لماذا انطفأ نجم ألعاب الـ MMORPG بعد أن كانت سيد الألعاب الجماعية؟
عاشت صناعة الألعاب حقب زمنية مختلفة يمكن تقسيمها حيث سادت فئة معينة من الألعاب لفترة كبيرة من الزمن، ففي الماضي سادت وتحكمت الالعاب الاستراتيجية خصوصاً وأن الحاسب الشخصي كان المنصة الوحيدة المتوافرة وكانت هذه الألعاب متناسبة جداً مع هذه المنصة وإمكانيات الجهاز ومع التطور وظهور أجهزة ألعاب جديدة بدأت فترة هيمنة ألعاب المغامرات وبدأت حتى تظهر سلاسل هذه الألعاب بشكل كبير جداً وخفت نجم الألعاب الاستراتيجية إلى حد كبير، بالطبع لم ينساها اللاعبون ولكن لم تعد هي النوعية الأشهر من الألعاب.
حتى في وقتنا الحالي نجد سيطرة كبيرة جداً لألعاب الباتل رويال وأصبحت هي السمة السائدة بين الألعاب الجديدة، حتى أننا أصبحنا نرى ألعاب تصويب عادية تقوم بإضافة طور باتل رويال لكي تتماشى فقط مع الموجة السائدة.
لكن بين كل أنواع الألعاب التي سيطرت وهيمنت على الساحة ظهرت ألعاب الـ MMORPG والتي عشنا معها لفترة طويلة جداً وكل شخص مهتم بالألعاب لديه لعبة MMORPG استغرق فيها لمئات الساعات، ولكن بشكل مفاجئ بدأت الأضواء تنحصر عن هذه الألعاب بشكل كبير جداً وأصبحنا لا نرى سوى عناوين معدودة منها والعناوين الموجودة في الوقت الحالي لا تحقق انتشار كبير كما هو الحال فمي الماضي.
في هذا المقال سنتعرف على الأسباب التي نتوقع أنها أدت إلى انحسار الضوء عن هذه النوعية من الألعاب.
لماذا انتشرت ألعاب الـ MMORPG.
قبل أن نشرح أولاً أسباب اختفاء هذه النوعية من الألعاب يجب أن نتحدث عن أسباب انتشارها أصلاً، فقد تكون أسباب الاختفاء هي نفسها أسباب النجاح.
نظام مُبهر وجديد.
عندما جاءت ألعاب الـ MMORPG تمكنت من تقديم تجربة جديدة بالفعل علينا كلاعبين، نحن نتحدث عن ألعاب تستخدم اتصال الإنترنت الذي كان يعتبر جديداً علينا في حد ذاته على الأقل بالنسبة للاستخدام المنزلي.
أنت تتحدث عن تجربة لعب تختبرها مع أصحابك ومع مئات اللاعبين من مختلف أنحاء العالم، عناصر كثيرة في اللعبة حية بالفعل لأنه ببساطة من يتحكم فيها لاعبون حقيقيون.
بالطبع قد يرى العديد من صغار السن أو الشباب أن هذه الفكرة عادية أو ثورية، ولكن بالنسبة إلى شخص مثلي عاصر فترة ظهور الإنترنت أو التحولات التقنية عموماً في صناعة الألعاب مثل الانتقال من منظور ثنائي الأبعاد إلى ثلاثي الأبعاد، كان اللعب الجماعي عبر الإنترنت ثوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
شخصياً وبفضل هذه النوعية من الألعاب انفتحت على العديد من الثقافات وتعرفت على أشخاص من جميع أنحاء العالم نتشارك في نفس الاهتمامات والميول وكان هذا الشعور اختبره لأول مرة.
لذلك كان من المعتاد جداً أن تفتح اللعبة لمجرد الوقوف مع أصدقائك الافتراضيين والتحدث في أمور عامة أو تبادل المعلومات حول اللعبة نفسها.
العديد من النشاطات.
لا اتحدث هنا عن المهام التي تقدمها هذه الألعاب أو الفكرة أو القصة ولكن اتحدث عن القواعد العامة الحاكمة لهذه النوعية من الألعاب.
