بعد هبوط مركبة فضائية بداخله.. تعرف إلى متحف المستقبل بدبي!
مشروع جديد من دولة الإمارات العربية المتحدة يشق طريقه إلى النور بعد ست سنوات من العمل والجهد المتواصل بتكلفة بلغت 500 مليون درهم إماراتي، هو متحف المستقبل بدبي - المبنى الأجمل على وجه الأرض وأيقونة التكنولوجيا الحديثة التي ستبهر العالم.
واختار الحساب الرسمي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي عبر تويتر "Dubai Media Office" الإعلان عن موعد افتتاح المتحف الجديد بنشر مقطع فيديو خاطف للأنظار يستعرض فيه هبوط جسم طائر أشبه بمركبة فضائية أو سيارة طائرة داخل المتحف، حيث يتم فتح سقف متحف المستقبل بشكل متقن ليحتوي بداخله الجسم الطائر ويغلق ويعود لشكله الكامل مرة أخرى.
تم إطلاق مشروع متحف دبي الجديد عام 2016 خلال فاعليات القمة العالمية للحكومات، ليعرض تاريخ البشرية الحديث مع تصور مستقبل الإنسان والتكنولوجيا على الأرض حتى عام 2100.
وكان من المُقرر أن يتم افتتاح المتحف في 2020، إلا أن عملية الافتتاح تأجلت حتى وقع الاختيار على تاريخ اليوم 22 فبراير 2022.
متحف دبي الجديد - تصميم معماري فريد
أول ما يخطف الأنظار في المتحف الجديد هو تصميمه المعماري الفريد الذي يُعد أيقونة جمالية وعلامة بارزة في المعمار الحديث، بهيكله المعدني المنحني بشكل يجعله يبدو كأنه يطفو في الهواء، وبالخطوط العربية الزخرفية التي تغطي المبني كله بشكل تحدق له الأبصار، وكل هذا تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.
يمتد متحف المستقبل بدبي على مساحة 30 ألف متر مربع، وتمتد واجهة المتحف على مساحة 17 ألف متر مربع، وتبلغ مساحة الواجهة 17600 متر، ويحيط بالمتحف حديقة ذكية تضم 80 نوعاً من النباتات ومزودة بنظام ري آلي ذكي دون تدخل بشري.
ارتفاع متحف المستقبل هو 77 متراً، مقسمة إلى سبع طوابق، ومع ذلك فإن المتحف لا يحوي أية أعمد داخلية، ما يجعل تصميمه الهندسي فريد من نوعه.
ويعد تصميم المتحف نموذجاً للاستدامة في التصميم الإبداعي المستقبلي، فالواجهة الخارجية مُغطاه بزجاج متطور صُنع خصيصاً بتقنيات حديثة لتحسين جودة الإضاءة الداخلية والعزل الحراري الخارجي.
أما النقوشات العربية الموجودة على المبنى من الخارج، فهي زخارف من تصميم الفنان الإماراتي "مطر بن لاحج"، وتضم اقتباسات للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي:
"لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين"
"المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، المستقبل لا يُنتظر، المستقبل يُمكن تصميمه وبناؤه اليوم"
"سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار"
والعام الماضي اختارت "ناشيونال جيوغرافيك" متحف دبي المستقبل ضمن أجمل 14 متحفا على مستوى العالم.
لماذا تم إنشاء متحف المستقبل؟
لن يكون متحف المستقبل بدبي مجرد متحف بمفهومة التقليدي، مكان يضم أشياء مميزة من الماضي لعرضها أمام الزوار من خلف ألواح زجاجية، لكنه سيقدم أموراً مُستقبلية تعكس احدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، وما سوف تصل إليه. ولن تكون تجربة المتحف هي مشاهدة هذه التقنيات فحسب، بل سيقدم المتحف تجارب تفاعلية مختلفة.
وتماشياً مع فكرة المستقبل سوف يتم تغيير المعروضات داخل متحف المستقبل بدبي كل 6 أشهر وتحديثها أول بأول بكل جديد.
وسينظم متحف دبي الجديد، مجموعة من الدورات وورش العمل لمناقشة الأبحاث والإبداعات العلمية والتقنية واتجاهاتها وتطبيقاتها المستقبلية والعملية.
المتحف يتبع "مؤسسة دبي للمستقبل"، ويهدف إلى دعم الأفكار الخلاقة التي تطلقها الحكومات في المستقبل، إذ يُعدّ مركزا للأطروحات المبتكرة وتقديم الحلول التي ترتقي بحياة شعوب الأرض. ويقدم تجارب تفاعلية تستعرض تاريخ البشرية منذ البدايات، ويسلط الضوء على العَلاقة بين البشر والروبوتات، ومدى تأثير الذكاء الاصطناعي على إدارة الدول.
