عندما تسأل أحد العامة عن أهم القطع الموجودة في حاسوبه، سيقول لك بتلقائية "البروسيسور والرام وكرت الشاشة". وعلى الرغم من تلقائية هذه الإجابة وبساطتها المُجرّدة، إلا أنها في الواقع إجابة قريبة من الصحة بشكل كبير. فعلى الرغم من أن جميع هذه المكونات وغيرها لا يُمكننا أن نُحدد من فيها أهم من الأخر، حيث أنك لا تستطيع أصلاً أن تستخدم الحاسوب بدونها " وهنا أقصد المكونات الأساسية للحاسب بالطبع"، إلا أن هذه المكونات الثلاثة بالفعل تُحدد الكثير من ناحية الأداء على أقل تقدير.

ولعل هذه النُقطة الأخيرة هي السبب في وراء الجملة السحرية التي يقولها البعض دائماً لمن يُريد زيادة سرعة حاسوبه " هي الرام عندك كام جيجا " أو "اشتري رام جديدة". وبعيداً عن كل تلك الترهات الفكرية البسيطة، دعونا نتحدث بشئ من الجدية عن تلك القطعة العظيمة وذلك المُصطلح المبهر. فإنفض عنك غُبار الجهل عزيزي القارئ، ودعني آخذك في رحلة بسيطة ومُبهرة في نفس الوقت للتعرف على ذاكرة الوصول العشوائي أو الرام !!...

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

تُعرّف ذاكرة الوصول العشوائي على أنها هي الذاكرة قصيرة المدى لجهاز الكمبيوتر الخاص بك. أي أنها تعمل بمجرد تشغيلك لجهاز الحاسوب، وتقوم أثناء ذلك بتسجيل المعلومات، إلى أن يتم إغلاقه مرة أُخرى وهي الحالة التي تفقد فيها تلك الذاكرة بياناتها مرة أُخرى. ولعل هذا هو السبب الذي جعل البعض يُطلق عليها إسم الذاكرة المتطايرة أو volatile ram . وبالتالي ، فإن إدارة هذه الذاكرة لها تأثير كبير على أداء النظام. وسنوضّح معاً في هذا المقال كيفية عمل ذاكرة الوصول العشوائي وما إذا كان يمكنك فعل أي شيء لزيادة كفاءتها أم لا.

ما هي ذاكرة الوصول العشوائي أو الرام Ram ؟

ذاكرة الوصول العشوائي ، أو الرام RAM، هي في الأساس قطعة من الأجهزة التي تخزن ذاكرة الكمبيوتر قصيرة المدى أثناء تشغيل الكمبيوتر، فأنت الآن في الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال تستخدم ذاكرة الوصول العشوائي لتخزين هذه المعلومات من خلال البرامج (المتصفح في هذه الحالة). وقد يسأل أحدهم ما الفرق بين ذاكرة RAM ومحرك أو وحدة تخزين البيانات سواء كانت من نوع HDD أو SSD .

والفارق هو أن ذاكرة الوصول العشوائي هي ذاكرة مُتطايرة،  مما يعني أن البيانات التي تحتفظ بها هذه الذاكرة تُمحى تمامًا عند فصل مصدر الطاقة، أو عند فصل الطاقة عن الحاسب، أو حتى إغلاقه.  وهو بالطبع عكس ما يحدث في أنواع الذاكرة غير المتطايرة ، مثل تلك الموجودة في وحدات تخزين البيانات أو أقراص التخزين،  حيث يتم الاحتفاظ بالبيانات حتى في حالة عدم وجود كهرباء.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

لذا فيمكننا القول أن ذاكرة الوصول العشوائي تعمل بمثابة أرضية وسط بين ذاكرة التخزين المؤقت الصغيرة فائقة السرعة الموجودة في وحدة المعالجة المركزية الخاصة بك (سنتحدث عن المعالج المركزي قريباً)، وذواكر التخزين الكبيرة الحجم والبطيئة المتمثلة في وحدات التخزين أو مُحركات الأقراص الصلبة أو حتى وحدات التخزين من الحالة الصلبة  (SSD).

