تحدثنا في مقالنا السابق من سلسلة المصطلحات التقنية عن ذاكرة الوصول العشوائي أو الرام RAM. وتعرفنا معاً في رحلة سريعة ومُبسّطة عن ماهية الرام وكيف تعمل بشكل عام. كما وتحدثنا عن أنواعها، وغيرها من الصفات التي تختلف بها الرام عن الذواكر الثابتة والمتغيرة الأُخرى الموجودة داخل الحاسب. ولكننا لم ننتهي من الرام بعد عزيزي القارئ، فبالرغم من أن الذواكر قد تختلف في سرعتها بإختلاف الأجيال الخاصة بها، وإختلاف المقابس الداعمة لها، إلا أن سرعات الذاكرة أو التردد كما نُطلق عليه هو أمر أخر مهم عند إختيار الذاكرة.

كما أن هُناك بعض الخواص الأُخرى التي يجب عليك الإنتباه لها مثل التوقيتات وزمن التأخير، ودعم الذاكرة لتعدد القنوات، وغيرها من المصطلحات التي قد تسمعها عندما تبدأ رحلة البحث عن الرام الأفضل لجهازك. لذا فدعونا لا نُضيع الكثير من الوقت هذه المرة ونبدأ في الحديث مرة أُخرى عن تلك الذاكرة المجنونة، ذاكرة الوصول العشوائي أو الرام!.

نبذة تاريخية

لفترة طويلة من الوقت، كان عُشّاق الحاسوب مهوسون بكل ما له علاقة بالسرعة. ففي نظر فئة كبيرة من المستخدمين، كل ما عليك فعله هو شراء الأسرع فحسب، بدون الإهتمام بأية معايير أُخرى. ولكن في الحقيقة، الأمر لا يسير دائماً بهذه الطريقة. فبالرغم من أن السرعة الخاصة بالمكونات هي أمر ضروري للحصول على حاسب متميز في المهام التي سقوم بتوكيله بها، إلا أنه وفي العديد من الأحيان يكون الكثير من شئ ما هو أمر لا طائل منه. بل وقد ينقلب السحر على الساحر في بعض الأحيان الأُخرى، عندما لا تتوافق بعض القطع مع القطع الأُخرى مسببة ما نٌسميه بعنق الزجاجة.

وبالعودة للحديث عن الرام، وقبل أن نقوم بتحديد المواصفات التقنية الأفضل لها، والتي تتوافق مع حاسوبك الخاص، لابد من توضيح بعض النقاط والإجابة على بعض الأسئلة. فهل ذاكرة الوصول العشوائي عالية السرعة جيدة للألعاب؟ هل التردد العالي لذاكرة الوصول العشوائي (MHz) أفضل بشكل عام؟ وما هي أفضل سرعة RAM للحصول على التجربة الأمثل مع جهازك؟

مرة أُخرى، ما هي ذاكرة الوصول العشوائي؟

في حال كُنت لم تقرأ المقال السابق الخاص بذاكرة الوصول العشوائي -الذي قمنا بنشره منذ أسبوع تقريباً- والذي يمكنك قراءته من هذا الرابط. فذاكرة الوصول العشوائي أو (RAM)، هي تلك الذاكرة التي يتم إستخدامها كمخزن مؤقت (فائق السرعة) للبيانات الخاصة بمعالجك (وحدة المعالجة المركزية). حيث أنه وعند تشغيل أحد البرامج، يرسل محرك الأقراص الثابتة أو الهارديسك البيانات ذات الصلة بهذا البرنامج إلى ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، ومن ثم تقوم الرام -منذ تلك اللحظة- بمعالجة وتخزين البيانات الخاصة بهذا البرنامج. وهو ما يُتيح للمعالج الوصول إليها بشكل أسرع بكثير من أن يأخذها مباشرة من القرص الصلب.

