
انطباعاتنا حول The Banner Saga Trilogy
في أواخر 2011 قرر كل من Arnie Jorgensen و John Watson وأيضا Alex Thomas مغادرة أستوديو التطوير الشهير BioWare وذلك بعد الانتهاء من عملية تطوير لعبة Star Wars: The Old Republic التي صدرت في ديسمبر 2011 وقرر الثلاثي بتأسيس الأستوديو الخاص بهم من أجل تقديم ألعاب تعتمد علي وجهة نظرهم الخاصة. وبالفعل في مطلع 2012 قام الثلاثي بالإعلان رسمياً عن أستوديو Stoic الخاص بهم وفى وقت لاحق من نفس العام تم الكشف عن أولي مشاريع الأستوديو وهو The Banner Saga: Factions والذي صدر في 2014 عبر منصة الحاسب الشخصي وأجهزة الهواتف الذكية واستطاعت اللعبة أن تحقق نجاحات كبيرة عن المنصة، ولم يكن يتوقع أحد بأنها ستكون نواة لثلاثية The Banner Saga الرائعة والتي بالفعل حصلنا علي الجزء الثالث والأخير بشكل رقمي عبر منصات PlayStation 4 و Xbox One و Nintendo Switch وأيضا الحاسب الشخصي بينما ستتوافر بنسخ الأقراص في متاجر التجزئة بعد غد. أحببنا أن نقدم انطباعاتنا حول تلك السلسلة المميزة سواء على صعيد القصة التي تم تقديمها بشكل جيد أو أسلوب اللعب المختلف والمبتكر عن أغلب الألعاب في الوقت الحالي وبالطبع سنتحدث عن المستوي الرسومي والأصوات بالسلسلة، فدعونا من الحديث وهيا بنا ننطلق.
وقبل أن نسرد ونتعرف علي انطباعاتنا الخاصة بأجزاء السلسلة وجب التنبيه حول معلومة صغيرة تخص الجزء الثالث من السلسلة حيث دخل الجزء الجديد في مرحلة دعم عبر موقع Kickstarter وكانت بحاجة إلي 200 ألف دولار فقط من أجل عملية تطويرها ولكن استطاعت اللعبة بسبب شهرتها الكبير أن تحقق أكثر من 415 ألف دولار أي أكثر من ضعف الرقم المطلوب من خلال أكثر من 8 الأف شخص قاموا بدعم اللعبة. أيضا الجزء الثاني إستطاع أن يثبت نفسه رغم تكلفة إنتاجه البسيطة أن يتواجد ضمن قائمة الألعاب المرشحة لجائزة أفضل لعبة "إستراتيجية" لعام 2016 ولكنها خسرت تلك الجائزة ضد لعبة Civilization VI المعروفة.
في البداية فإن تصنيف سلسلة Banner Saga هو Tactical role-playing game "لعبة تقمص أدوار تكتيكية" وسنتحدث عن هذا النوع من الألعاب بشكل مفصل عندما نتحدث حول أسلوب اللعب لاحقاً. اللعبة تأخذنا فى رحلة عبر عالم خيالي مستوحى من الميثولوجيا الإسكندنافية ومن خلال أحداث القصة عليك التمعن جيداً من اختياراتك فهي من ستحدد مصيرك ومصير جميع من يتبعك طوال أحداث القصة وليس هذا فحسب بل اختياراتك في الجزء الأول ستجد نتائجها كذلك في أحداث الجزء الثاني ومن المفترض الأمر عينه مع الجزء الثالث. وفي أحداث اللعبة سنشاهد الحرب الطاحنة بين بني البشر وبعضهم البعض وأيضا ضد سلالة العمالقة المعروفين باسم Varl وأنهم سيتوجب عليهم وقف العراك فيما بينهم علي جنب من أجل محاولة الوقوف ضد جماعة Dredge التي تحاول غزو الأراضي والقضاء علي الجنس البشري ومن يساعدهم كذلك وبالطبع هم جماعة الـ Varl.
من البديهي أنك إذا نظرت إلي القصة من مجرد الوصف الذي قمنا به الأن ستجدها قصة تقليدية ومألوفة لديك ولكن أستوديو Stoic استطاع أن يضيف حبكة لها جعل اللاعبين ينجذبوا لمعرفة أحداث القصة وفيما ستؤثر قراراتهم طوال مجريات اللعبة وأيضا تقديم الشخصيات وطريقة سرد القصة استطاع في نهاية التجربة أن يقدم قصة غنية ليست مألوفة كما نظن في بداية تجربتنا للعبة.
الأمر الأخر المميز بالقصة هي أنها تذكرنا بالكثير من Game of Thrones "لعبة العروش" حيث هناك نشاهد شخصيات تموت واحدة تلو الأخرى، من الممكن أن يتم طعنك في الظهر من قبل أشخاص لم تتوقع منهم ذلك، وتستمر كل هذه المؤامرات بشكل مستقيم حتي نهاية اللعبة، وكما ذكرت فإن اختياراتك باللعبة يساعدك علي تطوير العلاقات مع تلك الشخصيات وإضافة خيارات للحوارات أثناء الحديث معهم.
