ليست مجرد لعبة، بل ظاهرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ظاهرة غيرت شكل صناعة الألعاب من كل الجوانب تقريباً، نحن نتحدث هنا عن لعبة PUBG MOBILE.

إذا أردنا تحليل لعبة PUBG MOBILE مُنذ إصدارها وحتى هذه اللحظة سنجد أن اللعبة تمكنت من وضع بصمتها في كل جوانب الصناعة تقريباً، فمثلاً اللعبة تمكنت من تغيير اعتقاد الشركات الكبرى عن ألعاب الهواتف وأصبحنا نرى في الوقت الحالي ألعاب كبيرة AAA يتم إطلاقها من شركات عملاقة على الهواتف الذكية وفي بعض الاوقات تكون هذه الألعاب منتمية إلى سلاسل شهيرة جداً.

أيضاً رأينا تأثير اللعبة على مشهد الرياضات الإلكترونية سواء حول العالم أو في منطقتنا العربية على وجه التحديد، فقد أصبحنا نرى العديد من البطولات التي يتم إقامتها في منطقتنا العربية للهواة أو للفرق المحترفة في منطقتنا العربية، وتكون هذه البطولات في أغلب الأوقات بجوائز مالية كبيرة تساعد على رفع قيمة الرياضات الإلكترونية في المنطقة.

في الحقيقة تأثير لعبة PUBG MOBILE لم يقتصر على هذه الأمور فقط، بل أن اللعبة تمكنت من تغيير طريقة صناعة العتاد أصلاً وهنا أعني الهواتف الذكية، نعم نحن أمام لعبة كانت سبباً في تغير صناعة الهواتف الذكية.

بفضل PUBG MOBILE ظهرت توجهات جديدة تماماً في صناعة الهواتف الذكية الجديدة، واليوم سنتحدث عن هذه التأثيرات التي ظهرت على الصناعة بفضل لعبة إلكترونية.

العتاد الجديد

أول ما يمكن أن نتطرق له هو عتاد الهاتف نفسه كيف أصبح الآن بفضل هذه اللعبة، في الحقيقة إذا نظرنا إلى الهواتف الذكية قبل انتشار الألعاب سنجد أن كل جيل كان يركز على عناصر معينة محددة مثل الكاميرات أو السلاسة أثناء استخدام الهاتف عن طريق زيادة سعة التخزين الداخلية أو ذاكرة الوصول العشوائي.

لكن بعد ظهور لعبة PUBG MOBILE ودخول أسطول من الألعاب الكبيرة على الهواتف الذكية بدأت الشركات تسلك توجهات أخرى، منها ظهور أجهزة هواتف مخصصة للألعاب أصلاً ولكننا نتحدث اليوم عن الهواتف العادية المصنوعة للاستخدام اليومي العادي.

نلاحظ أن الشركات بدأت توجه تركيزها بشكل كبير جداً على المشتتات الحرارية الموجودة داخل الهواتف ودورة التبريد الخاصة بها، وبدأنا بالفعل نرى هواتف تأتي مع دورات تبريد سائلة والغرض من كل هذا هو أن يعمل الهاتف لأطول فترة ممكنة وهو على أعلى أداء ممكن، وبالطبع نحن هنا نتحدث عن الألعاب فهي الوحيدة التي تستنزف قدرات الجهاز وبالطبع اللعب لفترات زمنية طويلة من شأنه رفع درجة الحرارة.

ماذا عن الشاشة؟

في الحقيقة الشاشة تعتبر واحدة من أكثر أجزاء الهاتف التي حصلت على تطويرات عديدة بفضل ظهور لعبة مثل PUBG MOBILE، فيمكنك الآن مقارنة شاشة هاتفك الحالي بشاشة هاتفك من خمس سنوات وعندها ستلاحظ الفارق الكبير جداً.

الشاشات الآن أصبحت أكثر سلاسة في الاستخدام وذات معدل استجابة عالي جداً، والأهم أننا أصبحنا نرى شاشات بمعدل تحديث مرتفع فمعظم الشاشات الموجودة في الفئة المتوسطة حالياً تمتلك معدل تحديث 90Hz، وفي الحقيقة معدل التحديث تظهر أثاره الحقيقية في أثناء اللعب فأنت لن تلاحظ أهمية معدل التحديث وأنت تتنقل بين القوائم، ولكن ستلاحظ جداً عند اللعب خصوصاً إذا كانت لعبة تصويب.

في الحقيقة هذه التوجهات لم نكن لنراها إلا بفضل لعبة مثل PUBG MOBILE، لأن اللعبة أدخلت صناعة الألعاب على الهواتف بل وجعلتها عنصراً أساسياً من استخدامات الهاتف اليومية، وللمعلومية فإن صناعة الألعاب تعتبر هي المحرك الرئيسي لدفع عجلة التطوير في مجال الهاردوير.

