توب 5: خمس أسباب ترجح كفة الكونسول على الحاسب الشخصي
يحفل عالم الألعاب بصراعات مشتعلة لا حصر لها، السبب فيها غالبا هم المستخدمون أنفسهم وليس شركات النشر أو استديوهات التطوير، وبعيدا عن المنافسات المعتادة حول المبيعات ومتوسط التقييمات لكل عنوان، هناك دائما مناقشات ساخنة تجري في الخفاء والعلن حول المنصة صاحبة الأفضلية واليد العليا.
بوجه عام لا يمكن لأي شخص أن يضع الحاسب في مقارنة مع أي منصة ألعاب أخرى من حيث القوة والأداء المميز، ولكن تلك المزايا لا تأتي دون مقابل، ولذلك حاولنا استعراض مجموعة من الأسباب التي تجعل أجهزة Xbox و PlayStation خيار أفضل لمحبي الألعاب مقارنة بالحاسب ولك مطلق الحرية في تحديد أولوياتك.
استثمار أرخص على المدى الطويل
ليس سرا أن بناء PC بمواصفات متوسطة وليست "قصوى" يتطلب مبلغ مالي ضخم مقارنة بأسعار الأجهزة المنزلية مثل Xbox و PlayStation، وحتى لا يفهم كلامي بشكل خاطئ، نعم يمكنك بناء PC بسعر 500 دولار مثل PS5 وستحصل على أداء مماثل وربما أفضل من جهاز سوني نفسه، ولكن في المقابل هذه الأجهزة ببساطة لن تعمل بنفس جودة بنية النظام المحسّنة للغاية التي تظهر في منصات الألعاب خاصة على المدى الطويل وبعد مرور عامين أو أكثر.
يعني هذا غالبًا تقليل تكلفة المكونات المستخدمة مما يقيد من مسارات الترقية في المستقبل، كذلك تتطلب أجهزة الكمبيوتر استثمارًا فوريًا للاستفادة منها لأقصى درجة والشعور بالفارق مقارنة مع الكونسول، وبالنظر للاتجاه الذي سلكته كبرى الشركات في صناعة الألعاب مثل سوني و مايكروسوفت بتوفير دقة عرض 4K ومعدل إطارات يصل إلى 120 إطار في الثانية (حتى وأن كان نادرا)، ستجد نفسك تنفق 3 أضعاف سعر PS5 أو Xbox Series X للحصول على PC يوفر أداء مماثل، وهو ما يعطي أجهزة الألعاب أفضلية في تلك الجزئية بدون شك خاصة مع دورة حياة بمتوسط 5 سنوات على أقل تقدير.
جهاز مصمم لغرض واحد
صممت أجهزة الألعاب المنزلية لغرض واحد فقط وهو تشغيل ألعاب الفيديو بشكل مثالي، وبما أن الهدف من أي صناعة في العالم هو الربح في المقام الأول، يتم تطوير ألعاب الفيديو لأكبر حصة تهيمن على السوق وهي المنصات المنزلية أو الكونسول بدون شك.
بالطبع يحقق الحاسب طفرة في السنوات الأخيرة لا يمكن لأي شخص عاقل أن ينكرها من حيث المبيعات والأداء المميز لبعض العناوين مقارنة بما كان يحدث قبل عقد من الزمان، ولكن في المقابل فالقدرة على تطوير لعبتك للأنظمة التي تتمتع بقدرات مماثلة تجعل المهمة أسهل وتضمن أداء مميز في الغالب، على عكس ألعاب الحاسب التي لا تقدم نفس الأداء على كافة الأجهزة بالنظر لاختلاف قطع الهاردوير وصعوبة تحسين أداء اللعبة لكل جهاز على حدة بعكس الكونسول التي تمتلك الأفضلية في تلك الجزئية، ورغم أن الأداء النهائي لأي لعبة سيدو أفضل على PC مقارنة بالمنصات المنزلية، إلا أن بعض العناوين تحتاج إلى معالج محدد أو بطاقة رسومية بسعر باهظ للوصول لهذا الأداء المثالي، ما يعود بنا للنقطة السابقة بخصوص كون الكونسول استثمار أرخص على المدى الطويل حتى وأن كان لا يقدم أفضل أداء ممكن في بعض العناوين.
