طرفيات الحاسب الإحترافية (3) السماعات

حسناً...ها قد وصلنا الأن إلى الطرفية الثاثة والأخيرة، فبعد أن راينا كل ما هو متعلق بفأرات التحكم ولوحات المفاتيح سندخل الأن إلى عالم سماعات الحاسب وهو ما سنختتم به حديثنا عن طرفيات الحاسب الإحترافية.

طرفيات الحاسب الإحترافية (3) السماعات

وبالتأكيد السماعات كوحدة إخراج صوتية هي واحدة من الطرفيات التي لا يستغنى عنها فرد منا تقربياً...إلا فيما ندر، وأتكلم طبعاً بغض النظر عن أشكالها فهناك من يهتم أكثر بسماعات الحاسب المكتبية Speakers ومنا من يبحث عن الخصوصية والمتواجدة في اشكال سماعات الرأس Headphones، وفي كلا الحالتين سنحاول هنا توضيح الفارق بين إمتلاك القطع الإحترافية منها وبين إمتلاك ما هو تجاري.

ولكن قبل ذلك دعونا نتفق أولاً على قاعدة هامة....وهي أن كل ما هو مرتبط بعالم الصوتيات والأجهزة السمعية واسع النطاق إلى حد كبير لذا توضيح الأمور هنا ستكون في نقاط بسيطة ومختصرة إلى حد ما، كذلك توجهاتنا في توضيح بعض الأمور ستميل أكثر لسماعات الرأس Headphones وذلك لأن فئة الباحثين عن السماعات الإحترافية غالباً هم من فئة اللاعبين أو محبي الموسيقى وكلاهما يفضلان الإندماج التام والعزلة عن أي ضوضاء محيطة وهي ما توفره تماماً سماعات الرأس الإحترافية.

على كلِ سنبدأ أولا بوضع تعريفات مبسطة لأهم المصطلحات التي نسمعها أو نراها ضمن الخصائص الفنية للسماعات، وهذا الأمر ليس ضمن معاير المقارنة بين سماعة وأخرى وهو لسبب سأوضحه لاحقاً، وإنما المطلوب منه فقط فهم أفضل لما تعنيه هذه المصطلحات وترجمة القيم الخاصة بها.

التردد Frequency:

قيمة التردد للسماعة تعني الذبذبات التي تستطيع السماعة صُنعها، فمن المعروف أن الأصوات في الاساس هي عبارة عن ذبذبات في الهواء تصل إلى أذنيك لتسمعها، وكل نبرة صوتية أو نغمة صوت لها ذبذبات أو ترددات مختلفة عن الأخرى وهو سبب تعدد الأصوات وإختلافها عن بعضها البعض. لذا فقدرة السماعة على إخراج النغمات المختلفة مرتبطة بنطاق الترددات التي تعمل عليها وتقاس هذه الترددات بوحدة الهيرتز Hz

ومعظم السماعات التي نراها اليوم قادرة على العمل بترددات تبدأ من 20Hz وحتى 20000Hz أو تختصر إلى 20KHz.

الحساسية Sensitivity:

معنى هذا المصطلح بإختصار هو مدى مستوى الصوت الخارج من السماعة Loudness والتي تقاس بوحدة الديسيبل db وذلك عندما تصل إليها الإشارة الكهربائية Signal بقيمة 1mW، ويستخدم هذا المصطلح مع سماعات الرأس Headphones في تحديد مدى إرتفاع الصوت الخارج منها فيما تعتمد سماعات الحاسب المكتبية Speakers على وحدة الWatt .

ولتوضيح الأمر أكثر ففكرة السماعة بالأساس تعتمد على تحويل الإشار الكهربائية إلى ذبذبات صوتية تسمعها أنت، طبعاً هذه الذبذبات تعطي نغمة صوت معينة وبمستوى معين وكلما زادت شدة الإشارة الكهربائية الواصلة للسماعة زادت معها شدة ومستوى الصوت....وفي حالة تثبيت الإشار الكهربائية الداخلة للسماعة على 1mW فإن إختلاف مستوى أو شدة الصوت الخارج من سماعة لأخرى هو الدليل على مدى حساسيتها.

فمثلاً...ستجد سماعات تعمل بمستوى صوت 116db لكل إاشارة كهربائية داخلة بقيمة 1mW وستجد أيضاً سماعات تعمل بمستوى 86db لكل إشارة كربائية 1mW، وهذا يعني أن السماعة الأولى أشد حساسية حيث يمكنها تحويل نفس قيمة الإشارة الكهربائية الداخلة إلى مستوى صوت أعلى من السماعة الثانية، ويُقاس مستوى الحساسية للسماعة Sensitivity بوحدة db/mW أي أن مستوى الحساسية للسماعة التي بالمثال هو 116db/mW.