وبشكل عام، يستخدم نظامك ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لتخزين أجزاء العمل من نظام التشغيل مؤقتًا والبيانات التي تستخدمها تطبيقاتك النشطة حالياً (مثلاَ وأنت تعمل على المتصفح، تقوم الذاكرة بتحميل بيانات المتصفح وتخزينها، حتى تقوم بإغلاقه) . لذا فذاكرة الوصول العشوائي ليست شكلاً من أشكال التخزين الدائم.

ملحوظة: الجدير بالذكر أن ذاكرة الوصول العشوائي ليست هي الذاكرة الوحيدة المسؤولة عن العمليات التي يقوم بها الحاسب في الوقت الحالي، حيث تعمل ذاكرة الكاش والذاكرة الرسومية بنفس المبدأ، مع إختلاف الوظائف بالطبع.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

يمكنك أن تُفكّر في الأمر وكأن جهاز الكمبيوتر الخاص بك هو عبارة عن غرفة مكتب . بحيث أن يكون القرص الصلب هو خزانة الملفات الموجودة في الزاوية. وفي هذه الغُرفة تشبه ذاكرة الوصول العشوائي طاولة العمل المكتبية الكاملة (أي مكتب كبير عليه جميع الأدوات والأوراق وخلافه من الأدوات التي تُساعدك على العمل)،  ففي حين أن ذاكرة التخزين المؤقت الخاصة بوحدة المعالجة المركزية تشبه منطقة العمل الفعلية حيث تعمل بنشاط على مستند ما.  

إلا أن ذاكرة الوصول العشوائي تمثل المكتب الكبير هذا بالكامل. ولذلك فكلما زاد حجم ذاكرة الوصول العشوائي لديك ، زاد عدد الأشياء التي يمكنك الوصول إليها بسرعة في أي وقت. تمامًا كما هو الحال في حال كان مكتب العمل الخاص بك أكبر ، ففي هذه الحالة سيستطيع حمل المزيد من الأدوات والورق عليه دون أن يصبح فوضويًا وغير عملي.

ولعل الفارق الوحيد هنا هو أنه وعلى عكس المكتب الفعلي، لا يمكن أن تعمل ذاكرة الوصول العشوائي كمخزن دائم للورق والأدوات.  حيث يتم فقد محتويات ذاكرة الوصول العشوائي للنظام بمجرد إيقاف تشغيل الطاقة.

الفرق بين الرام RAM والروم ROM

الروم أو ذاكرة القراءة فقط ROM-Read Only Memory هو نوع مختلف تماماً من ذواكر الحاسوب ولكن يتم الخلط بينه وبين الرام عادة بسبب تشابه الاسمين. ذاكرة الروم - كما يشير الاسم - هي ذاكرة قابلة للقراءة فقط، ولا يمكن للمستخدم الكتابة عليها. يوجد هذا النوع من الذواكر في الكثير من الأدوات الالكترونية والحواسيب والهواتف وله استخدامات عديدة منها حفظ الملفات اللازمة لإقلاع الحاسوب "بيانات البيوس" أو الهاتف أو الأداة الإلكترونية.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

يمكن للشركات أو حتى المطورين الكتابة والتعديل على هذا النوع من الذواكر بطريقة خاصة، ولكن في الحالة الطبيعية لا يمكن للمستخدم التعديل عليها بشكل مباشر.

طبيعة عمل الذاكرة

تتكون ذاكرة الوصول العشوائي من مكثفات وترانزستورات صغيرة قادرة على حمل شحنة كهربائية تمثل أجزاء من البيانات ، وذلك على غرار المعالجات وأجزاء أخرى من جهاز الكمبيوتر الخاص بك، فكل شئ داخل الحاسب هو عبارة عن شُحنات كهربية.  

تحتاج هذه الشحنة الكهربائية إلى التحديث باستمرار. حيث إذا لم يكن الأمر كذلك ، فإن المكثفات تفقد شحنتها بسرعة كبيرة وتختفي البيانات من ذاكرة الوصول العشوائي. ولعل حقيقة أن البيانات يمكن أن تُفقد بسرعة كبيرة عند نفاد الشحن هي السبب في أهمية حفظ أي بيانات تم تغييرها على القرص الصلب أو وحدة التخزين الخاصة بك من نوع  SSD .

