
انطباعاتنا عن لعبة THQ Nordic العائدة بعد غياب Darksiders 3
اللعبة التي ظن الجميع أن قدومها مستحيل الآن موجودة بفضل THQ Nordic و Fury، عن لعبة Darksiders 3 نتحدث. ولكن هل هي اللعبة التي انتظرناها طوال هذه السنوات؟
أخيراً أصدرت THQ Nordic الإصدار الثالث من سلسلة Darksiders بعد 6 من الغياب قاتل فيها الاستوديو المطور للبقاء، لتخرج لنا Darksiders 3 بعد فقدان الأمل في استمرار السلسلة ورؤية باقي الـ Horsemen حتى أتتنا Fury. عملت THQ Nordic على إعادة Darksiders 3 للحياة وهو عمل يبدو أنه تم لإرضاء عشاق السلسلة قبل أي شيء آخر. ولكن هل جاءت اللعبة بما كان ينتظره عشاق السلسلة بالفعل ويتوقعونه منها؟
في الحقيقة اللعبة تحوي بعض نقاط الضعف، وربما أول ملاحظة يمكنكم رؤيتها بوضوح هو أن اللعبة ليست متفوقة على غيرها من ألعاب الجيل الحالي، وربما لا تساوي بعضها في الأداء حتى، فهي أقرب لألعاب الـ PS3 و Xbox 360. ولكن في نفس الوقت لم تكن الإصدارات السابقة تهتم كثيراً بهذا الجانب البصري على أي حال! فربما لن يتضايق عشاق السلسلة بسبب المظهر وإنما قد يضايق الأمر بعض القادمين الجدد.
مع ضعفها في هذا الجانب ولكن اللعبة لا تبدو كأي من الألعاب التي صدرت هذا العام فقد جاءت Darksiders 3 بنكهة مختلفة لم نر مثلها طوال عام 2018. هل يجعلها هذا اللعبة المثالية إذاً لهذا العام؟ بالتأكيد لا، ولكن هناك الكثير من التفاصيل التي يجب أن ننظر إليها بتدقيق أكبر.
قد يتضايق بعض اللاعبين من أسلوب القتال والجيمبلاي في اللعبة لدرجة وصفه بـ "السيء" لكونها لا تتسم بالواقعية إطلاقاً وتميل لأسلوب ألعاب الفيديو التي تحمل طابع الـ Arcade أكثر. ولكن هل هذا أمر يءخذ على اللعبة أم يعتبر نقطة في صالحها؟ على أي حال ربما يجب علينا أن نقدم النصيحة الخالدة هنا ونذكر بها وهي "ألّا تحكم على كتاب من الغلاف". فبإعطاء اللعبة فرصتها لتظهر مميزاتها ستجد أنك أمام لعبة تملك الكثير والكثير من الإيجابيات.
تملك Darksiders 3 تصميم شخصيات رائع ومختلف يظهر في إطار قصة مثيرة للإهتمام، بأسلوب لعب له عيوبه ولكنه مع ذلك يقدم تجربة جيدة على المستوى العام من خلال عالم اللعبة والـ Mechanics التي يألفها متابعي السلسلة. فاللعبة تقدم تجربة لعبة فيديو لمحبي ألعاب الفيديو بدون ميول للواقعية أو محاولات واهية لإرضاء شغف الجرافيكس المبهر حينما لا تكون اللعبة بحاجة لذلك.
ربما هذا ما ينتظره الكثير من اللاعبين، لعبة لا تحاول الدفع بأجندات سياسية أو فكرية وتحول مجهودها الكامل لتكون لعبة فيديو وحسب، لا جرافيكس على حساب اللعب ولا حشو أيدولوجي في القصة على حساب ما ترويه في الأساس. وهو بالتأكيد ما يحبه الكثير من الجيمرز القدامى قبل أن يحبه عشاق Darksiders.