بعد ذلك، وعند الإنتهاء من العمل بالكامل، يتم تخزين الملف النهائي للعمل الذي قمت به في القرص الصلب. كما انه وفي بعض الأحيان، يتم تخزين تقدّم العمل بشكل تلقائي على القرص الصلب في ملفات التخزين الخاصة بهذا التطبيق. ولعل هذا -خاصية الحفظ التلقائي للعمل- هي السبب الرئيسي الذي يحميك من إحتمالية خسارة بياناتك في بعض الأحيان في حال إنقطاع التيار الكهربي. وسنوضح ذلك بعد قليل!.

كيف تعمل ذاكرة الوصول العشوائي؟

من الناحية الفيزيائية، فالرام أو الذاكرة العشوائية -في الهواتف والحواسيب على حد سواء- هي عبارة عن شريحة من الدوائر المتكاملة المصنوعة من ملايين الترانزستورات والمكثفات. حيث يشكل كل زوج من الترانزستورات والمكثفات خلية، وهذه الخلايا هي المكان الذي يتم فيه تخزين البيانات. تحتفظ هذه الخلايا بشحنات كهربائية وتُطلقها لكتابة البيانات وإعادة كتابتها ومحوها. ويتيح ذلك للبيانات أن تتغير بشكل منتظم أسرع بكثير مما يحدث مع محرك الأقراص الميكانيكي التقليدي (HDD) الذي يستخدم الأطباق وأذرع المحرك. بل يمكننا القول أن حتى وحدات التخزين من الحالة الصلبة لا يمكنها منافسة السرعات التي توفّرها ذاكرة الوصول العشوائي بشكل عام.

الأمر الآخر الجدير بالذكر أيضاً هو أن ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) هي ذاكرة متقلبة "المزاج" أو الطبيعة، مما يعني أن أي بيانات محفوظة داخل خلاياها ستُفقد عندما تُفقد الطاقة. حيث أن البيانات -وكما أشرنا- يتم تخزينها على هيئة شحنات داخل الذاكرة، لذا ففي حالة عدم وجود تيار كهربي سيتم فقد كل ما داخل الذاكرة. وهذا هو السبب في أننا لا نكتب البيانات بشكل دائم إلى وحدات ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بنا، كما أن هذا هو السبب أيضاً في أنك قد تفقد بياناتك عند إنقطاع التيار الكهربي، في حالة لم يقوم البرنامج أو اللعبة مثلاً بتسجيل التقدم الحاصل كما أشرت في الأعلى.

أما بالنسبة لكلمة "العشوائية" الموجودة في تسمية هذا النوع من الذاكرة، فهو يأتي من حقيقة أنه يمكن كتابة البيانات إلى أي خلية من خلايا الذاكرة بأي ترتيب كان، ويمكن قراءتها أيضاً من أي خلية طالما أن الموقع الفعلي للخلية التي تحتوي على البيانات معروف. وهو ما يُسمّى بعنوان أو عناوين الذاكرة، وهذه العناوين يتم تسجيلها عادة من قبل المعالج أو أي عتاد آخر الذي يتعامل مع الذاكرة، لإستخراج تلك البيانات عند الحاجة إليه من خلال تلك العناوين.

معلومة تقنية : ماذا يعني عنوان الذاكرة؟

عنوان الذاكرة هو معرف فريد يستخدمه جهاز الكمبيوتر أو وحدة المعالجة المركزية لتتبع البيانات. يتم تعريف هذا العنوان الثنائي من خلال تسلسل مرتب ومحدود من الأرقام يسمح لوحدة المعالجة المركزية بتتبع موقع كل بايت  byteمن الذاكرة.  في أجهزة الكمبيوتر الحديثة، يتم ربط البايتات وتخصيصها لعناوين ذاكرة مُعينة-  وعناوين الذاكرة هذه هي أرقام ثنائية مخصصة لكل خلية من خلايا ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) التي تستوعب ما يصل إلى بايت واحد.  لذا وفي حالة كانت البيانات أكبر من بايت واحد، يتم تقسيمها على التوالي إلى عدة بايتات بسلسلة من العناوين المقابلة لهذه الـbytes . ومن ثم تقوم الأجهزة ووحدات المعالجة المركزية بتتبع البيانات المخزنة عن طريق الوصول إلى عناوين الذاكرة عبر نواقل البيانات Data Buses.