باختصار تام، إيديولوجية الغرض الواحد وراء تصميم تلك الأجهزة تعني أنه على الورق قد يكون لجهاز PS4 وحدة معالجة رسومية مثل تلك الموجودة في Radeon 7850، ولكن عندما تحاول تجربة لعبة بمستوى رسومي مبهر مثل God of War أو Uncharted 4 على PC يمتلك نفس وحدة المعالجة الرسومية، ستجد الفارق شاسع لصالح جهاز سوني بالتأكيد.
أداء أفضل للعناوين الحصرية
شخصيا تعجبت مرات عديدة من قدرة PS3 أو PS4 على تشغيل ألعاب بأداء رسومي مبهر مثل Uncharted و Last of Us و God of War وغيرها من ألعاب سوني الحصرية، والتي ظهرت بشكل مثالي على جهاز ألعاب تجاوز عمره السبع سنوات بالأسواق ورغم ذلك لايزال قادر على توفير رسوم مبهرة وأداء جيد للغاية.
على الجانب الآخر ستجد حصريات الحاسب الشخصي مثل Baldur’s Gate 3 و Arma تقدم أداء مبهر ولكن في المجمل لا يقارن بالكونسول، ما أقصده هنا ليس تفوق أجهزة الألعاب على PC من حيث العتاد التقني، ولكن أعني أنه لا يمكنك تطوير حصرية للحاسب بنفس كفاءة المنصات المنزلية في ظل وجود بنية مختلفة من بطاقات الرسومات Nvidia و AMD، لذلك يجب دائمًا مراعاة أقل قاسم مشترك لتقديم أداء مرضي على كافة الحواسيب القادرة على تشغيل العنوان.
بمعنى آخر، عند تطوير ألعاب PC ستراعي دائما من بإمكانه تشغيل اللعبة بدقة 1080p ومن يستطيع الوصول لدقة 4K، ولكن على PS5 لا يهتم المطور بتلك الأمور إطلاقا نظرا لكون جميع ملاك المنصة لديهم نفس العتاد التقني وبالتالي ستوفر اللعبة نفس الأداء على أي جهاز PS5 مباع حول العالم دون الحاجة للقلق بخصوص أقل مواصفات تشغيل متاحة أو المواصفات الموصى بها.
أسعار الألعاب لطالما كانت في صالح الحاسب!
أحد الحجج الرئيسية المتعلقة بامتلاك حاسب مخصص لألعاب الفيديو عوضا عن الكونسول هي تلك المتعلقة بتسعير العناوين المختلفة، هناك رأي سائد وهو أن ألعاب الحاسب أرخص بكثير من الأجهزة المنزلية بالنظر لعروض Steam المثيرة كل فترة زمنية قصيرة ومتجر Epic Games وعروضه السخية.
مع الانتقال للجيل الجديد قررت العديد من الشركات تسعير ألعاب AAA بسعر 70 دولار بعد أكثر من 15 عام من الاستقرار على تسعيرة 60 دولار (رغم أنه سعر وهمي نوعا ما في ظل وجود محتويات مدفوعة ونسخ فاخرة تتوفر بضعف السعر تقريبا)، ولكن في المقابل اتخذت العديد من الشركات خطوات تضمن توافر ألعاب الكونسول بأسعار معقولة وفي متناول اليد مثل خدمة Xbox Game Pass والتي توفر مكتبة ضخمة باشتراك شهري أو سنوي يعادل سعر 3 ألعاب AAA، ناهيك عن المزايا الأخرى التي تشمل ألعاب جديدة بشكل دوري وحصريات مايكروسوفت المتاحة منذ اليوم الأول والترقيات المجانية لألعاب الجيل الماضي والقدرة على إكمال أي لعبة داخل أو خارج المنزل من خلال الحوسبة السحابية.
