في عام 2019 تم إصدار عدد كبير جداً من الألعاب الاستراتيجية، فتقريباً أشهر السلاسل في هذه الفئة حصلت على لعبة جديدة خلال عام 2019، ثم بعد ذلك عادت هذه النوعية من الألعاب للاختفاء من جديد خلال عام 2020 و2021.

شخصياً تُعد الألعاب الاستراتيجية هي المفضلة والمحببة إلى قلبي، وهذا الأمر راجع في الأصل إلى المرحلة الزمنية التي بدأت اللعب فيها بداية من 1999، وفي هذا الوقت كانت الألعاب الاستراتيجية هي المهيمنة على صناعة الألعاب بشكل كبير جداً على الحاسب الشخصي.

الآن نحن أمام لعبة استراتيجية جديدة قادمة إلينا من شركة Ubisoft وهي جزء جديد من سلسلة The Settlers، وإذا كنت لا تعرف سلسلة The Settlers فهي سلسلة ألعاب استراتيجية صدرت لأول مرة في عام 1993.

فريق عرب هاردوير تمكن من تجربة اللعبة الجديدة والتعرف على أبرز عناصر اللعبة، واليوم نحن هنا لنتحدث عن انطباعاتنا الأولية الخاصة باللعبة، لكن يجب التأكيد على أن هذه المقالة ليست مراجعة نهائية بل هي انطباعات أولية مبنية على محتوى محدود من اللعبة تم تجربته.

وجود أكثر من حضارة داخل اللعبة

 

the settlersthe settlers

كعادة أي لعبة استراتيجية، فإن لعبة The Settlers تحتوي على حضارات مختلفة، وفي النسخة التجريبية التي اطلعنا عليها قمنا بتجربة حضارتين مختلفتين، وهنا لاحظنا أن كل حضارة تمتلك شكل معماري خاص بها وفريد، كما أن كل حضارة تمتلك الجنود والوحدات القتالية المميزة الخاصة بها.

لكن لا أعرف عدد الحضارات التي ستكون موجودة في النسخة النهائية من اللعبة، وأتمنى هنا أن تحتوي اللعبة على عدد كافي من الحضارات، مع إضافة بعض العناصر الاخرى التي تميز كل حضارة عن الأخرى مثلما رأينا في أخر جزء من لعبة Age of Empires.

النظام الاقتصادي الخاص باللعبة

the settlers

معظم الألعاب الاستراتيجية تعتمد على النظام الاقتصادي كمعيار للفوز، أي أن اللاعب الذي يتحكم بالاقتصاد في المباراة ويتمكن من إدارة موارده أفضل سيكون هو الفائز بلا شك، وبالعودة إلى لعبة The Settlers نجد أنها تحتوي على نظام اقتصادي شائع بين هذه النوعية من الألعاب.

تعتمد اللعبة على تجميع الموارد الأولية وتحويلها بعد ذلك إلى أشكال وصور أخرى من المنتجات، على سبيل المثال يمكنك بناء مزرعة للحصول على القمح، وبعد ذلك يمكن بناء طاحونة لتحويل القمح إلى دقيق، وبعد ذلك يمكن تحويل الدقيق إلى خبز عن طريق بناء مخبز.

هذا النظام يتفرع ليشمل كل المنتجات الموجودة داخل اللعبة، فمثلاً يمكنك الحصول على الفحم والحديد كمواد أولية، وبعد ذلك تحويلهم إلى سبائك حديد، هذه السبائك يمكنك استخدامها صناعة الأسلحة  والأسلحة هنا هامة جداً لانك ستحتاجها لتجنيد المزيد من الجنود.

في الحقيقة النظام الاقتصادي الخاص باللعبة يشبه كثيراً النظام الموجود في لعبة Stronghold ولكن بدون نظام الضرائب الشهير الموجود في Stronghold، لكن في نفس الوقت يجب الإشارة إلى أن الموارد الأولية والمنتجات الثانوية الاخرى محدودة بشكل كبير جداً داخل اللعبة، وهو الأمر الذي يجعل التحدي الاقتصادي داخل اللعبة سهلاً قليلاً.