العوامل التي تُحدد سرعة الذاكرة

كما اشرت في بداية المقال، يُخطئ الكثير من المستخدمين عند تحديد سرعة ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بهم، فيظن البعض، بل يمكننا القول الكثير أن سرعة الرام هي ترددها، ولكن هذا غير صحيح. فبالرغم من أن التردد الخاص بالرام هو أحد العوامل التي تُحدد سرعتها، إلا أن التردد وحده لا يكفي لنعرف السرعة الخاصة بالذاكرة أو عرض النطاق الترددي الخاص بها إن جاز التعبير. لذا فدعوني أوضّح لكم كيف يتم حساب سرعة الذاكرة إذاً.

تردد ذاكرة الوصول العشوائي (ميجاهرتز)

يتم قياس تردد ذاكرة الوصول العشوائي من خلال دورات الساعة أو clock cycles التي تقوم بها الذاكرة (وكما اشرنا منذ قليل، فغالباً ما يطلق الناس على التردد الخاص بذاكرة الوصول العشوائي أنه السرعة، على الرغم من أنها جزء فقط من معادلة السرعة). والتردد الخاص بالذاكرة ما هو إلا كل عملية قراءة وكتابة. أي أن كل عملية قراءة وكتابة تقوم بها الذاكرة تُسمّى دورة. وعلى ذلك، يتم قياس تردد ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) بعدد الدورات (عمليات القراءة والكتابة) التي يمكن أن تؤديها تلك الذاكرة في الثانية الواحدة.

فعلى سبيل المثال ، إذا تم تصنيف ذاكرة وصول عشوائي (RAM) عند 3200 ميجاهرتز ، فهذا يعني أنها تستطيع القيام بـ 3.2 مليار دورة أو عملية قراءة وكتابة في الثانية الواحدة.  وكلما زاد عدد الدورات التي يمكن أن تؤديها ذاكرة الوصول العشوائي في الثانية، يُترجم ذلك إلى مقدار البيانات التي يمكن تخزينها وقراءتها من قبل الذاكرة، وهو ما يجعل تجربة المستخدم أكثر سلاسة.  

الجدير بالذكر أيضاً أنه في العادة ما يكون هناك ارتباط مباشر بين جيل ذاكرة الوصول العشوائي من نوع (DDR)  (الذاكرة ذات معدل البيانات المزدوجة، والتي تحدثنا عنها في المقال السابق) وبين دورات الساعة أو الترددات التي تستوعبها هذه الوحدات. ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة عند مقارنة أقصى ترددات توفرها ذواكر DDR3 و DDR4 والآن DDR5 ( التي بدأت في الظهور في العام الحالي)..

زمن الكمون أو زمن التأخير  CAS Latency

العامل الثاني في تحديد سرعة الذاكرة هو زمن Column Access Strobe  (CAS)، أو CL إختصاراً، وهو وقت التأخير الذي تستغرقه ذاكرة الوصول العشوائي في تلقي أمر ثم القدرة على التعامل معه وتنفيذه. وفي العادة تبدو أرقام التوقيت مثل هذا 15-17-17-35 كمثال.  تشير هذه الأرقام إلى عدد الدورات أو الـ clock cycles التي تستغرقها ذاكرة الوصول العشوائي للاستجابة للأمر. ومع ذلك ، قد تكون ذاكرة الوصول العشوائي بتردد MHz مع توقيت CAS أبطأ من ذاكرة الوصول العشوائي ذات التردد MHz الأقل مع توقيتات CAS الأسرع. ولعل هذه النقطة الأخيرة هي النقطة المربكة بعض الشيء بالنسبة للكثيرين، ولكنن سأحاول تبسيط الأمر أكثر قليلاً.