أضف إلى ذلك الطريق التي يتبعها العديد من المستخدمين بشراء اللعبة من متاجر توفرها بالعملة المحلية مما يجعلها أرخص مثلما يحدث في المتجر الأرجنتيني على Xbox، على الجانب الآخر توفر سوني خدمة PS Now باشتراك شهري وتقدم باقة متجددة من العناوين الحصرية وألعاب الطرف الثالث، كل ذلك بالإضافة للعروض المميزة بشكل مستمر سواء من مايكروسوفت وسوني لألعاب الطرف الثالث والخصومات الضخمة.
في معظم الأحوال، سيكون من الصعب اقتناء لعبة AAA صدرت للتو على الحاسب أو الكونسول بأقل من سعرها الطبيعي، ومن النادر أيضا استمرار اللعبة بنفس السعر على متاجر بلايستيشن وإكس بوكس لفترة طويلة في ظل جهود كلا الشركتين لتخفيض الأسعار بشكل مستمر ومنافسة الحاسب في تلك الجزئية تحديدا، وبالتالي لم تعد أسعار الألعاب تشكل فارق رئيسيا بين تلك الأجهزة كما كان الوضع في الماضي في ظل ازدهار سوق الألعاب المستعملة على الكونسول وحسابات المشاركة التي تمكنك من اقتناء ألعابك المفضلة بنصف السعر من خلال مشاركتها مع شخص آخر.
البنية المحسّنة للاستفادة من العتاد بالشكل الأمثل
قد يكون لديك محرك أقراص SSD سريع مثل البرق في حاسبك الشخصي، ولكن بالعودة إلى البنية المحسّنة وذات الغرض الفردي لأجهزة الألعاب يعني أنه سيتم استخدام هذه الأشياء تلك القطع لتحقيق أداء أفضل بكثير مقارنتة بنظيرتها على الحاسب.
على الورق، يمكنك فصل المكونات الداخلية لجهاز PS5 أو Xbox Series X، ولكن لا يمكنك مقارنتها حقًا بنظيرتها على الحاسب، والسبب أن تلك القطع المستخدمة في الكونسول جميعها تخدم غرض واحد، بينما على الحاسب يجب أن تقوم نفس القطعة بعشرات المهام المختلفة لأنها ليست مجرد أجهزة ألعاب ولا يتم تصميم مكوناتها فقط لجعل الألعاب تعمل بشكل أفضل.
لشرح تلك النقطة بشكل أفضل دعنا نتحدث عن PS5 كمثال، حيث يأتي جهاز سوني الجديد بوحدة تخزين SSD مدمجة تم تصميمها جنبا إلى جنب مع وحدة المعالجة المركزية، مما يسمح بالاستفادة من تلك السرعة ليس فقط في أوقات تحميل أقل، وإنما لمساعدة البطاقة الرسومية والمعالج على تنفيذ المهام المطلوبة منهم بشكل أفضل، مما يجعل الألعاب تبدو أفضل مقارنة بأي حاسب بضعف السعر.
الخلاصة هنا أن شيئًا ما مصممًا للقيام بمهمة واحدة ببراعة، سيوفر أداء أفضل من شيء مصمم لتوفير أداء مثالي في مهام وأنشطة متعددة.
في النهاية يجب الإشارة لكون المقال لا يهدف لتفضيل جهاز على حساب الآخر فلكل لاعب الحرية المطلقة في تحديد أولوياته والجهاز المفضل بالنسبة له، ولكن في نفس الوقت، لا تصح المقارنات من حيث الأداء العام والوظائف المتعددة لكل منصة في حال لم تتطرق للتكلفة والتصميم النهائي والغرض الذي صمم من أجله كل جهاز والأداء الذي تحصل عليها مقابل الأموال التي تنفقها.
?xml>