نظام التحكم في السكان هو الأكثر متعة في The Settlers

the settlers

كما ذكرنا سابقاً اللعبة تحتوي على العديد من الأفكار الشائعة الموجودة في الألعاب الاستراتيجية، ولكن طريقة التحكم بالسكان في هذه اللعبة مختلفة قليلاً عن باقي الألعاب من هذه النوعية، على الرغم من أنها مستوحاة من لعبة Stronghold أيضاً.

يتم تقسيم السكان إلى ثلاثة أنواع: الجنود، المهندسين، والحمالين، وبالطبع من هذا التقسيم يمكننا أن نُدرك وجود وظيفة محددة لكل طائفة.

لنبدأ أولاً بالحمالين، هم بمثابة الكتلة السكانية الرئيسية وأنت لا تتحكم بهم أي لا يمكنك إعطاء أوامر مباشرة لهذه الشريحة، وهذه الشريحة هي من تعمل في المنشأت المختلفة وكذلك هي من تتحول إلى جنود إذا قمت بتسليحهم، وهنا يتطابق الأمر تماماً مع الكتلة السكانية الموجودة في لعبة Stronghold.

أما فئة المهندسين هي الفئة الأهم في اللعبة، أو يمكن القول أنها الفئة التي تلعب دور استراتيجي كبير داخل اللعبة، بواسطة هذه الفئة يمكنك بناء المباني المختلفة، والأهم أنه يمكنك توسيع رقعة المستعمرة الخاصة بك من خلالهم، وكذلك يمكنهم التنقيب عن المعادن المختلفة والمحاجر، أيضاً يمكنهم التجول في الخريطة واستكشافها وتجميع بعض الموارد من الكنوز الموزعة على الخريطة.

في النهاية تأتي فئة الجنود وهؤلاء هم المحاربين الذين يدافعون عن مدينتك ضد أي عدوان وهم في الأصل كانوا حمالين ولكن يتحولون إلى جنود عند إنفاق بعض الموارد وتسليحهم بالسلاح اللازم، وعلى ذكر السلاح فأنت تقوم بتصنيعه عن طريق تجميع الموارد الأولية وتحويلها مثلما ذكرنا سابقاً.

الخرائط والبناء

the settlers

قمت بتجربة خريطتين فقط حتى الآن، والحقيقة أن الخرائط تفاعلية بقدر كبير جداً، على سبيل المثال توجد أشجار يتم اقتطاعها لمرة واحدة فقط، بينما توجد غابات تنمو مع مرور الوقت مرة أخرى.

أيضاً يوجد موارد على سطح الخريطة مثل الحجارة وهي موارد تنفذ مع مرور الوقت، بينما توجد مناجم تحتوي على كمية لا نهائية من المورد، وعلى ذكر المناجم فأنت لا تجد المناجم هنا وهناك على الخريطة، بل يجب عليك استخدام المهندسين للتنقيب والبحث عليها.

على الخريطة توجد مناطق يمكن التنقيب بها للبحث عن مناجم وهنا يجب عليك استخدام المهندسين بشكل كبير جداً للتنقيب في هذه المناطق والبحث عن مناجم الذهب، الحديد، الفحم، والحجارة.

أما عن البناء فإن الخريطة يتم تقسيمها إلى مضلعات مثل خلية النحل، وكل مبنى يحتل عدد معين من المضلعات، كما يجب ربط كل المباني بخطوط وطرق لكي تكون قادرة على العمل من الأساس، ونظام الطرق هذا هو نظام معروف وشائع في معظم الالعاب الاستراتيجية ولكن يجب أن أقول أنه تم تطبيقه في لعبة The Settlers بطريقة ممتازة.

