حاليًا)، الشخصية أقرب إلى منطقة الأمازيغ أو شمال أفريقيا ولكنها بعيدة كل البُعد عن السلسلة وهنا اتفق مع الآراء الموجودة في التعليقات على المراجعة والتي هاجمت تصميم الشخصية، لأنه بكل صراحة إذا كنت تريد استغلال إرث منطقة معينة وحضارة في تطوير لعبة يجب نقل ملامح أهل هذه الحضارة.
الأمر ليس له أي علاقة بالعنصرية ولكن إذا كنا نتحدث عن لعبة تقع أحداثها في عهد الفراعنة لن يكون من المنطقي تصميم الفراعنة بملامح آسيوية، أو بملامح من أواسط أفريقيا، يمكنك أن تستعين بحضارة معينة في تطوير لعبة ولكن بدون طمس هوية أصحابها.
الخلاصة
لعبة Prince of Persia the Lost Crown بكل تأكيد تمثل عودة للجذور مع التمسك بكل عناصر السلسلة المميزة من ألغاز وبلاتفورم وحتى عناصر التحكم بالزمن والوقت، لكن اللعبة وقعت في خطأ فادح بخصوص تصميم الشخصيات وبالتحديد سارجون هذا التصميم الذي صدر الشعور إلى اللاعبين إلى أن اللعبة لا تنتمي إلى أمير بلاد فارس، ولكن في الحقيقة وبالنظر إليها بشكل موضوعي نجد أن اللعبة هي جزء جديد من سلسلة أمير بلاد فارس بلا أدنى شك.