في البداية أنت تلعب مع أشخاص حقيقيين وهذا الأمر يرفع بلا شك من سقف المنافسة لأنك بطبيعة الحال تريد أن تكون الأفضل وإذا تمت هزيمتك من شخص ستريد رد الاعتبار غداً، خصوصاً وأن هذه الألعاب توفر مجتمعات مغلقة ويمكننا دائماً أن نتقابل فيها فالأمر حتى ليس مثل ألعاب الباتل رويال التي تصادف فيها كل يوم مئات اللاعبين ولا تتذكرهم، ففي ألعاب الـ MMORPG كنت تعرف من تتنافس مع في نفس الخادم وتراه بشكل يومي تقريباً ومن هنا بدأت الكثير من العلاقات سواء منافسة، عداء أو صداقة.
النشاط الاقتصادي الموجود في هذه الألعاب كان أحد أهم الأنشطة التي ساعدت على رواج هذه النوعية، معظم ألعاب الـ MMORPG كانت تحتوي على عتاد والمئات من الأدوات الأخرى التي يمكنك الحصول عليها من طرق شتى مثل قتل الوحوش أو التنافس PVP أو تأدية مهام معينة.
ومن هنا نشأ نظام تجاري محاكي جداً للواقع وكل لاعب يسعى للحصول على أندر الأدوات سواء لاستخدامها أو بيعها لاقتناء أدوات اخرى في حاجة لها، والأمر الممتع أن هذا النظام كان واقع جداً فمثلاً الأدوات الجديدة كانت دائماً غالية الثمن لأن الجميع يريد الحصول عليها أو مثلاً يظهر فائدة لأحد الأدوات التي ترفع القيمة أي أن التجارة كانت مربوطة بقانون العرض والطلب كما هو موجود في الحياة الواقعية.
المجانية.
بالطبع المجانية كانت أحد العوامل التي أدت إلى رواج هذه الألعاب، خصوصاً وأننا نتحدث عن فترة لم تكن ثقافة الألعاب انتشرت مثل الوقت الحالي، وبالطبع أيضاً كان يوجد مجموعة من ألعاب الـ MMORPG المدفوعة ولكن الأهم أنه كان يوجد مجموعة اخرى مجانية.
في بداية الأمر كانت الألعاب مجانية بشكل مثالي، كنت لا تحتاج إلى إنفاق الأموال الحقيقية للتقدم في اللعبة أو كان يمكنك الحصول على الأدوات بأكثر من وسيلة حتى وإن كانت تباع في المتجر مقابل أموال حقيقية.
كذلك جودة الألعاب المجانية كانت جيدة جداً وتتقارب بشكل كبير مع الألعاب المدفوعة من هذه النوعية كان لدينا Tera، ِAion و Silkroad بالطبع وكلها ألعاب ممتعة وكبيرة مشابهة لألعاب مدفوعة مثل Guild wars او World of Warcraft.
لماذا انطفأ النجم.
حسناً تحدثنا حتى الآن عن مجموعة أسباب ساعدت على انتشار ألعاب الـ MMORPG ويتبقى الآن أن نتحدث عن الأسباب التي ربما كانت الطريق إلى نهاية سيطرة هذه النوعية من الألعاب.
الفكرة لم تعد جذابة.
للأسف التطور التقني الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة الثورية الموجودة في هذه الألعاب أمر عادي تماما، أصبح من السهل التعرف على الكثير من الأشخاص حول العالم في مختلف المجالات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن كل الألعاب حرفياً اصبحت تقدم محتوى أونلاين حتى وإن كانت اللعبة في الأصل لعبة مغامرات أو أكشن.
لذلك جزء كبير من النشاط داخل هذه الألعاب أصبح عادي جداً وقدمت لك العديد من أنواع الألعاب الأخرى مثل ألعاب الـ MOBA والتي قدمت هي الاخرى بيئة أونلاين تحتك فيها مع العديد من اللاعبين وبشكل مجاني وتنافسي أيضاً.
لا يوجد استفادة من الهواتف.
ألعاب الـ MMORPG انطفأ نجمها قبل أن تحدث الطفرة الكبيرة في ألعاب الهاتف الموجودة في الوقت الحالي، وبالتالي لم تتمكن هذه الألعاب من تحقيق أي نجاح يُذكر على هذه المنصة الجديدة التي بلا شك وبالأرقام أصبحت منصة الألعاب رقم واحد من حيث الارباح والانتاجية وتتفوق حتى على PlayStation أو الحاسب الشخصي.
