"الأمان .. ثم الأمان ... ومن بعدة يأتي الأمان" هذا هو الشعار الذي يُحمل على عاتق مُصنعي السيارات، وهكذا تدور تكنولوجيا السيارات والتقنيات الذكية التي نشهدها مع مرور الوقت، فعناصر الأمان هي أول ما يبحث عنه أي شخص يريد شراء سيارة جديدة .. أليس كذلك؟!

ولكن في واقع الأمر أنا هنا لا أريد أن أتحدث معكم عن تلك العناصر وأنظمة الأمان التقليدية التي أصبحت موجودة الآن في معظم السيارات بالفعل مثل تجنب الاصطدام ومكابح الطوارئ ومُثبت السرعة. .. الخ من هذه الأمور.

بل أنا هنا للحديث عن تقنيات ذكية جديدة أو بمعني أصح واعدة لم تنتشر بعد إلا في بعض السيارات الحديثة وربما لم تسمع بها أذنك من قبل، ولكنها قريباً سرعان ما ستغزو جميع السيارات وذلك لأن من شأنها أن تُعزز من نسب الأمان الخاصة بالقيادة وتزيد من رفاهية السائق وراحته بشكل عام.

بعيداً عن المقدمات الطويلة الممُلة دعونا نتحدث عن أبرز تقنيات من المُفترض أن تكون أساسية في سيارتك المُستقبلية.

برنامج الأمان للمراهقين Teen Driver

تلعب الخبرة دورًا كبيرًا في قيادة السيارة بأمان ولسوء الحظ يفتقر السائقون الشباب إلى ذلك ،وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض ، فإن السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 19 عامًا هم أكثر عُرضة لخطر التعرض لحادث سيارة ، السائقون المراهقون من نفس الفئة العمرية هم أيضًا أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا من السائقين الذين تزيد أعمارهم عن 20 عامًا في وقوع حادث تصادم مميت لا قدر الله وهناك أسباب كثيرة لحدوث ذلك ولكن نحن هنا ليس للحديث عن الأسباب بقدر ما نريد الحديث عن الحلول.

تعد تقنية أو برنامج Teen Driver ميزة تساعد في توجيه المراهقين لتطوير عادات القيادة الآمنة حيث تمسح هذه التكنولوجيا ببرمجة مفتاح السيارة المجهز لتفعيل النظام مُباشرة ، لقد تم تصميم النظام لتشجيع عادات القيادة الجيدة أثناء القيادة إلى جانب تقديم ملاحظات حول أداء القيادة من خلال بطاقة تقرير ، وبالتالي يُمكن للأباء مُتابعة أبناءهم من خلال ذلك التقرير أيضاً.


بمُجرد تفعيلها، تحد السيارة من ميزات معينة للمركبة وتمنع أنظمة أمان معينة من إيقاف التشغيل ، بالإضافة إلى ذلك ، فهي كما ذكرت مُسبقاً توفر تقرير داخل السيارة تفصيلي حول المسافة المقطوعة ، والسرعة القصوى ، وعدد التحذيرات من تجاوز السرعة ، وأحداث القيادة الأخرى ، مما يوفر للآباء معلومات مفيدة لتدريب سائقهم الجديد بأمان.

يتأكد برنامج Teen Driver أيضًا من أن ميزات السلامة النشطة إذا كانت مجهزة في السيارة قيد التشغيل دائمًا مثل استخدام حزام الأمان ومراقبة سرعتك حتى يتمكنوا من المساعدة في تنبيه المراهق لتجنب وقوع حادث أو تقليل خطورته.

تتوفر التقنية حالياً في العديد من سيارات جي إم سي الجديدة وبالتالي يُمكن القول أنها تقنية أو برنامج مازال يُمكن أن يتوسع في المستقبل ويكون أساسي في جميع السيارات ، تقول ماري آن بيبي ، مهندسة السلامة في جنرال موتورز : "لقد طورنا هذا النظام حتى يتمكن الآباء من استخدامه كأداة تعليمية مع أطفالهم". "يمكنهم مناقشة وتعزيز عادات القيادة الآمنة منذ بداية سنوات القيادة لمراهقيهم ."