القدرة الصوتية WATT :

كما ذكرنا منذ قليل.... فكرة قياس القدرة الصوتية للسماعات بوحدة الWatt هي مخصصة للتعبير عن مدى شدة الصوت الخارج من السماعت ولكن من نوعية السماعات المكتبية Speakers، فالمكونات الداخلية لهذه السماعات أكبر بكثير من سماعات الرأس وتستقبل الإشارات الكهربائية بوحدة Watt كامل وليس mW.

والفكرة هي نفسها تقريباً.....فالسماعات تقوم بتحويل الإشارات الكهربائية المقاسة بوحدة الWatt هذه المرة إلى أصوات خارجة منها،
وكما نعلم الأن فكلما زادت الإشارة الكهربائية أو قيمة الWatt الداخلة ستتمكن من سماع الأصوت بمستويات أعلى، ولكن فكرة الإعتماد على قيمة الـWatt هنا تعني أنها أقصى إشارة كهربائية يمكن للسماعة أن تتعامل معها.

بمعنى....أننا إذا إفترضنا سماعة حاسب تعمل بقدرة 8Watt فهذا يعني أن أقصى إشارة كهربائية يمكن للسماعة إستقبالها وتحويلها إلى أصوات سليمة دون تشوهات هي 8Watt، ونعود لنكرر بأنه كلما إرتفعت قدرة السماعة على إستقبال إشارة كهربائية أعلى فهذا يعني قدرتها على العمل بمستويات صوت أكبر، لذلك يمكن إستعمال وحدة الWatt في تحديد قدرة السماعات الصوتية.

ولكن في بعض الأحيان ستجد إلى جانب وحدة القياس Watt مصلطلح أخر هو RMS وهي إختصار لعبارة root-mean square
وهي تعبر عن متوسط قيمة الـWatt التي يمكن للسماعة إستقبالها على فترات تشغيل طويلة وهي أكثر دقة في تحديد قدرة السماعة الحقيقية، لذلك حاول دائماً إيجاد قيمة RMS للسماعة وليس قيمة ال WATT بمفرده.

المقاومة Impedance:

هي أيضاً أحد المصطلحات التي ستجدها مع سماعات الرأس فقط، والأمر يرجع إلى أن سماعات الرأس قد لا تتحمل الإشارات القوية المرسلة من بعض بطاقات الصوت الإحترافية المستخدمة في أجهزة الحاسب، لذلك فالمقاومة هنا تعمل كحاجز الحماية لحماية السماعات من الإشارات الكهربائية الزائدة والتي قد تتسبب في تشوه الصوت الخارج أو تلف السماعة نهائياً في أسوأ الحالات وتقاس المقاومة بوحدة Ohm.

وإن كان لقيمة المقاومة Impedance ضمن المواصفات دلالة على أفضلية سماعة عن أخرى فهي ستحدد مدى قدرة السماعة على التعامل مع واحدة من بطاقات الصوت الإحترافية التي تمتلك مضخم قوي للإشارات الكهربائية والمعروف ب (AMP (Amplifier، فكلما زادت المقاومة الداخلية للسماعة زادت قدرتها على إستقبال إشارات كهربائية أقوى وبالتالي خروج مستويات صوت أعلى وأكثر قوة عن غيرها، لذلك تجد أن بعض السماعات شديدة الإحترافية والموجهة في ألأغلب لسوق اللاعبين تمتلك مقوامات مرتفعة قد تصل حتى 600Ohm.

ربما أعطتك الأن هذه التعريفات المختصرة قدرة أفضل على فهم المواصفات الفنية للسماعات بأنواعها ولم تعد قائمة الأسطر أسفل عنوان Specification عبارة عن شفرات غير مهومة كما كانت بالنسبة للبعض، على كلِ...فطبقاً للأرقام أو القيم التي تراها ستتمكن -ولو نظرياً على الأقل - من تفضيل سماعة عن أخرى. ولكن بالرغم من ذلك لا أنصح على الإطلاق بإتباع هذا الأسلوب في المفاضلة بين الأجهزة السمعية وكما ذكرت منذ قليل لايمكن إعتماد هذه المواصفات كأحد المعايير الأساسية للإختيار. فكثير من التجارب أثبتت فشل المقارنة بهذه الطريقة وأن أفضل أسلوب حقيقي لتحديد السماعة المناسبة والملائمة لك بالفعل هي التجربة العملية لها، إلا أن الأخذ بالمواصفات الفنية سيكون هاماً بالتأكيد في تحديد قائمة السماعات الأفضل أو التي ستفكر في تجربتها فيما بعد لأنه ليس من المنطقي على الإطلاق الذهاب لتجربة كل ما تراه من أنواع السماعات المختلفة والمنتشرة في الأسواق.