البناء في اللعبة ممتع وبسيط جداً، ولا يحتوي على أي مشاكل ذكاء اصطناعي كالمشاكل المعتادة في هذه النوعية من الألعاب، كما أن الطرق تأخذ شكل أنسيابياً على الخريطة وبعد فترة من الوقت داخل اللعبة سيتولد لديك شعوراً بالرضا لما وصلت إليه مستعمرتك.

خلل في نظام التسليح

 

the settlersthe settlersthe settlers

لقي تقوم بإعداد جنود يجب أولاً الحصول على الأسلحة اللازمة، ولكي تقوم بتصنيع الأسلحة يجب الحصول على الفحم والحديد، وتحويل الحديد إلى سبائك باستخدام مبنى الصهر، وبعد ذلك صناعة الأسلحة في مبنى الحدادة.

هذه العملية تستغرق منك وقت طويل جداً، خصوصاً وأن الفحم والحديد يتطلب منك التنقيب وفي معظم الأحيان يكون بعيداً عن مستعمرتك وهو ما يتطلب منك توسيع رقعة مستعمرتك حتى تتمكن من الحصول عليه وهي أيضاً عملية تحتاج إلى الكثير من الوقت.

هذه الصعوبة في الوصول للأسلحة تجعل من الجنود عملة فريدة داخل اللعبة يجب الحفاظ عليها، وكذلك تمنع أي تصور لمعارك ضخمة أو كبيرة، لذلك ستجد أن لعبة The Settlers تعتمد على المعارك الصغيرة والجيوش الموجودة تتكون من أعداد محدودة جداً.

شخصياً هذا النظام البطئ جعلني أشعر بالملل قليلاً لأن العملية تتطلب وقت طويل جداً بالفعل، ولا يمكنك استخدام أعداد قليلة من المهندسين للتنقيب وتوسيع الرقعة لأن هذا الخيار سيضاعف المدة التي نحاول البُعد عنها في الأساس، لذلك ستجد نفسك في بداية المباراة تقوم بأعمال مملة قليلاً حتى تؤمن مناجم الفحم والحديد التي ستوفر لك الأسلحة بعد ذلك.

تخوف لا نتمنى حدوثه

 

the settlersthe settlers

من الواضح أن اللعبة عند صدورها ستحتوي على متجر أدوات، كما أنها ستحتوي على عملة رقمية خاصة بها، وهنا ينتابني تخوف أتمنى أن لا يحدث، والتخوف هو أن تحتوي اللعبة على مشتريات من شأنها التأثير على مجريات اللعبة.

الألعاب الاستراتيجية لها طبيعة خاصة جداً، وهذه الطبيعة تتمثل في إتاحة نفس الظروف لكل اللاعبين بحيث يصبح معيار الفوز الوحيد هو مهارة اللاعب وتفكيره الاستراتيجي السريع.

إذا نظرنا إلى أي لعبة استراتيجية تقدم مباريات جماعية سنجد أنها تحاول دائماً الحفاظ على نقطة انطلاق موحدة لكل اللاعبين، وبالطبع وجود مشتريات داخل لعبة بهذه النوعية من شأنه إتلاف التجربة بشكل كامل، لا يتصور قيام مجتمع PVP في لعبة استراتيجية تحتوي على مدفوعات داخلها.

على أي حال نحن لا نمتلك معلومة مؤكدة حول ماهية هذا المتجر وطبيعة المنتجات الموجودة داخله، ولكني أتمنى أن يحتوي المتجر على بعض العناصر الشكلية التي لا تؤثر على تجربة اللعب الكلية.

حسناً كانت هذه انطباعاتنا الاولية حول اللعبة الاستراتيجية الجديدة The Settlers، والتي تبدو واعدة جداً ولكن مازالت تحتاج إلى بعض الإضافات والرتوش هنا وهناك، التي نأمل بأن يتم إضافتها بحلول وقت الإصدار.