حتى المحاولات المحدودة لتقديم ألعاب MMORPG على الهواتف كانت من شركات صغيرة جداً وطبيعة هذه الألعاب أيضاً تجعل من الصعب جداً نقلها إلى هذه المنصة.
فلا يمكن على الأقل في الوقت الحالي تقديم لعبة MMORPG على الهاتف بسبب أن هذه الألعاب تحتوي على تفاصيل كثيرة جداً وتحتاج إلى العديد من أزرار التحكم والأهم من كل هذا هذه الألعاب تحتاج إلى عالم كبير يضم اللاعبين.
فمثلاً جميع التجارب الموجودة حالياً توفر شاشة جامدة ومن خلال هذه الشاشة يود مجموعة من الأنشطة التي تنقلت إلى عوالم صغيرة جداً وهنا تفقد هذه النوعية أحد نقاط القوة المتمثلة في العالم الكبير المفتوح الملئ بالنشاطات.
جشع كبير من المطور.
استشعر دائماً أن مطوري هذه الألعاب تملكتهم حالة من الجشع والغرور، فبدلاً من تطوير المحتوى بشكل جذاب بالفعل لجأت معظم هذه الألعاب وبالتحديد المجانية منها إلى تقديم محتوى جشع إلى حد كبير، أصبحنا نجد أدوات هامة جداً وضرورية يتم إصدارها وتكون هذه الأدوات متاحة فقط للشراء عبر المال الحقيقي وكأن اللعبة تجبرك على إنفاق الأموال وبدأ يظهر مصطلح أدفع لتفوز "Pay to Win" وبالطبع هذا الأمر أثار حفيظة الكثير من اللاعبين.
اتذكر لعبة مثل Silkroad التي قامت بإصدار الـ premium الذي يمكنك من الولوج إلى اللعبة بسهولة بينما اللاعب العادي عليه الانتظار لمدة طويلة جداً حتى يتمكن من الدخول إلى الخادم.
أيضاً بدأ المطور في مد وتطويل المحتوي بشكل تكراري جداً لا يوجد به أي لمسات إبداعية وبالمناسبة هذا التكرار هو ما يحدث الآن مع ألعاب الباتل رويال التي أصبحت تحديثاتها مقتصرة على العناصر الشكلية الجديدة أو إصدار سلاح معين أو عميل جديد حسب نوع اللعبة.
بالتأكيد هذا المحتوى المتكرر سيكون مقبول لفترة زمنية قصيرة ولكن وبكل تأكيد لن يساعد على استمرار اللعبة وهنا اتذكر لعبة مثل League of Legends التي تحافظ على خلطتها السحرية بشكل مثالي والفكرة العامة والقوام الخاص باللعبة ثابت لم يتغير سواء من حيث المجانية أو طريقة اللعب ولذلك تمتلك اللعبة قاعدة جماهيرية كبيرة وفية وتظل تلعبها على الرغم من مرور كل هذه السنوات.
شخصياً أرى أن جشع المطور والمحتوى المكرر والذي يستهدف فقط استنزاف الأموال الموجودة في محفظتك بشكل فج جداً كان أحد الأسباب الرئيسية في تراجع هذه الألعاب التي أصبحت أصلاً تعاني من المنافسة الشرسة مع جميع أنواع الألعاب حرفياً التي اقتحمت عالم ألعاب الأونلاين بعد أن كانت محتكرة هذا المجال ومتوجة كملك الألعاب الجماعية.
حسناً، كانت هذه مجموعة من الأسباب التي أدت في وجهة نظري إلى انتهاء عصر ألعاب الـ MMORPG، لا تنسى عزيزي القارئ أن تشاركنا رأيك، هل تتفق معي في هذه الأسباب أم لديك أسباب أخرى أم ترى اصلاً أن هذه النوعية من الألعاب مازالت محافظة على رونقها؟
أخيراً لا تنسى أن تشاركنا بأفضل لعبة MMORPG لعبتها من قبل.
?xml>