صحيح أننا ذكرنا عدة مرات أن عشاق السلسلة سيكونون سعيدين بـ Darksiders 3 ولكن ربما ليس كما يتمنون أو يتوقعون تماماً، فاللعبة رغم طول انتظارها وانتظار اللعب مجدداً بأسلوب Hack and Slash بأحد شخصيات الـ Horsemen إلا أن اللعبة لا تزال تبدو أضعف من الإصدارين السابقين.
اللعبة تتبع Fury الشخصية الأكثر غضباً -كما هو واضح- من شخصيات الـ Horsemen of the Apocalypse الأربعة، مهمتها هي التخلص من الخطايا السبعة 7 Deadly Sins والمتجسدة في شخصيات الوحوش أو الـ Bosses الذين تواجههم خلال اللعبة. بالإضافة لمهمة أخرى تتعلق بمصير الشخصيات الأربعة ولكن لن نتحدث عنها منعاً لحرق الأحداث.
عالم اللعبة وبناء شخصياتها والعالم الخاص باللعبة هو من أقوى وأهم العوامل في Darksiders 3 وأكثرها إثارة للاهتمام، هذا لايعني أن هذا الجانب كان محبطاً في الإصدارات السابقة ولكن بالتأكيد يبدو أنه أخذ حيزاً أكبر مع Darksiders 3 بحيث يستطيع جمع كل عشاق قصة The Four Horsemen حوله مجدداً بعد كل هذا الغياب.
تصميم الشخصيات يظهر في أبهى حلله عندما ننظر لتصميم الخطايا السبع بالإضافة لبعض الشخصيات الجديدة الأخرى التي يتم تقديمها لأول مرة في اللعبة، ناهيك عن تصميم الشخصيات الأربعة الرئيسية الذي نعرفهم ورأيناهم سابقاً. تصميم شخصيات وحوش الخطايا السبع يمثلون توجه سلسلة Darksiders بشكل كبير ويحتفظون بطابع اللعبة المميز والقضاء عليهم واحداً تلو الآخر من خلال الـ Boss fights هي من أكثر لحظات اللعبة امتاعاً.
على صعيد آخر لا تبدو شخصية Fury مثيرة للاهتمام بالشكل الكافي فدوافعها مبهمة ويبدو أنها بالفعل غاضبة دائماً وبلا سبب يبرر ذلك في كثير من الأوقات، ربما تشعر أحياناً أن شخصيتها كانت لتكون أففضل لو كانت أحد الـ Villains، فهي لا تعطي الطابع البطولي أبداً. ولا نعني بهذا أنها تشبه شخصيات الـ Anti-Hero بل تبدو أكثر كشخصية شريرة رئيسية أكثر من أي شيء آخر.
أسلوب اللعب بسيط ولكنه يعتبر تجديداً كبيراً بالنسبة للإصدارات السابقة فجانب الـ Hack and Slash أصبح أقل بشكل ملحوظ ويعتمد القتال الآن على المواجهات الفردية التي يقوم فيها اللاعب بحساب خطواته التالية بشكل جيد، فالأعداء يمكنهم بسهولة أن يحاصروك بالزيادة العددية ويقضوا عليك إن لم تتبع استراتيجية منطقية ومعقولة للتخلص منهم واحداً تلو الآخر في وقت مناسب، فالأمر يعتمد على قدرتك على السيطرة على الحشد الكبير من حولك وتفادي الضربات.
بالطبع كان من الممكن إضافة بعض الجوانب التي تجعل القتال أكثر متعة، فبرغم هذه التجديدات إلا أنه لا يمكنك إلإ أن تشعر بأسلوب اللعب في Darksiders 3 يبدو أقل حماسة من الإصدارين السابقين من اللعبة وبالرغم انه يحمل بعض التحديات الجديدة إلا أن البساطة تغلب على الطابع العام في أغلب الأوقات.
تحركات الكاميرا أثناء اللعب وتحديداً في جانب الـ Combat والقتال هي أحد النقاط الضعيفة في اللعبة، تحركات الكاميرا سيئة وستتسبب في الغالب بتلقيك لبعض الضربات من أعداء خراج إطار الشاشة عدة مرات برغم أن اللعبة تعطيك مؤشرات بمواقع هؤلاء الأعداء لمساعدتك أثناء القتال.