أما بالنسبة لأسلوب اللعب فكما ذكرت فإن سلسلة Banner Saga عبارة عن Tactical role-playing game " لعبة تقمص أدوار تكتيكية " وتعني وهو نوع يدمج بين ألعاب RPG مع الألعاب الاستراتيجية ويتيح لك بالتحكم بمجموعة من الشخصية في منطقة مكونة من عدة مربعات، لكل شخصية سواء الشخصيات التابعة لك أو شخصيات الأعداء دور خاص به للهجوم أو الدفاع، الأمر أشبه بعض الشي بلعبة Final Fantasy Tactics التي صدرت عام 1998 عبر منصة PlayStation. ومن خلال اللعبة سيتوجب عليك ترتيب جنودك في أفضل ترتيب ممكن لتحقيق أقصي ربح منهم خلال المعركة وتلك أحد الميزات باللعبة، حيث بإمكانك إرسال Varls " سلالة العمالقة " أولاً لأخذ الضرر الأكبر وإنقاذ المزيد من باقي جنودك وفي نفس الوقت للقضاء دفاع الأخرين وهنا يأتي دور الجنود العادية التي تستعمل السيوف والرماح من أجل شن هجوم قوي بعدهم، وفي نهاية التشكيل سيكون لدينا الرماة والذين يتسببوا في الكثير من الأضرار من بعيد وتحطيم دروع الأعداء.
وعندما تكون بالقرب من العدو، عليك أن تتعامل مع أكبر قدر ممكن من الضرر فكل عدو لديه نقاط الصحة وكذلك نقاط الدرع في كل مرة تقوم فيها بضرب عدو بإمكانك أن تختار إما أن تقتنص من نقاط صحته والذي ستحتاج إلى الكثير من الضربات وبإمكانك اختيار نقاط الدرع الخاص به لكسرها وبالطبع يفضل كسر الدرع أولاً حتى تتمكن من تنفيذ عدد ضربات أقل لكي تقضي عليه تماماً.
كل شخصية تمتلك قدراتها الفريدة التي تكون حاسمة في بعض المعارك كما ذكرت سواء العمالقة الذين يهرعوا إلي الأعداء وحماية الخطوط الخلفية وأيضا التعامل مع قدر كبير من الضرر لمساعدة الأخرين أو الجنود العادية التي بإمكانهم تغطية أنفسهم بدروع لحمايتهم من الأضرار وأيضا الرماة الذين بإمكانهم إرسال مئات السهام لتغطية ساحة المعركة بالألم والعذاب للأعداء. كل شخصية أيضا تمتلك نقاط Honor وتعد نلك النقاط مهمة لأنها تعطي فرص إضافية لتحركاتك أو ضرباتك، فهناك بعض المواقف الذي بإمكانك ضرب العدو بـ 3 نقاط فقط من نقاط الصحة الخاصة به بينما هو لديه 6 نقاط متبقية في هذه الحالة بإمكانك استخدام إحدى نقاط Honor لزيادة هجومك الرئيسي وضرب عدوك بـ 6 نقاط بدلاً من 3 والقضاء عليه دفعة واحدة، ولذلك يجب أن تكون حريصاً على إنفاقها واستخدامها بحكمة.
وفي الجزء الثاني من اللعبة قدمت نفس أسلوب اللعب المميز مع بعض الإضافات الطفيفة التي جعلت من تجربتها أكثر حماسة من الجزء الأول، فاللعبة الأن أصبح بها تخصص للمواهب بمعني أنه إذا اكتسبت موهبة سواء "قوة زيادة" أو درع" وأيضا "تحطيم" بإمكانك أن تخصص تلك الموهبة وجلب قدرات خاصة جديدة مثل تجديد الدروع والهرب سريعاً ولكل قدرة أو موهبة يوجد خياران تختلف أثناء الهجوم أو الدفاع. أيضا المستوي "الرتبة" في اللعبة قد تم زيادته بدلاً من 5 أصبح الأن 10 حيث بات بإمكانك كسب الكثير من المستوي أثناء التدريب في المخيم.
المستوي الرسومي في اللعبة مميزة وهادئة للغاية وغير مزعجة للعين علي الإطلاق وتصميم الشخصيات كانت جيدة وتتفوق علي العديد من الألعاب في الوقت الحاضر كذلك فهي تم تقديمها بأسلوب كتب "القصص المصورة". اللعبة أيضا علي صعيد المشاهد السينمائية قدمت تجربة جيدة وبالأخص في الجزء الثاني تمت إضافة المزيد من المشاهد السينمائية وأضاف الكثير لتجربة اللعبة بالفعل. وخلال رحلتنا باللعبة استمتعنا كثيراً بالخلفيات الخلابة التي كانت تظهر وأيضا الشخصيات المليئة بالألوان وتعابير وجوهم أيضا وتفاصيل ملابسهم كانت مميزة.
وخلال تلك التجربة البصرية المميزة استمتعنا أيضا بالموسيقي التأملية بدوافعها الغريب فجميع من قام بتجربة تلك السلسلة سيعرف جيداً بالجو العام والموسيقي والنغمات التي لا تنسي فهي تجربة مكملة لبعضها البعض. ولم لا فمن قام بتقديم تلك الموسيقي المميزة هو الملحن الأمريكي الشهير "اوستن وينتوري" الذي قدم موسيقي العديد من الألعاب الشهيرة مثل لعبة Assassin's Creed: Syndicate، وحصل أيضا على جائزة أفضل موسيقي اصلية في حفل جوائز "سبايك" لألعاب الفيديو من خلال لعبة Journey الشهيرة التي صدرت في 2012، ولذلك من الطبيعي أن تعطي الدرجات الكاملة للموسيقي حتى دون سماعها.