العثور على سرعة ذاكرة الوصول العشوائي الحقيقية الخاصة بك

حسناً، كما اشرنا منذ قليل، فللحصول على السرعة الحقيقية لذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بك فنحن نحتاج إلى معرفة مجموعة من العوامل، مثل التردد وزمن التأخير أو زمن الكمون، ونوع الذاكرة نفسها.  فكيف يمكن ذلك؟

العامل الأول في تحديد السعرة هو تردد ذاكرة الوصول العشوائي.  وهنا دعونا نأخذ ذاكرة بتردد 3200 ميجاهرتز كمثال.  أما العامل التالي فيتعلق بنوع ذاكرة الوصول العشوائي لديك، فعلى سبيل المثال ذاكرة ، DDR ( أو الذاكرة ذات معدل نقل البيانات المزدوجة) تستطيع نقل البيانات على جانبي التردد.  أي أنها ببساطة تقوم بنقل البيانات مرتين في الدورة الواحدة للتردد.  أما العامل الثالث والأخير فهو توقيت CL الخاص بالرام، وما يهمنا فقط هو الرقم الأول  من الأربعة أرقام التي تشكل توقيت ذاكرة الوصول العشوائي.  وهنا سنستخدم التوقيتات(14-15-15-39)  في مثالنا.  والآن يمكننا ببساطة حساب السرعة من خلال المعادلة التالية.

كسر سرعة الذاكرة وملفات XMP/DOCP

لا شك أن الكثير منا قد لاحظ من قبل ما يُسمّى بملفات أو أوضاع XMP/DOCP. وفي الحقيقة فهذه الملفات لها غرض واحد بسيط وهو كسر سرعة الذاكرة، فكيف ذلك؟.

بشكل إفتراضي، الحد الأقصى لتردد ذاكرة الجيل الرابعDDR4  هو 2400 ميجاهرتز.  لذا فعندما ترى ذاكرة وصول عشوائي بسرعات مصنفة فوق هذا التردد، فهذا يعني ببساطة أن تلك الذاكرة قد تم رفع تردد التشغيل الخاص بها لهذه السرعة من قبل الشركة المصنعة للذاكرة. وللوصول إلى هذا التردد المعزز  للرام، يجب عليك أولاً تحديد موقع ملف تعريف ذاكرة الوصول العشوائي XMP / DOCP من البيوس الخاص بك وتمكينه. XMP  حيث أنك إذا لم تحدد ملف XMP / DOCP الخاص بذاكرة الوصول العشوائي وتفعيله من الـ  BIOS، فستعمل ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بك بأقصى سرعة قياسية وهي 2400 ميجاهرتز.

والآن دعونا نسأل السؤال الأهم للاعبين، هل تحتاج إلى أسرع رام موجودة للحصول على أفضل أداء مع الألعاب؟

في الحقيقة وبالنسبة للغالبية العُظمى من المستخدمين واللاعبين، فالإجابة ببساطة هي لا. ولكن هذا لا يعني أننا ننصحك بالذهاب لشراء ذواكر بطيئة، فكل ما في الأمر أن هناك حدود مُعينة وبعض النقاط أو الإعتبارات التي يجب وضعها في الاعتبار والتي تعتمد إلى حد كبير على وحدة المعالجة المركزية الخاصة بك. فمن واقع التجربة، فذواكر الوصول العشوائي ذات التوقيتات المنخفضة يمكنها تحسين معدلات الإطارات FPS في بعض الألعاب بشكل جيد. وعلى الرغم من أن هذا التحسين ليس جيدًا مثل ترقية وحدة المعالجة الرسومية الخاصة بك مثلاً ، إلا أنه لا يزال أمراً جديرًا بالملاحظة.