نظام الـ Checkpoint من الجوانب التي تعطي اللعب صعوبة أيضاً أشبه بما هو الحال عليه في سلسلة ألعاب Dark Souls حيث ينبغي عليك العودة لمكان يبعد عن مكان موتك لتقوم مجدداً بجمع ما فقدته والقتال مجدداً مع كل الأعداء في المنطقة بين الـ Checkpoint ومكان موتك، ولا شك أن استخدام THQ Nordic لهذا النظام يبدو غريباً بعض الشيء وغير مألوف خاصة مع رتم اللعبة السريع ونظام التقدم والـ Progression.
سلاح Fury الأساسي هو السوط وخلال اللعب تحصل على عدة Abilities وقدرات تجعلها تستخدم قوة النار أو البرق و Arcane Abilities عديدة تغير من أسلوب القتال في أحيان كثيرة ولكن يبدوأن كل هذه القدرات ينقصها بعض الزيادة في قدرات الـ Crowd Control تختلف عن قدرات الـ Arcane abilities.
تطوير الأسلحة والقدرات الخاصة بـ Fury من العوامل التي ستجعلك مدمناً على لعب Darksiders 3 ولكن أيضاً اكتشاف عالم اللعبة حيث تعتمد اللعبة جانب إعادة التتبع أو الـ Back tracking عن طريق منحك قدرات أو أدوات تسمح لك بدخول أماكن كانت مغلقة أو غير متاحة عند اكتشافك لها لأول مرة، وبمنحك الأدوات المناسبة يمكنك العودة من جديد لاكتشاف هذه الأماكن في عالم Darksiders 3. من المثير للانتباه أيضاً أن اللعبة لا تحاول إرشادك في هذا الجانب إطلاقاً حيث أنك ستفاجأ أحياناً بوصولك لطريق مسدود لتكتشف أنه ينبغي عليك العودة لمكان سابق بعيد لتكمل طريقك من هناك.
عالم اللعبة وتصميمه في غاية الروعة ويعطي شعوراً بالغموض والحماس للاكتشاف في نفس الوقت، بفضل اختيار اتجاه الرسوم الموفق جداً، وهي نقطة علينا التحدث عنها مجدداً حيث علينا الإشادة بـ THQ Nordic لمحاولتهم الحفاظ بأكبر قدر ممكن على سمات الإصدارين السابقين من حيث الريوم والشكل أو الـ Art Direction بوجه عام، مع تقديم ما يكفي من التجديدات يتماشى مع كم التطور الذي وصل إليه عالم الألعاب منذ إصدار Darksiders 2 في عام 2012 بدون الانجراف نحو تحقيق الشكل الواقعي الذي يبحث عنه الجميع في لعبة مستندة على الخيال كأساس لها.
ربما نعيب على اللعبة قصر وقت إكمال اللعبة، وبعض المشاكل في نسخة الـ PC مثل عدم توفر خيار Field of View الذي يؤثر كما ذكرنا سابقاً على زاوية وتحركات الكاميرا التي تبدو في الغالب قريبة أكثر من اللازم أثناء القتال، ولكن ربما يتم حل هذه المشكلة من خلال Patch قادم للعبة.
بشكل عام اللعبة تقدم تجربة مختلفة وجديدة مع محاولات عدة للحفاظ على طابع السلسلة المعروف ببساطة أسلوب القتال والسرعة مع دمجه بعوامل جديدة لأسلوب اللعب مستوحاة من أنواع ألعاب أخرى، ربما هذه البساطة الزائدة تؤذي اللعبة في بعض الأحيان ولكن يبق تحديد هذا متوقفاً على آراء عشاق سلسلة Darksiders. قد لا تبدو اللعبة حماسية بقدر الجزئين السابقين ولكن يبدو أنها تحمل الكثير من الامكانيات التي تجعلنا نأمل ربما ببعض الـ Patches القادمة رؤية تجربة أفضل وتحسينات أكبر واستفادة من الأخطاء القليلة لإضدار الجزء الرابع للـ Horseman الأخير.