بالطبع الهاردوير الأحدث يتم استخدامه في برامج التصميم الهندسي والكثير من الأعمال العلمية الهامة، ولكن الألعاب توفر سوق تجاري كبير جداً غير محدود، لنفكر مثلاً كم شخص يود شراء معالج رسومي لاستخدامه في برنامج هندسي أو تصميمي وكم عدد الأشخاص الذين قد يقبلون على شراء البطاقة الرسومية لاستخدامها في اللعب؟

الحقيقة أن صناعة الألعاب أصبحت الصناعة الترفيهية الأهم في العالم حالياً ولذلك أصبحت هي المحرك الرئيسي لتطور الهاردوير، وعندما دخلت الصناعة إلى الهواتف الذكية شاهدنا كل هذا التطور في مجال صناعة الهواتف.

الأمر لا يقتصر على العتاد فقط

إذا نظرنا إلى الهواتف الموجودة في الأسواق حالياً نجد أنها لا تركز فقط على قطع العتاد بل تهتم أيضاً بالجانب التقني الخاص بها، الهواتف أصبحت تأتي الآن مع أطنان من البرمجيات التي تساعد على تحسين تجربة الألعاب.

بالطبع كل شركة تقوم بوضع البرمجيات الخاصة بها التي تساعد على تحسين تجربة اللعب، ولكننا يمكن أن نأخذ مثال منتشر جداً وهو الـ Game Mode.

الكثير من لهواتف تأتي حالياً مع وضع يسمى Game Mode وهو وضع يمكنك تفعيله أثناء اللعب وعندها الهاتف لن يتلقى اي مكالمات أو إشعارات من شأنها تعطيل تجربة اللعب.

أيضاً يوجد وضع أخر شهير وهو الـ Game Boost وعادة ما يدفع هذا الوضع عتاد الجهاز إلى أقصى قدراته لتقديم أكثر أداء سلس ممكن أثناء اللعب.

كما يوجد الكثير من الأوضاع والمميزات الأخرى المخصصة جداً والتي في الكثير من الأحيان تكون موجهة للعبة PUBG MOBILE وحدها، مثل هاتف Reno6 5G الذي يأتي مع قائمة طويلة جداً من المميزات التي تحسن من تجربة لعب PUBG MOBILE وتنقلها إلى مستوى احترافي تماما.

فمثلاً يحتوي هاتف Reno6 5G على تقنية Quick Return Bubble ومع هذه الميزة يمكنك التنقل في هاتفك أثناء وقت انتظار السقوط من الطائرة في لعبة PUBG MOBILE حيث تظهر فقاعة على الهاتف تبين العد التنازلي لوقت القفز من الطائرة.

صناعة كاملة صعدت على أكتاف PUBG MOBILE

إذا كنت تظن أن الأمر اقتصر على العتاد والبرمجيات فأنت مخطئ، لأن هذه اللعبة ساعدت على ظهور صناعة كاملة بالمعنى الحرفي للكلمة في مجال كماليات الهواتف.

يمكنك الآن أخذ جولة داخل متجر أمازون والبحث عن أدوات PUBG MOBILE لتتفاجئ بكم المنتجات الموجودة بداية من ماسكات الأصابع التي تساعد على التحكم، ومروراً ببعض الأزرار المخصصة ووصولاً في النهاية إلى وحدات تحكم كاملة يتم إيصالها بالهاتف عبر منفذ الشحن.

أذا تصفحت المنتجات أيضاً ستجد أنها تغطي كل الشرائح تقريباً فيوجد منتجات رخيصة الثمن ومنخفضة الجودة، ويوجد أيضاً منتجات من شركات كبيرة بجودة مرتفعة وبالطبع أسعار مرتفعة أيضاً.

نحن هنا أصبحنا نتحدث عن لعبة ساهمت في ظهور منتجات جديدة مخصصة للهواتف، فقبل هذه اللعبة ظهرت بعض المنتجات الكمالية عديمة الفائدة أو التي كانت تأتي بجودة منخفضة، ولكن مع ظهور اللعبة أصبحنا نرى أفكار إبداعية مميزة في مجال الكماليات وكل هذا بفضل هذه اللعبة.

الخلاصة

في الحقيقة اللعبة تعد ظاهرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكما رأينا تمكنت اللعبة من تغيير طريقة صناعة هاردوير الهواتف الذكية عموماً، كما تسببت اللعبة من ظهور برمجيات جديدة تماماً لخدمتها أو لخدمة تجربة الألعاب عموماً على الهواتف الذكية.

لولاً اللعبة لما رأينا جميع ألعاب التصويب الأخرى الموجودة حالياً والتي تحاول التقليد بشكل كبير بدلاً من الابتكار، PUBG MOBILE اتخذت خطوة جريئة جداً عندما قررت الاهتمام بمنصة مثل الهواتف الذكية وبفضل هذه الخطوة أصبحنا نرى الآن مصطلح ألعاب الهاتف بشكل جديد تماماً وأصبح الهاتف الذكي منصة ألعاب مثلها مثل أي منصة ألعاب أخرى محمولة.