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

كما أن هذا هو أيضًا سبب امتلاك العديد من البرامج لميزة الحفظ التلقائي أو تخزين التغييرات غير المحفوظة مؤقتًا في حالة حدوث إيقاف تشغيل غير متوقع. الجدير بالذكر هُنا أن بعض المُتخصصين يمكنهم استرداد البيانات من ذاكرة الوصول العشوائي في ظل ظروف خاصة. ومع ذلك ، وفي معظم الأحيان ، فبمجرد الانتهاء من العمل على ملف ما، أو إيقاف تشغيل جهاز الكمبيوتر ، تختفي المعلومات الموجودة في ذاكرة الوصول العشوائي بلا رجعة.

أنواع ذواكر الوصول العشوائي

عندما يتحدث الناس عن ذاكرة الوصول العشوائي، ففي العادة ما يعنيه الجميع هو ذواكر SDRAM فإنهم يتحدثون عادةً عن ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية المتزامنة (SDRAM) . وذواكرSDRAM  هو النوع الذي سنتناوله في هذا المقال بشئ من التفصيل أيضًا. فبالنسبة لمعظم أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة ، تظهر ذاكرة الوصول العشوائي على شكل عصا يمكنك إدخالها في اللوحة الأم.

لسوء الحظ، في الوقت الحالي هناك اتجاه متزايد لتصنيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة فائقة النحافة والخفيفة عن طريق لحام ذاكرة الوصول العشوائي باللوحة الأم مباشرة من أجل توفير المساحة. وبالرغم من أن هذه العملية توفر بالفعل بعض المساحة، إلا أنه ومع ذلك ، فإن هذا يضحي بقابلية الترقية والإصلاح لهذه الذواكر، والأمر هُنا يُشبه كثيراً بطاريات الهواتف المحولة.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

يجب أيضاً عزيزي القارئ ألّا تخلط بين SDRAM و SRAM ، ، حيث أن الأخيرة تعني ذاكرة الوصول العشوائي الثابتة.  وذاكرة الوصول العشوائي الثابتة هي الذاكرة المستخدمة لذاكرة التخزين المؤقت الموجودة في وحدة المعالجة المركزية (ذاكرة الكاش كما نُطلق عليها) ، من بين أشياء أخرى .  بالطبع ذاكرة الكاش هي أسرع بكثير من ذاكرة الوصول العشوائية ولكنها محدودة أيضًا من ناحية السعة ، مما يجعلها غير مناسبة كبديل لذواكر SDRAM . من المستبعد جدًا أن تواجه SRAM في الاستخدام العام ، لذا فهي ليست شيئًا يجب أن تقلق بشأنه.

تنقسم ذاكرة الوصول العشوائي إلى عدة أنواع مختلفة مثلDDR RAM ، EDO ، FPM ، SDRAM ، SIMM ، DIMM  ..  بالطبع يمكن أن تكون هذه المُسمّيات مُربكة بعض الشيء ، وخصوصاً في حالة كُنت من فئة رجال الكهف الذين لم يهتموا من قبل بالبحث والتعلم عن الحواسيب.  ولكن ببساطة، تصف جميع هذه المصطلحات أنواعًا مختلفة من وحدات ذاكرة الوصول العشوائي التي يختلف كل منها في خصائصها الفيزيائية.  وبشكل عام ، تنقسم ذواكر الوصول العشوائي إلى نوعين من حيث الفئات، كما سنوضح الآن.

الفئة الأولى تُسمّى : SIMM  وهي وحدة ذاكرة أحادية الخط أو Single In-line Memory Module

النوع الثاني يُسمّى : DIMM أي وحدة ذاكرة مزدوجة الخط أو Dual In-line Memory Module

 

تم إصدار النوع الأول من الذواكر (SIMM ) لأول مرة في عام 1983 ، وهذا يعني بالطبع أنه لا يتم استخدامها بشكل شائع اليوم.  وقد كانت الذاكرة تُؤدّي بشكل جيد في الواقع لفترة من الزمن، حتى ظهرت أمامنا معمارية جديدة للمعالجات المركزية نفسها. فمع ظهور المعالجات المركزية ببنية 64 بت ، كان لابد من تثبيت شرائح SIMM التي تأتي بعرض 32 بت في شكل أزواج لتظل متوافقة مع نفس عرض الناقل.  وبالطبع لم يستمر الحال على ذلك كثيراً حتى تم استبدال ذواكر SIMM بوحدات DIMM الجديدة ذات عرض64  بت ، والتي يمكن تثبيتها بشكل فردي.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