وبغض النظر عن تفضيلاتك وميزانيتك التي ستُخصصها للذاكرة، فالملحوظة الأهم هنا هو أنك ستحتاج مع المعالجات الأحدث سواء من AMD  أو Intel إلى ذواكر وصول عشوائي (RAM) بترددات تتراوح بين 3200 ميجاهرتز إلى 3600 ميجاهرتز ، حيث أن هذه الترددات وطبقاً للتجارب هي الترددات الأفضل والتي ستخدمك جيدًا في الألعاب وإستخدامك بشكل عام. أما بالنسبة لديل معالجات Ryzen 5000 الأحدث، فإن ذاكرة الوصول العشوائي ذات الترددات 4000 ميجا هرتز قد تستحق التجربة في حال أردت المزيد من الأداء. ومع ذلك ، فأنا لا أنصحك بذلك، حيث أن الألعاب بالكاد ستستفيد من تلك الترددات المرتفعة (على الأقل في الوقت الحالي)، ولكن الأفضل أن تهتم بذواكر بتوقيتات أفضل مع ترددات 3200 ميجاهيرتز.

حجم أكبر أم سرعة أكثر؟

 في بعض الأحيان قد يتساءل بعض المستخدمين أيهما أفضل، ذاكرة وصول عشوائي بحجم8  جيجابايت مع سرعة أعلى أو ذاكرة بحجم 16 جيجابايت مع سرعة أقل؟. والإجابة هي 16 جيجابايت بالطبع، خاصة إذا كنت من محبي الألعاب المهتمين بالسعر.  وأنا هُنا أُريد فقط أن أوضح لك أيهما أهم في الحالة التي في الأعلى، فلا شك  أنالحصول على مجموعة بسعة 16 جيجابايت + سرعات عالية سيكون له فوائد واضحة ولكن سرعة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) ليست ذات صلة إلا عندما تكون في حيز الأمان من الأداء، أو بمعنى آخر في منصات الفئة العُليا، حيث تكون كل قطرة أداء مهمة.  أما في حالة الفئة المتوسطة أو ما هو أقل، فالحصول على سعة كبيرة 16GB هو أمر لابد منه، حيث تستخدم غالبية الألعاب الآن ما يزيد عن 8GB من الذاكرة، هذا بالإضافة لنظام التشغيل نفسه، لذا فتلك الـ 16 جيجابايت من الذاكرة ستحميك من الوقوع ضحية لعنق الزجاجة.

هل يمكنك مزج ذواكر بسرعات مُختلفة؟

الإجابة المختصرة على هذا السؤال هي نعم، ولكن في بعض الأحيان فحسب. فبشكل عام، ذواكر الوصول العشوائي نفسها متوافقة مع أي ذاكرة وصول عشوائي أخرى بتوقيتات وسرعات مختلفة. ومع ذلك ، فهذا التوافق يأتي مع مشكلة. فكلما زادت الفجوة بين السرعتين ، زاد الضغط الذي تتحمله اللوحة الأم عند محاولة تشغيل تلك الذواكر المختلفة في وقت واحد. دعونا نأخذ مثال بسيط، لنفترض أننا قمنا بتركيب ذاكرتين (لنقل بتردد 2400 ميجاهرتز) وتوقيتات CAS مختلفة قليلاً، ففي هذه الحالة لن يكون هناك مشكلة في الأغلب. حيث ستختار اللوحة الأم الذاكرة ذات السرعة الأبطأ وتقوم بتعديل توقيتات الذاكرة الأسرع للتوافق معها، ومن ثم تشغيل كلتا الذاكرتين بهذه السرعات.

