تحدثنا مسبقاً عن الصعود للقمة؛ فعندما يصعد واحد من فريق متسلقين ليصل إلى القمة، يعتبر هذا الفريق فائزاً. لكن هل من الممكن أن تخسر بسبب فريقك؟ نعم، فلهذا السبب خسرت Sega حرب العاب أجهزة المنزل - كونسول - أمام Nintendo بعد أن قام فريق Sega برمي بطلهم من على قمة الجبل بأنفسهم لكي تأتي رحلتهم بدون أي فائدة، وهذا درس شديد تعلمت منه الشركات مثل Sony و Microsoft وما شابهها.

أخر الأحداث التي تناولناها كانت إصدار شركة Sega الأم لجهازين في أمل إشعال المنافسة مع Nintendo ,السيطرة على السوق بشكل أكبر وهما Sega CD و 32x. وكانا ضربة قوية في السوق، لشركتهم وليست الشركات الأخرى التي إحتفلت بهذا الفشل الذريع الذي أسفر عن خسارات قاسية للشركة وانسحابها من الأسواق في نهاية الرحلة.

أخر مسمار في تابوت Sega :

بعد الكارثة التي جائت في شكل جهازين، جائت كارثة جديدة في هيئة جهاز واحد. تكثيف للفشل ليصبح في جهاز واحد عوضاً عن جهازين. كان جهاز Saturn هو أخر محاولة للشركة لكي تصد شركة Nintendo لمرة أخيرة قبل وقوعها بشكل كامل. "في رأيي، جهاز Saturn رديء." كانت تلك كلمات Kalinske حين تم سؤاله عن هذا الجهاز. فكان من المفترض أن يتم إصداره في خريف 1995. لكن قررت الشركة اليابانية إصداره في شهر يونيو كإصدار مفاجيء. "لم نكن نمتلك نظام تشغيل له، أو حتى قطع لتصنيعه." وكان هذا تعليق Kalinske أيضاً على تلك الأزمة وعندما تم سؤاله عن إستراتيجية الإطلاق قال: "ليس من السيء القيام بإطلاق مفاجيء لجهاز كونسول لو كنت تمتلك وحدات كافية لشحنها للتجار أو عشرة العاب جيدة. امتلكنا ثلاثة فقط. كان الأمر فوضوي للغاية."

Sega Sony Nintendo العاب كونسول

جهاز أقل من منافسيه؟ العاب قليلة للغاية عند الإطلاق؟ لا مشكلة. جعلته الشركة أغلى من منافسه أيضاً ليصل بثمن 399 دولار أمريكي ليصبح أغلى من Sony Playstation بمائة دولار كاملة. وكانت تلك أول مرة نرى شركة Sony تقوم بدعاية ساخرة ضد منافسيها-مثل ما حدث عند إعلانها لجهاز Playstation 4 في 2013-في أثناء إطلاقها لجهاز كونسول. قام Steve Race رئيس Sony بالصعود على مسرح E3 في وقتها قائلاً "مائتان تسعة وتسعون." تاركاً المسرح بعد تلك الجملة فقط.

لم تستطع شركة Sega أن تقوم بالنهوض بعد تلك الكارثة، فجهاز Nintendo 64 تفوق على Saturn. و Nintendo 64 تفوق عليه Sony Playstation في سوق العاب الفيديو، جاعلاً جهاز Sega هو الأسوأ على الإطلاق بـ 9.5 مليون نسخة مباعة فقط.

أخر حلم في جهاز الأحلام، Dreamcast:

أطلقت Sega أملها الأخير وهو جهاز Dreamcast الذي بدأ الجيل السادس لأجهزة العاب الفيديو أو  كونسول كما نطلق عليها كثيراً، جاء لكي يبدأ جيل ظهرت فيه Sony بجهاز Playstation 2، Nintendo بجهاز Gamecube، وشركة Microsoft دخلت أسواق أجهزة كونسول بجهاز Xbox. كان Dreamcast قادراً إعطاء أفضل تجربة في تاريخ شركة Sega المليء بالكوارث، مع دعم شركات الطرف الثالث لألعابه -والذي لم تمتلكها منصة Saturn - كان من الممكن أن يظهر هذا الجهاز في وقت ما عوضاً عن الثلاثي الهابط الذي اعتمدت عليه الشركة بعد Genesis. لكن الدنيا حظوظ، أو إجتهاد...لكن Sega لم تقارب لأحدهم.

العاب كونسول Nintendo Sega Sony

عندما تعثرت الشركة في إصدار العاب جديدة أو الحصول على العاب من الشركات الكبيرة لتصدرها على جهازها، قامت هي بتطوير وإصدار العاب لنفسها. فعندما رفضت Electronic Arts إصدار أي لعبة للمنصة، قامت SEGA بعمل شركة تسمى 2K Sports والتي كانت أفضل في إصدارات العاب الرياضة عن الشركة الأخرى في وقتها.

إمتاز الـ Dreamcast بالعديد من الأسماء الرائعة في مكتبة ألعابه ومنها Phantasy Star Online و Mortal Kombat Gold وسلسلة NBA/NHL/NFL 2K الشهيرة. لكن مع الأسف لم يكن كل هذا كافي للصمود أمام تحدي Sony Playstation 2.

مع العلم أن بداية Dreamcast كانت جيدة، تم بيع مليون ونصف وحدة في أول شهور إصداره. لكن قامت الشركة بدفع الكثير لتروجيه وتسويقه في الأسواق بسهولة. حتى جاء مطلع عام 2000 الذي شهد الإعلان عن Playstation 2. مما أدى إلى بداية النهاية….نهاية على يد جهاز ذو قابلية لمنح رسوميات وسرعات أعلى لمستخدميه مع وجود إمكانية اللعب على الشبكة.

نهاية حزينة لصدفة جميلة:

Sega Nintendo Sony العاب كونسول

لم تتوقف الشركة عن المحاولة، وهذا شيء علينا إحترامه. فعلى الأقل إحترمو المنافسة لأخر لحظة على عكس شركات أخرى، إحترمت أرقامها وإنجازاتها في يوم من الأيام. يوم لم يأتي بخطة ما، بل أتى بصدفة بحتة من مقامر بارع. لكن حتى بعد فشل الشركة في صراع أجهزة كونسول، بدأت شركة توزيع خطوط انترنت تسمى SegaNet. والتي فشلت أيضاً في توزيع أجهزة Dreamcast بالمجان مع فشلها في مجال الانترنت. كل هذا بسبب Saturn أولاً وأخيراً.

نهاية حزينة لبداية بنكهة فوضوية، فوضى خلابة في مجالها، فوضى إمتلكت قاعدة جماهيرية لم تستطع شركات عظمى تأسيسها إلى الآن. فالحرص لم يسعف Sega، ولا الكراهية أسعفتها. فعند الفشل لن يلوم أحد إلا نفسه، لكن العالم كله يلوم Sega على فشلها اليوم وللأبد.