مراجعة Spyro Reignited Trilogy: أبطال الطفولة يعودون !
جهاز Playstation 1 كان يزخر بألعاب كثيرة ارتبطت بطفولتنا ونتذكرها حتى يومنا هذا من أهمها ألعاب Platformer مثل Spyro من Insomniac و Crash Bandicot وبما أن الأخيرة عادت بثلاثيتها للجيل الحالي فقد حان الوقت لنرى Spyro Reignited Trilogy تعيد التنين المفضل لدى الجميع مرة أخرى.
كل من لعبة Crash Bandicot و Spyro كانت من أوائل الألعاب التي تبنت فكرة الـ 3D Platformer games ونفذتها بإتقان شديد جعل كل من الشخصيتين أبطال طفولتنا وبقيت كذلك حتى بعدما كبرنا والآن تعود لنا Spyro Reignited Trilogy بثلاثية محببة قديمة ولكن بتفاصيل جديدة بالكامل من المطور Toys for Bob.
السؤال الذي يدور في رأي الجميع عندما نرى ألعاب يتم إعادتها في هذه الفترة، هل ستكون Spyro Reignited Trilogy ممتعة حتى في عام 2018؟
الإجابة البسيطة على هذا السؤال هي، بالتأكيد نعم! ولكن إن أردت المزيد من التفاصيل فعليك قراءة هذه المراجعة.
العنصر الرئيسي الذي يجعل من Spyro Reignited Trilogy هو أن الثلاثية تأتي على شكل Remake كامل مصمم بواسطة Unreal Engine وليست Remaster وهذا يعني أن اللعبة تم بنائها بالكامل من جديد بدون الاعتماد على أساسيات وأكواد الإصدارات السابقة فكل Character Model و كل بكسل في الوحوش أو مؤثرات للنيران التي ينفثها Spyro تم تصميمها من جديد.
سيمكنك أن تلحظ ذلك في الكثير والكثير من التفاصيل داخل اللعبة فكل محتويات العالم مصممة بشكل رائع رسومياً وحتى صوتياً! نعم لقد تم إعادة تصميم الـ Soundtrack lk من قبل Toys For Bob أيضاً لتحسين جودة الصوت ولتمنحك الشعور بالنوستالجيا لألعاب الـ Retro بطريقة حديثة. وذلك لأن محتوى اللعبة كان بالفعل من أروع ما يكون في التسعينيات فلم يكن هناك أي داعٍ لتغيير هذا ولكن كانت تحتاج فقط لعملية بناء مرة أخرى بشكل يتناسب مع تكنولوجيا الألعاب اليوم.
تحوي اللعبة على Remakes للثلاثة أجزاء الأولى للسلسلة وهي Spyro The Dragon و Spyro 2 Ripto's Rage و Spyro Year of the Dragon. لن تضطر للعب هذه الألعاب بترتيب معين لأن الأجزاء الثلاثة تحوس نفس أسلوب اللعب والتحكم.
أسلوب اللعب والتحكم:
الأجزاء الثلاثة من Spyro Reignited Trilogy تمتلك أسلوب تحكم متماثل حيث سعتمد على عدة أزرار وحركات بسيطة من الاندفاع بالقرون أو نفث النار أو القفز ثم القفز مرة أخرى للطيران، هناك أيضاً Action Button ولكن قلما يتم استخدامه يمكنك من خلال الغوص تحت الماء في بعض المراحل أو الانزلاق بعد Double Jump.
مما يجعلنا نقول أن اللعبة تتمحور بشكل كبير حول البساطة، حيث كل ما ستواجهه في اللعبة لن يتعدى الاختيار من بين هذه الحركات -بترتيب معين يحدده الموقف بالطبع- وهنا يأتي دورك في الاختيار لأن كل نوع من الأعداء في اللعبة محصن ضد أحد حركتي هجومك إما النار أو الاندفاع بالقرون. وهذا أمر يعيد شعور المتعة الذي كان موجوداً في اللعبة فلا حاجة لتعقيد الأمور فقط تجول في المكان وواجه الأعداء المصممين بشكل كوميدي واستمر لاكمال مهماتك.
الكثير من الألعاب حاولت إعادة تقديم نفسها بتقديم تجربة أكثر واقعية وجدية أو أكثر ظلامية ولكن Spyro Reignited Trilogy تعود بنا لزمن حينما كان الجميع لا يخجل من تصميم لعبة مليئة بالغرابة وبعيدة تماماً عن الظلام والواقعية. ولماذا نبحث عن الواقعية إن كان بطل اللعبة تنين في الأساس؟!
عالم اللعبة مليء بالمظاهر المبهجة حيث يبدو الجميع مستمتعاً بوقته حتى مع أنك نظرياً تحاول إنقاذ العالم! المهمات الأساسية في الأجزاء الثلاثة، أحدها ستبحث فيها عن Dragon Crystals و الأخرى تبحث عن Talismans لإنقاذ العالم وفي الثالثة والأخيرة سيتحتم عليك جمع وتتبع بيض التنانين لإنقاذها من الانقراض. تبدو المهمات مختلفة ولكن أسلوب اللعب في كل منها متماثل تقريباً حيث يتعلق الأمر بالبحث والجمع لمختلف هذه الأشاياء المخفية داخل مراحل ومناطق عالم كل لعبة.