أما ذواكرEDO (Extended Data Out)  و FPM (Fast Page Mode)، فهما نوعان من ذواكر  SIMM. بينما يقع النوعين DDR (الذواكر ذات مُعدّلات البيانات المزدوجة) وذواكر SDRAM (ذواكر الوصول العشوائي الديناميكية المتزامنة) في فئة الـ  DIMM. الجدير بالذكر أنه يوجد أيضًا نوع يسمى SO-DIMM ، وهي وحدات DIMM صغيرة الحجم وتوجد بشكل شائع في أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

وبالإنتقال للنوع الأكثر شُهرة فربما لاحظت أن ذاكرة الوصول العشوائي من نوع DDR تأتي في إصدارات مختلفة ، وهي DDR و DDR2 و DDR3 و  DDR4. فهذه ببساطة هي أجيال من وحدات ذاكرة الوصول العشوائي التي تختلف من ناحية السرعة بشكل متزايد، والتي لا تتوافق بالمناسبة مع بعضها البعض.

والآن، ماذا يعني مُصطلح  DDR ؟

تعمل ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) التي تستخدمها في جهاز الكمبيوتر الخاص بك باستخدام معدل بيانات مزدوج  DDR. لذا فمصطلح DDR RAM يعني أن الذاكرة الخاصة بك تقوم بعمليتي نقل للبيانات في كل دورة تردد، وهذا بالطبع يعني عرض نطاق ترددي أعلى.

وبذلك فالأنواع الأحدث من ذاكرة الوصول العشوائي هذه هي إصدارات محدثة من نفس التكنولوجيا ، ولهذا السبب تحمل وحدات ذاكرة الوصول العشوائي تسميات DDR و DDR2 و DDR3 وما إلى ذلك، ليدل ذلك على الجيل الذي تأتي منه هذه الذاكرة.  وعلى الرغم من أن جميع أجيال ذاكرة الوصول العشوائي المكتبية لها نفس الحجم والشكل الماديين ، إلا أنها غير متوافقة.  فلا يمكنك على سبيل المثال استخدام ذواكر DDR3 RAM في اللوحة الأم التي تدعم DDR2 فقط.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

وبالمثل ، فإن ذواكر DDR3 لا تتناسب مع فتحات ذاكرة  DDR4. والسبب هو التصميم الفيزيائي للمقبس الخاص بالذكرة نفسها. حيث يحتوي كل جيل من أجيال ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) على فتحة أو قطع في منطقة مُعيّنة من الشريط الخاص بالنواقل (ذلك الشريطة الأصفر أو الذهبي الذي تجده في الرام من الأسفل). والسبب في هذا التصميم المُختلف هو أن يتم منع المستخدم من خلط وحدات ذاكرة الوصول العشوائي المختلفة من حيث الجيل عن طريق الخطأ أو إتلاف اللوحة الأم ، حتى وإذا قمت بشراء النوع الخطأ من الذاكرة الذي لا يتوافق مع اللوحة الأم الخاصة بك.

أجيال ذواكر DDR

ذاكرة DDR2 هي أقدم نوع من ذاكرة الوصول العشوائي التي قد تُصادفها اليوم. وتحتوي على 240 دبوسًا . أو200  في حالة كانت الذاكرة من نوع SO-DIMM . وبالطبع لا شك أن هذا النوع من الذاكرة قد تم إستبدالها بشكل شبه كامل ، ولكن لا يزال بإمكانك شرائها بكميات محدودة لترقية الأجهزة القديمة.  وخلاف ذلك، فلن تجد لذواكر  DDR2 وجود يُذكر، فقد عفا عليها الزمن تماماً.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

ذواكر DDR3 

تأتي بعد ذلك ذواكر DDR3 ، والتي تم إصدارها في عام 2007. وعلى الرغم من أن ذواكر DDR4 حلت محلها رسميًا في عام 2014 ، إلا أنك وفي الحقيقة لا يزال بإمكانك العثور على العديد من الحواسيب الأقدم قليلاً والتي لا تزال تستخدم معيار RAM القديم هذا.  والسبب في ذلك أنه وحتى عام 2016 ، أي بعد عامين من إطلاق  DDR4بشكل رسمي ، لم تكن الأنظمة التي تدعم DDR4 قد إكتسبت قوة فعلية ورواجاً بين المستخدمين.  وعلاوة على ذلك ، تغطي ذاكرة DDR3 مجموعة كبيرة من أجيال وحدات المعالجة المركزية ، بدءًا من تلك التي تعمل بمقبس Intel LGA1366 وحتى  LGA1151، بالإضافة إلى مقابس AMD AM3 / AM3 + و FM1 / 2/2 +.

