بعد الكثير من الوقت والتحليل، صارت لدينا حقائق واضحة لا جدال فيها .. لقد أصيبت المعالجات المركزية CPUs المعاصرة بالشلل علي جبهتين: جبهة التردد Frequency، وجبهة أداء النواة الواحدة Single Core .. فهي لا تستطيع الوصول الي تردد عال، وحتي لو وصلت فهي لا تستطيع الاستفادة من هذا التردد العال كما ينبغي من الأساس، وهذا بسبب أن تركيب المعمارية عفي عليه الزمن ويحتاج الي تغيير شمولي يرفع من أداء كل نواة علي حدة.

ولأننا نعيش في عالم تحكمه فلسفة أن الأكثر يعني الأفضل، فلم يتبق أمام مصنعي العتاد سوي سبيل واحد: زيادة عدد أنوية المعالجات المركزية لتصبح أكثر وأكثر! وفي مسعاهم هذا فقد دخل هؤلاء المصنعون في معركة عبثية هدفها تقديم عدد أنوية يفوق ما لدي المٌصنع الآخر، بلا مردود إيجابي حقيقي.

many cores

الآن نري معالجات بعشرة أنوية، وبـ 12 وبـ16 بل و بـ 24 و28 و 32 نواة! والآن نستعد للحصول علي 48 و 64! وكل هذا في غضون أعوام قليلة، وكأن الشغل الشاغل لدينا نحن المستخدمين هو أداء الأنوية المتعددة Multi Core! وليس هذا فحسب بل لدينا تقنيات تضيف أنوية وهمية زائدة أو ثانوية علي الأنوية الأصلية، مثل تقنية Hyper Threading من Intel!

وتعريب Thread هو خط او سلسلة، ذلك أن البيانات تذهب الي الأنوية في صورة خط واحد أو سلسلة واحدة لكل نواة، والتقنية تعني حرفيا الخطوط الزائدة Hyper أو السلاسل الزائدة، فهي تجعل لكل نواة خطين أو سلسلتين، خط أصلي وأخر زائد ثانوي، يوضع في خانة الاحتياط ويتم استخدامه في حالة تعطل الخط الأصلي عن العمل لأي سبب، وبهذا تظل النواة مشغولة بالبيانات طوال الوقت، حتي في حالة أعطال تدفق البيانات data bubbles.

hyper threading