هذا الأسلوب هو ما يجعل المتعة الأقصى التي تستطيع الحصول عليها من Spyro Reignited Trilogy هي عندما تحاول الوصول لدرجة اكتمال 100%، والواقع أن اللعبة تم تصميمها لتلعب بهذا الشكل في الأساس، يمكنك بالطبع التركيز على المهمات الأساسية فقط والانتقال من Boss Fight إلى آخر عن طريق عمل الحد الأدنى من المتطلبات ولكن اللعبة في الأساس لا تستلزم وقتاً كثيراً لإتمامها وتتمحور حول التغلب على كل التحديات والبحث والتجول داخل المراحل المصممة لإيجاد كل الـ Collectibles والأسرار المخبأة الممكنة، حتى أنك ستجد نفسك في أوقات كثيرة تجد بعض الأشياء الهامة بدون قصد أو أثناء الانشغال بشيء آخر.
كل هذا يشير أنك ستحظلى بتجربة ممتعة للغاية في Spyro Reignited trilogy، ولكن لا شيء خالي من العيوب تماماً!
المشاكل والعيوب:
أحد المشاكل والعيوب القليلة في اللعبة يتعلق تحديداً بلعبة Spyro 2 من حيث أنها تشرح كل شيء في أسلوب اللعب تفصيلاً حتى ولو كان بديهياً حتى إنها تقتطع اللعب للحديث عن حركة الكاميرا بعد فترة كبيرة من لعبك للعبة (أي أنك حتماً تدرك كيفية حركة الكاميرا عندئذ) ولكن ربما لم يرد المطور Toys for Bob العبث بمحتوى اللعبة تماماً فترك هذه الارشادات كما أتت في اللعبة الأصلية. وهذا ربما هو أكبر العيوب في اللعبة بالكامل، ولكن بلا شك لن يؤثر على تجربتك لها.
أمر آخر ربما قد يضايق بعض اللاعبين وهو أنك ستجد نفسك في أوقات كثيرة لا تعلم وجهتك أو لاتعلم كيفية الوصول لمكان معين أو هزيمة وحش ما لتقوم بالتجربة مراراً وتكراراً حتى تتوصل للطريقة الصحيحة. ولكن هذا لا يعتبر عيبا بقدر ما هو من أساسيات اللعبة التي صممت بها فدوماً كانت التجربة والخطأ والتعلم منها من عوامل اكتساب الخبرة في لعبة Spyro وربما هو ما جعلها مميزة في صغرنا حيث دربتنا على الصبر والمحاولة أكثر من مرة إلى أن نصل لما نريده.
أهم عامل مميز في اللعبة:
أفضل الأوقات ستمضيها في اللعبة هي عندما تتجول بحرية في المراحل المختلفة بدون أن تحاول إنهاء مهمة أو تحدي بعينه وتكتشف الكثير والكثير من الأسرار أو تتزلج وتقوم بعمل حركات بهلوانية أو تطير بشكل لا نهائي محاولاً إيقاف بعض القطارات أو مطاردة أحد الشخصيات بسرعة البرق محاولاً استعادة أحد بيوض التنانين منها. تلك هي الأوقات التي ستحظى فيها بأكبر متعة من اللعبة.
اكتشافك لهذا العالم الغريب ذو التصميمات الظريفة التي والمحاولة أكثر من مرة لإكمال تحدي أو الوصول لمنطقة ما، هذا ما يفترض ان تكون عليه حالك داخل اللعبة وهذا ما جعلها مميزة! فمن المفترض أن تتجول كثيراً ومن المفترض أن تكون تائهاً في أغلب الأوقات ومن المفترض أن تعيد تكرار المحاولة في شيء واحد والاستفادة من التجربة والخطأ للوصول للحل من المفترض أن تكون متفاجئاً ومرتبكاً بسبب ما يحدث حولك ومتسائلاً عما قد يحدث في المستقبل!. كل هذه الأشياء تجعل التجربة ممتعة للغاية وكلها عوامل نفتقدها كثيراً في ألعاب الجيل الحالي.
الخلاصة:
تعتبر لعبة Spyro Reignited Trilogy رحلة رائعة لتتذكر فيها شخصية Spyro وما الذي جعل ثلاثية الألعاب هذه والـ 3D Platformer Games بوجه عام في تلك الفترة محببة للغاية إلى قلوب الكثيرين ممن عاصروها. اللعبة تعطينا تجربة اللعب بـ Spyro تماماً كما تتذكرها بتحركات الطيران والاندفاع والنيران فقط مع رسوميات أكثر جمالاً ودقة تظهر فيها اللعبة بأبهى حلة.
لم يقم المطور Toys For Bob بالتغيير في اللعبة إلا ربما في ما يخص بحركة الكاميرا ليجعله اتقدم تجربة أفضل للاعبين. ستجتاحك رغبة عارمة في إعادة اكتشاف أرجاء العوالم الثلاثة للعبة بألوانها المبهجة وتصميم شخصياتها الرائع واكتشاف كل زاوية مخفية وإعادة التحديات التي قمت بها منذ أعوام طويلة لتفشل في إتمامها مرة أخرى!
تحوي اللعبة على تفاصيل ممتعة كثيرة وجديدة في بعض الأحيان مثل صور Monks of Colossus من رحلاتهم المعلقة على الحوائط، وتصميمات التنانين التي تحولت من نسخ مكررة من نفس التصميم تقريباً إلى تصميمات مميزة تظهر شخصية كل منها بشكل رائع.
يمكنك إكمال الألعاب الثلاثة في ما يقارب 20 ساعة إن لم تنتبه إلى الـ Completion Rate بشكل كافٍ ولكن كما ذكرنا من قبل فالمتعة في اللعبة تكمن في محاولتك للوصول إلى أقصى حد لإككمال اللعبة بخوض التحديات وإيجاد كل ما تستطيع أن تجده من أسرار و Collectibles. ما يميز هذه العودة أو الـ Remake هو كم الاخلاص في تقديم تجربة محببة للجميع بكل ما فيها من جمال بدون تغيير ولكن فقط تحسين ما يحتاج إلى ذلك ليواكب التقدم التقني الحالي لعالم الألعاب.