أي أنه وبالنسبة إلى أجيال Intel المتعاقبة، سنجد أن هذا النوع من الذاكرة يُغطّي خطوط معالجات Intel Core i7 بداية من عام 2008 وحتى الجيل السابع من وحدات المعالجة المركزية Kaby Lake التي ظهرت في عام 2016. تحتوي ذاكرة الوصول العشوائي DDR3 على نفس عدد الدبابيس مثل تلك الموجودة في ذواكر  DDR2. ومع ذلك ، فهي تعمل بجهد أقل وتوقيتات أعلى ، لذلك فهي غير متوافقة. وأيضًا ، تحتوي ذواكر الحواسيب المحمولة من هذا الجيل DDR3 SO-DIMM على 204 من الدبابيس مقابل 200 في ذواكر DDR2 من نفس النوع.

مصطلحات تقنية: ذاكرة الوصول العشوائي أو "الرام" ما هي وكيف تعمل؟!

ذواكر DDR4

وصلت ذواكر DDR4 إلى السوق في عام 2014 ، وكما أشرنا للتو فقد استغرق الأمر بعض الوقت لتُصبح هذه الذاكرة هي النوع الأكثر شيوعًا من ذواكر الوصول العشوائي في السوق. لتحتل بذلك المركز الأول في الصدارة من الجيل الأقدم DDR3 في وقت ما في عام 2017. ومنذ ذلك الحين ، نما استخدام ذواكر DDR4 بشكل مطرد إلى الحد الذي تُمثّل فيه الآن حوالي 80 بالمائة كل مبيعات الـ RAM في جميع أنحاء العالم. شهدت الفترة الأولية لارتفاع الأسعار التزام العديد من المستخدمين بالجيل السابق من الذاكرة.  

ولكن ومع مرور الوقت، ونظرًا لأن أحدث المُعالجات المركزية من Intel و AMD تستخدم ذاكرة DDR4 حصريًا ، فقد أجبر ذلك معظم المستخدمين إلى الإنتقال إلى الجيل الجديد من الذاكرة أو سيقومون بالترقية في المرة التالية التي يقومون فيها بتحديث أجهزة النظام الخاصة بهم.  ولعل الأمر المُميز في هذا النوع من الذاكرة بجانب الترددات الأفضل بالطبع، هو أن ذواكر DDR4  تقوم بتقليل جهد ذاكرة الوصول العشوائي بشكل أكبر ، لتنتقل من 1.5 فولت إلى 1.2 فولت ، مع زيادة عدد الدبابيس إلى 288.

ذاكرة الوصول العشوائي الأحدث DDR5

 في البداية كان من المُخطط أن يتم وصول ذواكر DDR5 إلى الأسواق الاستهلاكية في عام 2019. ولكن ولسبب ما لم يحدث ذلك. كما لم يحدث ذلك أيضاً في عام 2020، حيث تم إصدار مواصفات الذاكرة الجديدة فقط في منتصف عام 2020. والنتيجة هي أنه في وقت كتابة هذا التقرير ، بدأت ذاكرة DDR5 أخيراً في الظهور إلى العالم، ولكن فقط عن طريق نسخ عرض باهظة الثمن بدلاً من منتجات تخص فئة المستهلك. وهو ما يعني أننا مازال أمامنا بعض الوقت لنراها في أجهزتنا التقليدية.

ستستمر ذواكر DDR5 بتصميم 288 سنًا، على الرغم من أن جهد ذاكرة الوصول العشوائي سينخفض ​​إلى 1.1 فولت. كما أنه من المتوقع أن يضاعف أداء DDR5 أسرع معيار لجيل DDR4 السابق. على سبيل المثال ، كشفت SK Hynix  عن التفاصيل الفنية لوحدات ذاكرة الوصول العشوائي بترددات DDR5-6400، وهو أسرع ما يمكن السماح به وفقًا لمعيار DDR5 الحالي. ولكن، وكما هو الحال مع أي جهاز كمبيوتر جديد ، توقع سعرًا مرتفعًا للغاية عند الإطلاق.