مزايا السماعات الإحترافية:

حان الوقت الأن للدخول إلى صلب الموضوع وبدء التعرف على أهم نقاط تفوق السماعات الإحترافية عن الأنواع التجارية منها، أو بمعنى آخر....الأسباب التي قد تجعل أحدنا يبدأ في الإهتمام بإمتلاك سماعة إحترافية وقبول فكرة أن يدفع أضعاف ما كان ينفقه سابقاً لإمتلاك سماعة حاسب

التصميم وجودة التصنيع:

JBL 610

 

هذا العنوان ثابت تقريباً في كل مقالاتنا، والأمر منطقي بالتأكيد طالما أننا نقارن بين فئة سماعات إحترافية وأخرى تجارية، فالأولى تركز فيها الشركات المصنعة على إستخدام خامات أفضل سواء في جسم السماعة الخارجي أو المكونات الداخلية.

فربما عانيت كثيراً في السماعات التجارية من مشاكل في ضعف الصوت الخارج بعد فترة من الإستخدام أو مشاكل في تقطع الصوت نظراً لوجود عيوب في أسلاك التوصيل، أو المشكلة الشهيرة لسماعات الرأس التجارية بتوقف إحدى السماعتين اليمنى أو اليسرى.....هذه المشاكل نادرة الحدوث بشكل كبير في سماعات الحاسب الإحترافية ومن الصعب أن تواجه أعطال كهذه.

11

أما من ناحية التصميم والشكل الخارجي... فأن تجد ما تبحث عنه في سوق السماعات التجارية ليس بالصعب ولكن لا تزال السماعات الإحترافية لها اليد العليا في هذا الشأن خصوصاً عندما نتحدث عن سماعات الرأس Headphones والتي تأتي بتصاميم قوية وبعضها يحتوي على إضاءات خارجية تخدم المظهر الجمالي للسماعة، كذلك الخامات التصنيع للوسادات تكون عادة ممتازة وقادرة على عزلك تماماً عن أي ضوضاء خارجية ومريحة عند إرتدائها لفترات طويلة، وهو مزايا شبه معدومة في سماعات الرأس التجارية.

نقاء الصوت الخارج:

Meze-88-luxury-classic-headphones

نقاء الصوت المسموع هو أحد النقاط الهامة بكل تأكيد.. بل هي من المعايير الأساسية في حال كنت تبحث عن سماعة حاسب جيدة، وتتفوق هنا سماعات الرأس الإحترافية بشكل كبير عن أي سماعة تجارية عادية....بل عادة قد تعاني من مشاكل في السماعات التجارية عند تشغيل مقاطع صوتية تتميز يترددات خفيضة أو عالية بما لاتتمكن معظم السماعات التجارية من التعامل معها ونتيجة ذلك هو صوت مشوه مليء بالتشويش.

لذا الأمر مختلف تماماً عند إمتلاك سماعة إحترافية حقيقية وستتمكن من ملاحظة ذلك بالتأكيد عند تشغيل نفس المقطع الصوتي عليها والإختلاف الكبير عند سماع الأصوات الصادرة منها، والأمر في النهاية ربما يرتبط بجودة التصنيع التي تحدثنا عنها منذ قليل....فأساس نقاء الصوت لأي سماعة يعتمد على مكون السماعة الداخلي Driver والمسؤول عن تحويل الإشارات الكهربائية إلى ذبذبات صوتية تصل إلى مسامعك، لذلك فجودة المكون الداخلي أساس جودة الصوت الخارج وهو ما تعتمد عليه السماعات الإحترافية بأنواعها.

النظام الصوتي Sound System:

Z906 FOB

المقصود بالنظام الصوتي للسماعة هو مصادر خروج الصوت منها، فمعظم السماعات سواء التجارية أو الإحترافية توفر قناتين صوتيتين(سماعتين) لخروج الصوت واحدة في الجهة اليمنى والأخرى للجهة اليسرى...وربما تجد مصدر ثالث لخروج الصوت المعروف بـ Subwoofer وهي وحدة مخصصة للإخراج الأصوات ذات التردد الخفيض كتأثير الBass على سبيل المثال.

