تواجه تسلا منذ فترة عدة مشاكل، ربما لا تظهر على السطح كون سمعتها الكبيرة في سوق السيارات الكهربائية تغطي على كل شيء ولكن عند النظر بالقرب من الشركة الأمريكية نجد أن ثمة مشاكل كثيرة. تعاني تيسلا منذ أشهر من انخفاض قيمة أسهمها في بورصة NASDAQ الأمريكية بشكل كبير. الشركة الشهيرة في مجال السيارات الكهربائية ارتفع سعر سهمها مع انتشار فيروس كورونا حتى وصل إلى ذروته في نهاية 2021 محققاً 407 دولاراً للسهم. منذ ذلك الوقت انخفضت قيمة السهم حتى وصلت اليوم إلى 131.49 دولار تقريباً.

دعنا نتاول اسباب ذلك الانخفاض الحاد وكذلك كيف تخطط تسلا لتجاوز تلك الازمة.

أولاً : ظهور منافسين جدد

Audi e-tron GT

أسباب كثيرة وقفت وراء هذا الانخفاض الكبير. أول سبب كان ظهور منافسين جدد في سوق السيارات الكهربائية. في أوروبا حيث تتواجد تيسلا بقوة باتت شركات مثل مرسيدس، فولكس فاجن، أودي و BMW تقدم سيارات كهربائية منافسة. أيضاً في الصين حيث أكبر مبيعاتها فقدت الشركة هيمنتها لصالح شركة BYD الصينية التي استحوذت على الحصة الأكبر من المبيعات خلال 2022. المنافسة لم تنتهي، تويوتا، فورد ومجموعة جنرال موتورز أعلنوا بالفعل عن خطط لطرح إصدارات جديدة من سياراتهم الحالية بمحركات كهربائية خلال 2023.

ثانياً: شخص إيلون ماسك نفسه

Elon Musk

إيلون ماسك المدير التنفيذي للشركة هو أيضاً واحد من الأسباب المؤثرة في انخفاض قيمتها السوقية. سلوكه المتعجرف الذي صحب محاولة الهروب من الاستحواذ على تويتر وقراراته المجنونة بعد إتمام صفقة الاستحواذ أثرت كثيراً على سمعته وهو ما أنعكس على قيمة أسهم الشركة كونه واحد من أهم العوامل التي تعزز قيمة المستثمرين في تيسلا.

الملياردير الأمريكي حاول التنصل من الصفقة في البداية وبعد فشله في الأمر قام ببيع جزء لا بأس به من أسهمه في الشركة حتى يمول استحواذه على تويتر كما اقترض مبالغ طائلة بضمان أسهمه في تيسلا.

ماسك وفي الأسبوع الأول من الوصول لتويتر قام برفد أكثر من نصف العاملين وخرج بتصريحات صنفها البعض أنها في صالح روسيا في حربها ضد أوكرانيا كما قام بالكثير من التعديلات غير المنطقة على موقع التواصل الشهير الذي يملكه.

كل هذا التخبط وسوء الإدارة أفقد الكثيرين ثقتهم في ماسك وفي الهالة الإعلامية التي كانت تحيط به ولم يعد الكثيرين ينظرون له كالرجل الحديدي Iron Man وهو ما أنعكس بشكل كبير على تيسلا.

ثالثاً: الدولار الأمريكي

US Dollar

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية ورفع الفائدة على الدولار أثرا بشكل كبير على قيمة سهم تيسلا ومبيعاتها. من جهة لم يعد التوجه لشراء سيارة كهربائية باهظة الثمن أحد أولويات المواطن الأمريكي في ظل ارتفاع الأسعار ومن جهة أخرى فإن رفع الفدرالي للفائدة على الدولار دفع المستثمرين للتوجه إلى العملة الخضراء بحثاً عن استثماراً أكثر آماناً في ظل الأزمات الحالية.

تأثير رفع الفائدة على الدولار ربما له النصيب الأكبر من انخفاض قيمة سهم تيسلا وقيمة أسهم أغلب الشركات المدرجة في البورصات الأمريكية. شركات مثل جوجل، مايكروسوفت أمازون، فيس بوك وإنفيديا خسرت جزء لا بأس به من أسهمها بسبب هذا الأمر ولكن خسارة تيسلا كانت الأضخم نظراً للعوامل الأخرى التي ذكرناها.

تخفيض الأسعار هو الحل!

وسط كل هذا وعلى عكس كل ما هو متوقع قررت تيسلا أن تخفض أسعار سياراتها بدون أي إنذار مسبق.

أفضل إصدار لـ Model 3 انخفض سعره بمقدار 14% في الولايات المتحدة ليكون بـ 54 ألف دولار بدلاً من 63 ألف دولار. الإصدار الأرخص من نفس السيارة يباع بأقل من 44 ألف دولار بعد تخفيض سعره بنحو 6%.

سيارة Model Y انخفض سعرها بـ 20% لتكون بـ 53 ألف دولار بعدما كانت بـ 66 ألف دولار. حتى Tesla Model S Plaid التي تعد من أفضل ما تقدمه الشركة تم تخفيض سعرها بنحو 15% أي 21 ألف دولار لتكون حالياً بـ 115 ألف دولار.

ترى تيسلا أن تخفيض أسعار سيارتها سيعزز تواجدها في ظل المنافسة الحالية كما أنها بهذه التخفيضات ستسهل على المشترين الجدد عملية تقسيط السيارات في وقت ترتفع فيه الفائدة كما سيحظى بعضهم على تسهيلات ضريبية وتمويلية لم يكونوا ليحظوا بها في ظل الأسعار القديمة.

من جهة أخرى أثار تخفيض أسعار السيارات استياء الكثير من مالكي السيارات الذين قاموا بالترقية أو الانتقال إلى سيارات تيسلا في الفترة الأخيرة. يرى هؤلاء أن هذا التخفيض ضرهم مرتين، الأولى لأنهم دفعوا أموال أكثر عند امتلاك تلك الإصدارات والمرة الثانية أن توفير السيارة بسعر أقل سيخفض من سعرها عند إعادة البيع. هم في الحقيقة فقدوا جزء من قيمة سيارتهم بعد هذا التخفيض المفاجئ.

وبعيداً عن الآراء فإن سهم تيسلا قد حقق ارتفاعاً طفيفاً منذ تطبيق هذا الانخفاض، فهل تعود الشركة إلى مكانتها أم أن تستمر في أزمتها؟