 

طريقة اختيار الرام (ذواكر RAM)

والآن نأتي لأمر هام وهو كيفية إختيار يعتبر أمر مهم فعلاً لمنصة الحاسوب التي تملكها سواء كانت موجهة للعب أو لمنافسات كسر السرعة أو للمصممين أو حتى للإستخدام العادي, وليس صحيحاً المقولة الشائعة التي تقول: ياعم اشتري أسرع تردد وعيييييش! طبعاً هذا كلام خاطئ 100% لأن هناك معايير مهمة جداً يجب عليك أن تعرفها وتطبقها عند اختيارك القادم لذواكر RAM...ونعم من دون مساعدتي أو مساعدة أحد! كيف ذلك؟ نعم يمكنك أن تصل الى هذه المرحلة بكل سهولة فقط ركز معي فيما سأقوله لك وقبل أن تتابع معي أحضر كوباً من القهوة أو النسكافيه أو أي مشروب تفضله :-) وسوف تصل الى النتيجة التي سترضيك حتماً.

أربعة عوامل أساسية يجب معرفتها عن الرامات قبل تحديد الرام التي تحتاج إليها

قبل شراء أو تحديد الرام التي تحتاج إليها، ستحتاج عادة أن تكون مُدركاً لمجموعة من المُصطلحات التقنية الخاصة بالذواكر. وهي تردد الذاكرة والتي تُعرف بـ Memory Frequency، و زمن تأخيرالذاكرة ويُعرف بـ Memory CAS Latency والفولتية وتعرف بـ Voltage، وأخيراً حجم الذاكرة وتعرف بـ Memory size. لن ادخل بالكثير من التفاصيل التقنية لكل واحدة منهم لكني سأتحدث بشكل عام لكي يتبين لك الفائدة منهم عند توجهك لإختيار ذاكرة RAM القادمة بالنسبة لك.
  • تردد الذاكرة:

يُعرف بـMemory Frequency، وهو أحد العوامل الهامة في تحديد سرعة الذاكرة، وقد تحدّثنا عنه بالتفصيل في مقال مُنفصل يُمكنكم الرجوع إليه. وبشكل عام، يُمكننا القول أنه كلما زاد تردد الذاكرة، كُلما كان ذلك أفضل لأداء جهازك. أمر اخر مرتبط بتردد الذاكرة، وهو أن تردد الذاكرة يصاحبه رقم أخر يلاحظ على الذاكرة نفسها وهو يأتي على سيبل المثال بهذا الشكل PCI3-20800 ويقصد برقم 20800 معدل نقل البيانات للذاكرة التي تملكها...فقط وجب التنويه عنها حتى تعرف ماذا يقصد بهذا الرقم.

الاكيد أن أغلبكم يعرف هذه المعادلة البسيطة وهي انك إن كنت تملك ذاكرة وتعرف أن ترددها هو...فلنقل 1866MHz وتريد أن تعرف معدل نقل البيانات لها فكل ما عليك فعله هو أن تضرب تردد 1866 برقم 8 وسوف يظهر لك معدل نقل البيانات للذاكرة 14928MB/s.

  • زمن تأخيرالذاكرة:

وتعرف بـ Memory CAS Latency، وقد تحدّثنا أيضاً عنه في مقالنا الآخر من نفس الرابط، ولا حاجة للمزيد من الشرح. لذا حاول دائماً أن تكون الذاكرة التي تختارها بزمن تأخير قليل. صحيح أن ذواكر الجيل الجديد DDR5 تأتي بزمن تأخير مرتفع ولكن حاول أن تختار أقل زمن تأخير يمكن أن تحصل عليه، نفس الأمر ينطبق مع باقي الذواكر من أجيال DDR4. أمر أخر ضعه في حسبانك انك كلما اخترت ذاكرة بتردد مرتفع سوف تلحظ أن زمن التأخير ارتفع وهو أمر طبيعي، أهم أمر كما ذكرت مراراً وتكراراً أن تختار ذاكرة بزمن تأخير قليل.