ولكن المشاكل ستبدأ في الظهور فقط إذا زادت الفروقات بين السرعات والتوقيتات بشكل كبير، حيث سيُشكّل ذلك صعوبة وحمل أكبر على اللوحة الأم لتشغيلها جميعاً في وقت واحد والتعديل على التوقيتات والترددات في نفس الوقت بشكل كبير. وعلاوة على ذلك ، قد تحدث مشاكل بسبب عدم قدرة اللوحة الأم على ضبط الوضع، وهو ما سيتطلبتدخلاً يدويًا لتعديل السرعات والتوقيتات عن طريق زيادة أو خفض سرعة الذواكر لضمان الاستقرار، وهو ما يتطلب شخص أكثر خبرة من الشخص العادي بالطبع. لذا فالأمر ممكن، لكنه سيكون بالتأكيد صداعًا لا حاجة له.

عرض النطاق الترددي والسعة

السرعة الخاصة بذاكرة الوصول العشوائي لا توجد بمعزل عن غيرها. حيث انك تحتاج أيضًا إلى مراعاة النطاق الترددي والسعة عند اتخاذ قرار الشراء. ولكن في الحقيقة ونظرًا لتعدد العوامل المؤثرة في ذلك، يمكن أن يكون النطاق الترددي لذاكرة الوصول العشوائي (والفعالية ككل) موضوعًا معقدًا إلى حد ما ولا أظن أن الحديث يسعنا هذه المرة لذكر ذلك.ولكن من حيث المفهوم ، فالأمر بسيط ويُمكن توضيحه. يُعتبر مُصطلح عرض النطاق الترددي أو النطاق الترددي عموماً هو أحد المُصطلحات التي ستجدها موجودة في كل شئ تقريباً له علاقة بالحاسب. والسبب هو أن عرض النطاق الترددي أو النطاق الترددي Bandwidth يُمثّل كمية البيانات التي يمكن نقلها في وقت ما في حيز فيزيائي (في حالتنا ستكون الذاكرة بالطبع).

ولتوضيح ذلك بمثال تخيلي، دعونا نتخيل أن ذاكرة الوصول العشوائي على أنها مثل الطريق السريع. عرض النطاق الترددي سيُمثّل عدد الممرات الموجودة على هذا الطريق. لذا فنظرياً، المزيد من الممرات يعني المزيد من السيارات التي يمكنها المرور من هذا الطريق. ولأن هذا الطريق له بالطبع حد أقصى للسرعة، فستكون هذه السرعة هي السرعة الحسابية للذاكرة . والذاكرة نفسها ستكون مثل نقطة مرور أو مرآب كبير لانتظار السيارات تدخل فيه جميع السيارات وتخرج منها بسرعة ما، باستثناء أن في هذا السيناريو، ستُساعدك السيارات (التي تُمثّل البيانات) التي تدخل وتغادر على لعب ألعاب الفيديو.

لذا فبعبارة بسيطة، إذا لم يكن لديك مساحات كافية لمرور السيارات في المرآب (المساحة هنا تعني أن السعة الخاصة بالذاكرة قليلة). أو إذا كان حد السرعة منخفضًا للغاية على الطريق نفسه،  أو إذا لم يكن هناك ما يكفي من الممرات على الطريق السريع ، فسيحدث زحام مروري شديد. وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى تعطل أو توقف الطريق بالكامل (الحمل الزائد على الذاكرة قد يؤدي لتوقف الجهاز).

لذا وفي النهاية، دعونا نوضّح إذاً العوامل التي تؤثر على سرعة ذاكرة الوصول العشوائي

لجعل حياتك أسهل قليلاً ، قمنا بتجميع الأجزاء الأساسية من المعلومات من هذه المقالة ووضعناها في شكل نقاط سريعة كنوع من المُلخّص. لذا فالقائمة التي ستراها الآن هي قائمة سريعة أو فهرس لما تم الحديث عنه تفصيلياً خلال هذا المقال. وهذه هي أيضاً العناصر الأساسية التي يجب مراعاتها عند شراء ذاكرة وصول عشوائي جديدة، خاصة إذا كنت تبحث عن زيادة الأداء مع الألعاب، فهلّا بدأنا؟