أقسام متحف المستقبل بدبي
سيكون لمتحف المستقبل طوابق مخصصة لتجارب متميزة. يتكون متحف المستقبل من ثلاثة طوابق من المعارض التفاعلية التي ستركز على المستقبل المحتمل لتنمية موارد الفضاء الخارجي، والنظم الإيكولوجية والهندسة الحيوية، والصحة والعافية والروحانيات.
وسيعرض طابق آخر تقنيات المستقبل القريب التي ستغير عالمنا من خلال مواجهة التحديات في مجالات متنوعة مثل الصحة والمياه والغذاء والنقل والطاقة. وسيُخصص الطابق الأخير للأطفال، حيث يكتشفون التحديات ويعالجونها بطريقتهم الفريدة ليصبحوا أبطال المستقبل.
أبرز أجزاء متحف المستقبل بدبي
المحطة الفضائية المدارية – أمل
من أبرز التجارب التي يقدمها متحف دبي الجديد هي تجربة " المحطة الفضائية المدارية – أمل" OSS Hope، حيث تأخد الزوار في رحلة إلى الفضاء لتجربة العيش على متن محطات الفضاء، لكن بعد 50 عاماً من الأن، ليحظوا بتحربة الحياة على كوكب الأرض والسف عبر الفضاء عام 2071.
وتم اختيار اسم "أمل" لتعيد إلى الذاكرة مشروع "مسبار الأمل" الذي كان علامة بارزة في تاريخ العرب مع استكشاف الفضاء بوصوله إلى مدار كوكب المريخ.
مختبر "إعادة تأهيل الطبيعة"
يُركز مختبر "إعادة تأهيل الطبيعة" على قضايا الإستدامة البيئية وحماية الطبيعة، حيث يقدم تجربة فريدة لزوار المتحف تعكس الحياة على سطه الأرض في المستقبل.
يعتمد المختبر على تقنيات محاكاة الواقع التي تسمح للزوار بإجراء العديد من التجارب التفاعلية، أبرزها التجارب التي تتضمن استخدام عينات الحمض النووي لإعادة تأهيل الكائنات الفطرية.
الواحة
تركيزاً على جانب الروحاني، تقدم منطقة الواحة تجربة فريدة تحفز حواس الزوار الخمس، من خلال التركيز على المستوى الشخصي، فيغوصون في أعماق داخلهم، ويبتعدون عن العوامل الخارجية التي تشغل انتباههم.
أبطال المستقبل
كذلك يقدم المتحف جزءاً خاصاً بالأطفال دون العاشرة، وذلك من خلال منصة "أبطال المستقبل" التي تحفز عقول الصغار لاستكشاف أمور جديدة عن أنفسهم وعن العالم من حولهم.
ويتضمن المستوى الأول منها، مجموعة من النشاطات التي تركز على ست مهارات يحتاجونها لاكتشاف المستقبل هي: الفضول، والإبداع، والثقة، والتواصل، والتعاون، والتفكير النقدي، مقدّمةً مزيجاً من الألعاب اللامحدودة والتحديات التي تتطلب مهارات حل المشاكل والتعاون.
مستقبل اليوم
أما معرض "مستقبل اليوم" فيجمع أكثر من 50 عارضًا من الشركات الرائدة والجامعات والمصممين الذين يقدمون نظرة مستقبلية عامة عما يمكن أن يحمله لنا المستقبل في السنوات القادمة.
ويركز المعرض على استكشاف الطرق المتنوعة التي يُمكن للتكنولوجيا أن تدفعنا إليها في المستقبل، كذلك يعرض حلولاً للمشكلات التي ستواجهنا في المستقبل القريب، لا سيما التحديثات المفروضة على كوكبنا الأرض.
هذه المنصات وغيرها ستكون جزءاً من تجربة تفاعلية متكاملة تأخذنا في رحلة إلى المستقبل، وتفتح آفاقاً جديدة من الفكر أمام زوار متحف دبي الجديد، وسوف يقدم المتحف المزيد من التجارب بعد افتتاحه إلى جانب البرامج التعليمية والمؤتمرات الهامة.
أخيراً، فيقع متحف المستقبل بدبي في قلب دبي بالقرب من أبراج خليفة في شارع الشيخ زايد، وسوف يكون مفتوحاً أمام الجميع من الكبار والصغار.
?xml>