  • الفولتية:

وتُعرف بـ Voltage. وهي ببساطة الفولتية التي تعملي عليها الذاكرة، وذلك ينطبق على جميع أجيال الذواكر سواء DDR2،DDR3،DDR4،DDR5. ولعل الأمر الهام الذي قد تُلاحظه هو أنه كلما كان الجيل أحدث كلما لاحظنا انخفاض في الفولتية مما ينعكس على الذاكرة بالفائدة من ناحية الوصول الى تردد اكبر، وإستهلاك أقل من الطاقة، وايضاً حرارة أقل وهو الأهم.

  • الحجم:

ويعرف بـ Memory size، وهو الحجم الكُلّي أو السعة الخاصة بالذاكرة التي ستحصل عليها. في العادة ستجد أن الكثير من الشركات تقوم ببيع الذواكر على شكل أزواج، وهو أمر مُهم لكي تقوم بتفعيل خاصية dual channel أو القنوات المُزدوجة، والتي ستعمل ببساطة على زيادة سرعة نقل البيانات أو زيادة سرعة الرام عموماً. لذلك فذاكرتين بحجم 8GB مثلاً لكل واحدة في وضع Dual Channel سيوفّران لك سرعة أكبر من ذاكرة واحدة بسعة 16GB عموماً. لذلك حاول أن تهتم بهذه النُقطة، مع التركيز على السعة التي تحتاج إليها. وحالياً يُمكننا القول أن الألعاب تحتاج تقريباً 16GB من الذاكرة لكي يعمل جهازك معها بالشكل الأمثل، في حين أن صناعة المحتوى والتصميم قد يحتاج ما هو أكثر من ذلك حسب طبيعة العمل والأحمال.

كيفية اختيار الرامات المناسبة لجهاز الكمبيوتر؟

ببساطة فإن كيفية اختيار الرامات المناسبة يختلف من مستخدم لآخر ويعود لنوعية الاستخدام المطلوبة. وهناك أربع حالات عامة تقريبا لغرض استخدام الرامات وهي استخدام الرام للعب الألعاب الإلكترونية، وبرامج التصميم وكسر السرعة وأخيرا إذا كان الرام للاستخدام العادي، ولكل هذه الحالات توضيح بالمواصفات الأفضل.

  • فإذا كنت لاعباً

 توجه الى ترددات مرتفعة (بما يناسب ميزانيتك) مع حجم لا يقل عن 8GB ولا يزيد عن 12GB, وأن كنت تريد تبريد الأفضل لذواكرك, بعض الشركات المصنعة تقدم مشتت هوائي يتم تركيبه فوق الذواكر من اجل تبديد الحرارة الناتجه من الذواكر..وأن كنت تريد ما هو أفضل حتى من ذلك, هناك حلول تبريد مائي يتم إطلاقها من قبل الشركات المصنعة لحلول التبريد المائي مثل EK وغيرها لجعل ذواكرك تعمل بحرارة منخفضة جداً مما يعني قابلية كسر سرعة أفضل.

  • أما أن كنت مصمما

 فتوجه الى ذواكر بحجم كبير يصل الى 32GB مع تردد مرتفع

  •  إذا كنت من محبي كسر السرعة

فطبعاً الحجم ليس مهم إنما التردد هو المهم, عليك بالتوجه الى أعلى الترددات المتوفرة مع فولت منخفض ايضاً (ان امكن), ولكن جهز في هذه الحالة الى إفراغ مافي جيبك من أموال :-)

  • مستخدماً عاديّاً

فإختر ذاكرة بتردد عادي مع حجم 2GB أو 4GB وهو كافي جداً لإستخدامك البسيط والعادي.

المواصفات التقنية لذاكرة الوصول العشوائي

والآن عزيزي القارئ، وكما رأيت في هذا المقال الطويل نسبياً والذي حاولت فيه تغطية جميع المعلومات المُمكنة عن ذاكرة الوصول العشوائي بمبادئها الأساسية والفروقات بين الأنواع المُختلفة لها، لم يبق لنا إلا الحديث عن المواصفات التقنية للذواكر، وما الذي تعنيه كل منها مثل التوقيتات وأزمنة التأخير والترددات وما إلى ذلك من الأمور. ومن ثم نتطرق لكيفية إختيار الذاكرة الأنسب لك بالطبع. ولكن ولأننا قطعنا شوطاً طويلاً بالفعل في مقالنا اليوم، فسنجعل هذا الحديث لمقام آخر، فلكل مقام مقال !!....