شاشات الـ Heads-Up

تحدثنا في مقالٍ سابق عن أهمية التكامل ما بين الهواتف الذكية والسيارات من خلال دمج تلك الأنظمة ببعضها البعض عن طريق الشاشة المُدمجة في السيارة ومنصات التشغيل ولكن لكي أكون صادقاً فأن تلك الشاشات أيضاً قد تكون مُشتتة للقيادة عند نظر السائق إليها ولا توفر عنصر الأمان بشكل كامل، حيث انها تُشبه في عملها فكرة الهواتف الذكية .. كذلك يمكن أن يؤدي النظر إلى لوحة العدادات إلى جذب انتباهك بعيدًا عن الطريق أمامك ولكن ماذا عن شاشة شفافة تطفو أمامك؟

ليس من المستغرب أن القيادة المُشتتة هي المساهم الرئيسي في وقوع الحوادث ، هذا هو السبب في تقديم العديد من السيارات الجديدة مع شاشة عرض شفافة تعرض هذه الميزة المأخوذة في الأصل من عالم الطائرات حيث تم استخدامها في الطائرات المقاتلة والطائرات الأخرى عالية الأداء، معلومات القيادة الهامة أمام السائق مباشرة من خلال عرضها كما لو كانت تطفو أمامك على الطريق وكأنك في أحد أفلام الخيال العلمي.


عادةً ما تظهر على شاشة العرض هذه معلومات مهمة مثل سرعة القيادة والتنقل وتستخدم شاشات العرض الأساسية تلك لونًا واحدًا ، بينما تعرض بعض السيارات الأكثر تقدماً أيضًا المزيد من المعلومات مثل السرعة القصوى للطريق الذي تسير فيه أو حتى الأغنية الحالية التي يتم تشغيلها وتكون متعددة الألوان.

وبالتالي يُمكن من خلال ذلك إبقاء عينيك على الطريق والحفاظ في نفس الوقت على سرعتك منخفضة دون تشتت.

مرآة وكاميرات المُراقبة للمقاعد الخلفية

ستوفر العديد من السيارات بالتحديد المصممة خصيصاً للعائلات وأقصد بذلك سيارات الميني فان التي يُمكن أن تكون بها صفين من المقاعد خلف السائق ، مرآة محدبة صغيرة بالقرب من مرآة الرؤية الخلفية الداخلية الموجودة في أي سيارة ، تتيح هذه المرآة الثانوية للسائق أو الراكب الأمامي الحصول على رؤية أفضل لركاب المقعد الخلفي وهي ميزة رائعة لمراقبة الأطفال الصغار دون أن يحتاج السائق إلى تدوير راسة والتشتت عن مراقبة الطريق.

على سبيل المثال تقدم سيارة أوديسي من هوندا ترقية اختيارية جديدة لمرآة المحادثة عن طريق نظام يسمى CabinWatch وهي عبارة عن كاميرات مثبتة داخل السيارة لعرض ما يحدث بالضبط في المقعد الخلفي ، حيث يُمكنك مراقبة أطفالك الجالسين في المقعد الخلفي على هيئة فيديو مباشر يظهر على شاشة العرض الصغيرة أمامك ، وهي نفس فكرة الكاميرات الخلفية الموجودة في السيارات والتي تُساعدك في عملية ركن آمنه.

يُمكنك من خلال النظام تكبير أو تصغير الصورة أيضاً للحصول على رؤية أوضح ، في الليل لن يكون لديك مشكلة أيضاً حيث تحتوى الكاميرا على مصابيح LED تعمل بالأشعة تحت الحمراء لكي تجعل المشاهدة الليلية سهلة وتساعدك في الحصول علي رؤية جيدة لأطفالك في المقاعد الخلفية دون إزعاجهم بإضاءة مصابيح العربية اذا أرادو النوم في ليلة سفر طويلة.

نفس الفكرة تقريباً ولكن عن طريق الصوت هذه المرة ، فيما يسمى بـ Voice projection عن طريق برنامج Easy Speak وهو برنامج صُمم مخصوص لجعل الميني فان وسيارات الدفع الرباعي أكثر ملاءمة للأسرة من خلال مساعدة الآباء على التحكم في أطفالهم أثناء القيادة ، حتى أولئك الذين يجلسون في الخلف ، إذا كانت المراقبة بالأعين غير كافية لتلك الأطفال المشاغبين بالتأكيد هم بحاجة لسماع صوتك بوضوح.

يتحكم برنامج Easy Speak في نظام الاتصالات في السيارة مستخدمًا الميكروفون الموجود بالفعل لتضخيم صوت السائق من خلال مُكبرات الصوت الخلفية ، بهذه الطريقة ، يمكن للأب أو الأم جذب انتباه الأطفال دون الاستدارة أو الصراخ وبالتالي تشتيت أقل ، خطر أقل ، ضغط أقل أيضاً على أحبالك الصوتية.

شبكة Wi-Fi داخل السيارة

تمامًا كما يمكن لشبكة Wi-Fi في منزلك مشاركة الإنترنت مع أجهزة متعددة ، فإن شبكة Wi-Fi الموجودة على متن الطائرات أصبحت شائعة الآن في العديد من السيارات والحافلات وكذلك بعض القطارات ، ولكنها لا تُعد مُنتشرة بشكل كبير بين أواسط السيارات العادية ولكنها يبدو أنها ستكون واحدة من تلك التقنيات التي لا غني عنها في المستقبل.