وتقريباً جميع السماعات التجارية تقف عند سقف القناتين الصوتيتين ومعهما في أفضل الحالات وحدة الSubwoofer وهو ما يعرف بنظام Stereo 2.1 وربما ستجدهذه العبارة على معظم السماعات التي تراها حالياً سواء السماعات العادية Speakers أو سماعات الرأس Headphones.

إلا أن الأمر مختلف مع سماعات الحاسب الإحترافية....فبالإضافة إلى توفيرها لأنظمة سماعات Stereo عادية فستجد كذلك أنظمة صوتية أعلى كأنظمة الصوت المحيطي Surround Sound، وهي أنظمة صوتية تعتمد على 5 قنوات صوتية (5 سماعات) وكذلك 7 قنوات صوتية...وهو ما لن تجده أبداً في سماعة حاسب تجارية.

ولكن الفئة التي تبحث عن أنظمة صوت محيطي سواء 5.1 أو 7.1 هي غالباً ما تزيد إحترافيتها عن المعتاد وفي الأغلب كذلك ستتنتمي إلى فئة اللاعبين الذين يهتمون لأنظمة الصوت المحيطي لما تقدمه من مساعدة كبيرة في تحديد لإتجاه الأصوات بالألعاب وسماع خطوات وقع الأقدام وتحديداً في ألعاب التصويب من المنظور الأول FPS، أو كذلك قد تدخل فكرة إمتلاك الأنظمة الصوتية القوية كهذه محبي تجربة الأجواء السنيمائية وبناء المسارح المنزلية ومشاهدة الأفلام عالية الجودة عليها، فإن كنت أحد هاتين الفئتين فربما تفكر في الحصول على سماعات إحترافية بنظام صوت محيطي Surround Sound.

الجدير بالذكر فقط هو أن تعلم بأن أنظمة الصوت المحيطي ليست حكراً على سماعات الحاسب المكتبية Speakers بل هناك سماعات رأس Headphones إحترافية توفر ميزة كهذه أيضاً، ولكن في كلا الحالتين فالسماعات الإحترافية الموفرة لميزة الصوت المحيطي تأتي بأسعار أغلى بكثير عن السماعات الإحترافية العادية بنظام Stereo.

إذاً فكما رأينا...السماعات الإحترافية ستوفر مزايا عديدة ربما من الصعب حتى تواجد إحداها فقط في سماعة حاسب تجارية فما بالكم عندما نتحدث عليها مجتمعة، الأمر سيشكل فارق كبير بكل تأكيد وتجربة إستخدام مختلفة تماماً.

وصحيح أن طرفية السماعات بشكل عام تعد الأقل إحتكاكاً بمستخدمي الحاسب عند مقارنتها بفأرة التحكم أو لوحة المفاتيح إلا أن الفئة المهتمة بوجود نظام صوت قوي بأجهزتهم لأغراض اللعب على سبيل المثال أوالإستماع للموسيقى ومشاهدة الأفلام فهي تميل أكثر للإهتمام بطرفية السماعات دون غيرها. وحقيقةً...لا أرى مانع على الإطلاق من التفكير في البحث عن سماعات إحترافية لتفي بالغرض المطلوب إن كنت أحد هذه الفئات من مستخدمي الحاسب، وقد تزداد فاتورة الشراء عند مقارنتها بأي سماعة تجارية أخرى ولكن كن على يقين بأن تجربتك السمعية ستختلف تماماً عن السابق.

في النهاية فمسألة إمتلاكك لواحدة من طرفيات الحاسب الإحترافية سواء أكانت فأرة تحكم أو لوحة مفاتيح أو سماعات ترجع في المقام الأول إلى طريقة إستخدامك لجهاز الحاسب وعليك التحديد أولاً إن كانت المزايا التي ستحصل عليها هي من أولويات إهتماماتك وتدخل ضمن أعمالك اليومية، فإن كانت كذلك فلا أرى ما يمنع من الدفع فيها أكثر مما كنت معتاداً عليه في السابق طالما أن كل مليم عاد عليك بفائدة وراحة في الإستخدام، أور بما لازلت على قناعتك بعد كل ما ذكرناه وترى في هذه الطرفيات سقفاً لتكلفتها لا يمكنك أن تتخطاه.