التوقيت الحرج أو Tight timings أهم من السرعة (التردد) : والمقصود بهذا التعريف هو الحصول على ذاكرة وصول عشوائي مع الأوقات أو التوقيتات الأكثر تشددًا، أو التعديل على التوقيتات بأقصى قدر ممكن من داخل البيوس. والمقصود هنا التوقيتات الأقل على الإطلاق مع أفضل تردد ممكن (ولكن الأولوية للتوقيتات في حدود مُعينة من التردد بالطبع)، حيث أنك ستتمكن من خلال ذلك تحسين FPS عبر معظم الألعاب بشكل كبير.  ولكن بالرغم من ذلك، فهذا النوع من الذواكر في الأغلب سيتطلب منك دفع الكثير من الأموال، حيث أن عملية الحصول على ذاكرة وصول عشوائي مثل تلك (والتي ستحتاج قطعاً لكسر سرعتها أيضاً للحصول على أفضل ما تُقدّمه) ربما لن يكون أفضل من استثمار تلك الأموال الإضافية في شراء وحدة معالجة رسومية أفضل. ولكن بالنسبة لأولئك الذين لديهم بالفعل بطاقات رسومية من الفئات العُليا، فهذه بالتأكيد طريقة لاستخراج أداء إضافي من جهازك.

الطريقة الثانية في عملية الإختيار هو ما نُسميه بالـThe Sweet Spot. وقد يثير هذا المُسمّى بعض التكهنات، مثل ما هي المنطقة الأفضل أو التوازن الأمثل بين سرعة الرام والتوقيت الخاص بها. ولكن بالنظر إلى العديد من النتائج من المراجعات المختلفة، يمكننا القول أن أفضل طريقة لتعظيم الأداء داخل الألعاب (فيما يتعلق بذاكرة الوصول العشوائي) هي شراء مجموعة ذواكر بترددات 3200 ميجاهرتز، ومن ثم إنتقاء التوقيتات بشكل حاد، أي أقل توقيت ممكن، أو تعديل التوقيتات يدوياً من داخل البيوس أيضاً. ستوفر قدرًا مناسبًا من المال من خلال اختيار 3200 ميجاهرتز مقابل 3600 ميجاهرتز، لذا فبمجرد ضبط التوقيت، لن يكون الاختلاف كبيرًا في الأداء.

أما في حال كُنت لا تُريد أن تعبث بالتوقيتات، أي أنك تخطط للحصول على ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) واستخدامها مباشرة بمجرد تركيبها بدون المساس بالتوقيتات أو أي أمر آخر. فإننا نوصي بالحصول على أرخص مجموعة ذواكر بتردد 3000 ميجا هرتز + يمكنك العثور عليها. حيث أشارت جميع الاختبارات إلى أن السرعات القياسية بين الذواكر تحدث فرقًا بسيطًا للغاية (أقل من 1٪ في معظم الحالات) في الأداء داخل الألعاب.

ولا تنسى

حسناً أظن أن هذا يكفي لمقالتنا اليوم، ولكن وقبل أن أودعك عزيزي القارئ دعني أُذكّرك بأمر هام للغاية. إذا أردت أن تعرف في النهاية ما هي الذاكرة الأفضل لك ولنوعية إستخدامك، ولازلت غير متأكد من الفائدة العملية أو لنقل التطبيق العملي لهذه الفوارق في الترددات بين الذواكر المختلفة، فالمراجعات الخاصة بالذواكر ستُساعدك حتماً في حسم قرارك الخاص بالشراء، يمكنك العودة إلى قسم المراجعات في موقع عرب هاردوير ومُطالعة المراجعات الخاصة بنا للذواكر ذات الترددات المختلفة ومن ثم المقارنة بينها وبين تلك التي تأتي بتوقيتات أقل لمعرفة الفوارق بنفسك. أليس كذلك؟!.